العدو الإسرائيلي يستهدف الأطفال الرُّضَّع بكل أشكال الاستهداف، هم جزءٌ من أهدافه العملياتية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة:
- يمنع عنهم حليب الأطفال المخصص للأطفال؛ لأنه يريد إبادتهم، ويسعى إلى إبادتهم.
- ويمنع عنهم أيضاً المكملات الغذائية.
- ويعانون كما البقية من منع دخول المواد الغذائية.
شهداء التجويع يرتقون يومياً، كل يوم هناك شهداء، دفعة من الشهداء من شهداء التجويع، الذين أبادهم العدو الإسرائيلي بالتجويع، والواقع أصعب بكثيرٍ مما تحصيه الأرقام، الأرقام التي يعلن عنها في وسائل الإعلام تقتصر عادةً على الذين يصلون إلى المستشفيات المتبقية، التي لا تتوفر فيها- أصلاً- الرعاية الطِّبِّيَّة اللازمة؛ لانعدام ما تحتاج إليه لتقدِّمه للشعب الفلسطيني؛ لأنها جزءٌ من الاستهداف والحصار، ومنع وصول مستلزماتها إليها من أدوية وغيرها، فعادةً ما تكون الأرقام مركِّزةً على ما يصل إلى المستشفيات؛ أمَّا الواقع فهو أصعب بكثير وأكبر مما تحكيه الأرقام.
والأطفال هم الأكثر تضرراً قبل غيرهم، والأسرع وفاةً واستشهاداً نتيجةً للتجويع؛ لأنهم الفئة المستضعفة الأكثر والأقل تحمُّلاً، الأطفال الرُّضَّع بالدرجة الأولى، ومن بعدهم بقية الأطفال في مختلف سنوات الطفولة، هم الأقل تحملاً للتجويع، الذي يمارسه العدو الإسرائيلي؛ بهدف إبادتهم، وقتلهم بهذه الطريقة الوحشية جدًّا، والبشعة في مستوى الإجرام، بل حتى الأَجِنَّة من بطون الأمهات، في هذا الأسبوع كان هناك مشهد وثقته وسائل الإعلام، وانتشر في وسائل الإعلام، مشهد مؤلم للغاية، يكشف عن مستوى التَّوَحُّش والإجرام الصهيوني اليهودي، الاستهداف بالقصف للنساء حتى أثناء الولادة، انظروا إلى هذا المستوى من التَّوَحُّش والإجرام، والانعدام التام لكل المشاعر الإنسانية والقيم الإنسانية، الاستهداف للنساء حتى أثناء الولادة، الأم تُستشهد؛ لأن العدو الإسرائيلي استهدفها، والجنين يخرج إلى الأرض في مظلومية من يومه الأول، معاناة كبيرة جدًّا.
والمأساة والمظلومية للشعب الفلسطيني- بشكلٍ عام- هي شاملة، كذلك في قطاع غزَّة تشمل مليوني إنسان، مظلومية شاملة، معاناة شاملة، المجاعة شملتهم جميعاً، الاستهداف بشكلٍ مُكَثَّف كذلك يستهدفهم جميعاً، التهجير القسري، والحشر لهم في مناطق ضيقة مكتظَّة، ثم الاستهداف لهم فيها، وهذا شيءٌ مستمر، يعني: العدو الإسرائيلي حشر سكان قطاع غزَّة بمئات الآلاف، في مساحة تُقدَّر باثني عشر بالمائة من مساحة القطاع، هناك كثافة سكانية بالنظر إلى مستوى القطاع من حيث السعة والجغرافيا، فالعدو الإسرائيلي يحشرهم إلى أماكن ضيقة، يسمِّيها بالآمنة، ويسمِّي بقية المناطق بالمناطق الحمراء، ثم يستهدفهم بشكلٍ مستمر في داخل المناطق التي أعلنها مناطق آمنة، يجوِّعهم فيها، يستهدفهم بالتجويع، يستهدفهم أيضاً بالقصف، بالغارات الجوِّيَّة، بالقصف المدفعي، بالقناصة... بكل وسائل الاستهداف.
في إطار هذه المعاناة للجميع في قطاع غزَّة، معاناة النساء عنوانٌ بارزٌ أيضاً، وتحدثنا عنها في كلمة الأسبوع الماضي، في حالات الحمل، معاناة كبيرة جدًّا، والمرأة الحامل تحتاج إلى رعاية خاصة، وهُنَّ في معاناة شديدة جدًّا، الحالة أيضاً حتى أثناء الولادة، وما بعد الولادة، ما بعد الولادة، تحتاج المرأة التي تلد إلى رعاية خاصة، رعاية غذائية وطبِّيَّة، وكذلك الجنين الذي ولدته، فلا هي ولا وليدها يحظى بأي رعاية، أو يمكن أن تتوفَّر له الرعاية اللازمة، هي تعاني من التجويع، وما بعد الولادة كذلك هي في حالة تجويع، ووليدها أيضاً يخرج إلى الحياة ليستقبل هذا التجويع، هذا الظلم الذي يمارسه العدو الإسرائيلي، مستوى رهيب جدًّا من الإجرام، والتَّوَحُّش، والعدوانية، وانعدام كل القيم والأخلاق، هذا هو العدو الإسرائيلي، هكذا هم اليهود، هذه هي الصهيونية، التي لها هذا النتاج المتوحِّش، الإجرامي، العدواني، السيء جدًّا.
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي " يحفظه الله" حول آخر التطورات والمستجدات 6 صفر 1447 هـ