الأسرى بأمعاء خاوية… والسجّان يُكرَّم على موائد البحرين

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية || ايمان مصطفى/ العهد الاخباري

 

استضافة وفود “اسرائيلية” على “موائد الكبسة” في البحرين، ولو من البوابة الرياضية عبر “الفيفا”، بينما يخوض الأسرى الفلسطينيون في سجون العدو صراع الحياة بإضرابهم عن الطعام، تثبت من جديد أن القضية الفلسطينية ليست في حسابات حكام الخليج أصلاً. فهؤلاء لم يتوانوا عن الهرولة لتطبيع شتى أنواع علاقاتهم مع العدو الصهيوني، ولو على حساب دماء الفلسطينيين وآلامهم وتضحياتهم.

 

البحرين، على غرار مثيلاتها من بعض دول الخليج، سجلها حافل في التطبيع مع “إسرائيل”، فبعد فصل التطبيع الفني عبر السماح لوفد موسيقي صهيوني بزيارة البلاد، وأداء أغنية تمس بشكل مباشر بالمسجد الأقصى وعروبة القدس المحتلة وإسلاميتها، وتمجد “بناء الهيكل” على أنقاض الأقصى المبارك، نشهد اليوم فصلًا جديدًا من التطبيع بعنوان رياضي بعدما وصل وفد “إسرائيلي” إلى البحرين للمشاركة في كونغرس “الفيفا”، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس الإسرائيلية”.

 

وتعد زيارة الوفد الصهيوني الجديدة إلى البحرين خطوة إضافية في تعزيز مسلسل التطبيع الذي بدأ منذ سنوات واندرج تحت عناوين ثقافية وأمنية وعسكرية واقتصادية وبيئية، وتجارية، بعدما أغلقت الحكومة البحرينية مكتب مقاطعة الكيان الصهيوني ورفعت الحظر عن البضائع الصهيونية.

 

 

 

الوفد الصهيوني الموسيقي

 

ويشكل انعقاد “كونغرس الفيفا” بمشاركة وفد “اسرائيلي” في البحرين، استمرارًا لنهج التطبيع الذي تنغمس فيه سلطات البحرين التي تفتح أبوابها للوفود الصهيونية بالسر والعلن، وهو ما كانت وثائق “ويكليكس” كشفت عن غيض من فيضه.

 

تطبيع صناع القرار في البحرين العلاقات مع العدو الصهيوني من خلال زيارة الوفد “الاسرائيلي” الى المنامة، لاقت ردود فعل منددة، من قبل الشعب البحريني وجمعياته، ومنها منتدى البحرين لحقوق الإنسان الذي انتقد رئيسه باقر درويش بقوة مثل هذه العلاقات، مؤكدًا في حديثه لموقع “العهد” الإخباري أن هذه العلاقات لا تعبر عن الإرادة الحقيقية لشعب البحرين، مشيرًا إلى أنها مرفوضة كلياً، وليس لها أي غطاء شعبي.

 

ولفت رئيس المنتدى البحريني إلى أن السلطة تسعى إلى تعويض أزمة المشروعية لديها، عبر التوجه إلى مسعى التطبيع، كما أن مساعي التطبيع لدى “آل خليفة”- بحسب درويش- ليست جديدة، بل تمتد إلى سنوات خلت، وبدأت بالتطبيع الإعلامي.

 

وفيما يجدد درويش التأكيد على أن الشعب البحريني بريء من توجهات السلطات الرسمية، يشير إلى أن ثمة أصواتًا خليجية أخرى تسعى إلى التطبيع مع العدو “الإسرائيلي”، وتساهم بشكل مباشر في نسف القضية الفلسطينية، مشدداً على أن هذه الأصوات تحاول تمييع القضية الفلسطينية وإفراغها من مضمونها.

 

كلام يلاقيه موقف رئيس جمعية “بحرانيون ضد “التطبيع”” عبد الرسول عاشور، الذي أعرب عن استغرابه كيف أنه “في الوقت الذي تمر فيه الأراضي الفلسطينية بمجريات عصيبة من القتل والإعدامات في الشارع، نجد أن هناك تجاهلًا عربيًا كاملًا يتجه نحو التطبيع كمكأفاة للكيان على إجرامه”، ويؤكد عاشور أن “الشعب البحريني مشمئز من التطبيع الذي لا يمت للثوابت العربية بصلة”.

 

بدوره، يلفت رئيس الجمعية اللبنانية لدعم مقاطعة “اسرائيل” سماح إدريس في حديثه لـ”العهد” إلى أن العدو “الإسرائيلي” يسعى في كل المجالات الفنية، الرياضية، والثقافية، لتثبيت التطبيع مع الدول العربية، بهدف محي جرائمه، ونسيانها.

 

ويشير إدريس الى “أن أي دولة عربية أو إسلامية تستقبل أي عنصر “إسرائيلي”، وتحت أي مسمى فإنها تساهم في طمس الجرائم التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، وتقدم صك براءة له”.

 

أما الباحث الفلسطيني والناشط في حملة “مقاطعة الدعم الإسرائيلي” عبد الملك سكرية فيذهب أبعد من درويش وإدريس، إذ يرى أن استقبال البحرين للوفد الصهيوني لم يعد تطبيعًا للعلاقات، إنما أصبح خيانة وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل “إضراب الكرامة”، الذي يقوم به الأسرى في السجون “الإسرائيلية”، بحسب سكرية.

 

وعن الخطر الأكبر، يتحدث سكرية لموقع “العهد” فيقول “إن المخاطر الكبرى لهذا الاستقبال تتجلى في إعادة الاعتبار للفرق الصهيونية لكرة القدم، وفي تنفيذ رغبات المشروع الصهيوني الاستعماري بالتخلي عن القضية الفلسطينة، ودخول العرب في حلف مع “إسرائيل” لمواجهة ما يسمونه “الخطر الإيراني” “.

 

وإذ يدعو سكرية الشعوب العربية للتصدي للتضليل الإعلامي الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام العربية، والتي لا تألو جهدًا في إظهار إيران كعدو و”إسرائيل” كحلف، يشيد بشعب البحرين الوطني الذي يرفض الاستعمار ويناصر القضايا العادلة في البحرين وفلسطين.

 

 

 

شعب البحرين  يرفض التطبيع

 

بدوره، يستهجن ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة- في لبنان أبو عماد رامز، زيارة الوفد “الاسرائيلي” الى البحرين، ويلفت إلى أن القضية الفلسطينية أحوج ما تكون اليوم للدعم، في وقت تعمل فيه حكومة العدو على طحن العناوين الوطنية للقضية الفلسطنية، ويشير إلى أن الزيارة تندرج في إطار ترتيبات يجري العمل عليها من أجل إنشاء حلف “ناتو” بين هذه الدول والكيان الصهيوني المتورطة والمنخرطة بما يجري من أحداث في المنطقة، خاصة في اليمن وسوريا والعراق.

 

ولا يستغرب أبو عماد رامز مصطفى من أن تتطور العلاقات بين بعض دول الخليج والعدو “الاسرائيلي” بهذه السرعة، إذ تظهر هرولة واضحة من قبل هذه الدول باتجاه العدو الاسرائيلي”.

 

ويلفت أبو عماد إلى أن هذه الزيارة تأتي على مسافة قصيرة من زياة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية و”إسرائيل”، حيث يعمل جاهداً لعقد مؤتمر اقليمي للتوصل إلى “تسوية” للصراع الفلسطيني “الإسرائيلي”، وهو مؤتمر-بحسب أبو عماد- يحظى بمباركة من الرباعية العربية الممثلة بالسعودية والامارات ومصر والاردن.

 

كذلك يستنكر مصطفى غياب التحرك العربي الرسمي والشعبي الحاضن والداعم للأسرى في السجون والمعتقلات الصهيونية الذين يخوضون إضرابا مفتوحًا منذ 24 يومًا.

قد يعجبك ايضا