رسائل السيد القائد وتحذيراته.. دعوة للخروج في أول مليونية ضد الكافر ترامب

موقع أنصار الله . تقرير | أحمد داود

تناول السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي –يحفظه الله- ثلاثة مسارات في خطابه التاريخي الخميس، للتعامل مع التطورات والمستجدات المقبلة في ظل الجنون الترامبي وموقف الشعب اليمني منها.
ركّز السيد القائد في مساره الأول الحديث عن خطة ترامب غير الواقعية في تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، في حين تطرق في المسار الثاني إلى التطورات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتهديدات ترامب بفتح الجحيم على الغزاويين يوم السبت المقبل، في حين كان المسار الثالث يتعلق بالموقف اليمني من كل هذه التطورات، ودعوات السيد للشعب للخروج المليوني يوم الجمعة في أول مليونية يمنية ضد الطاغية ترامب، وكذلك دعوته للقوات المسلحة للاستعداد لأي تدخل عسكري.
في المجمل، لقد كان خطاباً تاريخياً استثنائياً، أعاد فيه السيد القائد للعرب عزتهم وكرامتهم، وأوضح ما الذي ينبغي أن يفعله العرب في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة من تاريخ أمتهم، فالأمة القوية لا يمكن أن تنحني أمام عواصف التهديدات التي تأتي من هنا أو هناك، كما يفعل ترامب بكل وقاحة وصلف.
في الخطاب يصف السيد القائد نرجسية ترامب، ويصفه بعبارات متعددة منها “الطاغية، والكافر، والمجرم”، وهي أوصاف لا يجرؤ أن يطلقها أي زعيم في منطقتنا، فالحكام والرؤساء يسارعون للتودد والانحناء أمام ترامب لكسب رضاه ووده، كما هو حال الملك الأردني، وما أظهره من خنوع وذل أمام عدسات الكاميرات في لقائه مع ترامب.

ولعل أبرز ما حضر في خطاب السيد القائد هو الموقف اليمني من خطة ترامب، والتي لا يمكن التفرج عليها على الإطلاق، وإذا ما مضى ترامب لتنفيذها بالقوة، فإن اليمن سيواجهها بالقوة وبالتدخل العسكري كما قال السيد القائد.
وفي هذه الجزئية يقول السيد القائد: “إذا اتجه الأمريكي والإسرائيلي لمحاولة تنفيذ الخطة بالقوة أو اتفقوا مع الأنظمة العربية لتنفيذها سنتدخل حتى بالقوة العسكرية، وسنتحرك في أداء مسؤوليتنا الجهادية للتصدي للأمريكي والإسرائيلي، والنصرة للشعب الفلسطيني كما فعلنا في مواجهة جريمة القرن”، مواصلاً حديثه بالقول: “سنتدخل بالقصف الصاروخي والمسيّرات والعمليات البحرية وغيرها إذا اتجه الأمريكي والإسرائيلي لتنفيذ خطة التهجير بالقوة”.
هذا إذاً، هو أول موقف عربي إسلامي قوي أمام خطة ترامب وعدم واقعيتها، وهو يأتي من اليمن، ومن قائده الفذ السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، وهو ليس حديثاً لمجرد الاستعراض الكلامي، أو لكسب الشهرة، فالجميع عرف السيد أبا جبريل وصدقه ومدى تطابق أقواله مع أفعاله، وكأن السيد يريد أن يهيئ الشعب اليمني، وأحرار الأمة للاستعداد للمواجهة المرتقبة، فالأمريكي والإسرائيلي قد حسموا أمرهم ويتجهون للتصعيد الكبير في المنطقة.

الجحيم لترامب وليس لغزة

ومثلما حدد السيد القائد موقف الشعب اليمني من خطة ترامب، فقد حدد موقفه كذلك من اتفاق وقف إطلاق النار، وقد سبق للسيد أن تطرق لهذا كثيراً، فالأيدي على الزناد، وإذا عاد العدو للتصعيد فإن اليمن سيكون حاضراً في التصعيد، وهي معادلة واضحة لا تقبل اللبس أو التشكيك.
غير أن الجديد فيها هو حديث السيد القائد القوي على المجرم ترامب، وتهديداته بفتح أبواب الجحيم على غزة إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى دفعة واحدة.
وهنا يقول السيد القائد: “ترامب يعد الفلسطينيين بالجحيم، ويتهددهم، ويتنكر الكافر المجرم الطاغية المهرج حتى للاتفاق الذي هو ضامن على تنفيذه”، منوهاً إلى أن “موقف ترامب خروج وشذوذ عن الأعراف الدولية بكلها، دجل وكذب وغدر واستخدام للغة الطغيان والتهديد بالجحيم”.
ثم يخاطب السيدُ المجرمَ ترامب قائلاً:” الجحيم لك أنت أيها الكافر الظالم الطاغية، الجحيم لك أنت وأمثالك من الطغاة والظالمين والمجرمين والمستكبرين، ولا يمكن أن يقبل إخوتنا المجاهدون في فلسطين بأن يخرجوا كل من لديهم من أسرى العدو دون إتمام عملية التبادل للأسرى”.

وأكد “إذا اتجه الأمريكي ومعه الإسرائيلي إلى التصعيد فمعنى ذلك أن المنطقة ستذهب إلى مشكلة كبيرة “، مؤكداً على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي إسلامي بالدرجة الأولى مساند للشعب الفلسطيني ومقاومته ومجاهديه الأعزاء.

رسائل الخروج والاستعداد للقوة العسكرية

وبعد أن وضّح السيد القائد وشخّص الواقع، خاطب الشعب اليمني العظيم الذي يثق به وبإيمانه، داعياً الجميع للخروج يوم غد الجمعة في صنعاء وعموم المحافظات في مسيرات مليونية للوقوف الجاد مع الشعب الفلسطيني.
وقال السيد القائد: “شعبنا سيخرج يوم الغد إن شاء الله ليعلن وقوفه الكامل مع الشعب الفلسطيني في كل المجالات بما في ذلك الخيار العسكري”، وأضاف: “شعبنا سيخرج يوم الغد ليوجه رسالة تحذيرية للأمريكي وللإسرائيلي من أي تصعيد جديد أو عدوان جديد على قطاع غزة”.
وسيكون هذا الخروج المليوني هو الأول في عهد الطاغية ترامب، والأول بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو يوصل رسالة مزدوجة للأمريكي والإسرائيلي بأن اليمن لن يقف متفرجاً تجاه هذه الخروقات والتهديدات، وهي رسالة تضامن ودعم ومؤازرة للمقاومة الفلسطينية بأن الشعب اليمني يقف إلى جانبها في زمن الخنوع والذل العربي والإسلامي.
ولأن الموقف اليمني متكامل، فقد دعا السيد القائد القوات المسلحة أن تكون على أهبة الاستعداد للتدخل العسكري في حال أقدم المجرم ترامب على تنفيذ تهديده.

وبهذا يكون السيد القائد قد رسم المعالم، وشخّص الواقع، وحدد الموقف، وحذّر من التخاذل وطعن القضية الفلسطينية من جديد، وبيّن أن المنطقة مع ترامب ستدخل في مشكلة كبيرة، وهو خطاب تبيين وتوضيح وتحذير وتهديد، وعلى كل فرد في أمتنا أن يحدد موقفه، فالأمر جلل، والتهاون فيه خطير جداً، وإذا فضّل العرب والمسلمون الصمت والخنوع، فإن اليمن مثلما كان قوياً وشامخاً في عهد الرئيس بايدن، فسيكون كذلك في عهد الطاغية والمجرم ترامب.

قد يعجبك ايضا