تحدي الجراح
كلمات الشاعر/ محمد علي القعمي
جراحٌ في سبيل الله سالت
ومازالت لموطنها تسيلُ
عطاءٌ قدمته بدون مَنٍّ
وجادت حينما انقبض البخيلُ
تصُدُّ المعتدي الغازي وترمي
ولا تخشى إذا ارتعد الذليلُ
جراحٌ والكرامُ يرون فيها
سبيل َ المجد يانعم السبيلُ
يرون الموت في قهر الأعادي
حياة ما لهم عنها بديلُ
أجابوا القائم العلم المفدى
فتى الميدان ليس له مثيل
سليل الفاتح الكرار سبط
من الأسباط للهادي سليل
حكيمٌ والأمور به استقامت
وكادت نحو فوضاهم تميلُ
فقومها إذ اعوجت ونادى
رجال الله يا أحرار سيلوا
فلبوا مسرعين وما توانوا
بفيض عطائهم شُفي الغليلُ
مواجهة العِدا أضحت خيارا
لشعبٍ في عراقته أصيلُ
نواجهكم يقول لكل غازٍ
مراحلنا لها نفسٌ طويلُ
وليس بواردٍ أن تركعونا
وحقا إن ذاك المستحيلُ
نواجهكم شبابا ثم شيبا
وجيلٌ سوف ينهض ثم جيلُ
إلى يوم القيامة لا نبالي
ويوم نجيئكم يومٌ ثقيلُ
رخيصٌ من يبيع لكم وعبدٌ
ومأجورٌ ومرتزقٌ عميلُ
وآخر أمره يلقى ككلب
كما يلقى هنا لهمُ القتيلُ
وقتلانا همُ العظماءُ فينا
همُ الشهداء والكرمُ الجزيلُ
وصناع الحياة رموز فخر
وحفل وداعهم عرس جميلُ
أنخشى أن نزف إلى خلودٍ
وقربٍ يرتضيه لنا الجليلُ
وعند الله للأبرار خير
وعيشُ المرء في الدنيا قليلُ
له بعنا القليل وقد ظفرنا
بوعد الصدق والباري كفيلُ
سيُهزمُ جمعكم ولكم هزمتم
ومولانا من الباغي يديلُ
برغم القصف من بر وبحر
ومن جو قذائفكم تفيل
ورمْيتُنا رماها الله حتى
علا من كل عاصمة عويلُ