شعبنا اليمني بحكم هذا الانتماء بحكم هذه الهُوية له ارتباطٌ وثيقٌ وامتدادٌ أصيلٌ بالإِمَـام الحُسَـيْن "عَلَـيْهِ السَّـلَامُ" الإِمَـام الحُسَـيْن في مقامه العظيم رمزٌ عَظيمٌ وعَلَمُ هداية من أعلام الهُدى في هذا الدين، الإِمَـام الحُسَـيْن "عَلَـيْهِ السَّـلَامُ" وريثٌ لجده المصطفى يحمل راية الإِسْلَام، وريثٌ وقرينٌ للقرآن الكريم، من مهامه في هذه الأُمَّـة أنه في موقع الهداية وفي موقع القيادة وفي الموقع الذي يتحرّك فيه بالأُمَّـة ضمن هُويتها الإِسْلَامية بقيمها الإِسْلَامية بمبادئها الإِسْلَامية الحقّة.
شعبنا اليمني اليوم يرى في الإِمَـام الحُسَـيْن "عَلَـيْهِ السَّـلَامُ" الأسوةَ، والقدوةَ، وعَلَمَ الهُدى، الذي نحتذي حذوه كمسلمين، كمؤمنين، نقتدي به، نتأسى به، نسير في دربه، نتعاطى في واقع الحياة، ونتعاطى مع المسئولية ونتفاعل مع الأحداث بالمنطلقات نفسها بالمبادئ نفسها بالقيم نفسها التي حملها الإِمَـام الحُسَـيْن "عَلَـيْهِ السَّـلَامُ" والتي تمسّك بها الإِمَـاُم الحُسَـيْن "عَلَـيْهِ السَّـلَامُ" والتي تحرّك على أَسَاسها الإِمَـامُ الحُسَـيْن "عَلَـيْهِ السَّـلَامُ"؛ لأنها ليست إلا حقيقة الإِسْلَام وإلا جوهر الإِسْلَام وإلا الإِسْلَام بنقائه بحقيقته بامتداده الأصيل الصحيح والسليم اليوم.
شعبُنا اليمني العظيم يستفيدُ من هذه الذِّكْرَى ليتزوّدَ منها قوةَ الإرَادَة وقوة العزم وصلابة الموقف والثبات الدائم والثبات المبدئي الثبات المستنِد إلَـى جوهر الإِسْلَام وإلى قيمه، الثبات المستند إلَـى الإيْمَـان بحقيقته.
شعبُنا اليمني اليوم يعاني حقيقةً ويعيشُ الواقعَ الكربلائي فعلاً وحالة يومية، ولكن ذلك لا يزيده إلا ارتباطاً وثيقاً، وإلا التزاماً حقيقياً وإلا قناعة راسخة.
إننا في هذا اليوم نستذكرُ الإِمَـامَ الحُسَـيْن "عَلَـيْهِ السَّـلَامُ" بكل ما يمثله في موقفه في الأُمَّـة أولاً في مقامه العظيم كولي لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" من أولياء الله من سادة المتقين من أعلام الهداية، الإِمَـام الحُسَـيْن "عَلَـيْهِ السَّـلَامُ" الذي قال عنه الرَّسُـوْل "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ" وعن أخيه الحسن أنهما ((سَيِّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنَّة))، له هذا الموقع، له هذا المقام العظيم والعالي، سيد شباب أهل الجنة بمعية أخيه الحسن "عليهما السلام" بكل ما يعنيه، ذلك أنه في مسيرة الإِسْلَام في موقع التقوى والإيْمَـان في موقع القدوة والأسوة في مكانته في الدين الإِسْلَامي له هذا الموقف، ننظر إلَـى عليائه في هذا المكان وفي هذا المقام هل يمكن إلا أن ننظر إليه أنه نعم الأُسوة ونعم القدوة وأنه علم هداية، نتطلع إلَـى خطواته ومواقفه لنهتديَ بها ونقتبس منها وكذلك إلَـى موقعه في المسئولية.
لم يكن الإِمَـامُ الحُسَـيْن "عَلَـيْهِ السَّـلَامُ" مجرّد مؤمنٍ عاديٍّ وحالُه حالُ سائر المتقين في مستوى فضلهم ومقامهم مع عظمته وأهميته ولكنه كان سيداً للمتقين، كان في موقعه في المسئولية وريثاً للهدى معنياً بقيادة الأُمَّـة مؤتمناً على أمة جده، وبالتالي فما كان يتبناه من مواقف وما كان يتحرّك فيه وما كان يمثله هو كان في هذا الموقف في هذا الموقع وفي هذا المستوى قائداً للأُمَّـة هادياً للأُمَّـة، الأُمَّـة معنية أَسَاساً في دينها في مبادئها أن تلتزمَ بقيادته، أن تهتديَ به أن تحذوَ حذوَه، أن تتحرّك وتلتف حوله.
من خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي "يحفظه الله" بمناسبة (عاشوراء) ذكرى استشهاد الإمام الحسين "عليه السلام"11 محرم 1438هـ 12 أكتوبر 2016م