في يومين اثنين: صاروخ فرط صوتي ثالث يدمِّر في يافا “تل أبيب” ودفاعات العدو عاجزة
موقع أنصار الله . تقرير | إسماعيل المحاقري
لا صوت يعلو فوق صوت صفارات الإنذار في يافا المحتلة، ولا حديث يطغى على الإقرار الصهيوني بفشل دفاعاته الجوية في التصدي للصواريخ اليمنية الفرط صوتية، ومنع الدمار الكبير الذي تحدثه وما تفرضه من تحولات في موازين القوى على الصعيدين الإقليمي والدولي.
المشاهد تتكرر في يافا المحتلة… الملايين من قطعان المستوطنين يتدافعون إلى الملاجئ تحت الأرض والنيران تضيء سماء فلسطين المحتلة مع كل صاروخ أو طائرة مسيرة تنطلق من اليمن لتبدد معها وهم الإنجازات العسكرية التي يروج لها قادة الكيان الصهيوني الغاصب.
وفي تصعيد واضح لزخم العمليات اليمنية المساندة لغزة وتأكيد استمراريتها مهما كانت التضحيات، أعلنت القوات المسلحة عن قصف هدف عسكري للعدو الإسرائيلي في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع (فلسطين 2) هو الثالث من نوعه خلال اليومين الماضيين.
الصاروخ أصاب هدفه، ودمر مرة أخرى في “تل أبيب”، ليعيد تذكير جيش العدو بأن دروعه الدفاعية متعددة الطبقات من “القبة الحديدية قصيرة المدى إلى منظومات آرو، حيتس بعيدة المدى ومقلاع داوود المتوسطة” لن تجدي نفعا ولو كانت مجتمعة في درء مخاطر ولو صاروخ يمني واحد محدد المسار، وذلك لقدرة هذا الصاروخ على قطع مسافة أكثر من 2000كم في أقل من ربع ساعة.
أسبوع ساخن ولهيب العمليات اليمنية لا تخمده الاعتداءات
الأسبوع الماضي كان ساخناً لناحية ما تعرض له اليمن من اعتداءات أمريكية وصهيونية طالت مقر وزارة الدفاع في أمانة العاصمة والموانئ الحيوية ومحطات الكهرباء. فكان الرد العاجل على هذه الاعتداءات -التي تمثل انتهاكا للقوانين الدولية والإنسانية- في يافا وعسقلان ومناطق فلسطينية أخرى محتلة.
وفي مقابل استهداف مبنى وزارة الدفاع اليمنية بغارات أمريكية دكت القوات المسلحة مقر وزارة حرب العدو الصهيوني في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي وذلك بعد ساعات من إطلاق صاروخ مماثل على المدينة ذاتها.
للعملية أهمية عسكرية؛ لاستهدافها أهم المراكز الصهيونية، وما يزيد أهميتها هو تزامنها مع تحرك الطيران المعادي لشن عدوان كبير على اليمن جرى التحضير له منذ أسابيع، لتجبر القوة الصاروخية بفضل الله الطائراتِ المعادية على التراجع والانسحاب قبل إكمال المهمة خوفا من القصف والاستهداف وهذا ما لفت إليه السيد القائد في خطابه الأسبوعي.
من الدلائل -عسكرياً وأمنياً- على عمليات العمق الصهيوني
– تزخيم العمليات اليمنية في الأيام القليلة الماضية بصواريخ فرط صوتية يشير -في البعد الاستراتيجي- إلى أن انتاج اليمن لهذه القدرات لم يتأثر بفعل الاعتداءات الأمريكية البريطانية، بل على العكس من ذلك فخطوط الإنتاج تزيد وتتقدم بوتيرة عالية وبالقدر الذي يكفي لإشغال العدو واستنزافه.
– في البعد الأمني القلق والمخاوف من استمرارية عمليات اليمن تتجاوز المستوطنين -الذين يفتقدون الأمن- إلى شركات الطيران المتوقفة منذ المواجهة بين حزب الله والعدو الإسرائيلي بما يفرضه توقف عمليات الإقلاع والهبوط في مطار اللد “بن غورين” على شركات الطيران العالمية من تأجيل استئناف رحلاتها من الكيان وإليه؛ لأن الوضع غير آمن ولا يبدو في الأفق ما يشير إلى استقراره في قادم الأيام.
– في ما يروج له قادة العدو من التوسع وتحقيق “إنجازات عسكرية” والقدرة على إضعاف محور الجهاد والمقاومة في ظل سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وتطورات الأحداث السورية وما نتج عنها من توغلات واحتلال لمزيد من الأراضي السورية، يؤكد اليمن مجددا أن المعركة مصيرية ولا يمكن أن تنتهي إلا بزوال الكيان الصهيوني الغاصب بإذن الله.
– تفرغ كيان العدو لمن أسماهم “الحوثيين” يفترض أن يعطيه الأفضلية في “الهجوم والدفاع”، لكن الواضح أن صاروخا يمنيا واحدا يكفي لكشف مواطن ضعف هذا الكيان، وتأكيد استحالة أن يواجه اليمن منفردا ليس لبعد المسافة وما يترتب عليها من جهد ومخاطر تصاحب عملية تزويد الطائرات المعادية بالوقود في الأجواء لتصل إلى أبعد مدى وحسب، بل ولأن ثمة تجربة امريكية مريرة فشلت في كسر إرادة الشعب اليمني بالحرب والتجويع على مدى عقد من الزمن بقيادة السعودية والامارات وأدواتهما المحلية.
ما بين العمليتين عملية مشتركة جنوب فلسطين وشمالها
من وسط الحشود الجماهيرية التي تعزز موقف اليمن الرائد والمتميز في دعم القضية الفلسطينية أعلن متحدث القوات المسلحة عن تنفيذ عملية نوعية مشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق بقصف أهداف حيوية للعدو الإسرائيلي جنوب فلسطين المحتلة بعدد من الطائرات المسيرة وقصف يافا المحتلة بعملية اخرى منفردة.
ومن الدلائل العسكرية في هذا المسار المهم:
– تنوع العمليات وتعدد مصادرها يظهر استمرارية التعاون الاستخباراتي والمعلوماتي وإدارة العمليات عبر غرفة موحدة لمحور الجهاد والمقاومة تنسق زخم الهجوم وإدارة المواجهة التكتيكية بكل اقتدار.
– العمليات المشتركة توحد الخطاب الإعلامي ضد العدو الاسرائيلي وخلف القضية الفلسطينية وعنوان وحدة الساحات، كما أنها توحد المزاج الشعبي خلف المقاومة وتُحشِّد التأييد الشعبي والتأييد من العرب والمسلمين وكل أحرار الأمة.
القتال عن بعد لن يجدي نفعا مع اليمن
منذ بداية الإسناد للشعب الفلسطيني وإلى اليوم أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي القصف بـ1147 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيرة مع العمليات البحرية بالزوارق الحربية وطالت العمليات البحرية 211 سفينة مرتبطة بالأعداء، ونتج عنها فرض الحصار على ميناء “إيلات” وتعميق أزمة العدو الاقتصادية.
وبناء على نتائج المعركة خلال ما يزيد عن عام -على وجه الخصوص البحرية منها- تجمع الأوساط الصهيونية على أن اليمن أو من يسمونهم “الحوثيين” حالة استثنائية في الشرق الأوسط لاستقلالية قرارهم، وفعلهم ما يرونه مناسبا أولا، ولقدرتهم الذاتية على تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة وعدم تأثرهم بالتهديدات والاعتداءات الصهيونية الغربية، وشواهد الاستدلال على هذه الحقائق واضحة بشهادة الصهاينة أنفسهم؛ منها فشل التحالفات الدولية البحرية في حماية أمن الملاحة الإسرائيلية وشل القدرات اليمنية.
وفي زحمة الاخفاقات الصهيونية تنتظر حكومة نتيناهو سلطة الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب لتقود تحالفا يجمع أنظمة التطبيع بكيان العدو لإنهاء التهديد من اليمن بعد الفشل في استراتيجية القتال عن بعد، وبغض النظر هل ينجح ترامب في إعادة تنشيط أدواته في الأقليم أم يفشل، فأي تحالف تكون الدول التي تعوم على بحيرة من النفط طرفا فيه فلا يتوقع منه خوض معركة تُعَرِّض أمن هذه الدول ومصالحها للخطر؛ فعود ثقاب واحد كفيل بإحداث هزة في أسواق الطاقة العالمية، وهذا ما لا يتمناه أحد، كيف واليمن بات يملك بفضل الله صواريخ فرط صوتية.