’إسرائيل’ وغوتيريس وعرب الشخير! – علي بردى

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||

علي بردى / صحيفة “النهار”

 

يبالغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في الحذر عند تعامله مع كل شأن يمكن أن يمس باسرائيل. رضخ في مواقف عدة لمشيئتها مع الولايات المتحدة. تصدّى بخجل لدعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى تفكيك وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى ”الأونروا“. ستكون حاله أصعب إذا نجحت اسرائيل في حملتها الواسعة النطاق لمقعد غير دائم في مجلس الأمن لسنتي ٢٠١٩ و٢٠٢٠.

 

ليست لدى العرب ومجموعاتهم أي سياسة واضحة تدعم الأمين العام، أو تقف في وجه تقدم اسرائيل نحو الجلوس الى طاولة أرفع منبر لاتخاذ القرار في النظام الدولي. كان العرب يتصدون للتحديات بالهدير. صاروا يعالجونها الآن بالنوم العميق وبالشخير.

 

تجد اسرائيل في أميركا الرئيس دونالد ترامب محركاً تاريخياً لدفع خططها في كل الإتجاهات. تبدو ”اسرائيل أولاً“ أحياناً في تصريحات المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي. نجحت مع نظيرها الإسرائيلي داني دانون في تعطيل قرارات لغوتيريس وفي سحب تقارير دولية. حضها نتنياهو أخيراً على العمل من أجل تفكيك ”الأونروا“ التي تعتني بأكثر من خمسة ملايين من اللاجئين الفلسطينيين. توفّر لهم التعليم والعناية الصحية وخدمات أخرى. يرى نتنياهو أن الوكالة الدولية التي أيدت اسرائيل انشاءها عام ١٩٤٨، تُديم المشكلة عوض أن تحلّها. يريد وضعهم تحت وصاية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. لماذا يتمايزون عن أكثر من خمسة ملايين لاجئ من ”أشقائهم“ السوريين؟ يقترح تذويبهم في زهاء ٢٦٠ مليوناً من اللاجئين عبر العالم. يغري إدارة ترامب بخفض تكاليف مساهمات الولايات المتحدة في ”الأونروا“. مشكلته الأصل ”حق العودة“.

 

اعترف غوتيريس في أكثر من جلسة مغلقة أنه قصد الحذر في تعامله مع أميركا ترامب ومع اسرائيل. سعى الى تجنب غضبهما. أدى هذا الحذر الى انتكاسات له ولسمعته باعتباره شخصية سياسية نزيهة على الساحة الدولية. لا يجوز أن يكتفي الآن بالدفاع عبر الناطق بإسم المنظمة الدولية، وهو الذي كان على رأس مفوضية اللاجئين عشر سنين قبل أن يعين أميناً عاماً للأمم المتحدة، عن الدور الذي تضطلع به ”الأونروا“ لتحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، وأن يدعو الدول الأعضاء الى مواصلة دعمها للوكالة كي تتمكن من أداء ”دورها الأساسي بنزاهة وكفاءة وتنفيذ مهماتها الإنسانية لخدمة اللاجئين الفلسطينيين الى أن يجري التوصل الى حل عادل ودائم لأوضاعهم“.

 

لا يبدو هذا الأمر قريب المنال. بل الأقرب هو أن تنجح اسرائيل في تدمير بعض أسس القانون الدولي، وفي إلغاء وتفكيك ما تبقى من حقوق للفلسطينيين، في الداخل وفي الشتات. فليترقب العالم ما الذي ستفعله اسرائيل في المواجهة – ضمن مجموعة دول أوروبا ودول أخرى في الأمم المتحدة – مع كل من ألمانيا وبلجيكا من أجل الحصول على مقعد في مجلس الأمن لسنتي ٢٠١٩ و٢٠٢٠.

نقلاً عن العهد الاخباري

قد يعجبك ايضا