موسم التشجير في اليمن.. فرصةٌ للتوسع في المساحة الخضراء

الشهيد إبراهيم بدر الدين الحوثي تبنّى تجربةَ إكثار أشجار الباولونيا وهي من أجمل الأشجار في العالم

|| صحافة ||

يعتبر موسمُ التشجير واحدةً من الفرص التي تحرِصُ الدولُ على استغلالها في زيادة المساحات الخضراء والتوسع في الغطاء النباتي.

في اليمن تم اعتمادُ الأول من مارس من كُـلِّ عام بداية تدشين موسم التشجير، بل إن الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، اعتمد هذا اليوم يوماً وطنياً للشجرة، حَيثُ شهدت فترةُ حكمه زيادةً كبيرة في غرس الأشجار وتوسعاً في الغطاء النباتي في اليمن.

اليوم مع الاهتمام الكبير الذي بدأنا نلحظه من قبل القيادة الثورية والسياسية بالزراعة، يحدونا الأملُ أن يكونَ للشجرة نصيب كبير من هذا الاهتمام، وأن تجد من يرعاها ويعتني بها.

المهندس سمير الحناني -وكيل وزارة الزراعة لقطاع تنمية الإنتاج الزراعي- أشار إلى أن الوزارة استكملت كافة الاستعدادات لتدشين موسم التشجير للعام الحالي، مُشيراً إلى أن عدد الشتلات التي سيتم توزيعها خلال هذا العام أكثر من 500 ألف شتلة، معظمها شتلات بن.

وأوضح الحناني أنه تم عقد اجتماع مع مدراء عموم مكاتب الزراعة بالمحافظات لمناقشة أمور المشاتل، وكيفية تفعيلها وآليه عملها، وعمل آلية تنظيمية لذلك، مُضيفاً أن الاجتماع مع مدراء مكاتب الزراعة أقر تشكيل مجلس تنسيقي من الجهات المعنية.

وأكّـد الاجتماع على أهميّة آلية تفعيل وتشغيل المشاتل وإيجاد موازنات تشغيله للمشاتل ومنع توزيع شتلات مجانية، وأن توزع بأسعار مدعومة للمساهمة في تشغيل المشاتل، مؤكّـداً على ضرورة توحيد الجهود للتوجّـه نحو زراعة الأشجار المختلفة، فضلاً عن أهميته في مناقشة المشاكل التي تواجه مكاتب الزراعة وإيجاد حلول ومعالجات.

من جانبه، يشير مدير عام الإنتاج النباتي بالوزارة المهندس وجيه المتوكل، إلى أن لدى الوزارة خطة استراتيجية تركز على غرس الأشجار الحراجية كالسدر والطنب وكلّ أشجار الغابات وأشجار الخشبية مع التركيز بشكل أَسَاسي على أشجار اللوز والبن؛ كَونها محاصيل اقتصادية، مؤكّـداً على أهميّة موسم التشجير في التوسع في المساحات الخضراء.

وأوضح المتوكل أن المشاتلَ الحكومية تعاني الكثيرَ من المشاكل في الفترة الأخيرة، ومنها ما يتعلق بالبسط على أراضي المشاتل من قبل بعض المتنفذين، وعدم وجود موازنات تشغيلية، مُشيراً إلى أن الوزارة تسعى لحل هذه المشاكل بحيث تستطيع المشاتل نفسها بنفسها، مؤكّـداً على ضرورة إيجاد رؤية عامة للإنتاج النباتي، وتحديد الأنواع التي يتم زراعتها والتوسع فيها.

بدورة يشير مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة المهندس زكريا المتوكل، إلى أن المحافظة دشّـنت موسم التشجير للعام 2022 بتوزيع 150 ألف شتلة من الفواكه ذات النواة الحجرية التي تصلح في المديريات الغربية والمناطق المرتفعة التي ترتفع درجات الحرارة إلى 200 ساعة برودة من صفر إلى 7 درجات مئوية مثل البرقوق واللوز والفرسك والبن والجوافة والأفوكادو والتفاح والرمان والعنب بثلاثة أصناف عاصمي ورازقي وأسود، موضحًا أن مشاتل المحافظة تتسع لأكثر من 1200 شتلة، ولكن بسَببِ شحة الإمْكَانيات والموازنة فَـإنَّ المزروع فيها الآن ألف شتلة.

من جانب آخر، يبين مديرُ عام مكتب الزراعة والري بمحافظة ذمار، الدكتور عادل عمر، أن المكتب بدأ الاستعداد قبل شهرين من التدشين، وأن المكتب عمل على إنتاج بعض شتلات الفاكهة بالإضافة إلى الشتلات الحراجية، مؤكّـداً أن معظم الشتلات التي تم تجهيزها بجهود ذاتية من المكتب، مُشيراً إلى أنهم لا يزالون ينتظرون الدعم من صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي ليتمكّنوا من إنتاج كميات أكثر من الشتلات.

وَأَضَـافَ الدكتور عادل عمر أن من ضمن أهداف العمل للعام 2022 تفعيل المشاتل المتوقفة منذ سنوات مثل المشاتل الموجودة في مديرية المنار ومديرية مغرب عنس وعتمة.

بدوره، يقول مدير عام مكتب الزراعة بمحافظة حجّـة، المهندس يحيى القديمي: إن المكتب سيوزع خلال هذا العام 880000 من الشتلات الحراجية والفاكهة، مُشيراً إلى أن معظمها ستكون شتلات بن، وذلك؛ بهَدفِ رفع إنتاجية البن واستعادة تاريخ البن العريق، داعياً المزارعين إلى الاهتمام بالشجرة؛ باعتبَارها عنواناً لتاريخ وحضارة اليمن.

 

مشروعُ الشهيد إبراهيم بدرالدين الحوثي

الجدير ذكره أن الشهيد السيد إبراهيم بدر الدين الحوثي، كان قد تبنى تجربة إكثار أشجار الباولونيا في اليمن؛ بهَدفِ إكثارها في المناطق المناسبة لزراعتها في الأراضي غير الصالحة لزراعة المحاصيل الأُخرى؛ لتكون مصدراً للأخشاب يغطي احتياج اليمن حَيثُ قام الشهيد على إكثار شتلات الباولونيا في صنعاء؛ بهَدفِ تجربتها في البيئات المختلفة في اليمن ولكن أيدي العدوان نالت من الشهيد، لكنها لم تنل من مشروعة التنموي والذي بقي حيا ًبفضل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فواصل رجال المسيرة والجبهة الزراعية والثورة الخضراء إكمال مشروع الشهيد، وَهم يعملون على تحقيق حلّم الشهيد إبراهيم الحوثي، من خلال مبادرة تجربة زراعة الباولونيا بمشاركة المجتمع في بيت المبادرات في مديرية شعوب بأمانة العاصمة مع مؤسّسة بنيان والتي تعد الخطة لتعميم التجربة في المحافظات اليمنية المحرّرة.

ويتم توزيع شتلات أشجار الباولونيا على مزارعين ذوي خبرة عالية ولديهم استعداد على الحفاظ عليها ومتعاونين وَمتطوعين، وفي محافظات ذات مناخات وتضاريس متنوعة (أمانة العاصمة –صنعاء –عمران –صعدة –حجّـة –الحديدة –ذمار –ريمة)، كذاك تم توزيع بروشور يوضح عملية زراعة ورعاية شتلات الباولونيا.

وشجرة الباولونيا هي صينية ذائعة الصيت، وَتعتبر من الأشجار الأجمل في العالم سريعة النمو تنتج أخشاباً يتم زراعتها بغرض الحصول على إنتاج من الأخشاب الصلبة في وقت قياسي.

وتعطي شجرة الباولونيا إنتاجها من الأخشاب الصلبة بعد 8 سنوات فقط، بينما تعطي أي شجرة أُخرى نفس حجم الإنتاج في مدة لا تقل عن 20 سنة.

وتمتاز شجرة الباولونيا بنموها في كافة المناطق الجغرافية من الساحل حتى الجبل وُصُـولاً إلى ارتفاع 2000 متر فوق سطح البحر وتتحمل مختلف الظروف الجوية من حرارة شديدة وبرد قارسٍ، إذ تنمو في درجة حرارة من 10 درجات تحت الصفر إلى 50 درجة فوق الصفر، لا تحتاج إلى مساحة كبيرة، وَلا تحجب أشعة الشمس عن الأشجار الأُخرى، ويمكن زراعتها في حقول القمح، حَيثُ أن وجودها في الأرض يعطيها القوة، وبالتالي تكون نسبة الإنتاج أفضل وفي الوقت نفسه تكون نسبة إنتاج الخشب أفضل.

وتتعمر شجرة الباولونيا من 85 إلى 100 عام، تزرع شجرة الباولونيا؛ بهَدفِ الحصول على الغابات الشجرية وغطاء نباتي في وقت قصير، حَيثُ أنه بعد سنتين يكون لدينا غابة من الأشجار بارتفاع 4 أمتار، كما يستفاد من شجرة الباولونيا في الحصول على خشب تصنيع عالي الجودة، يصنع منه الأثاث والآلات الموسيقية واستخدام الخشب في البناء، كما لها فوائد لمنع انجراف التربة، وأزهارها تكون غذاء للنحل، وأوراقها غنية بالعناصر التي تجعلها علفاً جيداً للحيوانات والماشية لما تحتويه على نسبة عالية من البروتين، كما أن تساقط أوراق شجرة الباولونيا على الأرض تشكل مصدرا ً قيماً للمواد العضوية والمواد المغذية للتربة، كما تستخدم في إنتاج الأسمدة.

وتبقى الشجرة رمزاً للحياة وعنواناً للعطاء وعنواناً للبقاء.. والاهتمام بها والعناية بها واجب على كُـلّ مواطن، وأن يكون الاهتمام بها على مدى العام وأن لا يكون ذكرنا لها موسمي فقط، بل يجب غرس ثقافة التشجير وحب الشجرة في عقول أبنائنا وأجيالنا، وأن تكون الشجرة والزراعة ضمن أنشطة وبرامج ومناهج المدارس والمعاهد والجامعات، وإيجاد مشاتل في جميع المحافظات والمديريات والعزل تحتوي على أشجار البن واللوز والعنب والفواكه الأُخرى وشجرة الباولونيا وأشجار الزينة؛ بهَدفِ توزيع الشتلات على المزارعين مجانا ًلزراعتها في الأراضي الزراعية وفي جنبات الوديان والجبال، كما يجب أن تقوم إدارة المراعي والغابات بدورها من خلال زراعة الأشجار في الجبال والسهول وإعلان محميات طبيعية وحمايتها والعناية بها ومنع الرعي والاحتطاب الجائر من قبل المواطنين، فبالتعاون والتكاتف ونشر الوعي بأهميّة الشجرة وضرورة الحفاظ عليها سيعيد اليمن خضراء سعيدة وتعود أرض الجنتين وبلدة طيبة كما وصفها الله في محكم كتابه.

 

صحيفة المسيرة: محمد صالح حاتم

قد يعجبك ايضا