حمام الدم في ميانمار!
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
نشرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية تقريراً بشأن الأقلية المسلمة في روهينغيا وعن التجربة المريرة والمخيفة لهؤلاء السكان عند هروبهم من أيدي رجال ميانمار العسكريين.
ووفقا لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست، في إحدى الحالات، دخل جنود ميانمار داخل قرية في غرب البلاد في الساعة 8:00 صباحا وصاحوا: “هل أنتم مستعدين للقتال؟”. ووفقا للقرويين، بعد الغارة الجوية التي شنّتها القوات الميانمارية على أهالي القرية، قاموا بتوجيه بنادقهم المُسلحة صوب السكان الذين كانوا يهربون وفتحوا النار عليهم، مما أدى إلى قتل أو إصابة عدد من القرويين وسقطوا في حقول الأرز.
محمد رشيد، وهو مزارع أرز روهينغي، هرب مع زوجته وأطفاله، بعد سماع صوت إطلاقات النار، ولكن والده البالغ من العمر 80 عاما، الذي يتّكل على عكازة للمشي، لم يكن بمقدوره الهروب بما فيه الكفاية. ويقول رشيد إنه رأى جنديا يُسقط والده على الأرض ومزّق حلقه إلى النقطة التي إنفصل فيها رأسه تقريبا عن جسده.
وقد ادى التطهير العرقي لقرية مانغنو وعشرات القرى الاخرى في روهينغيا من قبل جيش ميانمار، الى هروب اكثر من 400 الف شخص الى بنغلادش. الأمر الذي وصفه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان بأنه “تطهير عرقي”.
ووفقا لواشنطن بوست، من المتوقع أن تزداد موجة طالبي اللجوء في الأيام المقبلة أكثر فأكثر. فاللاجئون الذين وصلوا حديثا الى بنغلاديش، غالبهم حائرون ومستاؤون ويملكون القليل من ممتلاكتهم، وكثير منهم حُفاة القديمن وحتى كان البعض منهم يُغطي الطين جسده الى كاحل قدميه. كما ملأوا مخيمات اللاجئين الموجودة، حيث اُجبروا على توفير مأوى وملجأ مؤقت لهم. ويقف آخرون على قارعة الطرق ويكافحون للحصول على المعونة الغذائية.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية الكثير من الحرائق، حيث يَذكُر شهود عيان، جنود ميانماريين وهم يقتلون المواطنين. وتقول حكومة ميانمار انه تم إفراغ 176 قرية في روهينغا من السكان حتى الان. كما لا توجد الى الان اي احصائيات عن الضحايا والقتلى، وذلك بسبب ان المنطقة محاطة بالقوات العسكرية ومُحاصرة من قبلها.
ووفقا لمُقرر هيومن رايتس ووتش، فورتي رايت، تم قتل حوالي 150 شخص فقط في قرية مانغونو والقرى الثلاث المحيطة بها.
وقال سوي وين، وهو مُدرس في الصف العاشر في إحدى مدارس ميانمار: “انا لا أستطيع أن اعدّهم. لقد رأينا جميعا ما يقوم به الجيش العسكري. لقد ذبحوا الناس واحدا تلو الآخر ودمائهم تتدفق في الشوارع “.
وفي سياق هروب سكان ميانمار نحو بنغلادش، أعلنت الأخيرة أن طائرات بلا طيار وطائرات هليكوبتر من ميانمار خرقت مجالها الجوي ثلاث مرات في 10 و12 و14 سبتمبر/ أيلول واستدعت أحد كبار مسؤولي سفارة ميانمار في داكا للاحتجاج.
وقالت وزارة الخارجية في بيان أصدرته مساء الجمعة إن “بنغلادش تبدي قلقها العميق إزاء تكرار مثل هذه التصرفات الاستفزازية وتطالب ميانمار باتخاذ الإجراءات الفورية لضمان عدم حدوث مثل هذه الانتهاكات للسيادة مرة أخرى”.
من جهة أخرى نفت حكومة ميانمار علمها بهذه الحوادث وقال متحدث باسمها إن ميانمار ستتحقق من أي معلومات تقدمها لها بنغلادش، وأردف قائلا إن “بلدينا يواجهان حاليا أزمة اللاجئين. نحتاج للتعاون بتفاهم قوي”.
كما شهدت العديد من الدول والعواصم تظاهرات احتجاجية على أعمال العنف والإبادة التي يتعرض لها مسلمي ميانمار، وإحدى هذه المدن هي مدينة نيويورك الأمريكية إذ شهدت تظاهرة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة، ضد الانتهاكات ومجازر الإبادة الجماعية التي يمارسها الجيش والمليشيات البوذية المتطرفة بحق المسلمين الروهنغيا في إقليم أراكان غربي ميانمار. وأعرب المتظاهرون عن إدانتهم الشديدة لمستشارة الدولة رئيسة الحكومة في ميانمار، أونغ سان سوتشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، فضلا عن جيش بلادها، مطالبين بوقف المجازر.