سأبكي سيّدَ العرب
الشاعر : نشوان الغولي
بأي شيءٍ سأبكي سيّدَ العربِ.
بدمعةٍ أم دمٍ بالحزنِ منسكبِ.
و الأرضُ من بعده ضاقت بما رَحبت.
عليّ مرتحلاً في صدرِها الرحِبِ.
ما كنتُ أحسبُ أنّي سوف أذكرهُ.
نعياً و أرثيه في شعري و في أدبي.
تأبى القريحةُ أن تبكي على (حسنٍ).
و أن ينوحَ عليه كلُ منتحب.
فكم و كم غمرَ الدنيا بطلعتِهِ.
بشراً و زحزحَ عنها ظُلمةَ الكُرَبِ..
و كم أطلّ عليها في (سحابتِهِ).
غيثاً و قد غاضَ عنها وابلُ السحب.
سحابةٌ زيّنت هامَ (الوصيّ) و قد.
سما بها شرفاً من كفِ خيرِ نبي.
و توّجتُهُ فَتيّاً تحت ضربتِهِ.
هوى أكابر جيشٍ ضاربٍ لَجِب.
و خضّبت منه في المحرابِ شيبَتَهُ.
تكسو عظيماً و تهدي أعظمَ القُرَب.
بها (الحسينُ) لإحدى الحسنيينِ مضى.
يزفُهُ الوحيُ بين العرشِ و الحُجُب.
و عاد (عبّاسُ) في ثوبِ الشموخِ بها.
بقلبِ محتسبٍ لله مرتغب.
سحابةٌ كان نصرُ اللهِ موعدُها.
يعانقُ الخلدَ فيها خيرُ منتَجَب.
و قد دعا اللهَ مشتاقاً لجنّتِهِ.
إنّي دعوتُكَ يا مولاي فاستجبِ.
أراه و الملأُ الأعلى يحيطُ به.
و موكبُ النورِ في معراجِ كل أبي.
أراه و المصطفى سُعداً بمقدِمه.
يحيطه بكساء الخمسةِ النُجُب.
أرى الوصي و قد باهى بطلعتِه.
أشرقت يا قمرَ الأولى و لم تغب.
أرى الحسينَ بإعزازٍ يقول له.
أهلاً و سهلاً حفيدي و المشبّه بي.
مرّت ثلاثون عاماً من مسيرتِه.
ما ضاقَ من كللٍ فيها و من تعب.
مرّت ثلاثون و الدنيا تناجزه.
وعداً من الوهن أو وعداً من النصب.
و قد قضاها أميناً سيّداً علَماً.
مجاهداً حيدرياً صادقَ الغضب.
مرّت ثلاثون و الأقصى يناشدنا.
من يستردّنه من كف مغتصب.
مرّت و في يده سيفٌ يذبّ ُبه.
عن أمّةٍ حملت سيفاً من الخشبِ.
ماذا أسمّيه و الأسماءُ قد ثكلت.
بمثله سيدا في الأصل و النسب.
ماذا أسمّيه قال الطامحون إلى .
عليائه حمزةٌ في عصره الذهبي.
بكل أسمائه قد سُمّيت سلفاً.
كلُ المحاسن في أبناءٍ (مطّلب).
و أنجبت سيداً و الفعلُ منطقه.
و سيدا سيدا في الإسم و اللقب.
و ما بأسماء (نصر الله) قد قرنت.
أسماء من قرنوا باللهو و الطرب.
و ما بأسمائه الغرّاء قد وصفت.
أسماءُ من وصفوا بالجُبن و الكذب.
بقية السيف تروي عنه في نبإ.
ملاحم الحد بين الجدِ و اللعب.
و لم تزل أصدقُ الأنباء قائلةً.
(السيف أصدق أنباءً من الكتب).