موقع أنصار الله - متابعات – 21 جمادى الآخرة 1447هـ

انهارت 5 مبان اليوم الخميس بمناطق متفرقة من مدينة غزة بعد أمطار غزيرة هطلت على القطاع، متأثراً بمنخفض جوي عميق يضرب المنطقة منذ أيام.

وذكر جهاز الدفاع المدني أن المباني التي تعرضت لانهيارات جزئية يقع ثلاثة منها في حيي تل الهواء والنصر غربي مدينة غزة، واثنين في حي الزيتون جنوبي شرقي المدينة، وكانت تؤوي عددا من الفلسطينيين الذين نزحوا إليها لعدم توفر بدائل سكنية، فيما لم يتبين تسجيل إصابات.

وحذر الدفاع المدني من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط التي لجأت إليها عائلات نازحة، خاصة مع المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع، وما يجلبه من أمطار تؤدي إلى انجراف التربة وتصدعات إضافية في الجدران والأعمدة التي تضررت بفعل القصف.

وأهاب الجهاز بالنازحين الذين عادوا للسكن في المباني والمنازل التي استهدفها العدو الصهيوني بالحذر الشديد وإخلاءها إذا كانت متصدعة وغير صالحة للسكن.

وذكر الدفاع المدني أنه خلال الساعات الـ24 الماضية، تلقى أكثر من 2500 مناشدة من نازحين غمرت مياه الأمطار خيامهم بفعل المنخفض العاصف.

ومع اشتداد تأثير المنخفض منذ فجر الأربعاء، غرقت آلاف خيام النازحين في مناطق متفرقة من القطاع، بعد هطول أمطار غزيرة، وسط توقعات باستمرار الحالة الجوية العاصفة إلى مساء الجمعة.

وفي السياق، أكد مدير وزارة الصحة في غزة أن الخطر في القطاع يتجاوز تأثيرات المنخفضات الجوية، في ظل نقص حاد في الأدوية، خصوصا أدوية الأمراض المزمنة.

وأضاف أن البرد بات “بابًا جديدًا للموت”، مشيرا إلى أن 9300 طفل يعانون من سوء تغذية حاد، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة.

بدوره، قال مدير "شبكة المنظمات الأهلية" إن المؤسسات الدولية عاجزة عن إدخال المساعدات والخيام إلى غزة، محذرًا من ارتفاع الوفيات بسبب الصقيع وانهيار الخيام نتيجة العدوان والحصار المستمر.

وأكد وجود خطر حقيقي على السكان، خاصة الأطفال، في حال عدم توفير مواد الإيواء، مشيرًا إلى استمرار حالات سوء التغذية وشدد على أن أهالي القطاع لا خيار أمامهم سوى البقاء في خيام بالية أو قرب منازلهم المدمرة.

من جانبها، دعت ‏حركة حماس، اليوم الخميس، الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى الضغط من أجل سرعة إدخال مواد الإيواء إلى القطاع، لتخفيف حدة الكارثة الإنسانية التي تواجهها مئات الآلاف من الأسر النازحة في الخيام.

وقالت حماس في تصريح صحفي: “ندعو الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، إلى التحرك العاجل والضغط المباشر على حكومة العدو الصهيوني الغاصب لإدخال جميع مواد الإيواء اللازمة دون قيود، وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، وفقاً لما نصّ عليه الاتفاق، وبما يضمن الكرامة الإنسانية للمتضررين”.

وأكدت الحركة أن العدو يتحمل كامل المسؤولية عن الظروف المأساوية في غزة، نتيجة منعه إدخال مواد الإيواء، وتعمده مفاقمة معاناة مئات آلاف النازحين مع دخول فصل الشتاء وعجز الخيام عن الصمود أمام البرد والعواصف.

ويأتي المنخفض في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعا مأساوية بفعل انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى المستلزمات الأساسية وتراجع الخدمات الحيوية بسبب الحصار الصهيوني.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 يواصل العدو الصهيوني -بدعم أمريكي أوروبي- ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر "محكمة العدل الدولية" بوقف تلك الجرائم.

وأسفرت هذه الإبادة عن سقوط أكثر من 241 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة الكثيرين، أغلبهم من الأطفال، فضلًا عن دمار واسع أزال معظم مدن القطاع ومناطقه عن الخريطة.