موقع “التورنت” الأمريكي يشرح أسباب وقوف حكومة ترامب إلى جانب السعودية في عدوانها على اليمن
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || بعد وقف أمريكا لبيع بعض الأسلحة إلى السعودية في أواخر عهد الرئيس السابق “باراك أوباما” قرر الرئيس الجديد “دونالد ترامب” استئناف بيع هذه الأسلحة بعد لقائه ولي ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” في البيت الأبيض قبل عدّة أيام، ما دعا الكثير من المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى إطلاق تحذيرات جديّة إزاء تداعيات هذا القرار الذي سيساهم في مواصلة الجرائم البشعة ضد الشعب اليمني المظلوم.
حول هذا الموضوع نشر موقع “التورنت” الأمريكي مقالاً جاء فيه:
في الوقت الذي استقبل فيه ترامب محمد بن سلمان في البيت الأبيض والذي تضمن تقديم مختلف أنواع الأغذية كان الملايين من الشعب اليمني يتضورون جوعاً بسبب العدوان السعودي المتواصل عليهم منذ عامين.
وأشار الموقع إلى أن محمد “31 عاماً” الابن المدلل للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والذي يشغل منصبين مهمين؛ الأول: ولي ولي العهد والثاني: وزير الدفاع في المملكة ويسيطر كذلك على مفاصل عسكرية واقتصادية مهمة في الدولة هو الذي اتخذ القرار الكارثي بشن العدوان على اليمن في آذار/مارس 2015 للقضاء على حركة أنصار الله التي تتهمها الرياض بموالاة إيران، بحسب الموقع.
وأشار الموقع أيضاً إلى أن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان “زید رعد الحسین” كان قد أكد في وقت سابق بأن السعودية ارتكبت جرائم حرب كثيرة في اليمن وهناك وثائق كثيرة تؤيد ذلك. وأضاف: “على المجتمع الدولي واجب قانوني وأخلاقي لاتخاذ خطوات عاجلة للتخفیف من المستویات المروعة للمأساة الإنسانية في اليمن”.
ونوّه الموقع الأمريكي إلى أن ثلثي الشعب اليمني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية في الوقت الحاضر، حيث يموت طفل يمني على الأقل في كل عشر دقائق بسبب نقص الغذاء والدواء.
وكان “ستيفن أوبراين” وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قد أكد خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بأن الأولوية لتقديم المساعدات الغذائية في الوقت الحاضر يجب أن تتوجه إلى اليمن.
وأكد موقع “التورنت” الأمريكي على أن السعودية ليست المسؤولة الوحيدة عن ارتكاب الجرائم في اليمن بل تشاركها أمريكا ودول أخرى، وهذا ما أشار إليه السيناتور “كريس مورفي” الذي اتهم واشنطن بالمشاركة في قتل اليمنيين. وقال مورفي في مقابلة تلفزيونية على شبكة الـ CNN الأمريكية أن هناك بصمة لبلاده في كل حياة يفقدها المدنيين في اليمن جراء العدوان. وأضاف:”رغم أن السعودية هي من تلقي القنابل من طائراتها فهم لا يستطيعون القيام بذلك دون مساعدتنا، فهي ذخيرتنا وبيعت للسعوديين وتقوم طائراتنا بتزويد المقاتلات السعودية بالوقود جواً، إلى جانب أن استخباراتنا تقوم بمساعدة الرياض وتقديم خارطة للأهداف”.
وأشار الموقع الأمريكي إلى الجريمة التي ارتكبها الطيران السعودي والتي أدت إلى مقتل نحو مئة مدني جراء استهدافه لمجلس عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما تطرق الموقع إلى الرسالة التي بعثتها منظمة العفو الدولية إلى ترامب والتي حذرت فيها من تداعيات استمرار أمريكا بالوقوف إلى جانب السعودية في قتل الشعب اليمني، مشدداً في الوقت نفسه على أن بيع الأسلحة إلى الرياض في هذا الوقت بالذات يتناقض تماماً مع القوانين الدولية كونها تستخدم في قتل المدنيين الأبرياء في اليمن.
من جانبها وصفت “مارغريت هوانغ” المدير التنفيذي لفرع منظمة العفو الدولية في أمريكا بيع السلاح إلى السعودية في هذا الوقت بأنه بمثابة صب الزيت على النار لقتل الشعب اليمني.
وأعرب موقع “التورنت” الأمريكي عن اعتقاده بأن ترامب والمسؤولين السعوديين متفقون تماماً على ضرورة تشديد الضغط على إيران، خصوصاً وأن واشنطن تغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب في السعودية. كما أن القرار الذي اتخذه ترامب بمنع دخول رعايا عدد من الدول الإسلامية إلى أمريكا لا يشمل السعودية على الرغم من أن الأخيرة متهمة بدعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة والتي تسببت بقتل الكثير من الأمريكيين كما حصل في هجمات 11 سبتمبر 2001، مشيراً إلى أن 15 من أصل 19 من عناصر تنظيم القاعدة الذين نفذوا الهجمات، يحملون الجنسية السعودية.
وتساءل الموقع: هل نسي ترامب وهو يبتسم بوجه محمد بن سلمان هذه الحقائق أم أن المصالح المادية هي التي تحكم العلاقات بين الجانبين؟! وهل نسي أن السعودية تقطع رقاب كل من يعارض سياستها في الداخل بشكل سلمي وتشجع وتمول الجماعات الإرهابية لقتل المزيد من الأبرياء في مناطق متعددة من العالم، مطالباً إدارة ترامب بمراجعة حساباتها ووقف تدفق الأسلحة الأمريكية إلى السعودية التي تستخدم في قتل الشعب اليمني حتى هذه اللحظة.
وتجدر الإشارة إلى أن ترامب وخلال حملته الانتخابية انتقد السعودية بشكل مستمر، وأكد أنها تعتمد على الحماية الأمريكية دون أن تدفع مقابل ذلك، لكن ليس هناك مؤشرات تفيد بأن ترامب أو معاونيه طرحوا هذا الموضوع خلال زيارة ابن سلمان إلى واشنطن.
المصدر : الوقت التحليلي