مضامين خطاب الرئيس في ذكرى ثورة الـ14 أكتوبر: قواعد أساسية لتحقيق الاستقلال وترسيخ دعائم الاستقرار
محافظ عدن: احتفالات اليمن بالعيد الحادي والستين لثورة 14 أكتوبر المجيدة، إعلان عن روح المقاومة التي لا تنكسر، حتى في أحلك الظروف.
محافظ لحج: ثورة 14 أكتوبر تُذكّرنا بأن درب الحرية لا يعرف المستحيل.
محافظ شبوة: ثورة 14 أكتوبر ملحمة أيقظت في الوجدان روح التضحية والنضال لطرد المحتلين الجدد.
محافظ أبين : ستبقى شعلة الحرية مشتعلة حتى تحقيق الاستقلال الكامل.
أنصار الله. تقرير
تاريخ الشعوب الحرة مليء بالنضال والمقاومة الشجاعة. لقد أثبت الشعب اليمني عبر العصور أن السعي نحو الحرية، لا بد له من العزيمة والإرادة القوية. ومن هذا المنطلق تحرك الشعب اليمني في ثورة الـ 14 أكتوبر 1963 م. لواجهة الاحتلال البريطاني، متسلحا بصمود لا يلين وعزيمة لا تفتر، لتحرير أرضه من براثن الغزاة.
وفي مواجهة الغزاة الجدد، يبرز دورنا كأحفاد للأحرار الذين واجهوا الاستعمار البريطاني بعنفوان. نحن نعيش فصولاً جديدة من المعاناة والصراع، لكن النهج الثوري المستمد من تضحيات الأجداد يتجلى في دمائنا. ينبغي علينا أن نستخلص العبر من أخطاء الماضي، ونثبت أن النصر حتمي للشعوب التي تتمتع بقوة الإرادة.
نعيش في زمن تتعدد فيه الأساليب لتفتيت الهوية الوطنية وزرع الفتنة بين أبناء الوطن. لكن الشعب اليمني، الذي نشأ في أحضان النضال، يعرف تمامًا كيف يتجاوز هذه الحيل. فكل محاولة لكسر إرادتنا لن تزيدنا إلا تمسكًا بحقنا في الاستقلال. إن التاريخ لن يرحم المرتزقة والخونة، بينما سيبقى ذكر الثوار الذين اختاروا المقاومة والفداء خالدًا.
يجب علينا اليوم أن نكون صوتًا واحدًا، وأن نواجه بكل شجاعة كل من تسوّل له نفسه انتهاك حقوقنا أو التلاعب بمصيرنا. فتاريخ اليمن، الذي يمتلئ بأنوار الثورة، يؤكد أنه قادرا على إذلال أي غازٍ وطاغٍ مهما كانت قوته. إن قيم الكرامة والشجاعة تُمثّل هويتنا الحقيقية، ولنا في تضحيات الأبطال على مختلف الجبهات دروسا نتناقلها إلى الأجيال القادمة.
لقد أثبت اليمنيون، رغم كل المعاناة، أن نضالهم ضد الغزاة لن يتوقف، وأنهم يجسّدون معاني البطولة والتضحية في سبيل الحرية. إن الاستقلال ليس مجرد موقف سياسي؛ بل هو خيار حياة ورمز للكرامة. لن تمر الغزوات بلا حساب، وستكتب صفحات جديدة مشرقة من تاريخ المقاومة، تليق بتضحيات هذا الشعب الأبي.
اليوم، نحن مطالبون بالالتفاف تحت راية واحدة والعمل معًا لتحقيق النصر. فالثورة ليست مجرد شعارات، بل هي فعل مستمر ونضال يومي نحو الوصول إلى الاستقلال وما يلي ذلك من حرية وكرامة.
سنظل أحفاد الأحرار، وسنقاتل حتى نرى فجر الحرية يشرق على كل شبر من أراضينا. المجد والخلود لشهدائنا، والنصر حليف الأحرار دائمًا وأبدًا.
أولويات المرحلة في خطاب الرئيس المشاط
في زمان يعيش فيه العالم العربي تحديات جسيمة، تتجلى أهمية الوحدة والتضامن بين الأمتين العربية والإسلامية. وفي إطار تلك التحديات، تمثل القضية الفلسطينية والعدوان المستمر على لبنان واليمن قضية محورية تتطلب منا جميعًا استنفار الجهود وتوجيه البوصلة نحو الأهم. وقد تجلى ذلك بوضوح في كلمة المشير مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى لليمن، بمناسبة العيد الـ 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، حيث ألقى الضوء على المبادئ الأساسية التي يجب أن تجمعنا في مواجهة الاحتلال والمخططات التوسعية.
في كلمته التي ألقاها بمناسبة العيد الـ 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير مهدي المشاط، على الأولويات الوطنية الأربع المتعلقة باستراتيجية المواجهة والتصدي للمحتلين الجدد. وأوضح أن مبادئ الإسلام وبديهيات المنطق وأبجديات السياسة تستوجب من الأمة العربية والإسلامية توحيد الجهود لدحر الاحتلال وإفشال مخططاته، ودعم حركات الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، وكل الأقطار العربية، قبل أن يتفشى هذا الوباء في جسد المنطقة.
وشدد المشاط على أن المسؤولية اليوم تتطلب منا مضاعفة الجهود، في ظل استمرار دعم أمريكا ودول الغرب العسكري للعدو الإسرائيلي المجرم، مع إسناد إجرامه وظلمه بكل ما يحتاج إليه، وذلك بما يتعارض مع جميع القوانين الدولية. في الوقت الذي يبخل فيه البعض بدعم المظلومين وأصحاب الحق والقضية العادلة حتى بالكلمة والموقف، وهو أضعف الإيمان. وأكد أن الواجب الشرعي والروابط العربية تقتضي تقديم الدعم للشعبين الفلسطيني واللبناني بكل أشكال الدعم الممكنة، سواء كان ماديًا، أو عسكريًا، أو إعلاميًا، وهم في موقف الدفاع عن النفس أمام هذا العدو المجرم. وأعلن دعم اليمن الكامل للبنان وشعبه خلال معركة دفاعهم عن النفس ومساندة غزة.
واختتم كلمته بإعلان التأكيدات الوطنية الأربع، التي تشكل استراتيجية الأولويات اليمنية في مسار الاستقلال والتحرر، والتكامل مع محاور المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان والعراق وإيران، والتي تمثل نهج ثورة 21 سبتمبر 2014:
الأولى:
أكد المشاط أن اليمن حكومة وشعبًا مستمرة في معركة التحرر والاستقلال حتى دحر الغزاة من كامل التراب اليمني. وجدد النصح للمتورطين في خيانة ثورة 14 أكتوبر ومبادئها، من المنحازين إلى صف المحتل، للعودة إلى جادة الصواب، قبل أن تلحق بهم خزيًا وعارًا يدومان.
الثانية:
جدد التأكيد على الموقف الثابت والمبدئي لليمن في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني، بجميع أشكال الدعم المتاحة: العسكرية، والسياسية، والإعلامية، والشعبية، حتى تحقيق النصر وإنهاء العدوان والحصار على غزة العزة.
الثالثة:
أدان العدوان الصهيوني الأمريكي المستمر على لبنان، والجرائم الوحشية المرتكبة بحق الشعب اللبناني. وأشاد بالملاحم البطولية التي يُبدعها مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان، الذين أثبتوا مجددًا أن استشهاد القادة لا يعني انتهاء المعركة، بل إن دماءهم تظل وقودًا يزيد من تصميمهم وثباتهم على المضي قدماً نحو القدس حتى تحقيق النصر القريب بإذن الله.
الرابعة:
دعا المشاط النظام السعودي إلى اتخاذ خطوات شجاعة وصحيحة لإنهاء العدوان ورفع الحصار بشكل كامل، وتنفيذ الاستحقاقات الإنسانية، وعدم الانصياع للضغوط الأمريكية التي تهدف إلى تعقيد المشهد وإطالة أمد العدوان. فمثل هذا الإجراء لا يصب في صالح المنطقة، ولا يخدم السلام، بل يعزز من المصالح الأمريكية على حساب مصالح بلدينا وشعبينا ومصالح أمتنا.
إن هذا الخطاب يعكس رؤية واضحة وقوية، تدعو إلى الوحدة والتماسك في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، وتعزز من روح المقاومة والصمود في وجه المحتلين.
تحية للنضال المستمر في وجه المحتلين الجدد
في غضون ذلك، أطلق محافظ عدن، طارق سلام، صرخة حرية تدوي في أرجاء الوطن، قال فيها إن احتفالات اليمن بالعيد الحادي والستين لثورة 14 أكتوبر المجيدة ليست مجرد ذكرى، بل هي إعلان عن روح المقاومة التي لا تنكسر، حتى في أحلك الظروف.
واستذكر سلام التاريخ المجيد لليمن، ذلك التاريخ الذي سطره أبطال ثورتي سبتمبر وأكتوبر، عندما انتزعوا حرية بلادهم من قبضة الاستعمار البريطاني، وواجهوا المؤامرات الغربية والأمريكية. “اليمن قد عاش تجربة قاسية، لكنه ما زال واقفًا شامخًا، سيسير قُدُمًا في درب النضال التحرري، مهما كانت التحديات التي تعترضه”.
تحت سماء عدن، حيث اشتعلت شرارة الثورة من جبال ردفان، تراءت ذكريات الأبطال الذين خاضوا غمار المعركة، فحرروا الجنوب من الاحتلال الإمبريالي البريطاني، الذي عاش معه اليمنيون لقرابة القرن وربع. “لقد انتفض الشعب، وسطر مجدًا لا يزال يتردد صداها في قلوبنا”، أضاف سلام.
ومع ذلك، تتجلى المأساة في كلمات المحافظ عندما أشار إلى أن جزءًا من الوطن لا يزال يعاني تحت وطأة الاحتلال الجديد. “إنهم حلموا بعودة الماضي، لكن التاريخ لا يعود إلى الوراء”، قالها بعبارات مشحونة بالألم والفخر. ووجه تحذيرًا صارخًا من أن كفاح اليمنيين لن يتوقف حتى يتم تحرير كل شبر من أراضيهم من براثن هذا الاحتلال البغيض.
حذر سلام من الخطر المتزايد الذي يمارسه المحتل ومرتزقته في المحافظات الجنوبية والشرقية. “إنهم ينتهكون السيادة، ويدمرون النسيج الاجتماعي، ويقومون بنهب الموارد والثروات، بينما يفرضون سياسة التجويع والترهيب لإسكات الأصوات المدافعة عن الحق”.
وفي ختام حديثه، أكد أن كل ممارسات الاحتلال وسلوكه الإجرامي في المحافظات تؤكد استمرار المساعي الغربية البريطانية لاستهداف اليمن، ولإعادة هيمنتها التي توقف صمود وبسالة ثوار 14 أكتوبر.
إن التاريخ يقف شاهدًا على عزم الشعب اليمني، وأن شعلة المقاومة ستظل مشتعلة، حتى تحقق العدالة والحرية، فكلما زادت التحديات، ازدادت الأقدام ثباتًا، ولتُكتب في صفحات التاريخ قصة جديدة من النصر.
إشراقة الأمل: في ذكرى ثورة 14 أكتوبر
في قلب الجنوب اليمني، حيث يلتقي الماضي بالحاضر، يطل اليوم ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة، كغمرة شغف تسكن قلوب أبناء الوطن. تمكنت إرادةٌ حديدية من هز أركان المحتل البريطاني، ومزقت أوهامه التي طالما نسجها حول سيطرته القابضة على الأرض والإنسان.
محافظ لحج، أحمد جريب، يعلنها كمن أشعل جذوة النضال في أرض أحرقت طغاة الاستعمار، موضحًا بأن ذكراهم ليست مجرد كلمات تُنسج في الأذهان، بل هي صرخة حق تعيد للأذهان شجاعة الأبطال الذين واجهوا الدبابات والطائرات بعزيمة لا تلين. لقد كان التحرير حالة من الانتصار الروحي، حين تطايرت شظايا الاحتلال في الهواء، بعد أن استيقظ الضمير الوطني من سباته العميق.
لكن التاريخ، كما يقول جريب، يحمل في طياته دروسًا قاسية. اليوم، يطل علينا احتلال جديد، لا يحمل علامات الجسارة بقدر ما يُظهر من وقاحة في محاولاته لفرض سيطرته وسطوته، وكأن الزمن لم يُعلمهم شيئًا عن مصير كل غازٍ لم يفهم لغة الشعب ورغباته.
وبنبرة حماسية تهز القلوب، أضاف: “إن المحتلين الجدد، الذين فكروا في إحكام قبضتهم على أراضينا، عليهم أن يتذكروا كيف طُرد سابقيهم من أرضنا بجحيم الإذلال. فالشعب اليمني، وعلى الرغم من الألم الذي يعانيه، لن يستكين لتلك المحاولات، بل سيتحرك كما تحرك من قبله الرجال.”
وفي هذه الأثناء، لا يمكن إنكار الزخم الثوري المتجدد الذي يشعل النفوس في الأراضي المحتلة. لقد انتفض أبناء الوطن مؤكدين سخطهم ضد من يحاولون استخدام آلامهم لمصالح قوى تخدم المحتل. إن دل ذلك على شيء، فهو أن التاريخ لن يُنسى، وأن الكفاح مستمر.
في هذا الزخم الثوري، يؤكد جريب مجددًا: “نحن نستلهم من ثورة 14 أكتوبر التي تُعيد إلينا الذاكرة وتُذكّرنا بأن درب الحرية لا يعرف المستحيل. إن الشرارة التي أُطلقت من جبال ردفان لتحرق كيان الوجود البريطاني، تشتعل اليوم من كل ركن من أركان الوطن، لتحطم قيود الاستعمار والاستغلال.”
وفي لحظة من التأمل، نجد أن روح الكفاح اليمني تتجسد في ثوراته المتعاقبة، بل هي تعبيرٌ عن صمود أمة لا تعرف الهزيمة، بل تصنع نورًا ينير درب الحلم الذي لا يزال يتجلى في الأفق.
روح التضحية والنضال لطرد المحتلين الجدد
من جهته اعتبر محافظ شبوة عوض العولقي العيد الـ61 لثورة 14 أكتوبر ملحمة ثورية عظيمة تجسد اعتزاز اليمنيين بتراثهم النضالي، حيث اتحد مناضلو ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر في كفاحهم لطرد الاحتلال، ويسحبون من طيات هذه الثورة القوة والإلهام لمواصلة النضال حتى انتزاع الوطن من براثن المحتلين الجدد في جنوب الوطن.
أن هذه الثورة كانت الشرارة التي أشعلت الكفاح المسلح من جبال ردفان لطرد الاحتلال البريطاني الذي جثم على أرض الجنوب لمدة 129 عاماً. إنها لحظة تاريخية لن ينساها الشعب اليمني.
وأكد العولقي أن ثورة 14 أكتوبر تبقى منارة للنضال، تستمد منها الأجيال القادمة أكبر معاني التضحية والعزيمة في سبيل استعادة حريتهم وسيادتهم من المحتل، وتؤكد رفضهم القاطع لكافة أشكال الوصاية والاحتلال عبر تاريخهم الطويل والمشرف.
وقال المحافظ العولقي: “نُحيي اليوم الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر في ظل تحديات جسيمة ومعطيات دولية مؤلمة، استغلها المحتلون السعوديون والإماراتيون وأعوانهم من الأمريكيين والبريطانيين والصهاينة لإعادة جزء من الوطن إلى فخ احتلالهم، مستخدمين شعارات زائفة تخفي وراءها مشاريعهم الخبيثة”.
لنجعل من هذه الذكرى زادًا يمدنا بالقوة والعزيمة، ولنستمر في طريق النضال من أجل تحقيق الأهداف السامية التي ضحى من أجلها الأبطال في ثورة 14 أكتوبر. إن رُوح التفاؤل والإصرار التي زرعها الأجداد في قلوبنا، يجب أن تكون نبراسًا يقودنا نحو غدٍ مشرق، خال من الاحتلال ومعبرًا نحو بناء يمن سعيد ومستقر.
فلنعمل جميعًا على تعزيز وحدتنا، ونبذ الفرقة، ونسعى لبناء وطن يستحقه كل يمني. نحن جميعًا مدعوون لنكون جزءًا من هذا التغيير، لنقف معًا لمواجهة التحديات، ولنكن حُماة لمبادئنا وأهدافنا الوطنية. إن التوحد خلف الأهداف المشتركة هو السبيل لتعزيز قوتنا واستعادة حقوقنا المسلوبة.
يضيف محافظ شبوة قائلا: “دعونا نُحيي هذا اليوم، لا كما هو مجرد ذكرى، بل كدافعٍ حقيقي لتحقيق المزيد من الإنجازات، وكخطوة على درب التحرير الكامل. إن مسؤوليتنا كبيرة، ويجب أن نكن على قدر التحدي، لنُعيد البسمة إلى وجوه أبناء وطننا ونصنع مستقبلًا مشرفًا للأجيال القادمة”.
اليوم هو يوم الشرف والتضحية، فلنصوت بأعلى صوت للحرية، ولنبذل قصارى جهدنا حتى نصل بوطننا إلى بر الأمان. الشعب اليمني هو قبلة الأحرار، ومعًا سننجح في مسعانا نحو بناء يمن جديد، مستقل، وكريم. فلنبدأ الآن، ولنجعل من الماضي درسًا، ومن اليوم انطلاقة جديدة نحو المجد والكرامة.
ثورة أكتوبر مستمرة ولا بقاء للغزاة والمحتلين
بروحية العزيمة والإصرار، حذر محافظ محافظة أبين، صالح الجنيدي، من المخاطر الكبيرة التي تترتب على الأجندات الاستعمارية الجديدة التي يسعى تحالف العدوان السعودي الإماراتي لتكريسها في المحافظات الجنوبية المحتلة منذ سنواتٍ. وهو يؤكد أن ثورة أكتوبر لا تزال حية في قلوب اليمنيين، ولن تتوانى عن مواجهة الغزاة.
وأكد الجنيدي أن “ما تقوم به دول العدوان في الجنوب هو محاولات مكشوفة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء”، حيث تسعى تلك الدول إلى إعادة تنفيذ مشاريع الاستعمار البريطاني الصغير التي سقطت بسقوط الاحتلال. “لن نسمح بعودة تلك الحقبة المظلمة”، أضاف المحافظ بحماس.
ذكر الجنيدي أيضًا أن أبناء الجنوب الأحرار سيقفون بالمرصاد لكل المشاريع الاستعمارية والانتهازية التي يسعى المحتل الجديد لتنفيذها، “فهذه الحكومات التي تتبع الاحتلال تمثل أجندات خطيرة تنتهك سيادة واستقلال الجمهورية اليمنية”.
وأشار إلى أن ممارسات الاحتلال البريطاني السابقة كانت هي الدافع الأساسي للشعب اليمني للانتفاض، مستذكراً اليوم التاريخي الذي انطلقت فيه الشرارة الأولى لثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان، والتي استمرت لنحو خمس سنوات، أنهت أسوأ حقبة استعمارية عاشها الجنوب، واستمرت 129 عامًا، وأسقطت جميع مشاريع الاستعمار.
ومع التصاعد المستمر للأحداث، لفت الجنيدي إلى أن أبناء الجنوب أصبحوا اليوم أكثر إدراكًا لمغازي الاحتلال الجديد وأهدافه التي تستند إلى أدواته الإقليمية، مثل السعودية والإمارات. “جنوبنا كان، وما زال، خطًا أحمراً على الاستعمار، ومقبرة للغزاة والمحتلين”، أضاف بصلابة.
أكد المحافظ أن القيادة الحكيمة لليمن جعلت من البلاد أقوى من أي وقت مضى، مشيدًا بالإنجازات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية في مواجهة العدوان، وما استهدفته من غطرسة الاحتلال السعودي الأمريكي في البحر الأحمر.
في ختام حديثه، تعهد الجنيدي بأن المحتل الجديد سيخرج من كافة الأراضي والجزر اليمنية صاغراً عما قريب، فثورة 14 أكتوبر ستظل علامة فارقة في تاريخ النضال اليمني، وستبقى شعلة الحرية مشتعلة حتى تحقيق استقلال كامل.
وفي الختام
يجب أن ندرك أننا أمام مسؤولية كبيرة تجاه وطننا ومكتسبات ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة. إن تعزيز روح الثورة يتطلب منا الوعي العميق بأهمية الأولويات الاستراتيجية الأربع التي أعلنها الرئيس المشاط، والتي تمثل القواعد الأساسية لتحقيق الاستقلال وترسيخ دعائم الحرية والاستقرار.
الأولويات ليست مجرد توصيات، والاستجابة مسار ملح لمواصلة العمل الجاد لتحقيق الأمن والسيادة الوطنية، وتعزيز التنمية الاقتصادية، وتوحيد الصف الوطني، وحماية الهوية الوطنية. فهذه الأهداف ليست فقط ضرورية لمواجهة التحديات الحالية، بل هي أيضًا الرؤى التي تضمن لمستقبلنا العزة والكرامة.
علينا جميعاً أن نكون دعاة للنضال ونساهم في إعادة بناء وطننا، مستذكرين تضحيات من سبقونا، وملتزمين بإرساء مبادئ الثورة في حاضرنا ومستقبلنا. لنحافظ على روح أكتوبر مجسدة في العمل والفعل، ولنجعل من تلك الأولويات أساسًا لمشروعنا الوطني الذي يتسع للجميع. فالوقت قد حان لنستعيد العزة ونكتب فصلًا جديدًا من النجاحات والوحدة، متسلحين بإيمان قوي بأن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة والعزيمة.