54 عاما على جريمة إحراق المسجد الأقصى: نيران لم تنطفئ
موقع أنصار الله – متابعات – 5 صفر 1445هـ
توافق يوم الإثنين، 21 من آب/أغسطس، الذكرى الـ 54 لإحراق المسجد الأقصى، حيث التهم النيران أجزاء واسعة من المصلى القِبلي المسقوف في المسجد، في وقت تصاعدت فيه الأخطار المحدقة بالمسجد والقدس القديمة.
ففي 21 آب 1969، اقتحم يهودي أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان، المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأضرم النار في المصلى القبلي.
والتهمت ألسنة اللهب المتصاعدة المصلى القبلي، وأتت على أثاث المسجد وجدرانه، وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنوات لإعادة ترميمها وزخرفتها كما كانت.
وطال الحريق داخل المصلى القبلي منبر صلاح الدين الأيوبي، وأجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب الرخامي الملون والجدران الجنوبية، وأدت إلى تحطم 48 شباكا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
وبلغت المساحة المحترقة من المسجد أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، ما يزيد عن 1500 متر مربع من أصل 4400 متر مربع، وأحدثت النيران ضررا كبيرا في بناء المسجد وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، ما أدى إلى سقوط سقفه وعمودين رئيسين مع القوس الحجري الكبير الحامل للقبة.
وقطع العدو الصهيوني المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد عندما اندلعت النيران في المصلى القبلي، وتعمد تأخير سيارات الإطفاء التابعة لبلدية الكيان الغاصب في القدس المحتلة حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق.
وبعدٍ عامٍ من الحريق، بدأت أعمال الترميم فيه بإشراف دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية.
واستمرت أعمال الترميم حتى عام 1986، فأزيل الطوب واستؤنفت الصلاة في الجزء الجنوبي من المسجد، ووضع بدل منبر نور الدين زنكي منبر حديدي عام 2006.
وبالرغم من مرور 54 عاما على حادثة إضرام النار بالمسجد القبلي، إلا أن النيران لم تنطفئ وهناك حرائق من نوع آخر ما زالت مستمرة، تتمثل بانتهاكات العدو الصهيوني المتصاعدة بحق المسجد الأقصى، كالاقتحامات، والحفريات أسفله، وملاحقة المرابطين والمرابطات بشكل دائم ومستمر.
وتأتي هذه الذكرى فيما تتطلع “جماعات الهيكل” المزعوم إلى إقامة “الهيكل” في باحات الأقصى مكان مسجد قبة الصخرة، وتسعى لإعادة تعريفه من مسجٍ إسلامي خالص إلى مقدس مشترك بين المسلمين واليهود، تمهيدا لإنهاء كل وجود إسلامي فيه فيما بعد.
وخلال العام 2023، ارتفعت أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى وأداء الصلوات التلمودية الجماعية والعلنية في باحاته، بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست وكبار الحاخامات والمسؤولين عن الجماعات المتطرفة، بغطاء ودعم كامل من الحكومة اليمينية المتطرفة.
يشار إلى أن مساحة المسجد الأقصى تبلغ 144 دونما تشمل المسجد القِبلي الأمامي، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، والمصلى المرواني، ومصلى باب الرحمة، وكذلك المساطب واللواوين والأروقة والممرات والآبار والبوابات الخارجية وكل ما يحيط بالأقصى من الأسوار والجدران الخارجية بما في ذلك حائط البراق.