التعليم في اليمن في ظل الجامعات والمدارس المدمرة

موقع أنصار الله || تقارير ||

استهداف التعليم في اليمن في ضل العدوان الامريكي السعودي.

قصف هنا وتدمير هناك وثمة جراح ومعاناه وشهيد يرتقي هنا وجريح يصاب هناك …عبارات  كلمات تلخص حياة الطالب اليمني الذي سلب الطغاة منه احلامه الذي كان يبني عليها مستقبله ، وما زال يعاني من تبعات العدوان الامريكي السعودي منذ 26 مارس من العام الماضي , ذلك العدوان الغاشم الذي لم يستثن اي شيء الا وأمعن في تدميره ، فلم يعد بإمكان الطالب اليمني الوصول الى مدرسته او معهده او جامعته بسبب القصف البربري في كافة ارجاء المعمورة وتدمير المنشآت التعليمة ونزوح الالاف من المدرسين والطلبة وتوقف وسائل النقل بسبب الحصار البري والجوي والبحري , وندرة المشتقات النفطية.

ومن مدرسة في صعدة الى اخرى بالعاصمة ، تلاحق طائرات العدوان وصواريخها طلاب وطالبات اليمن ، وخلافا لزملائهم في مختلف دول العالم يدرس طلاب اليمن تحت القصف الوحشي ويؤدون الامتحانات في ظروف فوق الاستثنائية تجعل من مهامهم كما لو انها امتحانات تحدي الموت المتساقط على رؤوسهم ومواجهته بعزيمة التشبث بحقهم في الحياة والبقاء والإسهام في بناء وإسناد بلدهم الذي تكالبت عليه سهام اطماع الخارج وسكاكين الخيانة في الداخل .!

1

 

وحوّلت طائرات تحالف العدوان المدارس والجامعات في محافظات اليمن في صعده وصنعاء وحجة ومأرب وتعز وذمار والحديدة وعمران والبيضاء إلى أهداف عسكرية ، ولم يكتفِ العدوان بإيقاف العملية التعليمية ، بل تعمّد إعادتها إلى الوراء لسنوات، بالتدمير المنهجي للبنية التعليمية حيث أن 40 ألف طالب فقط سجلوا في المدارس من أصل 170 ألفا، قبل أن تتوقف العملية التعليمية برمتها.

ومنذ الوهلة الاولى من عدوانهم الغاشم على اليمن على تعمدت قوى العدوان استهداف البنية التحتية لليمن بشكل عام والبنية التحتية للتعليم بمختلف انواعه على وجه الخصوص ، ووفقا لتقارير صادرة عن وزارات (التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والمهني) فقد تعرضت 1784منشاة تعليمية مختلفة ( مدارس، جامعات، معاهد مهنية وتقنية وكليات مجتمع ) الى تدمير كلي وجزئي بكلفة اجمالية تقدر بمليارات الدولارات ، حيث كشفت تقارير حديثة صادرة عن وزارة التربية والتعليم عن تعرض 296 منشأة تعليمية الى تدمير كلي و778 تدمير جزئي بكلفة تتجاوز مئات الملايين من الدولارات، كما تم اغلاق 1621 مدرسة الامر الذي تسبب في حرمان 560 الف طالب وطالبة من التعليم ، بالإضافة الى ان عدد الطلاب المستفيدين من تلك المدارس المدمرة كليا وجزئيا هو 1064000مليون واربعة وستين الف طالب وطالبة.

واكد التقرير ان طيران تحالف العدوان الذي تقوده السعودية قصف بالمئات من الغارات الهستيرية منشأة تعليمية ادت الى تراجع وتيرة التعليم بشكل حاد واجبرت نحو مليوني طفل على التوقف عن التعليم.

من جانبها كشفت وزارة التعليم العالي والبحث في تقرير لها عن حجم الاضرار الاولية التي طالت المؤسسات التعليمية التابعة لها جراء العدوان السعودي فقد تم استهدف أكثر من عشر جامعات حكومية و12 جامعة أهلية في أمانة العاصمة ومختلف المحافظات.

وأوضح التقرير أن مؤسسات التعليم العالي الحكومية والأهلية تعرضت إلى خسائر مادية كبيرة قدرت بملايين الدولارات وأضرار جسيمة في مبانيها وتجهيزاتها جراء استهدافها من قبل تحالف العدوان ، وبين التقرير أن العدوان على منشآت التعليم العالي أدى إلى تحمل بعض الجامعات تكاليف نقل الطلبة من مقراتها المدمرة إلى مقرات بديلة لمواصلة دراستهم، وزيادة نفقات التشغيل في عدد من الجامعات لمواجهة حالات الطوارئ، فضلاً عن تعرض وسائل النقل التابعة للجامعات إلى التلف والتدمير والنهب.

وأوضح التقرير أن كلا من جامعات (صنعاء وتعز وإب وعدن والبيضاء تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة استهدافها من قبل الطيران الحربي بصورة مباشرة أدى إلى تدمير مباني بعض الكليات والمرافق بشكل كلي وجزئي وتلف محتوياتهما من التجهيزات والمعدات والمعامل والأثاث التابعة للكليات

واستعرض التقرير مؤسسات التعليم العالي الأهلية التي تعرضت لأضرار كبيرة و متوسطة جراء استهداف العدوان السعودي و تلف معظم الأجهزة والمعدات الطبية وتحطم و القاعات الدراسية والمعامل العلمية والطبية والأثاث والتجهيزات وتصدع جدران بعض مباني تلك الكليات قدرت خسائرها بملايين الدولارات وفي مقدمتها جامعة دار السلام الدولية للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الإماراتية و آزال للعلوم و التكنولوجيا، والوطنية ، وفرع جامعة الحضارة ، وتونتك الدولية، الملكة أروى، اللبنانية الدولية، العربية للعلوم والتقنية، الشرق الأوسط، سبأ للدراسات العليا، الأكاديمية اليمنية للدراسات العليا، وكلية اكسفورد صنعاء.

2

 

من جانبها ، اعلنت وزارة التعليم الفني والتدريب المهني عن حجم الأضرار التي تعرضت لها اكثر من 42 مؤسسة فنية ومهنية وكلية مجتمع تابعة للوزارة في مختلف المحافظات والتي تم استهدافها بصورة مباشرة من قبل العدوان السعودي ، واوضح التقرير الصادر عن الوزارة أن اليمن خسرت ما يقارب من 600 مليون دولار جراء استهداف طيران العدوان السعودي بصورة مباشرة هذه المؤسسات التعليمية والتدريبية والتي ادت إلى تدمير كلي لمكوناتها وتجهيزاتها وكذا الحاق اضرار جسيمة بالمباني المجاورة وتوقف العملية التعليمية في عدد من المعاهد المهنية والتقنية في بعض المحافظات.

وأشار التقرير إلى أن طائرات العدوان استهدفت بشكل مباشر منذ مارس وحتى نهاية ديسمبر من العام 2015م مؤسسات التعليم الفني والتدريب المهني العاملة والجاهزة والتي في قيد الإنشاء في مختلف المحافظات

«صعدة» الجريحة هي المحافظة الوحيدة التي توقّفت فيها العملية التعليمية تماماً، حيث جرّد العدوان الامريكي السعودي محافظة صعدة من مدارسها فأصبحت محافظة بلا تعليم ، فقد تم تدمير أكثر من 220 مدرسة ومكتب تربية في صعدة بشكل كلي وجزئي هو الأكبر مقارنةً ببقية المحافظات اليمنية وبالتالي حرمانِ عددٍ كبيرٍ من اطفالِ صعدة من التعليم لاسيما وان صعدة كانت من أكثر المحافظات التي تواجه تحديات تسببت في تأخر العملية التعليمية وتفشي ظاهرة الأمية، كما أن الحروب الست السابقة قضت على مدارس كثيرة فيها، وقد عاود العدوان المستمر تدمير عشرات المدارس التي أُعيد إعمارها.

3

 

وبرغم ضآلة البنية التحتية في هذه المحافظة أصلاً ورداءة الخدمات العامة كشفت إحصاءات تعمل على إعدادها السلطات المحلية في محافظة صعدة عن الحجم الهائل للخراب الذي ألحقه طيران العدوان السعودي بالبنى التحتية التعليمية ، كما توقفت العملية التعليمية في صعدة كُلياً منذ بدء العدوان الغاشم  ، ودمّر القصف 120 مدرسة بصورة كاملة، من بينها مدارس كانت لا تزال قيد الإنشاء، وكرر الطيران استهداف بعض المدارس المدمرة، لأكثر من مرة، مع إحراق مخازن «الكتاب المدرسي» التي كانت تحوي مخزوناً يكفي لتوزيعه على طلاب صعدة لعامين أو ثلاثة اعوام، كما جرى استهداف مخازن حكومية داخلها الآلاف من قطع الأثاث المدرسية.

وأوجد توقف العملية التعليمية في مدارس صعدة كافة تحديات كبيرة ليس من السهل تجاوزها، وخصوصاً في ظل أوضاع لا توفر مناخاً ملائماً لعودة العملية التعليمية، من ناحية الطلاب الذين نزح معظمهم إلى محافظات أخرى، أو لناحية البنية التحتية التي قضى الطيران على معظمها.

وايماناً من شعب الايمان والحكمة بأن التعليم من يبني الأمم وصمام أمام للامة لمواجهة اعدائها ، وبالرغم من ﺍﺳﺘﻬﺪاﻑ العدوان السعودي ﻛل ﺷﻲﺀ ،واستمراراً للكفاح في سيبل التعليم من منطلق الايمان بأنه من يبني الأمم ؛يواصل أبناء الشعب اليمني الصامد تعليمهم بعد إن امعن تحالف العدوان الامريكي السعودي تدمير المنشآت التعليمية من مدارس وجامعات وكليات ومعاهد في صورة تعكس الصمود الاسطوري والاصرار على مواصلة التعليم حيث بذلت الجهات التعليمة المختصة الجهود الكبيرة في توفير أماكن بديلة عن المدارس المُدمّرة كالمساجد، أو تلك التي تنعقد تحت الأشجار في الأماكن العامة أو في مبانٍ خاصة مستأجرة،

 

4

قد يعجبك ايضا