ما سرّ علاقة ترامب بـ”آل سلمان”؟
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
هكذا وصل إلى البيت الأبيض عاشقاً لأموال السعودية ولا يزال هذا العشق متقداً حتى اللحظة بالرغم من أن معشوقته السعودية وولي عهدها أحرجاه أمام الشعب والجمهور الغربي المترصد لتصرفات الأمير محمد بن سلمان خاصة بعد جريمة القتل التي وقعت بحق المواطن السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا وما تبعها من تفاصيل قد تعرض ترامب نفسه للتحقيق ولكن “الحب” أكبر من كل هذه التفاصيل بالنسبة للرئيس الأمريكي الذي دافع دفاعاً شرساً عن ولي العهد والسعودية، والسؤال هل دفاع ترامب عن السعودية ناجم عن حبه لها ولسياستها في المنطقة أم لأموالها أم لشخص ولي العهد الذي وقّع على بياض لكل ما يريده ترامب من المشرق العربي؟.
القوى الغربية اليوم لم تعد تقاسم ترامب حب ولي العهد فقد نبذته بعد حادثة “مقتل خاشقجي” ومع ذلك ترامب لا يهتم، ويرى أن تعرّض العلاقات الأمريكية – السعودية لأي خدش سيقلب الدنيا في أمريكا التي يبحث ترامب عن تطويرها وتوفير فرص عمل لأبنائها من أموال السعودية ويرى ترامب أنه إذا أراد تنفيذ القوانين الدولية بحذافيرها سيخسر الكثير من كنوز السعودية لذلك لا بأس من إبعاد أي تهمة قد تلحق بالنظام السعودي، خاصة وأن “آل سلمان” أكثر انفتاحاً من حكام السعودية السابقين وعلى ترامب اغتنام الفرصة والمضي قدماً في الملفات الأربعة التالية:
أمن “إسرائيل”
لطالما شكّل أمن “إسرائيل” بالنسبة لأمريكا محوراً أساسياً لسياستها القائمة في الشرق الأوسط، فأي رئيس أمريكي يدخل إلى البيت الأبيض عليه أن يخدم كيان الاحتلال بكل الوسائل الممكنة، والجميع فعل ذلك بلا استثناء لكن ما يفعله ترامب مع الصهاينة فاق توقعات الإسرائيليين أنفسهم، فالرئيس الأمريكي آثر فعل ذلك دون ريبة من أحد فمنذ وصوله للحكم بدأ بإجراءات لم يقدم عليها أحد من أسلافه مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالأخيرة عاصمة لـ”اسرائيل” فضلاً عن التحضير لأقوى صفقة سياسية في الشرق الأوسط سُميت “صفقة القرن” غايتها تغيير وجهة المنطقة وطيّ ملف الصراع العربي – الإسرائيلي عبر التطبيع المنظّم مع كيان الاحتلال وهذا ما بدأ يحدث بالفعل، وطالما أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يمضي في مشروع ترامب فلا ضير من دعمه مهما فعل فبالنسبة لترامب فإن مقتل معارض واحد لن يسبب قطع العلاقات مع ولي العهد والسعودية، ويمكن أن نستشف ذلك من خطاب ترامب الأخير حين شدد على أن “السعودية حليف مهم، وإذا اتبعنا معايير معينة فلن يتبقى لدينا حلفاء من أي دولة تقريباً”.
الأهم في خطاب ترامب الأخير والأكثر إثارة للتساؤلات هو تصريحه بالقول: “الحقيقة هي أن السعودية مفيدة جداً لنا في الشرق الأوسط، لو لم يكن لدينا السعودية لما كانت لدينا قاعدة ضخمة، وإذا نظرت إلى إسرائيل من دون السعودية فستكون في ورطة كبيرة، ماذا يعني هذا؟ هل على إسرائيل أن ترحل؟ هل تريدون رحيل إسرائيل؟”.
ترامب واضح في دفاعه عن علاقاته بالسعودية بالرغم من جريمة اغتيال خاشقجي، هذا الأمر أثار سيلاً من التعليقات والتغريدات لنواب ديمقراطيين وجمهوريين انتقدت دفاع ترامب عن المصالح بغضّ النظر عن المبادئ وحقوق الإنسان والقيم المشتركة.
الاقتصاد
أطلق الرئيس الأمريكي الثلاثاء الماضي، بياناً قال فيه: إن السعوديين “وافقوا على إنفاق واستثمار 450 مليار دولار في أمريكا”، بعبارة أخرى فإن الرئيس أراد أن يقول إن “صداقتنا أروع من أن نلفظها مهما كانت درجة سميتها”، وفي هذا الإطار تساءل صحفي أمريكي قائلاً: “إذا كان السعوديون قد استثمروا 450 مليار دولار، أولا يزيد ذلك من نفوذ أمريكا عليهم بدلاً من أن يتراجع؟”.
ترامب طامع في صفقات الأسلحة التي أبرمها مع السعودية ولا يريد التخلي عنها تحت أي ظرف وأشار إلى ذلك في خطابه الأخير حين قال: “لدينا مئات الآلاف من الوظائف، فهل يريدون حقاً مني التخلي عن مئات الآلاف من الوظائف”.
النفط
ما يعزز دعم ترامب المطلق للسعودية هو استجابة الأخيرة لمطالبة ترامب بخفض أسعار النفط، وقد شكر ترامب الدور السعودي في جعل أسعار النفط تتراجع بحدة، وغرد قائلاً: إن “أسعار النفط تتراجع وهذا يعني انخفاضاً في الضرائب”، وشكر السعودية وطالبها بالمزيد من التخفيض، ما جعل المغردين يهاجمونه معتبرين أن السعوديين يمتلكون ترامب، واعتبروا أن تصرّف ترامب بهذه الطريقة يجعل منه دمية بيد السعودية وليس العكس.
إيران
المشروع الإيراني يتعارض من دون أدنى شكّ مع المشروع الأمريكي – السعودي في المنطقة وما تبحث عنه واشنطن هو الحصول على المزيد من الحلفاء وتوظيفهم في خدمة مشروعها والسعودية من أهم الدول في هذا المشروع المواجه لإيران وقد رأينا ذلك في العراق واليمن والبحرين وغيرها من الدول، لذلك مهما كانت نتيجة التحقيق في قضية خاشقجي نستبعد حصول جفاف في العلاقة الأمريكية – السعودية خاصة وأن خزائن السعودية المالية مفتوحة على مصراعيها لخدمة العم سام.