بعد مرور 17 عاماً من الحرب على المشروع القرآني.. السيد حسين لم يَغِبْ وما هُزِمَ الأنصار قَطّ
|| صحافة ||
ادعى النبوة ، قام بالتمرد على الدولة ، إنه يرفع أعلام دول أجنبية ، كل تلك العناوين ومثلها المئات من التهم والتجنيات الإعلامية ، كان نظام العدوان على السيد حسين بدر الدين الحوثي يروِّجها ويسوِّق لها ، فيما لم يكن السيد حسين بدر الدين الحوثي إلا مهموماً بالأمة يألم للمستضعفين المقهورين ويتأوه لآهاتهم ، ويدعو للعودة إلى الله وللعودة إلى القرآن.
الثورة / يحيى الضلعي
في معادلة الحرب الإعلامية التي شنت على السيد حسين بدر الدين الحوثي وما تزال تشن على مشروعه وحركته في شكل أوسع وأشمل ، لم تزد مشروع الشهيد إلا بهاء وانتشارا وجماهير أكبر ، حيث تجد وسائل إعلام العدو تسقط في كل جولة من جولات الصراع ويثبت النقيض عنها ، وحبل الكذب قصير كما يقال.
في ظل المتغيرات والتحولات الدولية والاقليمية لاستهداف الأمة العربية والإسلامية التي لم يدركها الكثيرون وقرأوها في إطار محدود، متأثرين بالخطاب الإعلامي الأمريكي الغربي الصهيوني لأدواتهم في المنطقة، ولأن اليمن كان في قلب هذا الاستهداف، نهض الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) للقيام بواجبه الديني والوطني تجاه شعبه وأمته لمواجهة التحديات والأخطار الناشئة، جاعلاً من القرآن الكريم مجهراً لرؤية طبيعتها وأبعادها المستقبلية بما تحمله من مشاريع الدمار والخراب، والتي تجسدت أبرز تجلياتها في حرب الخليج الأولى بذريعة تحرير الكويت من الغزو العراقي، فكان التحالف الدولي المغطى بمواقف الأنظمة العربية التابعة والعميلة لأمريكا وتحالفها الغربي وكيان العدو الإسرائيلي هو المؤشر الأول لاستهداف الأمة..
الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه) كان يدرك أن المواجهة مع هذه المخططات والمشاريع تحتاج إلى ما هو أكثر من الوعي والإرشاد والتوعية وهو التحرك لمواجهة ما يحضّر لهذه الأمة رابطاً القول بالعمل، وكانت البداية من الوقوف في وجه الاستهداف للهوية الإيمانية والوطنية للشعب اليمني من قبل الأفكار المنحرفة التكفيرية للوهابية السعودية، مطوراً هذا النهج باتجاه التأسيس لوعي قادر على أن يكون في مستوى ما يحاك لليمن والأمة اعتماداً على رؤية ثقافية تستطيع فهم ومواكبة المخاطر الناشئة والمسقبلية..
لم يكن غائباً عن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه) ما سيواجهه في حركته من مواقف معادية داخلية وخارجية خاصة وأن النظام السياسي الحاكم في تلك الفترة كان مرتهناً وخاضعاً وتابعاً للوصاية الإقليمية وتحديداً للنظام السعودي والهيمنة الأمريكية، وسرعان ما بدأت المواجهة في عملية تشويه وتضليل لهذا المسار النهضوي التوعوي المسؤول وبصورة ممنهجة، حملت من يومها الأول أكاذيب وافتراءات ذات أبعاد فتنوية طائفية ومذهبية وجهورية وعنصرية في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة بهدف تهيئة الساحة لضرب هذا التحرك في مهده عسكرياً بتخطيط أمريكي وتمويل سعودي ، ولم يتركوا مصطلحاً ولا لفظاً إلا واستخدموه وبمكر ودهاء جيُشت له كل الإمكانيات الإعلامية والمنابر الدينية، من ربط هذا التحرك للشهيد القائد بالانقلاب على النظام الجمهوري وإعادة الملكية، إلى اعتبار أن هذه الحركة رافضية مجوسية تخدم الأجندة الإيرانية الصفوية والاثني عشرية وغيرها من الدعايات التي لا حصر لها، وجميعها استطاعت في البداية أن تحقق بعض التأثيرات بالنظر إلى استخدام بعض القضايا الدينية والوطنية الحساسة، لكنها لم ترق إلى مستوى إخفات وهج هذه المسيرة الإيمانية التي تهدف إلى تحرير العقل والوطن من الوصاية والتبعية السعودية الأمريكية، بل أدى ذلك إلى ازدياد انتشارها واتساعها لا سيما وأن معظم تلك الدعايات يناقض فيها التحريض حقيقة النظام الفاسد والعميل للقوى الأجنبية..
إذ أن الثورة والجمهورية لم يبق منها النظام العميل إلا الاسم والشكل، أما المضمون فقد اتخذ مظاهر تشير إلى أن الأمور تتجه إلى أسوأ الأنظمة الملكية الرجعية والاستبدادية تحت يافطة الديمقراطية والجمهورية..
تجييش إعلامي
رغم اللعب على إثارة العصبيات والنعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية التي عمل عليها النظام الظالم والتي كان يعزف عليها ليل نهار في وسائل إعلامه بالتكامل مع وسائل إعلام القوى الخارجية الإقليمية والدولية، ومع غياب أية إمكانيات ووسائل تمتلكها مسيرة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، إلا أن كل ذلك التجييش الإعلامي والتحريضي عليها لم يؤت أكله، فحاول أعداء اليمن وأدواتهم العميلة الانتقال من الطابع الإعلامي إلى شن الحرب على هذه المسيرة الإيمانية الوطنية التحررية وهي ما زالت كما كان يتصور أولئك الأعداء في مهدها..
في معادلة الميدان والمعارك ، تثبت كل يوم أنه من جيش واجه طرف مسيرة السيد حسين بدر الدين الحوثي إلا وهزم أمامها ، ذلك أنه يقاتل في سبيل كرامة الإنسان وينطلق من القران ، بينما يخسر الآخرون لأنهم ينطلقون في حروبهم من العمالة لأمريكا والتبعية والولاء ، ومنذ ستة أعوام تثبت من جديد هذه المسارات اليقينية ، إذ لا يعني ذلك أن خطط دول العدوان على اليمن مثلا محدودة وقاصرة ، الخطط والقوات والاحتشاد والحرب فاقت في كثير منها القدرة السعودية والإماراتية وحتى الأمريكية ، الكل استنفر كل ممكن لديه وكل قوة وأحدث سلاح وإمكانيات واشترك في الحرب على اليمن ، هم يعرفون قدرة اليمن العسكرية المتواضعة في بداية الحرب العدوانية عليه ، لكنهم يعرفون صلابة المشروع وقوته وعنفوانه وشدته عليهم ، ولذا حشدوا كل شيء وكل ممكن لكنهم لم يحققوا في المقابل شيئا يذكر.