العاروري: العدو الإسرائيلي سيتلقى هزيمة تُخرجه من الضفة.. والاغتيالات قد تؤدي إلى حرب شاملة
موقع أنصار الله – متابعات – 9 صفر 1445هـ
أكّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، أنّ تكرار العدو الإسرائيلي التهديد باغتياله لن يترك أثراً أو تغييراً، مُتحدثاً بشأن عدّة مواضيع وملفات، ومُشدّداً على أنّ المقاومة في الضفة الغربية ستتعزّز وتتمدّد وتزداد تأثيراً.
وتطرّق العاروري في لقاء عبر قناة الميادين، إلى تهديدات العدو باغتياله واستهداف قيادة حماس، قائلاً إنّ “التهديد الإسرائيلي لشخصي لن يغيّر قناعاتي، ولن يترك أي أثر، ولن يغيّر مساري قيد أنملة”، مُضيفاً: “نحن مؤمنون، ونتمنى أن تُختتم حياتنا بالشهادة التي نعتز بها”، مشيراً إلى أنّ الشهادة هي الفوز العظيم في نظر قادة المقاومة.
وشدّد العاروري على أنّ قادة المقاومة “جزء من الشعب الفلسطيني، ولا يتباينون عن كل أبناء الشعب”، مُذكِّراً بأنّ كل فصائل المقاومة الفلسطينية قدّمت قادةً شهداء مِن كل المستويات، ومؤكداً أنّ هذا “لا يُعَدّ غريباً” على حماس ومختلف حركات المقاومة. “التهديدات الإسرائيلية لا تغيّر في قناعاتي ولا في موقفي ولا في مساري قيد أنملة”.
وفي السياق ذاته، قال العاروري إنّ “دماءنا وأرواحنا ليست أغلى ولا أعز من أي شهيد، ولا يجوز لأم شهيدٍ أن تشعر بأنّ دماء القائد أو المسؤول أعز وأغلى من دماء ابنها. نحن سواسية، والشهيد الذي سبقنا بيوم أفضل منّا”.
وأشار العاروري إلى أنّ العدو الاسرائيلي اتّخذ قراراتٍ كثيرة بشأن اغتيال القادة والمؤسّسين، واستهدف قادةً كثيرين، كقائد كتائب القسّام، محمد الضيف، وهو كان المطلوب الأول للاحتلال منذ انطلاق العمل المقاوم المُسلّح، بحيث حاول الاحتلال اغتياله مراراً، وقام بقتل عائلته، لكنّه “ما زال يقاتل، وما زال على رأس عمله”.
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وجود معادلةٍ جديدة “تتغير كل يوم لمصلحة المقاومة وحلفائها وامتداداتها”، وأنّ هذه المعادلة تترسّخ ضد العدو بقوةً، منبّهاً إلى أنّ أبرز ما في الصورة اليوم هو المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، على رغم كل إجراءات العدو وقوته وإرهابه.
وأضاف العاروري أنّ “جيش” العدو الاسرائيلي حشد أكثر من نصف قواته البرية، عبر أكثر من 30 كتيبة، لمواجهة مقاومة الشعب الفلسطيني في شمالي الضفة الغربية والقضاء عليها، مُشدّداً على أنّه على الرغم من ذلك، فإن “المقاومة في الضفة تزداد قوةً وتأثيراً وتمدّداً”.
ولفت إلى أنّ تمدّد المقاومة إلى سائر مناطق الضفة الغربية يمثّل “كابوساً للاحتلال، ويسبّب له هستيريا وتوتراً وخوفاً”، مؤكّداً أنّ المقاومة تحبط سياسات الاستيطان والتوسّع في الضفة الغربية، التي تعتمدها حكومة الاحتلال الفاشيّة، وأنّها، عبر تمدّدها، ستجبر العدو على الفشل والتراجع.
وأكد العاروري، عير شاشة الميادين، أنّ القادة الإسرائيليين “سيخرجون بهزيمةٍ تُخرج هذا الكيان من الضفة الغربية”، مشيراً إلى أنّ “كلّ مسؤولٍ إسرائيلي، يأتي بسياساتٍ متطرفة ودموية، يخرج بهزيمةٍ غير مسبوقة”، مستذكراً أنّ “هذا ما لقيه رئيسا حكومتي العدو السابقان، إسحق رابين، وآرييل شارون”.
وأشار العاروري إلى أنّ “الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تريد تهجير الفلسطينيين من الضفة، وزيادة الاستيطان والسيطرة على المسجد الأقصى”، مُجدّداً تأكيده أنّها “ستُهزم هزيمةً كبيرة، وستكون النتيجة انسحابها من كل الضفة الغربية”.
وأضاف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أنّ “النخبة الحاكمة في كيان الاحتلال بمنتهى العنصرية والفاشية، وستكسر كيانها وتدمّر علاقاته الخارجية، عبر تقسيمه داخلياً وهزيمته على الأرض”، مضيفاً أنّ “قادة حكومة الاحتلال، عبر مجموعة خطوات، سينتهون إلى حرب شاملة في المنطقة”.
وعلق على قول قادة كيان العدو إنّ “المشكلة في صالح العاروري وغيره مِن قادة المقاومة”، مؤكّداً أنّ المشكلة هي “في الاحتلال، وفي التطرف والفاشية والعنصرية التي يحملها”. الاحتلال إلى هزيمة غير مسبوقة في المواجهة الشاملة.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إنّ وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، “يريد صراعاً كبيراً يمكّنه مِن تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948″، وإنّ هناك من “يفكر في الكابينت في خطواتٍ كالسيطرة على المسجد الأقصى، وتقسيمه، والاغتيالات”، مضيفاً أنّ من يفكر في هذه الخطوات “يعرف أنّ ذلك يؤدي إلى حربٍ إقليمية”. “رغم حشد نحو ثلاثين كتيبة عسكرية من “جيش” الاحتلال في شمالي الضفة الغربية للقضاء على المقاومة هي تزداد قوة وصلابة”
وأكّد العاروري أنّ حلف المقاومة لديه “الجاهزية والأسباب والإرادة والمصلحة في أن تكون هناك حربٌ إقليمية”، مُشدّداً عبر الميادين على أنّ “الأطراف الفاعلة جاهزة ومستعدة لذلك”. وجدد العاروري تأكيده أنّه إذا وصلت الأوضاع إلى المواجهة الشاملة، فسوف “تُهزم العدو هزيمةً غير مسبوقةٍ في تاريخه”، مُعرباً عن أن قادة المقاومة “واثقون بذلك”، ومضيفاً أنّه، في المواجهة الشاملة، “ستُفرض على الاحتلال وقائع جديدة، من ضمنها وضع حدٍّ لاستمرارها، ولتواصل الدعم الخارجي له”.
وأشار العاروري إلى أنّ “معركة التحرير في الضفة الغربية فوق الطاولة”، لافتاً إلى أنّه تمّ الدخول في مرحلة حسم الصراع من خلال تهويد الاحتلال للضفة الغربية وترحيل الفلسطينيين. وأعرب عن اعتقاده أنّ حكومة الاحتلال اليمينية الحالية، ومجلسها الأمني المصغّر، “يفكران في مجموعة خطواتٍ سوف تُفضي إلى حربٍ إقليمية شاملة في المنطقة”.
وقال إنّه “إذا كان الكيان الإسرائيلي يتحدّث عن حربٍ شاملة، ونحن كذلك، فهذا يعني أنّها أصبحت أمراً لا مفرّ منه، وضرورة”. وتطرّق العاروري إلى حالة التنسيق الموجودة بين أعضاء حلف المقاومة، قائلاً : “نحن نتجهّز للحرب الشاملة، ونناقش ذلك في الغرف المغلقة مع كل الأطراف والمكوّنات، التي لها علاقة بهذه الحرب”. “معركة التحرير في الضفة الغربية فوق الطاولة، ونحن دخلنا في مرحلة حسم الصراع من خلال تهويد الضفة وترحيل الفلسطينيين”
وذكّر العاروري، في حديثه، بالالتزام الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، والذي أكّد فيه أنّ “أي اعتداء على المسجد الأقصى والقدس، سيواجَه بحربٍ إقليمية”، وكذلك بحديث السيد نصر الله بخصوص “تحرير الجليل”.
وفي السياق ذاته، قال العاروري إنّه إذا فُتح صراعٌ شامل، فـ”يعني ذلك أنّ أجواء الاحتلال وبحره سيٌُغلَقان، ولن يكون هناك كهرباء ولا اتصالات ولا اقتصاد”، مجدّداً تأكيده أنّ “قوى المقاومة قادرة على فعل ذلك”.
ومع تأكيده أنّ الحرب الشاملة ستكون “هزيمةً لإسرائيل”، عبّر عن رؤيته أنّ “الحروب الكلاسيكية تغيرت”، مشدداً على أنّ “هذا ما نشهده في حرب أوكرانيا”.
وتحدّث العاروري عن عمليات المقاومة الفلسطينية وحركة حماس ضد مستوطني الاحتلال، قائلاً إنّها “تحديداً ضد المستوطنين، لأنّ هذا جوهر المخطّط الإسرائيلي حالياً، وهو رفع عدد المستوطنين في الضفة”.
ولفت إلى أنّه “قلما تنجح خلية مقاومة في أن تنجو فتراتٍ طويلة، بسبب القدرة التكنولوجية الإسرائيلية والتعاون الأمني”، مشيراً إلى أنّ التطور الذي يُحدث الفارق في الضفة الغربية يكون عبر “توسيع قاعدة العمل المقاوم، وتطوير الأهداف والوسائل”.
وتناول العاروري تركّز العمل المقاوم في جنين، مؤكّداً أنّه أحدث للاحتلال “كل هذا الإرباك وهذا الضغط”، وأنّه الآن “يتمدّد، وعلى الجميع المشاركة في المقاومة”. ودعا العاروري “كل شاب في الضفة إلى أن يشارك في العمل المقاوم، عبر أي شيءٍ تصل يده إليه”، متابعاً أنّه “إذا كان عشرات أو مئات المقاومين سبّبوا هذا الضغط، فماذا لو أصبحوا عشرات الآلاف أو مئات الآلاف”، موضحاً أنّهم في المقاومة يعملون من أجل ذلك.
وأصرّ العاروري على أنّه “لم يعد هنا خيارات في أن نتعامل مع الأمور، في المدى البعيد ولا في المدى المتوسط، أو أن نؤجّل القضايا”، مُؤكّداً أنّه في حال “عدم مواجهة المستوطنين الآن، وهم مئة وخمسون ألفاً في الضفة الغربية، فسنواجههم بعد عامين وهم مليونا مستوطن، وسنواجههم وقد استولوا على القدس والمسجد الأقصى”، مُشدّداً على وجوب مواجهتهم الآن”. ومسترسلاً في الحديث عن المواجهة في الضفة الغربية، أكّد العاروري أنّ “أفضل النماذج وأكثرها جدوى عندنا في الضفة الغربية، والتي تُعَدّ فاعلةً جداً للضفة الغربية، هو المواجهة المباشرة والفورية مع المستوطنين ومع الجيش الإسرائيلي”.
وطالب العاروري بأن يُفهم موقف حركة حماس بوضوح، مؤكّداً أنّ الحركة لديها “موقف وقرار مفادهما أن تبقى الحوارات الوطنية قائمة، وعدم الوصول إلى قطيعة”، مُصرّحاً بأنّ اللقاءات الفصائلية “لا تحل كل المشكلات”، مُرجعاً ذلك إلى وجود “خلافٍ في الرؤى والنهج”. ومفصّلاً في هذا الشأن، أشار إلى أنّه “حتى الآن هناك فجوة حقيقية وافتراق في الرؤى والمشاريع، لا تحلها هذه اللقاءات، لكنّ هذه اللقاءات تخفّف حدة التعارضات والاختلافات التي يمكن أن تتحول الى مواجهة”،
مؤكّداً أنّ اللقاءات الفصائلية تمنع حدوث المواجهة، لذلك تحرص حركة حماس عليها، ووفق الأسباب نفسها، تقول إنّ “الإدارة في غزّة تتبع حكومة رام الله”.