.”على سُبْحَة المولد”

 

الشاعر/ سامي الحوثي

 

نورٌ أطلَّ.. وأعيُنٌ تتفقَّدُ

مِن أينَ أشرفَ، فاستفاقَ الرُّقَّدُ؟!

 

جَبَلَ النفوسَ، أزاحَ رَهبتَها، ومِن

هذا الصفاءِ؛ الآنَ عَذْبُكَ يُقصَدُ

 

نورٌ سماويٌّ، دَعانا سُجَّدًا..

وكأنَّ مورِدَهُ الوحيدَ المسجِدُ

 

الوقتُ أكحلُ والمَساوئُ مِروَدٌ..

والعَينُ أدركَ هُدبُها ما الأَسوَدُ!

 

فإذا لِنَغيِكَ تُرهَفُ الأطوادُ بل

يَبكي على خَدِّ البسيطةِ جلمدُ!

 

تَلِدُ الثرى الظَمأى لنبضِكَ غيمةً،

ورُمُوشُ جَفنِ النارِ نحوكَ تخمُدُ

 

وأنا أُسبِّحُ بالمَعانيَ مُذهَلًا،

كعيونِ (مريمَ) وابنُ (مريمَ) يُنشِدُ

 

(طه)، ووجهُ الحُلمِ جاءَ مُغَلَّفًا

بيديكَ، واستلقى بجيدِكَ فرقدُ

 

لكَ حُرمَةٌ نَفَذَت بأوّل لحظةٍ

عيناكَ أبصَرَتَا.. فَقَرَّ السُؤدُدُ

 

يا مولدَ البشرى.. وماذا بعدُ؟ قل:

في كلِّ يومٍ للمكارمِ مولدُ

 

صلَّى عليكَ اللهُ، والتكذيبُ لا

يَنفكُّ والتصديقُ لا يَتردَّدُ..

 

صلَّى عليكَ اللهُ، والأخلاقُ مِن

معناكَ، والعدلُ المُغَرَّبُ يُحصَدُ

 

صلَّى عليكَ اللهُ، واستغشى المَدى

ذِكراكَ.. فهو جَوًى وأنتَ مُحمَّد

 

أسْرى بيَ الحُبُّ الجديدُ إليكَ في

نُطَفِ القديمِ.. عسى لمثليَ موعدُ

 

فأراكَ تعتلجُ الهُمُومَ.. وإنني

لو أفتديكَ مِن الهُمُومِ لأسعَدُ

 

وأراكَ تلقى الأدعياءَ بقِلِّةٍ

وأريدُ أن ألقى.. فيأبى المَشهَدُ

 

30 أغسطس.2022م

قد يعجبك ايضا