الإعلام الأمريكي يؤكد أن زيلينسكي تم طرده ولم يغادر بمحض إرادته
يتفاعل الإعلام الأميركي والبريطاني وعدد من الشخصيات مع اللقاء المحتدم الذي جمع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والذي تخلله نقاشات حادة وتوبيخ من ترامب للرئيس الأوكراني.
وبحسب مراسل “سي أن أن” الأميركية، فإنّ “ترامب وزيلينسكي ذهبا إلى غرف منفصلة بعد ما حدث في المكتب البيضاوي، مع رغبة الأوكرانيين في استمرار المحادثات”
لكن ومع ذلك، “أوضح البيت الأبيض أنّ الوقت قد حان لهم لينصرفوا، بحيث أمر ترامب الأوكرانيين بالمغادرة”، وفقاً لمسؤول في البيت الأبيض.
بدورها، قالت “فوكس نيوز” عن مسؤولين في البيت الأبيض، إنّه “تم طرد زيلينسكي من قبل ترامب”، وأنّه “لم يغادر بمحض إرادته”، مشيرةً إلى أنّ “الأوكرانيين كانوا يتوسلون لإعادة ضبط العلاقات”.
ونقلت “فوكس نيوز” عن مسؤولين في البيت الأبيض أنّ “زيلينسكي أُبلغ أنّه يجب مغادرة أراضي البيت الأبيض، ويعود عندما يكون مستعداً للسلام”.
من جهتها، قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إنّ “فريق زيلينسكي ارتكب العديد من الأخطاء في الحسابات”، كان أحدها، “تقديم صفقة للولايات المتحدة لتقاسم موارد أوكرانيا، لتحفيز البيت الأبيض على تعزيز موقف كييف قبل أي محادثات مع موسكو، وتوفير دعم أمني بعد الحرب لردع روسيا”.
وأضافت أنّ “الخطأ الثاني كان الإفراط في تقدير شعار حملة ترامب”: “السلام من خلال القوة”.
وقالت الصحيفة إنّ “كييف قللت من شأن قسوة ترامب في محاولته استخراج أكبر قدر ممكن من المعادن من الاتفاق، مع إعطاء القليل ممّا تريده أوكرانيا في المقابل”، مشيرةً إلى أنّ “المسودة النهائية لهذا الأسبوع كانت أقل إرهاقاً من الأولى، لكنّها لم تحتوِ على خلفية أمنية”.
وأضافت أنّ “زيلينسكي تعلم بالطريقة الصعبة عن عقلية ودوافع ترامب، بحيث إنّ السلام بالنسبة للرئيس – كما هو الحال في الشرق الأوسط أيضاً – يعني غياب القتال”.
وتابعت أنّ “زيلينسكي، كما يبدو، مهتم بوقف إطلاق النار”، لكنه “أقل اهتماماً بإيجاد حل دائم يمنع عودة الحرب.
كما أوضحت الصحيفة أنّ “ترامب يحرك السعي لتحقيق مكاسب اقتصادية”، فيما “نهجه متأثر بشدة بمشاعره الشخصية”.
و”من الواضح أنّ ترامب يحمل ضغينة تجاه زيلينسكي، بعد أن أدت جهوده في عام 2019 لإجبار زعيم أوكرانيا على إطلاق تحقيق في أنشطة هانتر بايدن في أوكرانيا، مقابل المساعدات الأميركية إلى أول محاكمة لترامب”.
في المقابل، “ما زال يحتفظ ترامب بإعجاب محيّر بفلاديمير بوتين، الذي تبنى الرئيس الأميركي إلى حد كبير لغته بشأن أسباب الصراع في أوكرانيا”.
ووفق “فايننشال تايمز”، فإنّ “تسامحه مع الزعيم الروسي يبدو أنّه مرتبط بنظرته العالمية التي تعود إلى القرن التاسع عشر، والتي ترى أن الشؤون العالمية لا ينبغي أن تديرها مؤسسات متعددة الأطراف، بل حفنة من القوى الكبرى وزعمائها الأقوياء، ولكل منهم مجال نفوذه”.
وأضافت أنّ “زيلينسكي يفتقر إلى الموهبة الدبلوماسية التي يتمتع بها إيمانويل ماكرون وكير ستارمر، الزعيمان الأوروبيان اللذان تمكنا من بناء بعض التفاهم مع ترامب في زيارات ناجحة هذا الأسبوع”.
لكن “يبدو أنّ الرئيس الأوكراني تعرض أيضاً لكمين من جانب البيت الأبيض الذي انتهى به الأمر إلى إذلاله، فبعد 3 سنوات من الحرب، دخل كفاحه لتأمين سيادة البلاد مرحلته الأكثر خطورة”.
انتقاد روسي ودعم أوروبي لزيلينسكي
وتعليقاً على مجريات اللقاء المحتدم بين ترامب وزيلينسكي، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إنّ “أكبر كذبة لزيلينسكي من بين كل أكاذيبه هي التصريح الصادر في البيت الأبيض بأنّ نظام كييف في عام 2022 تُرك بمفرده من دون دعم”.
وتابعت أنّ “الطريقة التي تمكن بها ترامب ونائبه جي دي فانس من ضبط أنفسهما وعدم توجيه أي لكمة لهذا الوغد هي معجزة في التحمل”.
في المقابل، وجهت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في بيان، رسالة دعم إلى زيلينسكي بالقول: “عزيزي الرئيس زيلينسكي.. كن قوياً وشجاعاً وبلا خوف.. أنت لست وحدك أبداًً”.
وأضافت: “سنواصل العمل معكم من أجل تحقيق السلام العادل والدائم”.
بدورها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إنّ “أوكرانيا هي أوروبا، ونحن سنواصل دعمها”، مضيفةً أنّ “العالم الحر يحتاج إلى قائد جديد، ونحن الأوروبيين سنواجه هذا التحدي”.
ونقلت الرئاسة الفرنسية أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون تحادث مع زيلينسكي وأكد دعمه له بعد صدامه مع ترامب.
كذلك، أعلن قائد الجيش الأوكراني، بعد توبيخ ترامب لزيلينسكي، “الوقوف مع الرئيس”، مردفاً: “قوتنا في وحدتنا”.