سلط تقرير نشره موقع Energy Intelligence الضوء على تعاظم مكانة اليمن، مؤكدًا أن محاولات إخضاعها عسكريًا أو سياسيًا باتت أقرب إلى "مهمة مستحيلة".
وأوضح التقرير أن "الحوثيين، الذين بزغوا في مطلع الألفية سرعان ما تحوّلوا إلى حركة مقاومة مسلحة مع اندلاع المواجهات مع نظام علي عبدالله صالح في 2004، واعتبر التقرير أن "جوهر صمود الحوثيين يرتكز على عقيدة دينية، تقوم على مبدأ الوقوف ضد الظلم ورفض التبعية للخارج".
وأشار التقرير إلى أن "وصف الحوثيين بـ"وكلاء إيران" لا يعكس طبيعة استقلالية قرارهم السياسي والعسكري"، موضحًا أن الحركة تحمل في اسمها "أنصار الله" دلالات تاريخية تعود إلى الأنصار الذين احتضنوا النبي محمد ﷺ، وتحمل في طياتها التزامًا عقديًا بالحق والدفاع عنه مهما كلف الثمن".
وتوقف التقرير عند فشل التحالف السعودي - الأمريكي في إخضاع أنصارالله منذ انطلاق عمليات "عاصفة الحزم" في 2015، رغم حجم القوة والتقنيات المتقدمة المستخدمة. وأكد أن "الحوثيين سرعان ما نقلوا المواجهة إلى العمق السعودي، مستهدفين منشآت النفط بالصواريخ والطائرات المسيّرة، كما نفذوا توغلات برية داخل الأراضي السعودية، مما أجبر الرياض لاحقًا على الدخول في مفاوضات معهم ووقف عدوانها".
أما الولايات المتحدة، وفق التقرير، فقد "دخلت في مواجهة مباشرة مع الحوثيين بعد طوفان الأقصى حيث استهدف أنصار الله السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وفرضت عمليًا حصارًا بحريًا على ميناء إيلات. وبين نوفمبر 2023 ويناير 2025 نفذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم على سفن تجارية أمريكية وبريطانية وإسرائيلية"
رغم الحملة الجوية الواسعة التي قادتها واشنطن بالتعاون مع بريطانيا و"إسرائيل" لردع الحوثيين ، أكد التقرير أن النتائج العسكرية على الأرض كانت محدودة التأثير، بينما تعرضت البنى التحتية في اليمن لأضرار كبيرة وسقط مئات الضحايا المدنيين.
وكشف التقرير عن أن قرار أنصار الله باستئناف الهجمات في مارس 2025 جاء بعد خرق "إسرائيل" للهدنة مع حماس، حيث صعّدوا من هجماتهم الجوية والبحرية، مهددين حتى بإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي عبر ضرب مطار "بن غوريون".
ونقل التقرير أن "مستوى استقلالية الحوثيين ظهر بوضوح عندما اتخذوا قرار استهداف السفن الإسرائيلية دون التشاور مع إيران. كما أشار إلى أن الاتفاق الذي أُبرم بين إدارة ترامب والحوثيين في مايو 2025، والذي نص على وقف الغارات الجوية الأمريكية مقابل وقف الهجمات على السفن الأمريكية، تم التوصل إليه بشكل منفصل عن "إسرائيل"، وهو ما اعتبره التقرير مؤشرًا على إدراك واشنطن لصعوبة كسر إرادة الحوثيين عسكريًا".
واختتم تقرير Energy Intelligence بالتأكيد أن "الحوثيين خرجوا من صراعهم الأخير مع واشنطن أكثر قوةً وصلابةً، حيث أثبتوا قدرتهم على تحييد أعتى آلة عسكرية في العالم"، وفرضوا أنفسهم لاعبًا صعب التجاوز في المعادلة الجيوسياسية الإقليمية والدولية، معززًا ذلك بـ"روح صلبة لا يمكن كسرها"، حسب تعبير التقرير.