موقع أنصار الله - متابعات – 14 ذو القعدة 1446هـ

واصلت سلطات كيان العدو الصهيوني، خلال شهر إبريل 2025، تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية المحتلة، حيث سُجّلت 530 حالة اعتقال، من بينها 60 فتى وطفلًا، و18 امرأة، في ظلّ استمرار العدوان الشامل على الضفة، بالتزامن مع الحرب على قطاع غزة.

وتركزت الاعتقالات والاعتداءات في مدينتَيّ جنين وطولكرم، وشملت عمليات ميدانية مكثّفة، تراوحت بين الإعدامات الميدانية، والنزوح القسري، وتدمير البنى التحتية، إلى جانب الاعتقالات والتحقيقات الميدانية التي طالت آلاف الأهالي، في مختلف أنحاء الضفة، بما في ذلك الأطفال والنساء، الذين تعرضوا لاعتداءات جسدية ونفسية، واستخدامهم رهائن ودروعا بشرية، في سياسة تصعيدية ممنهجة.

 

17 ألف حالة اعتقال منذ بدء الحرب... تصاعد خطير في الاعتقال الإداري

ومع تسجيل أرقام شهر نيسان/ إبريل، يرتفع إجمالي عدد حالات الاعتقال في الضفة المحتلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى نحو 17 ألف حالة.

وتشمل الحالات من أُفرج عنهم لاحقًا، بينما لا تشمل أرقام معتقلي قطاع غزة، الذين يُقدّر عددهم بالآلاف.

ورصدت المؤسسات الحقوقية؛ هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، خلال هذا الشهر تصاعدًا غير مسبوق في أوامر الاعتقال الإداري، إذ بلغ عدد المعتقلين الإداريين حتى بداية أيار/ مايو 2025 3577 معتقلًا.

ومن بين الأسرى، أكثر من 100 فتى وطفلا، وهو الرقم الأعلى تاريخيًا منذ بدء الاحتلال، ويتجاوز أعداد المحكومين والموقوفين.

 

شهيدان في سجون الاحتلال وجرائم ممنهجة

وأُعلن خلال شهر نيسان استشهاد كل من مصعب عديلي من نابلس، بتاريخ 16/4/2025، وناصر خليل ردايدة من العبيدية، بتاريخ 20/4/2025.

كما تلقت عائلات أسرى من غزة، بلاغات باستشهاد أبنائهم داخل سجون العدو الصهيوني، دون توضيحات أو تأكيدات من الجهات الرسمية الصهيونية.

وتؤكد إفادات الأسرى خلال زيارات المحامين في نيسان، استمرار العدو الصهيوني في ارتكاب سلسلة من الانتهاكات داخل السجون، شملت التعذيب الجسدي والنفسي، والتجويع الممنهج، والإهمال الطبي.

ويُعد انتشار مرض الجرب (السكايبيوس) مثالًا صارخًا على الإهمال المتعمد، خصوصًا في سجنَيّ "النقب" و"مجدو"، وسط مطالبات للمجتمع الدولي، وخاصة منظمة الصحة العالمية، بالتدخل العاجل.

 

جريمة تجويع وقمع متصاعد

وكشفت نتائج تشريح جثمان الشهيد القاصر وليد أحمد، الذي استُشهد في آذار/ مارس الماضي، أن التجويع المتعمّد كان السبب الرئيسي في وفاته، ما يؤكد ارتكاب العدو الصهيوني جريمة منظمة بحق الأسرى، وبخاصة الفتية والأطفال.

وسُجّلت عشرات عمليات الاقتحام والاعتداءات الوحشية داخل أقسام الأسرى، وبخاصة بحق قيادات الحركة الأسيرة، الذين يتعرضون إلى جانب الضرب المبرح للعزل الانفرادي المستمر، منذ بدء العدوان.

 

الأسيرات في سجن الدامون الصهيوني: عزل وتجويع وإهمال طبي

ولا تزال 35 أسيرة في سجن الدامون، من بينهن أسيرتان كلتاهما حامل في الشهر الخامس، وأسيرة مريضة بالسرطان، يواجهن ظروفًا قاسية.

وتشمل إجراءات العدو الصهيوني بحقّ الأسيرات، العزل الجماعي، وحرمانهن من الاحتياجات الأساسية، وفرض سياسة التجويع، والإهمال الطبي المتعمد.

 

الأطفال المعتقلون: ضحايا جرائم متصاعدة

وبلغ عدد الأطفال المعتقلين حتى بداية أيار/ مايو 2025 ما لا يقلّ عن 400.

ومن بين الأطفال والفتية، أكثر من 100 معتقل إداري، ويواجهون كل أشكال الانتهاكات من تعذيب، وتنكيل، وتجويع، إلى جانب الحرمان من التعليم والرعاية الصحية.

 

معتقلو غزة: شهادات مرعبة وإخفاء قسري

وتلقّت المؤسسات شهادات مروعة من معتقلي غزة، وبخاصة في معسكر "عوفر"، تتحدث عن، تعذيب جسدي ونفسي وحشيّ، واعتداءات جنسيّة، وإخفاء قسريّ لعشرات الأسرى، ورفض الكشف عن مصير شهداء، وقيود ممنهجة على الزيارات القانونية.

وتستمر إدارة السجون في عرقلة الزيارات القانونية للمحامين، ولا سيما في سجنَيّ نفحة و"ريمون" (غانوت)، من خلال فرض رقابة صارمة، ومماطلة في تحديد المواعيد، ومنع محامين من دخول السجون، بالإضافة إلى عمليات إذلال المعتقلين أثناء تنقلهم إلى الزيارة، ما يدفع العديد منهم إلى رفض الإدلاء بأي إفادات.

وحذّرت مؤسسات الأسرى من أن عامل الزمن بات يشكل خطرًا وجوديًا على حياة الآلاف من الأسرى، في ظلّ استمرار الجرائم، وانعدام أي تدخل دولي حقيقي.

ودعت إلى تحرك دولي حقيقيّ، لوقف ما يجري بحقّ الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني.