مأساة غزة بين الفيتو الأمريكي والتخاذل الإسلامي

أنصار الله. تقرير

يحاصر الجوع سكان غزة، فمن نجا من القذائف حتى الآن، لم يسلم من سلاح التجويع الذي يستخدمه العدو الإسرائيلي بحق سكان القطاع, باتوا نازحين محاصرين وسط محدودية الموارد الغذائية والمواد الأساسية.

في شمال القطاع، روى طفل غزي تفاصيل ما عاشته أسرته من ويلات الحرب قبل أن تتمكن من النزوح إلى الجنوب. قال: “كنا نأكل طعام الدواب، كنا نموت من الجوع.” وأشار بحزن إلى أن شقيقته تعرضت للإعياء مرتين بسبب ندرة الطعام.

بعدما اضطرت عائلته لترك منزلها جراء العدوان الإسرائيلي، تستقر الآن في خيمة مؤقتة. قال الطفل: “كانت أختي تبكي من شدة الجوع، وكنا جميعاً ننام جياعاً، لا نأكل إلا مرة كل أربعة أيام.” وذكر أن والده كان يحضر رطلًا واحدًا من الخبز لأنه لا يملك المال لشراء المزيد، وهي كمية لا تكفي قوت يوم كامل، لذا كنا “نأكل ما يحضره ثم ننام جياعاً.”،.

تمنع قوات العدوان الإسرائيلي وصول المساعدات للنازحين، لا سيما في شمال قطاع غزة. أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الثلاثاء استشهاد رضيعين نتيجة الجفاف وسوء التغذية.

وفي وقت سابق، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” من أن الارتفاع الحاد لسوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل “تهديداً خطيراً” على صحتهم، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي.

 

ما لا يستوعبه عقل

 منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43,764 شهيدا و103,490 إصابة، ولا يزال العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

إن الدمار الشامل والتجويع الخانق ومنع أي محاولة لإسعاف المرضى، فضلاً عن تدمير المرافق الصحية والاعتداء على منظمات الإغاثة وقتل الصحافيين، وانتهاك حقوق النازحين في المخيمات بالقصف الجوي والأسلحة الثقيلة، والمداهمات بالدبابات والجرافات، كلها أعمال تندرج تحت الإرهاب الحقيقي.

إذا كان الرد المناسب على ما أسماه العدو الصهيوني مذبحة 7 أكتوبر هو التدمير الكامل لحماس، فكيف يمكن أن يبرر المجتمع الدولي الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي المحتل ضد الشعب الفلسطيني المالك الأصلي للأرض وصاحب الحق في السيادة عليها؟ إن هذه الأفعال لا تعكس سوى سخرية لا مثيل لها وتجاهل تام لما يسمى عبثا بحقوق الإنسان والقوانين الدولية، وإرهاب دولي بدعم وإسناد أمريكي وتواطؤ دولي فاضح وخذلان عربي وإسلامي مخزي.

إن المجتمع الدولي،  إذا لم يعد مطالباً بالوقوف ضد هذه الانتهاكات والعمل على إنهاء الاحتلال وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة، فإن من الأفضل بل والحفظ لكرامته أن يدير وجهه عما يحدث بشكل كلي عن المنطقة، وأن يسقطها من دائرة تفكيره، بدلاً من ممارسة انتهاك علني لما سن وتبنى من قوانين ومواثيق دولية لحماية حقوق الإنسان ونصب نفسه حامياً لها.

استمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وممارسة الأعمال الوحشية، بمباركة الفيتو الأمريكي، لم يؤد سوى إلى المزيد من الغطرسة الصهيونية في ابتكار أصناف جديدة بدرجة عالية الخطورة وبلغ مدى في الفظاعة والإرهاب. ثم يأتي المجتمع الدولي، وبكل بجاحة وقسوة وتغاض وغلظة، ليطالب الضحية بضبط النفس والرضوخ لشروط القاتل الإرهابي بلا قيد ولا شرط.

هل هزلت حقوق الشعب الفلسطيني إلى هذا الحد أمام ما يدعيه الكيان الصهيوني من حقوق في “السامية”؟ ويباركه المجتمع الدولي في كل ادعاءاته، مصدقاً له بكل زيف وبكاء يتقدم به، ويوافق على كل طلب له، وكأن المجتمع الدولي قد تحول من قائم بالحق في ميزان العدالة إلى لعبة تسلي طفلاً مدللاً، تلبي له كل طلباته وتخضع لأوامره مهما كانت قاسية وموروثة للخزي والعار بين الأمم.

 

 

الفيتو الأميركي في خدمة “إسرائيل”

في قلب الأحداث المتلاحقة التي تشهدها غزة، تبرز الولايات المتحدة الأمريكية كطرف بارز يتلاعب بمستقبل شعوب، مستخدمةً حق نقضها في مجلس الأمن كأداة لحماية كيان الاحتلال الإسرائيلي. كانت ليلة السابع من أكتوبر 2023 عندما تجمع أعضاء المجلس للتصويت على قرار يدعو لوقف فوري لإطلاق النار. كانت قلوب العالم تتوق أملاً لوقف نزيف الدماء، لكن الفيتو الأمريكي جاء كالعاصفة، محطماً تلك الأحلام والآمال.

لم تمر سوى أيام قليلة، وظهر مجددًا الخيار الأمريكي في الثاني عشر من أكتوبر، حيث أُعيد نفس السيناريو. كان الموقف نفسه، أو ربما أسوأ؛ فقد كانت الحرب مستمرة، وأصوات الأطفال تعلو في أرجاء غزة، تصرخ طالبةً النجاة. لكن صوت الفيتو كان أعلى، وهو يزلزل أركان الإنسانية.  ويصم الأذان عن صدى تساؤلات تعج في أجواء الكون: كيف يمكن لدولة تتدعى العظمة وحماية حقوق وحريات الإنسان أن تتجاهل معاناة الملايين وتفضل دعم كيان يحتل ويقتل؟، ولكن الحقيقة للأسف كذلك، فأمريكا هي “إسرائيل” و”إسرائيل” هي أمريكا.

وفي خطوة جديدة، تقدمت الجزائر نيابة عن جامعة الدول العربية في 20 فبراير 2024، بطلب آخر لمجلس الأمن لوقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023. ولكن مرة أخرى، تكرر السيناريو ذاته. صوتت الولايات المتحدة ضد القرار، مستخدمة حق الفيتو مجددًا، وكأنها تشير بالإصبع إلى العالم: لا حقوق، لا إنسانية، فالأمر في اعتبارات أمريكا، يتجاوز العدالة.

ومع مضي الأيام، في السادس عشر من ديسمبر، تجددت المحاولات من قِبَل المجتمع الدولي لإرسال بعثة لتقصي الحقائق حول الجرائم . بدلاً من الاستجابة لمبادرات السلام، جاء الرد الأمريكي متكررًا، كما لو كانت الألفاظ وحدها هي ما تساوي إنسانية الإنسان. فيتو آخر، يسلط الضوء على ازدواجية المعايير ويتجلى التعاطف الذي ينقص مئات الآلاف ممن وقعوا فريسة النزاع.

على الساحة السياسية، تتضح الصورة المأساوية؛ حيث أن استخدام الفيتو الأمريكي لم يكن إلا غطاءً لتمرير الأجندات السياسية، متجاهلاً دروس التاريخ والمعاناة الإنسانية. كيف يمكن لعالم أن يسكت بينما تُستباح حقوق الشعب الفلسطيني في وضح النهار، والأمريكي يتبجح بما يقدم من الدعم تلو الآخر لحليفه الإسرائيلي؟.

تبقى الأسئلة قائمة: هل ستظل الإنسانية تعاني تحت وطأة السياسة الدولية المظلمة؟ وهل سيبقى صوت الفيتو يصدح أكثر من أصوات الضحايا المعذبين؟ في عالم يسعى لتحقيق العدالة. الفيتو الأمريكي هو الجدار الذي يحول بين الشعوب وحقها في الحياة، فمن يسكت هذا الإرهاب الدولي؟.

 

كيف استخدمت واشنطن حق «الفيتو» لحماية كيان العدو؟

استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) لأول مرة لحماية كيان الاحتلال، كان في عام 1973، عندما اعترضت على مشروع يؤكد على حق الفلسطينيين ويطالب بالانسحاب من الأراضي العربية التي احلتها العدو.

وفي 18 ديسمبر، 2017 كان آخر فيتو أمريكي ضد القضية الفلسطينية، عندما استخدمته واشنطن ضد مشروع القرار المصري الذي رفض إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حاز مشروع القرار المصري على تأييد 14 دولة من أصل 15 في مجلس الأمن الدولي.

 

تاريخ الفيتو الأمريكي لصالح كيان الاحتلال

26 من يوليو1973: اعتراض على مشروع قرار تقدمت به (الهند، وإندونيسيا، وبنما، وبيرو، والسودان، ويوغسلافيا، وغينيا)، يؤكد على حق الفلسطينيين ويطالب بالانسحاب من الأراضي العربية التي احتلها العدو.

25من يناير 1976: منع قرار تقدمت به (باكستان، وبنما، وتنزانيا، ورومانيا)، ينص على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير، وإقامة دولة مستقلة وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وضرورة انسحاب “إسرائيل” من الأراضي المحتلة منذ يونيو 1967، ويدين إقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة.

25 مارس 1976: ضد قرار تقدمت به مجموعة من دول العالم الثالث يطلب من “إسرائيل” الامتناع عن أية أعمال ضد السكان العرب في الأراضي المحتلة.

29 يونيو1976: ضد قرار تقدمت به (غويانا، وباكستان، وبنما، وتنزانيا)، يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة إلى وطنه وحقه في الاستقلال والسيادة.

30 أبريل 1980: ضد مشروع قرار تقدمت به تونس ينص على ممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

 

عام 1982 سبع مرات:

  • 20 يناير: ضد مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على “إسرائيل” لضمها مرتفعات الجولان السورية.
  • 25 فبراير: ضد مشروع قرار أردني يطالب السلطات المحلية في فلسطين بممارسة وظائفها وإلغاء كل الإجراءات المطبقة في الضفة الغربية.
  • 2 أبريل: ضد مشروع قرار يدين “إسرائيل” في محاولة اغتيال رئيس بلدية نابلس «بسام الشكعة».
  • 20 أبريل: ضد مشروع قرار عربي بإدانة حادث الهجوم على المسجد الأقصى.
  • 9 يونيو: ضد مشروع قرار إسباني بإدانة الغزو الإسرائيلي للبنان.
  • 25 يونيو: ضد مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن بشأن الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
  • 6 أغسطس: ضد صدور قرار يدين “إسرائيل” جراء سياستها التصعيدية في منطقة “الشرق الأوسط” وتحديدا في لبنان.
  • 15 فبراير 1983: ضد قرار يستنكر مذابح مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في «صبرا وشاتيلا» بلبنان.
  • 6 سبتمبر 1984: ضد إصدار قرار يؤكد أن نصوص اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تطبق على الأقاليم المحتلة.
  • 12 مارس 1985: ضد مشروع قرار لبناني في مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.
  • 13 سبتمبر1985: إعاقة مشروع قرار أمام مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين.

 

عام 1986 الفيتو 3 مرات

  • 17 يناير.. تعيق مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب العدو الإسرائيلي” مغادرة لبنان.
  • 30 يناير.. ضد مشروع قانون لمجلس الأمن يدين الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى ويرفض مزاعم العدو باعتبار القدس عاصمة له.
  • 7 فبراير.. لمنع إصدار قرار يدين اختطاف “إسرائيل” لطائرة ركاب ليبية.
  • 20 فبراير 1987، تعترض بالفيتو على قرار يستنكر سياسة «القبضة الحديدية» وسياسة تكسير عظام الأطفال الذين يرمون الحجارة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

 

عام 1988 خمس مرات:

  • 18 يناير.. ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، ويطالبها بوقف أعمال التعدي على الأراضي اللبنانية والإجراءات ضد المدنيين.
  • 1 فبراير.. ضد اقتراح في مجلس الأمن يطالب بالحد من عمليات الانتقام الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
  • 15 أبريل.. فيتو يدين “إسرائيل” لاستخدامها سياسة القبضة الحديدية تجاه الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة في أعقاب طردها ثمانية فلسطينيين.
  • 10 مايو.. نقض مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لإدانة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان.
  • 14 ديسمبر.. منع استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بإدانة الاعتداء الإسرائيلي الجوي والبري على الأراضي اللبنانية.

 

عام 1989 أربع مرات

  • 1 فبراير.. وقفت جهود مجلس الأمن لإصدار بيان يرفض ممارسات العدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويدعوه إلى الالتزام باتفاقية جنيف الخاصة بحقوق المدنيين في زمن الحرب.
  • 18 فبراير.. ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بإدانة العدو الإسرائيلي لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة.
  • 9 يونيو.. ضد مشروع قرار لدول عدم الانحياز يدين العدو الإسرائيلي لسياسته القمعية في الأراضي المحتلة.
  • 7 نوفمبر.. تعترض على قرار قدم لمجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
  • 1 يونيو 1990، ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي تقدمت به دول عدم الانحياز بإرسال لجنة دولية إلى الأراضي العربية المحتلة لتقصي الحقائق حول الممارسات القمعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
  • 17 مارس 1995، فشل التوصل إلى قرار يطالب العدو الإسرائيلي بوقف قراراته بمصادرة (53 دونمًا)، الدونم يعادل ألف متر مربع، من الأراضي العربية في القدس الشرقية.

 

عام 1997 مرتين:

  • 4 مارس.. تعيق صدور قرار يطالب العدو الإسرائيلي  بوقف أنشطته الاستيطانية في شرق القدس المحتلة.
  • 21 مارس.. اعتراض على مشروع قرار يدين بناء العدو الإسرائيلي للمستوطنات اليهودية في جبل «أبوغنيم» شرق مدينة القدس المحتلة.

 

عام 2001-2022 ثلاث مرات:

  • 27 مارس 2001: منع مجلس الأمن من إصدار قرار يسمح بإنشاء قوة مراقبين دوليين؛ لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.
  • 14 ديسمبر2001: إجهاض مشروع قرار يطالب بانسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية ويدين التعرض للمدنيين.
  • 20 ديسمبر 2002: تحبط مشروع قرار اقترحته سورية لإدانة قتل القوات الإسرائيلية عدة موظفين من موظفي الأمم المتحدة، فضلا عن تدميرها المتعمد لمستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة في نهاية نوفمبر.

 

عام 2003 مرتين:

  • 14 يوليو: ضد قرار يطالب بإزالة الجدار العازل الذي تبنيه العدو الإسرائيلي والذي يقوم بتقطيع أراضي وأوصال السلطة الفلسطينية وينتهك أراضي المواطنين الفلسطينيين.
  • 16 يوليو: ضد مشروع قرار لحماية الرئيس الفلسطيني «ياسر عرفات» عقب قرار الكنيست الإسرائيلي بالتخلص منه.

 

عام 2004 مرتين:

  • 25 مارس: إسقاط مشروع قرار يدين العدو الإسرائيلي على قيامها باغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ أحمد ياسين.
  • 5 أكتوبر: إسقاط مشروع قرار يطالب العدو الإسرائيلي بوقف عدوانه على شمال قطاع غزة والانسحاب من المنطقة.

 

عام 2006 -2017 ثلاث مرات

  • 13 يوليو 2006: فشل في تبني قرار يطالب بإطلاق الأسير الإسرائيلي من قبل فصائل الجهاد والمقاومة في فلسطين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الإسرائيلي ويطالب بوقف الحصار والتوغل الإسرائيلي في قطاع غزة.
  • 31 ديسمبر 2014: رغم أن واشنطن لم تكن بحاجة لاستعمال حق النقض نتيجة عدم حصول فلسطين على 9 أصوات كي يتم قبول المشروع الفلسطيني بإنهاء الاحتلال، إلا أنها استخدمته.
  • 18 ديسمبر 2017: آخر فيتو أمريكي ضد القضية الفلسطينية، قبل عملية «طوفان الأقصى» فقد استخدمته ضد مشروع قرار مصري يرفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها من “تل أبيب”، وقد حاز المشروع المصري على تأييد 14 دولة من أصل 15 عضوة في مجلس الأمن الدولي.

 

عام طوفان الأقصى

  • 18 أكتوبر 2023: استعملت أميركا حق النقض في مجلس الأمن الدولي، ضد قرار قدمته البرازيل تدعو فيه إلى “هدنة إنسانية” بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والعدو الإسرائيلي، للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع.
  • 26 أكتوبر 2023: قدمت روسيا طلبا لوقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية لكن الولايات المتحدة الأميركية صوتت ضده.
  • 8 ديسمبر 2023: بمشاركة 80 دولة قدمت الإمارات العربية المتحدة طلبا لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن أميركا استخدمت الفيتو مجددا.
  • 16 ديسمبر 2023: تم رفض قرار دعا إلى إرسال بعثة تقصي حقائق للتحقيق حول ارتكاب العدو الإسرائيلي جرائم حرب في غزة.
  • 20 فبراير 2024: قدمت الجزائر نيابة عن جامعة الدول العربية طلبا بوقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي على غزة منذ بدء معركة طوفان الأقصى في أكتوبر 2023، لكن الولايات المتحدة صوتت ضده مستعملة حق الفيتو.

 

المشروع الصهيوني والأدوات العربية

في خطابِه التاريخي في 12 جماد الأول 1446هـ، أشار قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن الموقف الأمريكي، الذي يدعم العدو الإسرائيلي إلى حد الشراكة العلنية، يتساوى بشكل صارخ مع الموقف العربي الخاذل والمخزي تجاه القضية الفلسطينية، التي تُعتبر القضية المركزية للأمة, وأوضح أن أمتنا، على الرغم من أنها تضم أكثر من ملياري مسلم، وتمتلك شعوبًا تصل أعدادها إلى مئات الملايين، إلا أن هذا الواقع لم يُترجم إلى مواقف فاعلة وقوية لنصرة فلسطين.

وأوضح السيد القائد أن الكثير من الدول العربية، القريبة جغرافيًا وسياسيًا من فلسطين، تشهد تراجعًا في التأييد الفعلي للقضية الفلسطينية. وأشار إلى أن بعض الدول أصبحت تعمل كأدوات في المشروع الصهيوني، بينما تستمر الولايات المتحدة في تأجيج الصراع، مدعومةً بمصالح استراتيجية واقتصادية تُعزّز موقفها في المنطقة.

ولفت السيد القائد إلى أن هذه المفارقة تكشف عن خلل عميق في الوعي الجماعي للأمة الإسلامية والعربية، الذي يُعاني من نقص في البصيرة والفهم القرآني. إذ أن ضعف الروح المعنوية والشعور بالمسؤولية تجاه القضية الفلسطينية يعيق الأهداف السامية للشعوب العربية. وفيما تسارع الولايات المتحدة إلى دعم العدو الإسرائيلي بكل القوة الممكنة، نجد العواصم العربية تفتقر إلى رؤية موحدة واستراتيجية واضحة تجاه كفاح الفلسطينيين.

وتطرق قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن الأمة تمتلك إمكانيات هائلة، وعندما تتحرك بشكل موحد وبإرادة صلبة، ستستطيع مواجهة التحديات التي فرضتها القوى الخارجية. فإذا استندت الأمة إلى أسس صحيحة ووعي ثاقب، فإنها ستحظى بدعم الله وتأييده، وهذا هو السبيل لتحقيق العدالة في القضية الفلسطينية واستعادة حقوق الأمة بأسرها.

وشدد السيد القائد: “الخطر لا يستهدف فلسطين وحدها، بل هو خطر شامل يستهدف الأمة بأسرها.

 أعداء الأمة – الأمريكيون والإسرائيليون – لا يتوانون عن استغلال نقاط الضعف في وضعنا الحالي، طامعين فيما تملك هذه الأمة، متجاهلين أن هذه الأفعال يمكن أن تؤدي إلى تصفية الحسابات معها”. ويؤكد بوضوح على أن العدو الحقيقي هو العدو الذي حذرنا الله منه في كتابه الكريم، بالإشارة إلى قوله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، وعندما بيَّن لنا في آيات كثيرة جداً مستوى حقدهم علينا: (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)، منبهًا إلى أن الواقع يشهد أنهم “يسعون لإبادة هذه الأمة، وما يفعلونه في فلسطين، يمكن أن يفعلوه في أيِّ بلدٍ آخر”. مؤكدًا أن الاستهداف لم يكن مقتصرًا على الفلسطينيين وحدهم، بل إن ما تعرض له المسلمون في العراق وأفغانستان كان تجسيدًا واضحًا لسياسات الإبادة والانتهاك التي تمارسها القوى الغربية.

ومن خلال أمثلة واقعية، واستشهاد بمواقف مثل الوضع في السودان، يظهر السيد القائد كيف أن حتى غياب الحركات النشطة المعادية لا يحمي البلدان من المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية. مشير إلى أن هؤلاء الأعداء لا يتوانون عن استهداف أي شعب يحتفظ بمبادئه وتوجهاته الحرة، بغض النظر عن قوته النشطة.

كما تطرق السيد القائد إلى تصريحات زعماء الاحتلال، حيث قال: “نتنياهو يصرح بأنه يريد تغيير وجه الشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات تعكس الطموحات التوسعية للمشروع الصهيوني الذي يهدف إلى تغيير كل ما يخص البلاد العربية لصالح أجنداتهم.

وهنا، يطرح السيد القائد الخيارين المتاحين أمام الأمة: “إما أن تكون أداة بيد العدو ضد نفسها وأمتها، وإما أن تسعى نحو العزة والكرامة والبناء الحقيقي لمستقبلها، الذي يسهم في فلاح أمرها في الدنيا والآخرة”.

إن الرسالة التي يحملها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول أهمية الروح الجهادية تتميز بالعنفوان والقوة، معتبرًا أن هذه الروح هي الدافع الرئيسي للمواجهة مع الأعداء، بغض النظر عن قدراتهم العسكرية والتقنية. يرى أن الخوف من أمريكا و”إسرائيل” يشكل عائقًا كبيرًا أمام الأمة، ما يؤدي إلى الاستسلام والانصياع لأجندتهم، وهو أمر خطير جدًا.

لقد أشار السيد القائد بوضوح إلى أن حالة الخوف التي تتملك بعض الشعوب تدفعها للاستسلام والخضوع، وهو شعور يفتقر إلى الحذر الضروري الذي يجب أن يكون موجودًا في مواجهة المخاطر. يعتقد أنه بدلاً من أن يكون الخوف دافعًا للتراجع، ينبغي أن يحفز الأمة على التحرك لمواجهة التحديات.

قد يعجبك ايضا