الجنوب السوري يقلبُ موازين القوى لصالح دمشق
|| صحافة عربية ودولية || علي حسن-العهد
تؤكد تطورات الميدان السوري أنّ مابعد استعادة الجيش السوري للغوطة الشرقية لدمشق ليس كما قبلها، فخسارة المعارضة لهذه المنطقة الاستراتيجية رجّح كفّة الميزان بقوة لصالح الدولة السورية رغم دخول داعمي الجماعات المسلحة على خط المواجهة مباشرةً وبشكل متقطع. مع استعادة الجنوب المرتقبة ستميل الكفة أكثر لصالح سوريا حيث سيكون لسيطرة الجيش على هذه المنطقة الاستراتيجية وقعٌ أكبر من الذي حدث بعد استعادة الغوطة، رغم أنّ النصر القادم من الجنوب نتاجُ نصر المحيط الدمشقي.
العالم-سوريا
الخبير العسكري والاستراتيجي حسن حسن تحدث لموقع “العهد” الإخباري عن أهمية إنجاز الجنوب في قلب موازين القوى لصالح سوريا وقال إنّ “الجيش السوري استطاع خلال أسبوعين فقط تحقيق إنجازات نوعية في المعركة الأهم والأساس في الحرب، فكل ما حدث منذ عام 2011 وحتى اليوم هدفه الرئيس إبعاد الجيش السوري عن الجبهة الجنوبية، لكن ما يحصل الآن هو عودته بقوة وحزم مستنداً إلى إنجازات متراكمة جعلت ما يتم الرهان عليه من قبل أعداء سوريا غير قابلٍ للصرف في السياسة والميدان”.
وأضاف إنّ “تطهير الغوطة الشرقية والجنوب الدمشقي تزامن مع ذكرى تحرير الجنوب اللبناني من العدو الصهيوني عام 2000 وهذه رسالة لأعداء محور المقاومة بأن المناطق السورية ستتطهر كما تطهّر الجنوب اللبناني من دنس العدو الصهيوني، فالجيش السوري سيحسم في كل المناطق بغض النظر عن رفع الأعداء لسقف الخطوط الحمراء وهو ماضٍ في ذلك وما يحدث اليوم في درعا أكبر دليل، فالقوات وصلت إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن ورفعت العلم السوري عليه، الأمر الذي يعطي مجموعة من الرسائل الأخرى أولها أنّ من يريد أنْ ينتقص من سيادة الدولة السورية فرفع العلم السوري فوق معبر نصيب برهانٌ على عودة سيادة الدولة على أرضها فمن ظنّ أن وجود غرفة الموك في الأردن سيمنع الجيش من التقدم قد تأكد أن الدولة السورية إِن أرادت تفعل وتكون النتائج على الأرض كما تخطّط له بنتائج سريعة ومردودية عالية”.
وأكد حسن أنّه “عندما يتم الإعلان عن تطهير درعا فسينتهي وجود ما يسمى بالمعارضة وستنتقل المواجهة من الوكيل إلى الأصيل على ثلاث جبهات، الأولى مع العدو الصهيوني والثانية مع أمريكا والأخيرة مع العدو التركي لكن هذا محكوم بمجموعة من عوامل القوى و الصراع التي تتجاوز الجغرافيا السورية إلى توازنات إقليمية ودولية ومعطيات الواقع تؤكد أن من استطاع الصمود ثمان سنوات وابتلاع موجات متتالية من الإرهاب الممنهج سيكون مجدداً أمام الانتصار”.
خبرات الجيش السوري باتت أكبر بكثير مما كانت عليه عام 2011 وهذا أمر ملموسٌ بالدلائل، فقواته أثبتت أنها الأقدر على مواجهة مئات آلاف الإرهابيين الذين تجمّعوا من كل أنحاء الكون في الجغرافيا السورية بهدف إبقاء الجيش السوري بعيداً عن منطقة فض الاشتباك المتفق عليها عام 1974 و ذلك لحماية كيان العدو الصهيوني، بحسب حديث حسن الذي أشار إلى أنّه “من يقول أنّ الجيش السوري غير قادر على الحسم الميداني فلينظر إلى نتائج معاركه التي خاضها وإلى ما يفعله اليوم في درعا حيث استعاد مساحات ممتدة من أقصى شمال المدينة إلى أقصى جنوبها نحو الحدود في غضون أيام قليلة وبأقل الخسائر الممكنة”.
وأكد حسن لـ”العهد” أنّ “الغارة الصهيونية التي استهدفت مطار التيفور ليلة أمس الأحد تأتي في سياق التقليل من أهمية ما ينجزه الجيش السوري في درعا واقترابه من الحدود الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل، فالعدو الصهيوني يريد خلط الأوراق وتشتيت الانتباه عن انتصارات الجيش وهذا ما لن يتحقق إطلاقاً فقواته بدأت بمهمتها وأنجزت قسماً كبيراً منها ولن تتوقف قبل أن تستعيد الجنوب السوري بالكامل الأمر الذي سينتج عنه ازديادُ تآكل إردة القتال لدى المجاميع الإرهابية وانهيار معنوياتهم أكثر من انهيارها حين استعادة الغوطة الشرقية”.
وختم حسن حديثه قائلاً أنّ “الوعي المجتمعي السوري الذي لعب الأعداء عليه طيلة السنين السابقة ما يزال بخير والدليل على ذلك احتضان السوريين في درعا للجيش السوري لحظة اقترابه ودخوله إلى بلداتها فما كان للقوات أن تتقدم بمثل هذه السرعة والديناميكية دون التعاون مع المدنيين الذين سُوّقوا خلال السنوات الماضية على أنّهم بيئة حاضنة للمسلحين فتبيّن أنّهم بيئة حاضنة لهم بالإكراه فما إن يقترب الجيش منهم حتى نبذوا الإرهابيين وانصهروا مع الجيش بشكل متكامل”.