ثبات أسطوري غطت سحــب غباره أدخنة غارات المعتدين

 

موقع أنصار الله – محمد المطري

شتان بين من يسمع دوي صفارات الإنذار ويموت ذعرا وآخر يصاب بجروح بالغة بفعل الهرولة العشوائية صوب الملاجئ، وبين من يقف بكل شموخ وتحدٍّ وثبات على مقربة جداً من وقوع الغارات العدوانية.
فاليمنيون أولوا البأس الشديد ليسوا كالمستوطنين الصهاينة المحرومين من المنام والمصابين بحالات نفسية بفعل الصواريخ البالستية والفرط صوتية اليمنية المتساقطة على المستوطنات الصهيونية بشكل شبه يومي.
ففي مسيرة “ثابتون مع غزة بهويتنا الإيمانية ومسيرتنا القرآنية” شهد ميدان السبعين كعادته زخما جماهيرياً كبيراً، وبينما الجماهير الغفيرة تتوافد بالملايين إلى ميدان السبعين نفذ العدو الأمريكي والصهيوني والبريطاني عدة غارات مستهدفا محيط ميدان السبعين، وذلك في مساعٍ عدوانية لبث الذعر في أوساط المتظاهرين وتشتيتهم عن الساحة.
وفي حين وقوع الغارات على محيط الساحة حدث ما كان متوقعا تماماً، فالمتظاهرون لم يخافوا بتاتاً، وإنما زاد حماسهم واستمروا في التوافد للساحة. بل إن المفاجئ للأعداء يكمن في شموخ الأطفال الحاضرين في ساحات التظاهر الذين لم يرمش لهم جفن وإنما ثبتوا في الساحة وكأنهم أسود لاتهاب الموت ولا تخاف المنية. شعارات مدوية هزت ميدان السبعين وأسمعت العالم الأصم ثباتهم على الموقف الإيماني والأخلاقي المساند لغزة.
الحدث المميز في هذه الغارات القريبة جداً من ساحات التظاهر بميدان السبعين يكمن في أنها تسببت في إخراج الآلاف ممن لم يحضروا ساحات التظاهر، وجعلتهم يتوجهون صوب ميدان السبعين في رسائل تحدٍّ شعبية كبرى لقوى الشر العالمي أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا.

ثبات الموقف اليمني 

يقول عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح: “الاستهداف الصهيوني والأمريكي لمحيط ساحة السبعين يأتي في سياق المساعي الأمريكية والصهيونية في خلق هلع في أوساط المتظاهرين لثنيهم عن موقفهم الإيماني والأخلاقي المساند لغزة”.
ويضيف -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- “يسعى العدوان الصهيوني والأمريكي من خلال استهداف ساحة التظاهر إلى بث الخوف في أوساط المتظاهرين وكذا لدى أسرهم وذويهم، وذلك كون المتظاهرين يتوافدون للساحات من كل منزل ومن كل أسرة”.
ويصف الفرح التصرف الأمريكي والإسرائيلي بالأرعن والأهوج والطفولي الذي يسعى لتحقيق أي نصر وهمي تغطيةً على خسائره الفادحة التي مني بها على أيدي القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وكذا في العمق الصهيوني.
ويؤكد الفرح أن العدو الصهيوني والأمريكي توهم أن الشعب اليمني سيخاف من الغارات كما يخاف المستوطنون الصهاينة حينما يهرعون إلى الملاجئ فور سماعهم لدوي صفارات الإنذار حينما تطلق الصواريخ والطائرات المسيرة من اليمن.
ويحكي أن العرب معروف عنهم منذ القدم أنهم شجعان ولا يهابون الموت ولا المنية، يذودون عن أعراضهم وحماهم بكل شجاعة واستبسال، وليسوا كمن ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله وهم اليهود.
ويذكر أنه -بخلاف ما تمناه الإسرائيليون- شهدت ساحات التظاهر زخماً شعبياً كبيراً غير مسبوق، ملأ الساحات وزاد من معنوياتهم وحماسهم وإصرارهم في مواجهة المشروع الأمريكي والصهيوني والبريطاني، مؤكدا أن ثبات المتظاهرين في الساحات فور سقوط الغارات العدوانية بالقرب من المنصة أوصل رسائل مدوية للأعداء والعالم عن ثبات اليمنيين في موقفهم الإيماني والأخلاقي المساند لغزة.

ويضيف أنه -في الوقت الذي نفذ العدو غاراته على محيط ميدان السبعين- كان المواطنون يتوافدون إلى ساحة التظاهر دون خوف للمشاركة في المسيرة، حتى صغار السن ممن خرجوا للتظاهر لم يرمش لهم جفن ولم يخافوا من تلك الغارات، وإنما ثبتوا كالأسود شامخين رافعين رؤوسهم، بخلاف المستوطنين الصهاينة الذين يهرعون من صغيرهم إلى كبيرهم صوب الملاجئ حتى مسؤولوهم وضباطهم وقاداتهم، كلهم يهرعون صوب الملاجئ خوفا من الموت.
ويشير إلى أن العدو الصهيوني والأمريكي منزعج جداً من الموقف اليمني الثابت في مساندة غزة على مدى عام رغم أن الكثير من الدول العربية والإسلامية توقفوا عن التظاهر نصرة لغزة منذ عدة شهور، وهو ما دفع الكيان الصهيوني وحلفاءه لاستهداف الساحة ظنا منه أن تصرفه سيسهم في ثني اليمنيين عن موقفهم الأخلاقي والإيماني المساند لغزة.
ويلفت إلى أن اليمن سيستمر في موقفه المساند لغزة، ولن يتوقف مهما صعد العدو. مؤكدا أن الحل الأنسب يكمن في الاستجابة للمطلب اليمني الإنساني المحق المتمثل في وقف ارتكاب المجازر الوحشية بحق قطاع غزة.

 

موقف بطولي يخلده التاريخ

بدوره يؤكد مستشار مكتب رئاسة الجمهورية صالح السهمي أن استهداف العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي لمحيط ميدان السبعين -عصر الجمعة بعدد من الغارات أثناء توافد الجماهير إلى هذه الساحة- دليل دامغ على إفلاس العدو وعدم قدرته على الالتزام بأخلاقيات الحروب، وضرورة المواجهة الندية في مختلف جبهات القتال.
ويوضح -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن استهداف ساحة التظاهر يثبت صوابية موقفنا اليمني المساند لإخواننا وأهلنا في غزة.
ويرى السهمي أن ثبات المتظاهرين في الساحات أثناء الغارات بالقرب منهم وهتافاتهم بشعار الصرخة بوجه المستكبرين وكذا ترديدهم لهتافات التحدي لقوى الشر الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي موقف بطولي خالد يدونه التاريخ في أنصع صفحاته المشرقة، مؤكدا أن هذا التصرف الشجاع ليس بغريب على الشعب اليمني الذي التف حول قائد الثورة منذ اندلاع الثورة في ال21 من سبتمبر 2014م.
ويشير السهمي إلى أنه كل ما شاهدت الجماهير الحاشدة طيران العدو يلقي صواريخه على محيط السبعين وبقية الأماكن، ازدادت قناعة الجماهير في صوابية الموقف الذي اتخذه الشعب اليمني بقيادته الثورية والعسكرية منذ بدء طوفان الأقصى الأعظم.
ويلفت إلى أن الشعب اليمني بمختلف مكوناته السياسية والإجتماعية ثابتون وصامدون ومواجهون للعدوان الثلاثي وكل من يدور في فلكهم مهما كانت التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية، لأن لديهم قيادة ومشروعا ومنهجية وعقيدة قلَّ نظيرها على مستوى المنطقة.
وينوه إلى أن ثبات المتظاهرين في ميدان السبعين وقت وقوع الغارات بمحيط الساحة وتردديهم لشعارات التحدي والصمود أوصل رسائل مباشرة وجماعية للأعداء بأن استهداف الساحات لن يثنينا عن موقفنا الديني والإنساني والأخلاقي تجاه فلسطين والمقدسات والأمة وقضاياها وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

عنفوان يماني في نصرة غزة

من جهته يؤكد الناشط الثقافي إبراهيم الخليل أن الخروج المليوني الأسبوعي في مختلف ساحات التظاهر ذو أثر إيجابي كبير كونه يعطي دلالات واضحة عن وحدة الموقف الشعبي والسياسي والثوري اليمني المساند لغزة بكونها القضية المركزية للأمة الإسلامية.
ويوضح -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن التجمهر في الساحات يوصل رسائل مدوية للأعداء عن ثبات اليمنيين ووقوفهم خلف القيادة الثورية، إضافة إلى دور الساحات الكبير في تأكيد الجهوزية الشعبية العامة لمواجهة أي تصعيد قادم من قبل العدو.
ويبين أن جدوائية ساحات التظاهر انعكست من خلال قيام الأعداء بتنفيذ غارات عدوانية عديدة على محيط ساحة التظاهر بميدان السبعين، وهو ما يثبت انزعاج الكيان الصهيوني وحلفائه من الخروج المليوني لمساندة غزة والانتصار لمظلوميتها.
وبالرغم من وقوع الغارات في محيط ساحات التظاهر -والتي كان يريد العدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي إخافة المواطنين وترويعهم وتشتيتهم- إلا أن ثبات المتظاهرين شكل صدمة مدوية للعدو تضاف إلى سجل الصدمات التي يتلقاها من خلال العلميات العسكرية اليمنية المنكلة به في الأرواح والعتاد بحسب ما يؤكده الخليل.
ويشير الخليل إلى أن الشعب اليمني يقف بكل ثبات وعنفوان وشموخ وراء القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله وتفويضه تفويضا مطلقا في اتخاذ الإجراءات اللازمة لنصرة غزة والانتصار لها.

قد يعجبك ايضا