تصديرُ “المِثلية” إلى العالم.. الاستراتيجيةُ الدنيئةُ لأمريكا!

||صحافة||

يواصلُ اللوبي الصهيوني اليهودي الدفعَ بالغرب الكافر، وعلى رأسه أمريكا؛ للمجاهرة والترويج للمثلية وفرضها على العالم، في خطوةٍ شاذة تتنافى مع كُـلّ القيم والمبادئ والأخلاق والفطرة الإنسانية وتخالف كُـلّ التشريعات والأديان السماوية.

ففي أكبر احتفال في تاريخ البيت الأبيض أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن أمريكا “أمة المثليين”، وجرى في هذا الاحتفال رفع علم “المثلية” في البيت الأبيض، كما تم رفع علم الشواذ في سفارتَيْ أمريكا في كُـلٍّ من تركيا ولبنان.

هذا التحول الفاضح للإدارة الأمريكية في اتّجاه دعم وتأييد المثلية والترويج للشذوذ الجنسي لم يتوقف فقط عند الحد الداخلي الأمريكي، بل إن الإدارة الأمريكية الحالية والسابقة بدفعٍ من اللوبي الصهيوني اليهودي يسعون اليوم إلى فرض هذا التوجّـه المنحط على العالم.

 

مخطّط معلَنٌ جهراً وليس جديداً:

وليس جديدًا هذا الموقف الأمريكي، فالرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون كان قد أعلن رسميًّا في العام 1999م بأن شهر يونيو من كُـلّ عام هو شهر فخر المِثليين، وخصَّص شهراً كاملاً لاحتفالات ما يسمى “مجتمع الميم” كما واصل الرئيس أوباما دعمه الكبير للمثليين وسمى يوم المثليين بـ”يوم النصر” و”يوم الحب”، وكان الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن قد سبق أن وقَّع على قانون يمنح الحماية للزواج من نفس الجنس في أمريكا؛ ما يكشف أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل وفق مخطّط ممنهج لفرض هذه الظاهرة الخطيرة.

واليوم أمريكا -ومن خلفها اللوبي الصهيوني- لم تكتف بالترويج للمثلية تحت شعار حمايتها وحماية حقوق هؤلاء الشواذ، بل تريد نشر ثقافة الشذوذ الجنسي والفاحشة المحرمة في كُـلّ الشرائع والأديان السماوية والمخالفة لفطرة البشرية في الدول الإسلامية على وجه الخصوص وفي كُـلّ أنحاء العالم عُمُـومًا.

ومن خلال التحَرّكات الأمريكية الملحوظة في هذا المسار الكارثي، يتأكّـد للجميع أن المخطّط الصهيوني يدعو إلى تقبل الشذوذ الجنسي في مجتمعاتنا الإسلامية فما يفعله الغرب اليوم في التشجيع على الانحراف والانحلال الأخلاقي والافتخار به والترويج له، وقد ظهرت العديد من القضايا المتعلقة بالمثليين في عدد من المناطق العربية والإسلامية، وهذا يظهر حجم ما وصلت إليه هذه المجتمعات وانسلاخها عن الدين وما وصلت إليه من انحطاط وتفسخ أخلاقي وخسة ودناءة تعف منه حتى الحيوانات.

 

هذه أمريكا.. وهكذا تريد للشعوب:

أمريكا يوماً عن آخر تكشف للعالم بقية تفاصيل وجهها البشع والقذر بتبنيها اليوم للمثلية، فأمريكا التي خدعت العالم طويلاً بشعاراتها الزائفة المضللة وباسم الحرية والديمقراطية نجدها اليوم تضيف إلى سجلها التاريخي المليء بالإجرام والدمار، الشرعنة لأسوأ وأقبح فعل يرتكبه البشر هو ضد الطبيعة البشرية والفطرة الإنسانية ومحط تجريم وتحريم الديانات السماوية والمجتمعات البشرية جمعاء.

وقد كشفت دراسة من المراكز الدراسية الأمريكية تقول فيها بأن عدد المثليين داخل أمريكا يتجاوز 9 ملايين “مثلي” من إجمالي 325 مليونا من عدد السكان، فهذه هي أمريكا وهذا هو وجهها القبيح وأهدافها وتحَرّكاتها العدائية لا تتوقف عند أية حدود، بل إنها اليوم ومعها الصهيونية والغرب تسعى إلى تكاثر الشواذ جنسياً في المجتمعات الغربية وفي كُـلّ مجتمعات العالم؛ لكي يشكلوا قوة ضاغطة على أرض الواقع، ودفع الكثير من الدول إلى تعديل قوانينها التي تجرم المثلية.

وقد أتاحت هذه السياسة الصهيو أمريكية للمثليين بأن يتلقوا الدعم الكبير من المؤسّسات والمنظمات الدولية ومنحهم الحماية والدفاع عن حقوقهم.

إعلان الرئيس الأمريكي بايدن والاحتفال بالمثلية لم يكن مفاجئاً، بقدر ما كشف للعالم بقية التفاصيل للوجه الأمريكي البشع، فالإدارة الأمريكية -التي تتفاخر اليوم بأن أحد مسؤوليها وطاقمها، وهو وزير النقل الأمريكي (بيت تيجيج) هو مثلي وينتمي لقطيع المثلية- هي أَيْـضاً تكشف للعالم المزيد من عورتها المقززة وتعلن تصدير رياحها المسمومة لكل العالم التحمل معها الفساد الأخلاقي وكل ما يساهم في القضاء على القيم والمبادئ والعفة الإنسانية.

ولقد وصلت حضارتهم المنحطة اليوم إلى الحضيض بشرعنتهم ودعمهم وترويجهم لعمل قوم لوط الذين قال فيهم الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم: «وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَـمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ»، وقال تعالى: «وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا».

وتعمل أمريكا واللوبي الصهيوني على عولمة هذه الظاهرة الكارثية؛ ليسهل لهم السيطرة والتمكّن على بلدان وشعوب العالم بعد تدمير الفطرة البشرية وإفساد الشعوب، بالإضافة إلى أن سياسة الترويج علناً للشواذ من قبل الإدارة الأمريكية هي سياسة بالأصل تتبناها وتدعمها الدولة العميقة في أمريكا ويتم تحريكها وتوجيهها من اللوبي الصهيوني اليهودي داخل أمريكا وفي العالم الغربي، فالسياسة الأمريكية في هذا الجانب لا تقف عند حدود الحث على ما يجري وصفه بتقبل الشواذ في المجتمع والدفاع عن حقوقهم بدعم مطلق، بل إنها تسعى لعدم تطبيق الحدود الدينية والقانونية لمعاقبتهم، بل أَيْـضاً تتجرأ بفرض عقوبات على الدول التي تحارب أَو تفكر بمحاربة الشذوذ الجنسي والانحلال الأخلاقي كما حدث أخيرا لدولة أوغندا ورئيسها (موسيفيني) الذي وضع حكم الإعدام للشواذ جنسياً كعقوبة رادعة؛ الأمر الذي دفع بايدن بالتخطيط لفرض عقوبات على أوغندا.

كُـلّ هذا إلى جانب أن أمريكا تسعى لفرض قانون على العالم تحت عناوين تجريم (معادَاة المثلية)؛ لتبدأ برفعه أمام خصومها كما يعمل الكيان الإسرائيلي المحتلّ اليوم في شرعنة احتلالها لفلسطين ضمن ما يسمى (معاداة السامية).

فالخطوات التي تخطوها اليوم أمريكا والغرب واللوبي الصهيوني هي خطوات واضحة وفاضحة ولم تعد في الخفاء كما كانت سابقًا، بل إن المجاهرة والإعلان والترويج للمثلية باتت استراتيجية وضعت بعناية لتحقيق أهدافهم الخبيثة والسيطرة على الآخرين بعد نقل التجربة (المثلية) من المجتمعات الغربية المنحلة إلى المجتمعات الإسلامية والسعي لإسقاطها على مجتمعاتنا والدعوة لشرعنتها فقهياً وقانونياً؛ وهو ما يستدعي معه اليوم أن تتصدى أمتُنا الإسلامية لهذه المخطّطات الخبيثة التي تتزعمها وتحيكها الصهيوأمريكية والتي تتحَرّك وفق أساليبَ مخادعة، مثل مطالبة الدول بتعديل المناهج الدراسية المحافظة لتتلاءم مع التوجّـه العالمي الغربي.

 

هُــوِيَّة اليمن وقيادته كحاجز صد منيع:

وبعد هذه الموجة الصهيوأمريكية الغربية التي تحملها رياحهم المسمومة، على أمتنا الإسلامية اليوم الإدراك بأنها معنية بالدرجة الأولى بالتصدي لهذه الموجة وإفشال هذه التحَرّكات والمخطّطات الخبيثة والتي تسعى بالأَسَاس لاستهداف المجتمع الإسلامي المحافظ وطمس هُــوِيَّته وإفساد أخلاقه وبث الرذيلة بين أبنائه؛ لتسهل معه سيطرة الأعداء على أمتنا وبلداننا.

واليمن كبلد عربي مسلم يواجه ويتصدى لهذه الموجات الفاسدة والرياح المسمومة التي يشنها اللوبي الصهيوني اليهودي الأمريكي الغربي من منطلق وأَسَاس هُــوِيَّة الشعب اليمني الإيمَـانية كرعاية إلهية لهذا الشعب تمتد إلى جذور امتداد أصوله الإيمَـانية وتصل اليوم إلى حاضر مسيرته القرآنية ومواجهته للعدوان والحصار، الذي كان على رأسه أمريكا، وصموده العظيم أمام كُـلّ أشكال العدوان وعلى كُـلّ المستويات العدائية التي شنها العدوان واستهدف بها بلدنا وشعبنا، فكانت جذور امتداد أصالة هُــوِيَّته الإيمَـانية وقيادته القرآنية كانت وما زالت تشكل حاجز صد تقي وتحمي مجتمعنا اليمني من هذه السموم والآفات المفسدة، التي حاول ويحاول من خلالها العدوّ أن يفرض سيطرته على بلدنا وشعبنا والتي مني فيها بالفشل الذريع بفضل الله ورعايته من جانب، وحكمة القيادة من جانب، ووعي الشعب وأصالته وأصالة هُــوِيَّته الضاربة من الجانب الآخر.

 

صحيفة المسيرة: محمد يحيى السياني

قد يعجبك ايضا