جريمة تعز بحق الاسرى صدمة أخلاقية لإنسانية العالم

سياسيون واكاديميون..لــ ” الثورة “:
جريمة تعز بحق الاسرى صدمة أخلاقية لإنسانية العالم

استطلاع/ جمال الظاهري
أمام أعين نسائهم وأطفالهم ووسط حشد جماهيري كبير أقدمت قطعان من التكفيريين الذين تشربوا الفكر الداعشي على قتل وسحل وحرق وتقطيع العشرات من أبناء محافظة تعز ..وتحديدا في مديرية صبر دون أن يرف لهؤلاء المسوخ جفن أو تهتز لهم مشاعر.
ما الذي حدث لهؤلاء كي يتحولوا الى وحوش؟ وما الذي اصاب الانسان اليمني المعروف باللين والرقة؟ من يقف وراء ذلك؟ وما هي الغايات التي يعمل العدو للوصول إليها؟ ..سياسيون واكاديميون عبروا عن ادانتهم الشديدة للجريمة..وحللوا ابعادها الخطيرة على سلمية ومدنية اليمنيين..نتابع:

محمد مفتاح رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الأمة:
الجرائم الفظيعة التي اقترفتها عصابات مرتزقة العدوان في تعز كان الغرض منها إغراق اليمن في دوامة من العنف الأعمى وتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب اليمني وتغذية الأحقاد والضغائن بين أبناء الشعب الواحد وكل ذلك بتدبير وإشراف أجهزة الاستخبارات السعودية والأمريكية والصهيونية.
وعلى العكس مما كانت ترتب له قوى الشر والجريمة من جرجرة المجتمع إلى ردود فعل غاضبة وانفعالية كنتيجة للصدمة القاسية والمؤلمة التي اجتاحت المجتمع بسبب فظائع الجرائم فكان المجتمع واعيا ومستوعبا لخطورة المؤامرة ففوت على المجرمين الفرصة في إشعال فتنة طائفية ومناطقية وأظهر المجتمع مناعة قوية وانضباطا شديدا أفشل المؤامرة بل وأسقطها وردها على من صنعها فاشتعل غضب الشعب على المعتدي الخارجي وأدواته في الداخل فقط.
ورسالتي إلى الأعزاء من أبناء محافظة تعز الذين حيكت المؤامرة ضدهم قبل غيرهم أن يقفوا في وجه قوى الإجرام ودعاة الفتن ويكونوا هم الأعلى صوتا في شجب واستنكار هذه الجرائم وملاحقة مقترفيها.
واثقون من النصر
الدكتور عادل محمد الحوشبي – خبير اقتصادي لدى وزارة التخطيط والتعاون الدولي:
تحالف العدوان بقيادة السعودية هو الممول والمشجع والمحرض والمشرف على عمليات العنف والدمار الذي يحصل في بلادنا من قبل المغرر بهم الذين اغواهم الشيطان من ابناء هذا الوطن, فإما يكون الدمار والقتل عبر طائراته وبوارجه او عن طريق ادواته وعملائه وأذنابه في الداخل.
هذا العدو سوف يستخدم كل شيء من اجل تركيع اليمن كما يظن, ولكن كلما تمادى زاد ايمان الشعب بعدالة قضيته وتقلص وانحسر نطاق مؤيديه ونحن واثقون بالنصر المؤزر بإذن الله.
إرادة سعودية
الدكتور علي حسن الخولاني- استاذ بجامعة الجزائر علوم سياسية وعلاقات دولية
تقوم السعودية باستخدام أدواتها وعملائها من ذوي النفوس المريضة، هذه المحاولة بدأت مبكراً من خلال مشروع الأقلمة الذي صيغ على الأوراق, وعبر ما سمي بـــ” مؤتمر الحوار الوطني”، ثم من خلال وصف الجيش الوطني واللجان الشعبية بأفراد شمال الشمال يحتلون محافظات الجنوب والوسط، ثم أتى التنفيذ بقتل الشماليين في محافظات الجنوب وخصوصاً عدن، أما الذروة فهو ما حصل في محافظة تعز لأنه أدهى وأمر والغرض منه تفتيت المجتمع والوحدة الترابية له من خلال الاستهداف الطائفي والمذهبي والمناطقي, والعرقي، من خلال استهداف كل هاشمي وصولا إلى التكفير ووصف من هو من شمال الشمال بـ ” الرافضة والمجوس”، وتخوين كل من ينتمي لمحافظات شمال الشمال ووصفه بالمحتل.
من خلال هذه المسميات وغيرها تتم عملية التدمير, وبها تم إبادة أسرة بكاملها أقصد هنا ما قامت به مليشيات المدعو حمود المخلافي من إبادة جماعية لأسرة آل الرميمة، وقتل الأسرى، وعبر هذه الأفعال يعمل الاعداء على تقطيع النسيج الاجتماعي للشعب اليمني، وهذه أفعال عرفتها بعض شعوبنا الاسلامية ويقوم بها أذناب العدو السعودي مقابل حفنة من المال المدنس، وهي إرادة سعودية لتفكيك النسيج المجتمعي للشعب اليمني وضرب الجبهة الداخلية، حتى تستمر في إذلال واستعباد هذا الشعب الكريم، لكني اجزم بأن شعبنا فهم هذه المؤامرة وليس من السهل خداعه فهو عصي عليها وما يبديه من صلابة وصمود على مدى خمسة أشهر من العدوان خير دليل على ذلك, وكل يوم يفشل مخططاتهم الشيطانية..
دول العدوان ادوات
عبدالملك حسن الخولاني .. باحت دكتوراه دراسات مستقبلية جامعة الجزائر علوم سياسية وعلاقات دولية:
جريمة تعز تعبر عن ثقافة دخيلة على البيئة اليمنية عموما, الهدف منها بث الذعر والرعب في اوساط المجتمع, وكونها حدثت في عاصمة الثقافة اليمنية فلها عدة ابعاد اهمها:
البعد المناطقي والطائفي والثقافي، لترسيخ ثقافة العنف في وسط يعتبر الحاضنة الشعبية المدنية ثقافيا وسياسيا والهدف من كل ذلك تمزيق النسيج الاجتماعي وزرع الاحقاد وترسيخ ثقافة العنف والتنكيل في هذه المرحلة.
ومن حيث الآثار المستقبلية استدامة الصراع المناطقي والطائفي في ظل التطرف والتطرف المضاد، وهذا ما يخدم القوى الصهيونية التي تستخدم ابشع الوسائل عبر ادواتها وعملائها في الداخل لتمزيق وحدة الصف وزرع الاحقاد واستدامة النزاع لتحقيق مصالحها في المنطقة برمتها.
ودول العدوان ما هي إلا ادوات تنفذ اجندة صهيونية في حربها العبثية علي اصل العروبة والحضارة والتاريخ لخدمة دوائر الاستخبارات (الصهيوامريكية) لاستدامة مصالحها في المنطقة وكإجراء وقائي لردع أي منافس في هذه المنطقة الحيوية.
صدمة اخلاقية
لطف الجرموزي – الناطق الرسمي باسم تكتل الأحزاب والتنظيمات السياسية المناهضة للعدوان:
تمثل الاحداث التي شهدتها مدينة تعز خلال الأيام القليلة الفائتة صدمة بالغة التأثير على الصعيد الأخلاقي والانساني ولم يكن بحسبان أي يمني سوي أن يأتي اليوم الذي يرى فيه البشر داخل اليمن معلقين كالأنعام يذبحون ويسلخون.
إن عدم التصدي لهذه الظاهرة لا شك سيكون له الأثر البالغ وسيؤسس لحساسيات بالغة وانقسام مجتمعي على أسس متعددة (مناطقية- طائفية), والمتوقع أن يقف المجتمع صفا واحدا أمام مثل هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا لتلافي الانزلاق في المنحدرات التي لا تحمد عقباها.
مسؤولية كبيرة
حامد البخيتي .. باحث اجتماعي وسياسي:
الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الاسرى في محافظة تعز تأتي في اطار اصرار دول الشر الثلاثي في العالم امريكا واسرائيل والسعودية عن طريق ادواتها الاجرامية التي عانى منها الشعب اليمني طوال عقد من الزمن نفذت خلالها ابشع الجرائم والاغتيالات وبلغت ذروتها في الاربع السنوات الماضية.
والهدف من ذلك كله الإبقاء على ثقافة التوحش والجرم البشع قائم في اليمن مسخرة من اجل ذلك امكانياتها الاعلامية التضليلية مغلفة مشاريع الغزو والاستعمار بإذكاء المناطقية والمذهبية والعنصرية والعرقية, وبالرغم من كل ذلك فإن اهل اليمن اثبتوا خلال السنوات الثلاث الماضية ان هذه المشاريع مرفوضه ولا يمكن ان ينجر اليها الشعب اليمني, خاصة بعد أن شاهد واستفاد مما جرى ويجري في العالم العربي تحت هذه العناوين من اقتتال يستهدف الامة ووحدتها وترابطها وانسانيتها.
ومع ذلك فإن دول العدوان وادواتهم الاجرامية تعمل بكل جد من اجل أن تبقي على هذا المشروع التدميري ولو إعلاميا وعلى نطاق واسع.
لذلك فإن ابناء يمن الايمان والحكمة اليوم أمام معركة حقيقة تستهدف وعيهم الرافض لان يكون أداة لمشاريع تدميرية تستهدف نسيجهم الاجتماعي ووطنهم وخيراته من قبل دول العدوان التي تعتدي وتمارس العدوان المباشر وغير المباشر على الشعب اليمني من اجل الحفاظ على مشروعها الاجرامي المتوحش المرتكز على الثقافة الداعشية الارهابية.
اليوم علينا مسؤولية كبيرة كيمنيين تتمثل بالاستمرار في رفض هذه الثقافات الاجرامية المتوحشة التي تفقد الانسان انسانيته ويتحول الى اداة اجرامية متوحشة تستهدف اهله وابناء وطنه وامته.
صعقة كهربائية
جبر غلاب .. ناشط سياسي :
كشفت أحداث تعز الإجرامية الأخيرة بأن الصراع على السلطة ليس هو المشكل الرئيسي وأننا بحاجة لثورة فكرية وثقافية والاهم من ذلك هو تصويب الخطاب الديني وتنقيته من الكثير من الشوائب, كما اننا بحاجة ضرورية الى دراسة كتب التراث والمورث الفكري والثقافي دراسة نقدية تحليلية حتى يحدث إصلاح سياسي واقتصادي حقيقي, كما أن التركيز على الاصلاح الفكري والثقافي اصبح واجباً ومطلباً حقيقياً من اجل عملية تغيير حقيقية.
وجرائم تعز الاخيرة ستعيد الكثير من الواهمين الى رشدهم, وستعيد رسم المشهد في اليمن وعلى المستوى الدولي، وستفرض على الكثير من دول العالم مراجعة حساباتها, فما حدث في تعز كانت له ردود فعل عالمية, وتلك الافعال بمثابة الصعقة الكهربائية لنا جميعاً كي نميز بين ادعياء المسميات الكاذبة من مدنية او غيرها.

قد يعجبك ايضا