(( مولد النور ))

الشاعر/ عبدالسلام المتميز

 

مولدُ النور أتانا مشرقا

فملأنا بضياه الأفقا

 

خاتم الرسل وقرآن الهدى

من جديدٍ بُعثا فانطلقا

 

خرجَتْ أمتنا من كهفها

بعد نومٍ كان فيها أطبقا

 

وغَدَتْ تزّاور الحرب وقد

أصبح الغرب بها محترقا

 

حلفُهم يوم علينا اطّلَعوا

مُلئوا رعباً وولّوا فرَقا

 

بحرُنا كالمُهل يشوي المعتدي

في لظىً ساءت لهم مرتفقا

 

طمعوا أن يجعلوها مغنماً

فجعلناها عليهم موبِقا

 

وعقدنا للنبي بيعتنا

تحت ظل القصف صُبْراً صُدُقا

 

واقتدينا بثبات المصطفى

حين أصلونا السعير المُحرقا

 

وصبرنا مثله في شِعبه

حين سامونا حصاراً مطبقا

 

وبيوم الفتح قلنا مثله

(اذهبوا اليوم فأنتم طُلقا)

 

وامتشقنا (جعفر الطيار) كم

في جناحيه بنجدٍ حلّقا

 

زَامِلاً: (يانفسُ إلّا تُقتلي

في رضا اللهِ تموتي رهَقا)

 

فروينا فوق ميدي (مؤتةً)

وحكينا يومَ نِهْمَ (الخندقا)

 

 

نحن بالأخضر زَيَّنّا الرُبى

سندساً للمصطفى واستبرقا

 

فعلى البَرّ بسياراتنا

وعلى البحر صبغنا الزورقا

 

زعموا الأخضرَ منا بدعةً

إذ غدا رمزاً لطه مونِقا

 

لم يقولوا بدعةً أخضرُهم

عندَ أعياد (سعودٍ) مطلقا

 

مهرجانات النبي قد أزعجت

مفتيَ القوم فأفتى مُفْسِقا

 

ليتَه عن مهرجانات خنا

(هيئة الترفيه) يوماً نطقا

 

بل أتى حين احتفينا بالنبي

فاغرا فاه غضوباً نَزِقا

 

وهو لم ينبِسْ بحرفٍ ألَماً

لدم الشعب الذي قد أُزهقا

 

فاكتبوا (لبيك) في أجفاننا

سَمّروها في جبيني بيرقا

 

قسما لو لاسم طه تبتغي

ماء عيني لَأَسَلْتُ الحدَقا

 

قسما لو قطّرتْ أرواحنا

بدل الحبر الذي قد أُهرقا

 

قسما لو أخضرٌ لونُ دمي

لسكبتُ الدمَ كأسا دَهَقا

 

 

أنا لم أجعل مديح المصطفى

غاية الجهد وأقصى مرتقى

 

من يرُمْ مدحك فليشفعْه بالْ

فِعلِ والموقفِ حتى يَصدُقا

 

كيف لي مدحُ جمال المصطفى

دون تجميل حياتي بالتُقى

 

كذبٌ لو أدّعي عشقَ النبيْ

إنْ فؤادي للدنايا عشِقا

 

كيف أغدو بالنبي متّفقاً

إنْ حياتي والخنوعُ اتفقا

 

أيحب المصطفى مَن قلبُه

راجفٌ خوفاً، و ذاوٍ قلَقا

 

هل تأسّى بالنبيْ من لم يَعِشْ

مثلما عاش مُعِدّاً مُنفقا

 

(لستَ منهم) قالها الله إذا

فرّقوا الدين وصاروا مِزَقا

 

فلنعُدْ للمصطفى يأمتي

نلتقي فيه، ونعم المُلتقى

 

ولنعُدْ حقاً إلى مُفترَقٍ

عنده كنا انقسمنا فِرَقا

 

بهدى القرآن كان المصطفى

مُبْلِغاً متّبِعا منطلِقا

 

ننشر الرحمة فيما بيننا

مثلما كان رؤوفا مُشفقا

 

وعلى الكفر أشداءٌ كما

كان خير الرسل في ساح اللقا

 

مثلما كان على جرثومة ال

فَمِ بالمسواك طهراً مُمحِقا

 

كان بالسيف على جرثومة ال

ظلم والطغيان حتفاً مُزهقا

 

فليكن في كل فعلٍ قدوةً

وليكن في كل ليلٍ فَلَقا

 

 

في زمانٍ جاهليٍ عاهرٍ

خرِبٍ مهما تباهى رونقا

 

حيوانيٍ بهيميِ الهوى

صار في عاهاته مختنقا

 

وذراري قومِ لوطٍ أصبحتْ

دولاً كبرى، وإفكاً مُوبقا

 

أتُرى الطورَ لهذا دُكّ ؟ أم

منه يوماً خرّ موسى صعِقا

 

فغدَاْ كلُ نهارٍ مظلماً

وغدَاْ كلُ فسيحٍ ضيّقا

 

وامّحَتْ سُبْلُ النجَا أو أوشكَتْ

تمّحي، لولا أريجٌ عبقا

 

من شذا المختار وافى هادياً

ملجأً من كل شرٍّ أحدقا

 

قبلَه لم نعرف النورَ، فلا

بلسمٌ داوَى، ولا راقٍ رقى

 

في صحارى اليأس، في تيْهِ الرُؤى

في ظمَا الروح، وفي قيظ الشقا

 

والورى يَسقُون إلا أمتي

ذادها الأعداءُ عن حوض السِقا

 

وحسين البدر موسانا الذي

قال ماخطب العطاشى وسقى

 

وأبوجبريل فينا قائدٌ

قمرٌ للعالمين اتّسقا

 

وهو يُزجينا هَتُوناً مُمرِعاً

ننثر الزهرَ ونذرو الزنبقا

 

وإذا الظلمُ دهانا باغياً

يصبحُ الواحدُ منا فيلقا

 

قل لمن دنّس يوما مصحفاً

ولإرضاء اليهود استبقا

 

كيف أصبحتم لصهيونِ الخنا

دميةً تلهو بكم أو بيدقا

 

لن تروا إلا وبالاً فارقُبوا

فتناً أو مرضا أو غرَقا

 

شعبُنا بعضُ عذاب الله في

يده الموتُ شعارٌ نطقا

 

ياشواذ الأرض كيدوا كيدكم

لا سوى الله لدينا يُتّقى

 

والنطيحَ المتردي أحضِروا

واجلبوا الموقوذَ والمنخنقا

 

من ذوي رأسٍ ووجهين اصنعوا

سامرياً مستجداً أحمقا

 

كلَّ حين غدرُكم يغرسُ في

ظهرنا الخنجرَ حتى أورقا

 

ودمانا لم تزل تسقي الثرى

بعد جدب العز ماءً غدقا

 

تلك أمريكا تعوذون بها

ثم تزدادون منها رهَقا

 

ياحثالاتِ الزمان انصرفي

واتركي الغدرَ وصوني المَوثقا

 

أو مِن (المندب) جندُ المصطفى

سيسدّون عليكِ الطرُقا

 

إنّ مَن لم يصرخِ اليومَ يكن

في غدٍ أعجزَ مِن أن ينطقا

 

فاصرخوا ينشرْ لكم رحمتَه

ويُهيّءْ من لدنهُ مِرفقا

 

بولانا للنبي المصطفى

ندحر المحتل والمرتزقا

 

لاح في الغرب ابتداءُ الإنتها

وغراب الشؤم فيهم نعقا

 

وغداً تغدو عروش الكفر في

هذه الدنيا صعيداً زلقا.

قد يعجبك ايضا