الشيخ قاسم: المساندة دفاع استباقي وجزء لا يتجزأ من مستقبلنا في لبنان والمنطقة

موقع أنصار الله – متابعات – 23 ذو الحجة 1445هـ

لفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أنه “ليس على محور المقاومة فقط أن يجتمع ليدافع عن غزة”، وأضاف “كل العرب كان عليهم أن يدافعوا عن غزة، وكل المسلمين كان عليهم أن يدافعوا عن غزة، وكل من عنده نفس إنساني عليه أن يدافع عن غزة”.

وفي كلمة له في المؤتمر السنوي الذي أقامه التجمع الإسلامي لأطباء الأسنان في بيروت، تابع الشيخ قاسم: “السؤال لمن لا يدافع، لماذا لا تدافع؟ وليس لمن يساند لماذا تساند؟”، وأوضح “نحن نقوم بواجبنا مقتنعين، ولكن قولوا لي أنتم أيها الإنسانيون، أين أنتم من الظلم العالمي الذي ترتكبه “إسرائيل” وأميركا ومعهما قسم من أوروبا؟!”، وأضاف “نحن نؤمن بوجوب استرداد أرضنا، أرضنا لا تُسترد إلاّ بالمقاومة في إطار ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة”.

وبيّن أن “أيّ اقتراح له علاقة بمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والدول الكبرى سيؤدي حتماً إلى مزيد من الاحتلال وإلى مزيد من خسراننا لأرضنا وبلدنا، أيّ تحرير حصل وأيّ انتصار حصل هو ببركة هذه الثلاثية، ولولاها لما حصل التحرير سنة 2000 والانتصار سنة 2006، هذا كله ببركة المقاومة والالتفاف الشعبي والعمل مع الجيش، لذلك نحن مقتنعون أنَّ هذه المقاومة يجب أن تبقى وتقوى وتستمر وتعد الخطط وتعمل وتحدد التوقيت المناسب لأي مواجهة”.

الشيخ قاسم لفت إلى أن “المساندة بالنسبة إلينا دفاع استباقي، وهي واجب وضرورة، وهي بالنسبة إلينا جزء لا يتجزأ من مستقبلنا في لبنان وفي المنطقة”، وأضاف: “جزء كبير من العمليات التي تقوم بها “إسرائيل”، وتقتل على إثرها مجاهدينا وإخواننا هو بسبب الخروقات الجوية بين سنة 2006 و2013 حيث جمع العدو كمية كبيرة من المعلومات واعتدى على خصوصياتنا واطلع على أحوالنا ليعدّ العدة للحرب، إذاً كيف لا نساند وكيف لا نبقى في الميدان، “إسرائيل” هذه عدوانية وترتكب الإبادة ولن تكتفي بما تفعل، فهذا واجبنا وندعو الآخرين إلى القيام بواجبهم إن لم يلحقوا الركب بعد”.

وأكد الشيخ قاسم أن حزب الله ملتزم باتفاق الطائف كما ورد، ولا يطرح أي تعديل ولا تغيير ولا أفكار واهمة”، وقال “لأننا نحتاج إلى إكمال تطبيق الطائف الذي تقرّر ونحن نؤمن به”، وأوضح “عندما نقول إننا نؤمن بالطائف فإن كل ما يصدر عن الطائف من الدستور والقوانين والمراسيم وآليات العمل للقوى المختلفة في لبنان نعتبره الضابطة التي تحكم علاقتنا مع بعضنا بعضاً، ونحن ملتزمون بها”.

وبخصوص انتخاب رئيس الجمهورية، قال الشيخ قاسم: “الدستور وضع آلية لانتخاب رئيس للجمهورية، يجتمع مجلس النواب بثلثي أعضائه فينتخب في الدورة الأولى بالثلثين وبالدورة الثانية بالنصف زائد واحد، هذه الطريقة المعتمدة بالنسبة إلينا هي التي تنجز الاستحقاق الدستوري المليء بالميثاقية والعيش المشترك واحترام الآخر، وتطبيق الطائف، وتطبيق الدستور من دون أن نضيف عليه أي معنى خارجي نلجأ إليه من أجل الوصول إلى هذه النتيجة”.

وتابع سماحته “هذا الدستور موجود، تفضلوا إلى مجلس النواب وانتخبوا الرئيس. بعض الأفرقاء يتهموننا بأنَّنا السبب لأنَّنا متمسكون بمرشح، نقول لهم أنتم هل لديك مرشح؟ يقولون نعم لكنه سرِّي! يقولون لنا عليكم أن تتنازلوا، ولكن لماذا لا تتنازلون أنتم؟!”.

وأردف “نحن إيجابيون بالموضوع، وذكرنا أكثر من مرة أنهم إذا أرادوا اليوم أن ينتخبوا الرئيس، وتم الاتفاق على أن نذهب للمجلس النيابي من أجل تسهيل انتخاب الرئيس حتى مع المواجهة القائمة في الجنوب، فنحن حاضرون لذلك ونحن نفصل بين ما يجري في الجنوب وغزة وبين انتخابات الرئاسة بدليل أننا فصلنا أشياء كثيرة”، وأكد أن “حياة اللبنانيين تسير بشكل طبيعي رغم الحرب، ولدينا قدرة بهذه القناعة ويمكننا تطبيقها”.

وأضاف “يسأل بعض اللبنانيين، كيف نذهب للقتال بدون شرعية، فالشعب اللبناني لا يقبل، نردّ على هؤلاء بأنَّ إدارة البلد تكون من خلال مجلس الوزراء، وإذا راجعنا نظرة الحكومات المتعاقبة للمقاومة، فسنرى أنَّ هناك 19 بيانًا وزاريًا صدروا منذ سنة 1989 حتى اليوم، أي أن 19 حكومة تشكّلت. كل الحكومات التسع عشرة تتحدث عن حق المقاومة وهناك بعض الحكومات قالت إنها تؤمن بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وبعض الحكومات غيّرت بالنص ولكن بقيت المقاومة أساسًا”.

وتابع سماحته “إذا رجعنا إلى آخر 4 حكومات كان عندها نص واحد لم يتغير منذ تاريخ 15-2-2014 حتى اليوم وهو “التأكيد على حق المواطنين اللبنانيين في مقاومة الاحتلال “الإسرائيلي” وردِّ اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة”، هذا نص واضح في شرعنة رسمية للمقاومة الشعبية بأن ترد الاعتداءات وتحرر الأرض وتواجه الاحتلال”.

وخلص الشيخ قاسم إلى القول: “من يزعم أنَّنا نعمل خلاف رأي الشعب، نقول له أليس الشعب مُمثلًا من خلال مجلس النواب، ومجلس النواب ألم يختر حكومته؟ إذًا هناك غطاء رسمي سياسي حكومي يمثل القاعدة الشعبية من خلال آليات الاختيار للحكومة بأنَّ هذه المقاومة مشروعة ومغطَّاة، ومن لم يعجبه ذلك فيستطيع أن يعارض، لكن لا يستطيع أن يقول إنني أنا الشعب والباقي ليسوا كذلك. نعم تستطيع أن تقول إنهم يعملون خلافًا لرأيك ومن معك وليس لكل اللبنانيين، وبطبيعة الحال هذه الآراء المتفاوتة ليست جديدة علينا”.

قد يعجبك ايضا