موقع أنصار الله - متابعات - 2 ذو الحجة 1446هـ

تواصل قوات العدو الصهيوني عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ123 على التوالي، ولليوم الـ110 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني مستمر، وملاحقة المواطنين وإعاقة دخولهم إلى منازلهم في مخيم طولكرم.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات العدو نشرت صباح اليوم، فرق المشاة داخل حارات مخيم طولكرم وفي محيطه وعند مداخله، وسط إعاقتها لدخول سكانه لأخذ مقتنياتهم من منازلهم المهددة بالهدم، من خلال التدقيق في الهويات والاستجواب، فيما أطلقت الرصاص الحي بشكل عشوائي لترويعهم.

وكانت قوات العدو قد أبلغت يوم أمس، سكان 58 مبنى في مخيم طولكرم بقرارات هدم فورية، تمهيدا لإخلائها اليوم، حيث تضم هذه المباني أكثر من 250 وحدة سكنية، وأعلنت تحديد أربعة مداخل ومخارج فقط لأصحاب المنازل المهددة بالهدم، وأمهلتهم ثلاث ساعات فقط، تبدأ من الساعة التاسعة والربع وحتى الـ12 والربع ظهرا، وتشمل مداخل حارات البلاونة، والمدارس، ومربعة حنون، والمقاطعة.

وحذر العدو الصهيوني من أن "عدم الالتزام بالمداخل والمخارج المحددة سيُعرّض حياة المخالفين للخطر"، في تهديد مباشر للأهالي الذين هُرعوا منذ ساعات الصباح الباكر إلى المخيم تمهيدا لدخوله، إلى جانب طواقم الإسناد من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

في السياق ذاته، واصلت جرافات العدو الصهيوني هدم مباني في محيط مسجد أبو بكر الصديق بمخيم نور شمس، ضمن مخططها لهدم 48 مبنى سكنيا في المخيم لفتح شوارع وطرقات وتغيير معالمه.

وكان مخيم نور شمس قد شهد خلال الأيام الأخيرة حملة هدم طالت أكثر من 20 مبنى سكنيا في حاراته الرئيسية، وتضررت بفعلها مبانٍ مجاورة، وذلك في سياق تنفيذ مخطط العدو لهدم 106 مبانٍ في المخيمين، في ظل حصار خانق يعيشه المخيمان، يترافق مع سماع دوي إطلاق نار وانفجارات بين الفينة والأخرى.

وفي سياق متصل، تشهد المدينة وضواحيها على مدار الساعة، تحركات مكثفة لآليات العدو وفرق المشاة، وهي تجوب الشوارع الرئيسية والأحياء، وتعترض تحرك المواطنين والمركبات مع إطلاق أبواق آلياتها بطريقة استفزازية، والسير بعكس اتجاه السير، إلى جانب إقامة حواجز مفاجئة خصوصا في وسط السوق، وشارع نابلس، وتعرض المواطنين للإيقاف والتفتيش والاستجواب والتنكيل.

وتواصل قوات العدو أيضا الاستيلاء على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المجاور، بعد إخلاء سكانها بالقوة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وبعضها تحت سيطرة الاحتلال منذ أكثر من شهرين.

كما يشهد شارع نابلس الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس أضرارا كبيرة، بعد أن وضعت قوات العدو الصهيوني قبل أشهر سواتر ترابية متقطعة على طوله، ما أثر بشكل كبير في حركة المركبات وفاقم معاناة المواطنين.

إلى ذلك، أنجزت بلدية طولكرم أعمال صيانة وتعبيد لمقطع من شارع نابلس وتحديدا أمام المدخل الشمالي الرئيسي لمخيم طولكرم، الذي دمره العدو خلال عدوانه المتواصل، وذلك بتمويل من المنحة الإسعافية الحكومية، التي تشمل أعمال بنية تحتية وتعبيد عدد من الشوارع والمفترقات في المدينة وضواحيها.

وخلّف العدوان المستمر حتى الآن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت حاملا في شهرها الثامن، إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات، إثر عمليات هدم وإحراق ونهب.

وقد أدى هذا التصعيد إلى تهجير أكثر من 4200 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 400 منزل كليا، و2573 منزلا بشكل جزئي، فضلا عن إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية، وتحويلهما إلى مناطق معزولة تكاد تخلو من مظاهر الحياة.