أمريكا ودموع التماسيح على غزة.. عمق المأساة يكشف زيف واشنطن

تلعب الولايات المتحدة دورا محوريا في العدوان الصهيوني على غزة فهي تشارك الكيان جرائمه وتدعمه بكل أدوات القتل والإجرام وتمنحه كل الدعم والإسناد، ثم تكذب حين تقدم نفسها وسيطا وراعياً للمفاوضات، ودون خجل. أمريكا التي تسوق الأكاذيب ويطلق قادتها التصريحات الحافلة بالمبادرات والحلول عن وقف إطلاق النار الذي يحدث فقط عبر وسائل الإعلام، فيما الجرائم الصهيونية تتواصل ومعها يتواصل خداع وأكاذيب أمريكا.

تشرع الهزيمة الأمريكية من قبل الجيش اليمني في البحر الأحمر تجلياتها في مشهد يعرف التناقضات، حيث تذرف دموع التماسيح على معاناة أطفال غزة، مما يعكس صورة متناقضة للسياسة الأمريكية التي تتأرجح بين القوة العسكرية والتدخلات الدبلوماسية. هذا الوضع يثير تساؤلات عميقة حول مصداقية وأخلاقية السياسات الأمريكية. كيف يمكن للولايات المتحدة التحدث عن حقوق الإنسان والعدالة بينما تشارك في صنع معاناة الأبرياء في غزة.

سنغوص في أعماق الأحداث لكشف الحقائق المؤلمة، لكونها ضرورية لفهم المشهد السياسي المعقد. خاصة وقد جاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، التي أدلى بها مؤخرًا، لتعكس، من وجهة نظره، قلقًا متزايدًا بشأن الوضع الإنساني في غزة، مشددًا على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار لحماية عمليات الإغاثة والمراكز الإنسانية بالقطاع. ومع ذلك، فإن الاحتفاظ بموقف الولايات المتحدة كداعم رئيسي لإسرائيل يعيق أي جهود تهدف إلى تحقيق حل عادل.

وبالرغم من الجهود المعلنة لإنقاذ غزة من خلال البرامج الإغاثية، إلا أن الواقع يشير إلى أن هذه المبادرات لم تسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني بقدر ما زادت من تفاقم الحصار. هذا الوضع يعزز فرض الأمر الواقع ويساهم في تضاؤل الفرص لتحقيق السلام، مما يفتح المجال أمام الكيان المتعجرف لفعل ما يشاء بالفلسطينيين، من اعتقال وتعذيب وتشريد، بينما يبقى العالم متفرجًا ومتعاطفًا بشكل غير مؤثر.

 

أمثلة التاريخ القريب والتحديات في فلسطين

قد ينظر بلينكن، من باب المراوغة، إلى المظلومية الفلسطينية من خلال ما حققته بعض الأمثلة الناجحة من “اتفاقيات السلام”، مثل اتفاقية السلام في أيرلندا الشمالية (1998) التي وضعت حدًا لصراع طويل بين الكاثوليك والبروتستانت، أو اتفاقية السلام في جنوب السودان (2005) التي أنهت الحرب الأهلية السودانية الثانية وأدت إلى استقلال جنوب السودان في 2011.

ومع ذلك، فإن أي حلول ناجحة في مناطق أخرى من العالم لا ينبغي أن تُعتبر بمثابة بصيص أمل لتحقيق السلام في فلسطين. فالوضع مختلف تماما، فهناك رض محتلة وشعب مشرد، يعيش أهله في مخيمات اللجوء، وهناك كيان لقيط يسيطر على أرض عربية دون وجه حق، ولذلك فلا خيارات سلام يمكن أن تنهي المشكلة لأن السلام ، فأي سلام أمام حفنة من اليهود الدخلاء على المنطقة العربية.

يتطلب تحقيق سلام عادل ومستدام معالجة هذه العوامل بشكل شامل ومنسق، مع التركيز على أن المجتمع الدولي، الذي صنع المشكلة، هو من بيده حلها. يجب أن تكون الحلول شاملة وعادلة، مع التزام حقيقي من المجتمع الدولي في صياغة الحل وإسقاطه كأحكام ملزمة على أرض الواقع. وهذا يعني أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يتطلب جهودًا دولية منسقة وشاملة لتحقيق السلام والعدالة. يجب أن تستند هذه الجهود إلى مبادئ العدالة وحقوق الإنسان، مع التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. وهذا في الوضع الحالي ضربا من المستحيل فاللوبي اليهودي متوغل في غالية المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية وما من خيار سوى الجهاد حتى تحرير كل أرض فلسطين.

 

الدعم اليمني للقضية الفلسطينية

يمثل الموقف اليمني، كما يعبر عنه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الموقف الثابت والداعم للشعب الفلسطيني في نضاله ضد العدو الإسرائيلي. لم يكتفِ هذا الموقف بالدعوة إلى تحرك شامل من الأمة العربية والإسلامية لدعم القضية الفلسطينية، بل انخرط جنبا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني في “طوفان الأقصى”، معززًا وحدة المصير في مواجهة غطرسة العدو الصهيوني وكسر شوكة الهيمنة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية.

تبرهن مصداقية الموقف اليمني فيما يقدمه من الدعم العسكري والسياسي للشعب الفلسطيني أن هذا الدعم يأتي من عمق الارتباط الإيماني والإنساني وفيما يدعو إليه من الوحدة بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق موقف موحد وقوي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بالدعم الاقتصادي والاجتماعي، يستمر السيد القائد عبدالملك الحوثي في دعوته لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كوسيلة للضغط الاقتصادي للكيان الصهيوني. كما يشدد على أهمية نشر الوعي بالقضية الفلسطينية في المجتمعات العربية والإسلامية والدولية، وتعزيز التضامن الشعبي مع الشعب الفلسطيني.

وعلى الصعيد العسكري، أظهرت اليمن قوة عسكرية رادعة في مواجهة التحالفات الدولية، حيث تمكنت من الوصول بصواريخها ومسيراتها إلى العمق الصهيوني في “إيلات” وأم الرشاش و”يافا”، وأجبرت عمليات البحرية اليمنية حاملات الطائرات الأمريكية والقطع البحرية لتحالف ما يسمى بـ “حارس الازدهار” على التراجع والفرار. يعزز هذا النجاح العسكري من موقف اليمن في المنطقة ويظهر قدرتها على التصدي للتهديدات الخارجية وصناعة المتغيرات في المعادلة الدولية.

ناهيك عن أن هذه القوة هي وحدها من أحدث تأثيرًا ملحوظًا على السياسة الإقليمية والدولية، ودفعت الولايات المتحدة إلى البحث عن مسارات لتحسين صورتها إقليميًا ودوليًا بعد خيبات الأمل المتكررة فيما أطلقت عليه حملة “ردع الجيش اليمني في البحر الأحمر”، الأمر الذي جعلها تلجأ إلى المراوغة بالدعوة إلى مفاوضات سلام في فلسطين. ومع ذلك، فإن هذه الجهود، في ميزان التفاعل الأمريكي، لا تتجاوز كونها ذرًا للرماد في العيون، حيث لا تعدو كونها مجرد محاولات أمريكية للتمويه عن الفشل الحقيقي الذي تعرضت له على يد القوات اليمنية، ولن تصب إلا في مصلحة الكيان الذي سيستمر في استغلال الأوضاع لتحقيق أهدافه التوسعية.

 

الآفاق المستقبلية

في هذا السياق، يُظهر الموقف اليمني بقيادة السيد القائد عبد الملك الحوثي التزامًا قويًا بالقضية الفلسطينية، حيث يُعتبر دعم اليمن لفلسطين جزءًا من استراتيجيتها الوطنية والإقليمية. يُعزز هذا الموقف من الروابط التاريخية والثقافية بين الشعبين اليمني والفلسطيني، ويُعبر عن رؤية شاملة لمواجهة التحديات المشتركة.

كما أن اليمن، من خلال هذا الدعم، تُرسل رسالة واضحة إلى القوى الكبرى بأن الشعوب العربية والإسلامية لن تتخلى عن حقوقها، وأنها قادرة على مواجهة التحديات مهما كانت صعبة. كما يُعتبر هذا الموقف أيضًا دعوة لجميع الدول العربية والإسلامية لتوحيد جهودها في دعم القضية الفلسطينية، والعمل على تحقيق السلام العادل والشامل.

الموقف اليمني يؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية تتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية. إن نموذج الدعم اليمني للمظلومية الفلسطينية جدير بأن يُعتبر نموذجًا يُحتذى به في التضامن العربي والإسلامي، ويُعزز من الأمل في تحقيق العدالة والسلام في المنطقة.

كما يُجسدها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، فإن المواقف اليمنية تُعبر عن التزام قوي بدعم القضية الفلسطينية ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية. هذه المواقف تُعزز من التضامن العربي والإسلامي وتساهم في زيادة الضغط على العدو الإسرائيلي لتحقيق حل عادل ومستدام. كما يُؤكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي على موقف ثابت وداعم للشعب الفلسطيني في نضاله ضد العدو الإسرائيلي، داعيًا إلى تحرك شامل من الأمة العربية والإسلامية لدعم القضية الفلسطينية، مع التركيز على الوحدة والتصدي لمؤامرات أعداء الأمة.

قد يعجبك ايضا