أسامه حمدان: العدو الإسرائيلي يسعى لإنجاز نصر وهمي وهذا تعبير عن فشله
موقع أنصار الله – متابعات – 24 جمادى الأولى 1445هـ
أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن المقاومة في غزة لا تزال تقود وتدير فصول معركة طوفان الأقصى في يوم الثاني والستين، بكل قوّة وحكمة واقتدار.
ولفت حمدان في المؤتمر الصحافي اليومي الذي تقيمه حركة حماس في بيروت، إلى أن المقاوة تسطّر ملحمة بطولية، وهي تدافع عن شعبها وأرضها وقدسها وأقصاها المبارك، وتثخن في جيش العدو النازي، فتُرْدِي جنودَه وضبَّاطه بين قتيل وجريح، أو مصابٍ بإعاقة دائمة، أو بعمى تامٍّ أو جزئيء، وتدمّر آلياته العسكرية من مسافة الصفر، فتخرجها عن الخدمة أو تتناثر قطعاً، أو تتفحّم بمنْ فيها من الجنود القتلة الجبناء أو من المرتزقة الذين يستعين بهم هذا العدو النازي.
ولفت حمدان إلى أنه تمَّ توثيق “تدمير أكثر من 410 آلية عسكرية صهيونية تدميراً كلياً أو جزئياً منذ بدء العدوان البري” على قطاع غزَّة، وقتل العشرات من جنود وضباط جيش الاحتلال وقادة ألوية، وبحسب اعتراف العدو، تمَّ قتل 90 جندياً وضابطاً، وبالتأكيد، فالعدد الحقيقي أضعاف ذلك بكثير، وعدد جرحى العدو يزيد عن 2000 جريح مئات منهم إصابات خطيرة.
وشدد حمدان على أن المقاومين مستبسلين في الميدان، وفي كلّ المحاور، ويخرجون له من تحت الأرض، ومن فوقها، ومن تحت الرُّكام، ويدمرّون مدرّعاته ودبَّاباته ويقتلون جنوده وضباطه، ويوثقون ذلك بالصَّوت والصورة، وقال “إنَّ هذه التضحيات العظيمة والانتصارات الميدانية اليومية التي يقدّمها مقاومونا؛ وفي مقدّمتهم كتائب الشهيد عزّ الدين القسَّام، هي مقدّمة للنَّصر الكبير، بإذن الله عزَّ وجل، وإنَّ مقاومتنا المظفرة جاهزة للاستمرار في المواجهة والتصدّي بكل قوَّة وبسالة للعدو، مهما بلغت مدَّة العدوان ومداه”.
وأكد حمدان على أن المجرم نتنياهو وحكومته النازية لم يفلحوا في تحقيق أيّ من أهدافهم السياسية والعسكرية والميدانية، ولن يفلحوا بإذن الله، فشعبنا رغم الألم والظلم والقتل، لا يزال صامداً صابراً محتسباً، ومقاومتنا لا تزال راسخة في الميدان، تقارع هذا العدو النازي في كلّ محاور القتال.
وقال حمدان “لقد مارس العدو كل أساليب القتل والتدمير والتجويع والتعطيش والإبادة المُمنهجة ضد أبناء شعبنا في قطاع غزَّة، بدعم أمريكي وغربي، لكنَّه لم يستطع إحراز صورة نصرٍ مزعوم، ولن يستطيع، بإذن الله، فشعبنا لا يعرف في قاموسه الاستسلام أو الانكسار، فإمَّا الانتصار أو الانتصار”.
وجدد حمدان رفض حماس القاطع لكل المساعي الرّامية إلى تهجير شعبنا من قطاع غزَّة، وحذّر من التعاطي والتساوق معها، كما أكد أنَّ شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة سيفشلون كل مخططات التهجير، وكلّ محاولات فرض حلول لا توقف العدوان ولا تنهي الاحتلال، ولا تعبّر عن إرادة وتطلعات شعبنا في الحرية وتقرير المصير.
وأكد حمدان أن خيار شعبنا الرّاسخ والدائم هو المقاومة الشاملة لهذا العدو الصهيوني النازي، المعادي لكل الشرائع والقيم الأخلاقية والحضارية، وهو حقّ مشروع كفتله القوانين والأعراف الدولية، ولا يملك أحدٌ انتزاع هذا الحقّ من شعبنا.
وقال حمدان “إنَّ سعي العدو لإنجاز نصر وهمي من خلال إعلان نتنياهو محاصرة منزل الأخ المجاهد يحيى السنوار (المنزل تمَّ ما قصفه وتدميره خلال معركة سيف القدس بتاريخ 17-5-2021م)، ما هو إلا سعي وراء أوهام وسراب، وتعبير عن فشل هذا العدو في تحقيق أي إنجاز أو هدف من أهدافه العدوانية ضد شعبنا ومقاومته”.
وأوضح “تذكرون حينها، الصورة الشهيرة للسنوار، وهو يجلس على كنبة فوق أنقاض المنزل، فإسرائيل تصنع أهدافاً وهمية لتحقيق نصر وهمي، فعلت ذلك سابقاً، فيما يتعلّق بمشفى الشفاء، واليوم تفعل ذلك يتعلق بمنزل السنوار المهدَّم”.
وأضاف حمدان”نقول لعائلات المحتجزين: إنَّ استمرار جيشكم في حربه العدوانية ضدّ أبناء شعبنا، لن يعيد أبناءكم إليكم، ولن يعودوا إليكم ما لم يتوقف العدوان، وفرص عودتهم تتضاءل مع طول مدة العدوان، وربما يفقد أثرهم للأبد”، وتابع “نقول لجيش العدو: لا نصر لكم ولا بقاء على أرض غزَّة، فمصيركم إمّا القتل أو الفرار”.
وفيما خص الحالة الإنسانية والحاجة لاستمرار تدفق الإغاثة، قال حمدان “إنَّ حرب الاحتلال العدوانية ومجازره المروّعة على مدار أكثر من شهرين، طالت كلّ شيء في قطاع غزَّة، البشر والشجر والحجر، وكل مقوّمات الحياة الإنسانية، فليس هناك مكان آمن كما يدّعي الاحتلال وتروّج له الإدارة الأمريكية”.
وأشار إلى ان أعداد النازحين تجاوزت 1.3 مليون شخص، يعيشون مأساة حقيقية، في مراكز الإيواء والمدارس وبعض المستشفيات، ومعاناتهم تتفاقم يومياً، ويفتقرون لأبسط الخدمات الإنسانية والإغاثية والطبية، حيث أصبح الحصول على المواد الأساسية نادراً جدّاً، ويحتاج لأيَّام للوصول إليه، مثل الطحين والخبز والغاز.
ولفت إلى أنه “مع انتشار واسع لحالات الجوع والعطش والأمراض المعدية، وفق ما صرّحت به المنظمات الدولية العاملة في القطاع، واليوم أعلنت بلدية غزة أن العطش يجتاح الشمال”، فمنْ لم يمت منهم بالقصف، قضى شهيداً بالجوع والعطش، لانعدام المياه والغذاء، أو قضى شهيداً جريحاً ومريضاً لانعدام العلاج والدواء.
وشدد حمدان على أن ما يدخل يومياً لا يتجاوز 100 شاحنة فقط، بينما احتياجات قطاع غزَّة يومياً تفوق الـ 600 شاحنة يومياً، وبعض هذه المساعدات لا تلبّي الحاجات الأساسية خاصة المواد الغذائية. ونوّد التذكير هنا: أنَّ مناطق غزَّة والشمال لا يصلها إلاّ القليل من المساعدات بسبب منع الاحتلال.
ولفت إلى أنه مع استمرار حرب الاحتلال ضد المستشفيات، حيث يتعمّد هذا العدو تصفية الوجود الطبّي في كامل قطاع غزَّة شمالها وجنوبها، فعدد المشافي العاملة في القطاع يبلغ فقط 4 مشافٍ بعد خروج نحو 55 مشفى ومنشأة صحية من الخدمة جراء القصف اليومي أو نفاد الوقود والحصار.
وقال “إنَّ شعبنا العظيم في قطاع غزَّة، يقدم الشهداء، ويضمّد الجراح بلا دواء، ولا يجد من قوتٍ يقيم صلبه، فمنذ أكثر من شهر، أهل غزَّة يصومون بلا سحور، ويفطرون بلا طعام؛ ولم تنكسر عزيمتهم رغم الألم والقتل والدَّمار، ورغم ذلك يصبر ويحتسب، ومعادلته دوماً مرتبطة بالله سبحانه، الذي لن يخذله أبداً، وسينتصر بإذن الله”.
في ظل تفاقم الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهلنا في قطاع غزَّة مع استمرار العدوان والقصف الهمجي، دعا حمدان “قادة وزعماء دولنا العربية والإسلامية الشقيقة إلى ترجمة قراراتهم في القمَّة العربية والإسلامية بالرّياض، منذ أكثر شهر، إلى واقع عملي، فشعبنا ينتظر منكم خطوة قوية بكسر الحصار عن قطاع غزَّة، وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية ووقف العدوان”.
كما دعا المؤسسات والمنظمات الإنسانية والإغاثية في كل دول العالم إلى زيارة قطاع غزَّة، والاطلاع على حجم الكارثة الإنسانية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة بفعل حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال.
ودعا وكالة الأونروا ومنظمة الصحة العالمية إلى تحمّل مسؤولياتهما الإنسانية والأخلاقية والقيام بدورهما في إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لكل سكان قطاع غزَّة، شمالاً وجنوباً، وعدم الرضوخ لضغوط الاحتلال واملاءاته المنافية للقانون الدولي الإنساني. ونقول بكل وضوح: إنَّ وكالة الأونروا لا تقوم بدورها المطلوب.
ودعا أيضاً علماء الأمَّة العربية والإسلامية ورؤساء الأحزاب السياسية والحركات الإسلامية والشخصيات الاعتبارية في أمتنا إلى تشكيل وفود رسمية لزيارة قطاع غزَّة، وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية، والوقوف مع أهلنا في قطاع غزَّة، الذين يواجهون حرباً عدوانية صهيونية بدعم أمريكي كامل.
وطالب حمدان وسائل الإعلام ووكالات الأنباء في العالم بدخول قطاع غزَّة، والوقوف على حجم المجازر والعدوان الذي يطال الآمنين العزّل في بيوتهم، ومعاناة النازحين في المدارس والمستشفيات، ونقلها بكلّ أمانة ومصداقية.
وفي موضوع الدعاية الصهيونية والأمريكية والحرب على الرّواية الفلسطينية، أكد حمدان أنه لن تفلح محاولات الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية استخدام الدعاية السوداء، وبروبوغاندا “الاغتصاب والعنف الجنسي”، لتشويه مقاومة شعبنا ونضاله المشروع، بعد فشلهما في إثبات كل الادّعاءات والأكاذيب السَّابقة التي روّجوا لها، وانفضاحهما جميعاً أمام العالم، في ضوء الصور التي شاهدها العالم للمعاملة الإنسانية التي تلقاها المحتجزون لدى كتائب القسّام.
وقال إنَّ سياسة التضليل والكذب وتكرار الدعاية السوداء الصهيو أمريكية، يؤكّد مجدّداً إصرار الاحتلال النازي والإدارة الأمريكية، على المضي في مسلسلهم الإجرامي، عبر سفك دماء الأبرياء العزّل من أبناء شعبنا، في جريمة حرب متكاملة الأركان.
وتابع انَّ أكثر من 16 ألف فلسطيني، 70% من النساء والأطفال، ونحو 43 ألف جريح، وأكثر من 1.3 مليون هجّروا من منازلهم، هذه المجازر والمأساة كلّها بسبب هذه الدعائية الصهيو أمريكية، يتحمّل مسؤوليتها المجرم نتنياهو والرّئيس بايدن. .. نعم بايدن يداه ملطختان بدماء النساء والأطفال.
وأضاف “ونقول للرَّئيس بايدن: توقّف عن ترديد كل الأكاذيب التي يؤلفها ويروّجها المجرم الفاشل نتنياهو، ولا تمكّن أذنيك من الاستماع له، فلا مستقبل لهذا المجرم الفاشي سوى المحاكمة ثمَّ للسجن، ثمَّ يصبح أيقونة للفشل في التاريخ الصهيوني”.
وعبر حمدان عن الادانة الشديدة لموافقة مجلس النواب الأمريكي على بيان ينصّ على أنَّ “معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية”، ونعدّها استمراراً للسياسة الخاطئة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية في دعم المشروع الاحتلالي والعدوان النازي والتعامل مع قضية شعبنا وحقوقه المشروعة في الدفاع عن نفسه وإنهاء الاحتلال.
كما دان استمرار شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي في محاربة المحتوى الفلسطيني، وتساوق وسائل الإعلام الغربية مع الرّواية والأجندة الصهيونية، وصمتها أمام خطاب الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين، وندعوها إلى تصحيح نهجها، والعمل على ضمان حريّة الأصوات المعبّرة عن عدالة قضتينا وتطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال.
وفي المواقف الرَّسمية والشعبية حول العدوان النازي ضدّ شعبنا، ثمن حمدان الموقف المصري والأردني وكلّ الموقف العربية والإسلامية والدولية الرّافضة لمؤامرة تهجير شعبنا في قطاع غزَّة، تحت أيّ مبرّرات أو ذرائع، وندعو إلى استمرار رفضها والتصدّي لها، والعمل على تعزيز ودعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، حتى تحريرها وإنهاء الاحتلال.
ورحب حمدان بموقف الأمين العام للأمم المتحدة السيّد “أنطونيو غوتيريش” بإعمال المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تنبّه مجلس الأمن بأنَّ ما يحدث في غزَّة يهدّد الأمن والسلم الدوليين، ومطالبته بوقف مجازر الاحتلال ووقف عدوانه، وندعو كل الدول إلى ممارسة كل الضغوط على الاحتلال والإدارة الأمريكية لوقف عدوانهم عن شعبنا.
وعبر عن بالغ استهجاننا لصمت المجتمع الدولي، وفي مقدّمته الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية، أمام غطرسة الاحتلال الصهيوني المجرم، في تهجمه واستهانته بمؤسسات الأمم المتحدة، ليس آخرها هذا الموقف العدائي والمتغطرس من الاحتلال ووزير خارجيته الذي يطالب بإقالة الأمين العام بسبب موقفه الأخير، وقرار إلغاء إقامة منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة السيّدة “لين هاستينغز” بسبب رفضها تبني رواية الكيان الصهيوني الكاذبة ضد مقاومة الشعب الفلسطيني… على العالم إدانة هذه الغطرسة ، وحماية المؤسسات والشخصيات الأممية من إرهاب نتنياهو وحكومته النازية.
وفي الذكرى الـ 75 لاتفاقيات منع الإبادة الجماعية، والذكرى الـ 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ذكر حمدان العالم الذي أسّس لهذا الاتفاقيات والإعلانات، بأن يتحمّل مسؤولياته السياسية والأخلاقية والإنسانية، في وقف حرب الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعة عقود، وتمكين شعبنا من حقوقه المشروعة؛ في تحرير أرضه والعودة إليها، وإقامته دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وأضاف “نقول لقادة دول مجموعة السبع التي تضمّ الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا وكندا والمملكة المتحدة، الذين أدانوا ما أسموه “تصاعد أعمال العنف التي يرتكبها المستعمرون المتطرّفون ضد الفلسطينيين، الأمر الذي يقوّض الأمن والاستقرار في الضفة الغربية، ويهدّد آفاق السَّلام الدائم”، و”وجوب محاسبة مرتكبي الجرائم”: إنَّ هذه الإدانة غير كافية، فماذا عن جرائم ومجازر جيش الاحتلال النازي في قطاع غزَّة؟ فالقاتل المجرم في الضفة الغربية، سلاحه إسرائيلي وأمريكي، هو نفسه القاتل المجرم في غزَّة، الذي سلاحه إسرائيلي وأمريكي، فيجب التحرّك إلى إدانته وتجريمه ومحاكمته”.
كما جدد حمدان دعوة جماهير أمَّتنا العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم إلى مواصلة حراكهم الجماهيري، وتصعيد كل أشكال التظاهرات والمسيرات في كلّ مدن وعواصم العالم، غداً الجمعة وفي كل الأيام القادمة، رفضاً لجرائم الاحتلال النازي، وتضامناً مع شعبنا وقضيته العادلة، وممارسة كل الضغوط لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال.
وأضاف “نقول لهذه الجماهير والشعوب الحيَّة التي تخرج في كلّ عواصم الدنيا تضامناً مع غزَّة، وتنديداً بالاحتلال وجرائمه، ومطالبة بوقف العدوان: استمروا وواصلوا فعالياتكم، فصوتكم أقوى من صواريخهم، وأنتم تنتصرون لحقوق شعبنا وعدالة قضيتنا ومشروعية مقاومتنا”.