موقع أنصار الله - متابعات – 22 ذو الحجة 1446هـ
أعربت محافظة القدس عن قلقها البالغ من تصاعد الإجراءات الصهيونية الميدانية التي تستهدف خنق مدينة القدس، وعزلها بالكامل عن محيطها الفلسطيني، عبر تركيب بوابات حديدية جديدة، وتكثيف الحواجز العسكرية، إلى جانب تسريع وتيرة التوسع الاستيطاني والضم.
حيث ركبت سلطات الكيان الصهيوني الغاصب، اليوم الأربعاء بوابة جديدة عند مدخل بلدة عناتا شمال شرق المدينة، سبقها بأيام قليلة ماضية تركيب بوابة عند مدخل جبع، وأخرى عند مدخلي بلدة حزما، في إطار تصعيد متسارع يندرج ضمن سياسة إسرائيلية لتقطيع أوصال المدينة والتحكم الكامل في الحركة داخلها.
وأوضحت المحافظة، أن هذه التطورات تأتي بالتزامن مع استغلال العدو للعدوان الأخير على قطاع غزة والتصعيد مع إيران، حيث تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تمرير مخططات الضم وتوسيع حدود بلدية القدس، وزيادة أعداد المستوطنين ، وبناء مستوطنات جديدة في المنطقة، في ظل انشغال العالم عما يجري في المدينة المحتلة.
وتشهد المدينة في الوقت ذاته تشديدات غير مسبوقة عند الحواجز العسكرية الرئيسية، أبرزها: قلنديا، وشعفاط، وجبع، والكونتينر، ما أدى إلى إغلاقها شبه الكامل أمام المركبات وتعطيل حياة المواطنين، حيث تجاوزت فترات الانتظار ست ساعات يوميًا، وتعرّض العديد للإذلال والتنكيل عند المعابر.
كما سلطت محافظة القدس الضوء على الأثر الميداني لهذه الإجراءات، مستشهدة بما حدث عند حاجز جبع العسكري، حيث اضطر نائب المحافظ إلى السير على الأقدام وصولًا إلى مقر عمله في بلدة الرام، في ظل الإغلاق الكامل والازدحام الشديد، في مشهدٌ يُلخّص معاناة آلاف الفلسطينيين، الذين يعلقون لساعات طويلة يوميًا عند الحواجز.
كما تنصب قوات العدو حواجز متحركة "طيّارة" في بلدات وأحياء مقدسية مثل: سلوان، وجبل المكبر، والعيسوية، والعيزرية، وحزما، بالتزامن مع حملات تفتيش واعتقالات تعسفية وفرض غرامات مالية باهظة.
وبين التقرير أن مدينة القدس باتت محاطة بـ85 حاجزًا، بينها إغلاقات ترابية وبوابات حديدية ثابتة ومتنقلة، إضافة إلى جدار الفصل العنصري التوسعي، ما يجعلها فعليًا سجنًا مغلقًا يُفرض فيه الفصل العنصري بالقوة.
وأكدت أن هذه الإجراءات جزء من مخطط متكامل للسيطرة الكاملة على المدينة، بما يشمل المقدسات الإسلامية والمسيحية، ضمن مشروع ضم غير معلن، يُنفَّذ وسط انشغال المجتمع الدولي عن العاصمة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، دعت وسائل الإعلام المحلية والدولية، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تكثيف تغطية هذه الانتهاكات، والعمل على إيصال صوت القدس وما يجري فيها إلى العالم، في وجه سياسات تكميم الأفواه والمنع الإعلامي التي تنتهجها سلطات العدو، بهدف طمس الجرائم والتضييق على الحريات.
واختُتم التقرير بالتأكيد على أن السكوت الدولي يمنح العدو الصهيوني ضوءًا أخضر للمضي قدمًا في مشاريعه الاستيطانية والتهويدية، وأن التضامن الإعلامي والشعبي مع القدس بات ضرورة ملحّة لمواجهة هذه المخاطر الوجودية.
وبدعم أمريكي وأوروبي، يرتكب العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023، جريمة إبادة جماعية وحصار مطبق على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 180 ألف شهيداً وجريحاً من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين.. كما يشن عدوانا على الضفة الغربية والقدس المحتلتين.