اعتراف صهيوني جديد: توسُّعُ الحرب في لبنان وعمليات اليمن والعراق وإيران زادت من معاناة الاقتصاد “الإسرائيلي”
|| صحافة ||
أكّـدت صحيفةٌ صهيونيةٌ أن اقتصادَ العدوّ الإسرائيلي يَمُرُّ بأزمات متلاحقة، تدفعُ نحو الانهيار على المديين المتوسط والبعيد، مشيرةً إلى أن الوضعَ الراهن يشهد اضطراباتٍ كبيرةً انعكست على ارتفاع الأسعار وركود معظم القطاعات الحيوية التي كان العدوّ يجني منها مئاتِ الملايين من الدولارات؛ جراء العدوان والحصار على غزة ولبنان وتوسع العمليات القادمة من اليمن والعراق.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: إن الاقتصاد الصهيوني “دفع ثمنًا باهظًا منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أُكتوبر 2023، واتسعت تلك الخسائر مع امتداد الحرب إلى جنوب لبنان والمواجهة حلفاء إيران”، في إشارة إلى القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق، والتي تحولت إلى جبهتَي إسناد فاعلتَين وموجعتين للعدو الصهيوني المجرم.
وتطرقت الصحيفة العبرية إلى جملة من الخسائر الكبيرة في القطاعات الحيوية، وارتفاع نسبة العجز المالي والتضخم مقارنة بمعدل الإنتاج المحلي، وكذا خفض التصنيف الائتماني للعدو الصهيوني؛ وهو ما رفع نسبة فرار المستثمرين.
وَأَضَـافَ التقرير “امتدت الخسائر إلى شاشات الأسهم في بورصة تل أبيب بشكل واضح؛ نتيجة تدهور الاقتصاد الذي شهد ارتفاعًا في معدل التضخم، حَيثُ تفاقمت هذه الأوضاع مع تصاعد تطورات الحرب في المنطقة؛ مما زاد من خطر نشوب نزاع على عدة جبهات”، في إشارة إلى فاعلية وتأثير جبهات الإسناد في تهالك الاقتصاد الصهيوني.
وكشفت الصحيفة عن هبوط عنيف لسعر سهم شركة التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية “إلبت سيستمز” بنسبة 2.8 % منذ 7 أُكتوبر 2023 حتى اليوم، وهي تعتبر أكبر شركة دفاعية صهيونية تصنع الأسلحة والمعدات العسكرية، حَيثُ تبلغ قيمتها السوقية 34 مليار شيكل (9.14 مليار دولار)؛ ما يجعلها أكبر شركة دفاعية في بورصة “تل أبيب” والسادسة من حَيثُ القيمة.
وتابعت الصحيفة “أما السهم الذي سجل أكبر خسارة في مؤشر “تل أبيب” منذ بدء الحرب، فهو سهم شركة “شتراوس”، العملاق الإسرائيلي في مجال المواد الغذائية، حَيثُ فقد 27.3 % من قيمته؛ بسَببِ نتائجها المالية، كما تشمل الشركات الأُخرى التي تكبدت خسائر شركة ICL وشركة شابير للهندسة، حَيثُ فقدت 23.8 % و19.9 % من قيمتها، على التوالي”، وهذا يكشف جانباً من أسباب هروب الاستثمار، حيثُ إن الظروف التي يمر بها العدوّ انعكست بخسائر كبيرة على الشركات بمختلف أنواعها، خُصُوصاً الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا، حَيثُ أسهم الحصار اليمني في تعطيل هذا الجانب بشكل كبير جِـدًّا.
وَأَضَـافَ تقرير يديعوت أحرونوت “ويعاني الاقتصاد من ضغوط كبيرة، في مقدمتها انخفاض جمع رأس المال من قبل شركات التكنولوجيا الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، وهو القطاع الذي يشكل محرك صادرات ونمو “إسرائيل”، رغم أنه أقل أهميّة في سوق الأسهم المحلية مقارنةً بقطاعات التجزئة والتمويل والعقارات”.
وأشَارَت إلى أن “هذا التدهور الاقتصادي دفع إلى لجوء وزارة المالية الإسرائيلية إلى زيادة إصداراتها من السندات بنسبة كبيرة لتغطية الزيادة الهائلة في الإنفاق الحكومي؛ ونتيجة لذلك، بلغ متوسط حجم التداول اليومي في السندات الحكومية نحو 3.5 مليار شيكل منذ اندلاع الحرب؛ مما يمثل زيادة بأكثر من 30 % مقارنة بالأشهر الاثني عشر التي سبقت 7 أُكتوبر 2023”.
ونوّهت الصحيفة إلى أن “الأنشطة في السندات الحكومية أظهرت انخفاضًا حادًّا، خَاصَّة في السلاسل الطويلة؛ مما أَدَّى إلى زيادة كبيرة في العوائد”، مؤكّـدةً أن هذا يعكس المستوى العالي من المخاطر على الكيان الصهيوني إلى جانب عدم وجود فرصة لخفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
وفي ختام التقرير، أكّـدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن عملة الكيان الصهيوني “الشيكل” كانت في مقدمة المتضررين، حَيثُ تراجعت قيمته بنسبة أكبر من المتوقع، على الرغم من استمرار الدعم المالي الأمريكي والغربي، وعلى الرغم من تراجع الدولار عالميًّا في الفترات السابقة؛ ما يؤكّـد أن الظروف التي يمر بها الكيان الصهيوني قد فرضت ارتداداتها على وضع الكيان الاقتصادي.
صحيفة المسيرة | متابعات