موقع أنصار الله | القول السديد | 

 

ما حقَّقه السَّيِّد الشهيد "رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ"، ورفاقه الشهداء، وحزب الله، والمقاومة في لبنان، والحاضنة المجاهدة للمقاومة في لبنان، ما تحقَّق بجهودهم، وجهادهم، وتضحياتهم، وأعمالهم، وصبرهم، للبنان وللمنطقة بشكلٍ عام، هو شيءٌ عظيم، وشيءٌ ثابتٌ وواضح، فنحن عندما نتأمل ما تحقَّق على مستوى التحرير:  

•    سواءً في تحرير العام 2000: 
الذي تحقَّق بفضل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وكان نصراً عظيماً تاريخياً، لم يحصل مثله بالنسبة للعرب، لم يتحقَّق مثل ذلك النصر، وكان بعد هزائم متتالية للحكومات العربية، والأنظمة العربية، وتمَّ بذلك النصر الطرد للعدو الإسرائيلي من المساحة الأكبر التي كان يحتلها في لبنان، لم يبقَ إلَّا مناطق محدودة، كـ: (مزارع شبعا)، وبعض المناطق المحدودة. 
ذلك النصر التاريخي العظيم كان له صداه العالمي، وتأثيره الكبير جداً، وتأثيره على مستوى ترسيخ المفاهيم الصحيحة بالنسبة لأُمَّتنا الإسلامية بشكلٍ عام، والتي ينبغي أن تبقى حاضرةً في وعي الأُمَّة، وفي وجدانها، وما تحقَّق من نتائج فعلية على أرض الواقع، في إنقاذ لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، والسيطرة الإسرائيلية. 

•    ما تحقَّق أيضاً في العام 2006: 
انتصار عظيم، وكبير، ومهم، وواضح، وكان له أثره الكبير جداً في تحقيق ردعٍ عظيمٍ ومستمرٍ للبنان، قدَّم الحماية والاستقرار للشعب اللبناني على مدى أكثر من ثمانية عشر عاماً، وهي من أهمِّ فترات الاستقرار للبنان، والحماية له من العدو الإسرائيلي. 
ما حصل أحياناً في بعض الحالات، خلال تلك المدَّة الزمنية الطويلة، من مشاكل اقتصادية، أو محاولات لإثارة الفوضى، أو زعزعة الاستقرار في لبنان، كان من أطرافٍ أخرى، أطراف مرتبطة بالأمريكي، بالسفارة الأمريكية، بالمخططات الأمريكية، التي كانت تشن حرباً مكثَّفةً مستمرَّة على المستوى الإعلامي، وعلى المستوى الاقتصادي؛ لاستهداف الحاضنة الشعبية لحزب الله والمقاومة في لبنان، وبهدف التأثير على الوضع اللبناني إجمالاً.
لكن ما حقَّقه الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" لحزب الله، وللمقاومة اللبنانية، ولكل الحاضنة التي كانت تحضن المقاومة وتؤيِّدها، هو إنجازاتٌ كبرى، ثابتة، واضحة، لا يمكن التنكُّر لها، والجحود لها، ومحاولة تضييع هذه الحقائق، التي هي حقائق ثابتة، حتى لو حاول البعض ذلك، من خلال حملاتهم الزائفة، الهادفة إلى تزييف الوعي، والهادفة إلى ترسيخ حالة الهزيمة. 

•    ما حقَّقه للأُمَّة بشكلٍ عام: 
الانتصار الذي حقَّقه الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" لحزب الله، وللمقاومة اللبنانية، كان له أهمية كبيرة على مستوى حماية المنطقة بكلها، في مواجهة الخطر الإسرائيلي، وقد ثبت الآن وتجلَّى بوضوح، أنَّ العدو الإسرائيلي فعلاً يستهدف كل هذه الأُمَّة، كل بلدانها، كل شعوبها، وأنَّ عنوان [الشرق الأوسط]، الذي رفعه آنذاك (بوش)، واستمر الأمريكي يسعى له، وهو كذلك مشروعٌ مشترك، ومخططٌ مشترك ما بين الأمريكي والإسرائيلي، هو استهدافٌ لهذه الأُمَّة بكلها، لشعوب وبلدان هذه المنطقة بدون استثناء. 

المسؤولية الآن مستمرة، والحفاظ على ذلك الإنجاز العظيم، هو بعهدة أُمَّةٍ مجاهدة، وحاضنةٍ وفية، حزب الله يحمل الراية بقيادته ومجاهديه، مستمرٌ في إطار عنوانٍ صادق: (إنَّا على العهد)، وفعلاً هذه الأُمَّة المجاهدة ليست أيضاً لوحدها في الساحة، هي جزءٌ من أُمَّةٍ مجاهدةٍ، ثابتةٍ، صامدة، وجبهاتٍ مستمرَّة، بكل ثبات، بكل إيمان، بكل وعي، وهذا شيءٌ واضح؛ ولذلك حزب الله ليس وحيداً، ولن يُتْرَك وحيداً، هو جزءٌ من محور، جزءٌ من أُمَّة، هو أيضاً رائدٌ في هذه الجبهات، التي تتحرك وترفع الراية، في مواجهة أخطر مخططٍ إجراميٍ عدوانيٍ يستهدف الإنسانية بكلها، ويستهدف أُمَّتنا الإسلامية في المقدِّمة.

كلمــــــة السيــــــد القائـــــد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي "يحفظه الله"
في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد شهيد الإسلام والإنسانية السيد/ حسن نصر الله "رضوان الله عليه"