قتلة الأنبياء يواصلون الإيغال في سفك الدم الفلسطيني

 

 

منذ 13 يوما وآلة القتل والإجرام الصهيونية تواصل ازهاق أرواح المئات من الأبرياء في غزة الفلسطينية ولا تفرق بين طفل وامرأة ولا شاب وكهل كلهم هدف للطائرات الصهيونية التي يسلحها الغرب بأحدث القنابل والصواريخ حتى ما هو محرم في القوانين الدولية حلال على الصهاينة الدعم الغربي غير محدود وشامل على مختلف المستويات، وحتى ما يسمى مجلس الأمن الذي يخدم الصهيونية رفض دعوة الكيان الصهيوني لهدنة إنسانية وإيصال المساعدات وهو ما شجع قادة الكيان المتعطشون لدماء الشعب الفلسطيني فاقترفوا مجزرة بشعة رائح ضحيتها أكثر من ألف فلسطيني ما بين شهيد وجريح كانوا قد اتخذوا مستشفى المعمدانية في غزة مأوى لهم ومركز لعلاج الجرحى من الأطفال والنساء..

هذه الجريمة النكراء تؤكد جرأة اليهود على استحلال ما حرم الله وهم الذين وصل بهم الحال كما أكد القرآن الكريم إلى  قتل أنبياء الله و النفسية اليهودية شغوفة بسفك دماء الأبرياء وإزهاق أرواح الآلاف من عباد الله من دون أي ذنب إلا أن قالوا ربنا الله، ولكن ما هي الدوافع والأسباب التي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه من قسوة وخشونة واستهانة بالدماء البريئة؟؟

لقد تحدث الله عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى في كتابه الكريم بأكثر مما تحدث عن أي أمة أخرى وما ذاك إلا لأنه سبحانه أراد أن يكشف لنا عن جانب من سوءة هؤلاء وضلالهم ويبين لنا حقيقة ما هم عليه وما تكنه أنفسهم من سوء وضلال وعناد وجرأة وقسوة واستهتار بكرامة الأخرين وحياتهم، ثم ليهدينا ويرشدنا إلى الطريقة والأسلوب والوسيلة الصحيحة والسليمة والمؤثرة في صراعنا الحتمي معهم وما هو المطلوب منا أثناء احتدام المواجهة بيننا وبينهم ولهذا نجد الحديث عنهم في القرآن الكريم واسعا ومنوعا.

ومن ضمن ما أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنهم في آياته العظيمة التي هي أعلام على حقائق لا تقبل التشكيك ولا تعتريها الأحاجي والتكهنات قضية جرأتهم في التعدي على أعظم عباد الله قربة وكرامة عنده وأشدهم خشية وخوفا منه وأكثرهم عبادة وخضوعا له وأحسن الناس للناس هؤلاء هم أنبياء الله ومن أكرم من أنبياء الله سلام الله عليهم ومن أعلى منهم شأنا وأعظم فضلا وأعم نفعا وأرقى معاملة وأحسن أخلاقا.

ولكن لأنبياء  مع ما هم عليه من الورع والتقوى وحب الخير للناس وتفانيهم في السعي إلى هداية عباد الله ونصحهم وارشادهم لم يكونوا بمنأى عن استهداف الظالمين والمستكبرين بل لقد كانوا أكثر من غيرهم استهدافا وأشد عند الباغين عداوة فكانوا هم الهدف الرئيسي لألسنة الحقد والبغي الملتهبة في صدور البغاة من بني إسرائيل فعمدوا إلى أذيتهم ومحاربتهم والتعدي عليهم ووصلت بهم قسوتهم وجرأتهم وضلالهم إلى سفك دماء أنبياء الله الطاهرة البريئة.

لأن القتل هو الوسيلة التي يلجأ إليها الطغاة متى ما رأوا نور الهدى سيضيئ دياجير ظلمهم أو أن فضل الله جل وعلا سيشمل الأخرين من حولهم وهذا بدافع الحسد والحقد والبغي والتعدي، فالبغي صفة ملازمة لهذه النوعية من البشر، منذ عهد أبني آدم والقتل وسفك الدماء هي الوسيلة الأكثر رواجاً بين أوساطهم وبدون أي مبرر قال تعالى{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ} [المائدة آية 27] لأقتلنك مباشرة هكذا من دون أن يكون هناك ما يدعو لارتكاب جريمة القتل، فما هو ذنب أخوه في عدم قبول القربان منه لكن نفسيات الطغاة هكذا –لأقتلنك- وكذلك فعل إخوة يوسف ألم يقولوا هكذا { اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ} [يوسف آية 9] وهو ما لمسناه أيضا عند الشرذمة الصهيونية في جرائمها المستمرة منذ عقود ضد الشعب الفلسطيني آخرها مجازر الأيام الماضية وأم المجازر مجزرة مستشفى المعمدانية اتي راح ضحيتها 500 شهيد ومئات الجرحى فصفة الإجرام والقتل متجذرة عند اليهود ومستساغة ويقدمون عليها بكل أريحية ويسر -أقتلوا- هذا هو أسلوبهم في تعديهم على عباد الله المستضعفين.

إن القرآن الكريم قدم اليهود على أنهم أشر البشرية وأكثرها إقداما على القتل وبدون أي ضوابط قتل بلا سبب وبدون رحمة وبلا اكتراث قتل لمجرد القتل فهم لا يستطيعون أن يعيشوا بدون سفك الدماء ومن دون أن يغرقوا أنفسهم في طوفان من الدماء البشرية سواء ما يقومون هم بسفكه أو ما يسفك بسببهم.

بل هم من يتفننون في قتل الأبرياء ويبتكرون أساليب ووسائل وآليات رهيبة في فن التعذيب والقتل وهذا هو ما حفظه التاريخ من أمجادهم .

و عندما نتذكر التاريخ اليهودي فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو قتلهم لأنبياء الله من بني جنسهم على الرغم مما يربطهم بهم من صلات القرابة ووشائج النسب فهم أنبياء منهم وقد يكون القاتل أبن عم أو أخ أو من قرابة هذا النبي المقتول.

ولذلك فإن المفهوم من قولة تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران آية 21] أن عدد من قتل من أنبياء الله والآمرين بالقسط  من عباده الصالحين على أيدي أهل الكتاب كثيرين جدا أي أنها ليست غلطة مرة وانتهى الموضوع بل استمرأوا قتل الأنبياء حتى صار عندهم كشرب الماء فبمجرد ما يبدأ بدعوتهم إلى ترك ما هم عليه من الضلال والكفر يسارعون بكل إرادة لعملية القتل والتصفية النهائية.

فنبي الله يحيى بن زكريا سلام الله عليه قضوا عليه مع أول تحركات له أي أنهم قتلوه وهو في ريعان شبابه فقيل أنه لم يتجاوز الـ33ربيعا من عمره وما كاد عيسى سلام الله عليه يبدأ رسالته بتعليم بني إسرائيل حتى أجمعوا على قتله لولا أن حماه الله ثم في الأخير رفعه إليه أما هم فقد نفذوا عملية القتل بحق رجل شبيه لنبي عيسى سلام الله عليه قال تعالى{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} [النساء آية 157]

 

اليهود أكثر إجراما وإيغالا في قتل النفس المحرمة ووراء كل جريمة

ما من شك أن اليهود هم أكثر الأمم ولوغا في الدم البشري وإفراطا فيه ولذلك فهم بحق وراء كل جريمة نالت البشرية ككل وعندما نستعرض جانبا من جرائمهم المهولة وعلى مر تاريخهم الموحش والمليء بالسوءات والجرائم نستعرض أولا ما حكاه الله عنهم في كتابه الكريم عن جريمة أصحاب الأخدود التي ارتكبها الملك اليهودي ذو نواس  الذي استطاع اليهود إقناعه باعتناق اليهودية القائمة على كتب الضلال والتحريف والأهواء تلك الكتب التي كتبها أحبارهم كبديل عن كتب الله ولأن اليهود هم أعداء الرسالات السماوية وأعداء التوحيد لله فقد سعوا للقضاء على الموحدين من أبناء منطقة نجران وما جاورها وبأسلوب ينم عن خبث وحقد كبيرين  حيث أوقدوا لهم نارا في أخدود ثم أخذوا يلقون بهم في وسط النار الملتهبة رجالا ونساء زرافات ووحدانا وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد.

أليس هذا دليل القسوة والخشونة المفرطة التي يتميز بها اليهود قتلة أنبياء الله والصالحين من عباده وبصورة الإبادة الجماعية وعندما نراجع عدد المجازر التي ارتكبها اليهود بحق الشعب الفلسطيني فإننا نصل إلى قناعة تامة بأن هذه الفئة الشريرة هي حقيقة مصاصة دماء لا تضاهى بل هي عدو كل البشر بلا استثناء فبعد قرار التقسيم رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر 1947م تم تهجير ما يزيد عن 239 ألف فلسطيني من المناطق التي سيطر عليها اليهود و122 ألف من المناطق التابعة للدولة الفلسطينية كما أخليت ودمرت 70 قرية هذا في عامين فقط أما المجازر فهي كثيرة أبرزها مذبحة بلدة الشيخ قتل فيها 600 شهيدا – مذبحة دير ياسين قتل فيها 360- مذبحة قرية أبو شوشة قتل فيها 50 شهيدا – مذبحة الطنطورة قتل فيها 90 شهيدا –  مذبحة قبية قتل فيها 67  شهيدا- مذبة قلقيلية أكثر من 70 شهيد – مذبحة كفر قاسم 49 شهيدا – مذبحة خان يونس 275 شهيدا – مذبحة المسجد الأقصى 21 شهيد و270 جريحا – مذبحة الحرم الإبراهيمي 350 ما بين شهيد وجريح وليس آخر مذابحهم مذبحة مستشفى المعمدانية التي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد و600 جريح وكلهم أطفال ونساء وتمزقت اشلائهم وتناثرت جثثهم وغيرها الكثير من المذابح وما هذه إلا النزر اليسير مما هو مستمر بحق أبناء هذا الشعب المظلوم والذي لايزال حتى هذه اللحظة يواجه عملية الإبادة والتهجير القسري.

أما تلك المجاز العالمية والتي حدثت في حروب كبيرة أشهرها الحربان العالميتان الأولى والثانية اللتان كان اليهود وراء نشوؤهما واشتعالهما واللتان حصدت أرواح ما يقارب أربعين مليون ومن أبرز تلك المجازر مجزرتي هور يشيما وناجى زاكي اليابانيتين اللتان واللتان راح ضحيتهما ما يقل عن 160 ألف ممن تلظوا بنار السلاح النووي الأمريكي .

ولم يتوقف نزيف الدم الياباني عند هذا الحد بل ظل الموت البطيء يحصد أرواح الآلاف منهم يوما بعد يوم وسنة بعد سنة حتى قدر عدد الوفيات ممن تأثروا بالإشعاع النووي بحوالي 140 ألف وهو عدد يقارب ذلك العدد الذي أحدثه القصف نفسه.

وحينما نقول بأن اليهود كانوا وراء تلك الجريمة المروعة فلأن أمريكا كما هو معروف عالميا تخضع أكثر من أي دولة أخرى للنفوذ اليهودي فالكونجرس الأمريكي هو العقل المدبر لأمريكا والمتدخل في كل شؤون حياتها وهو خاضع بشكل مطلق للرغبة اليهودية واليهود هم من يديرونه ويتحكمون به ومن خلاله يديرون النظام الأمريكي والدولة بما فيها الرئيس الذي لا يحق له تبني أي قرار إلا بعد موافقة الكونجرس ثم أن ألبرت أينشتاين كان وراء اختراع القنبلة النووية وهو يهودي النسب والهوية وبهذا فليست اليد اليهودية نظيف مما لحق باليابانيين من إبادة ومعاناة لازالت آثارها حتى اليوم

وبهذا نصل إلى حقيقة مفادها أن اليهود بجرأتهم على قتل أنبياء الله تجرأوا أكثر بكثير على قتل عباد الله وبهذا فهم أعداء كل البشرية…

إن واجبنا ونحن في خضم المواجهة معهم أن نكون أكثر يقظة وحذرا واستعدادا وألا ندعهم يخدعوننا ببريق التطبيع وغيره من أساليب الخبث ويكفينا ما يعانيه شعب فلسطين من ظلم وتهجير وهدم وقتل وإبادة ممنهجة وقائمة على قدم وساق حتى هذه اللحظات

أن ندرك جيدا أن هؤلاء لا يكنون لنا إلا الحقد والحسد ولا يخبؤون لنا إلا القتل والدمار وأن سبيل نجاتنا الوحيد هو العودة إلى الله ربنا سبحانه وتعالى وإلى ديننا وقرآننا وقيادتنا الحقيقية فهؤلاء هم حصننا وضمان نصرنا ونجاتنا من كل سوء وسيئ في دنيانا وأخرتنا

 

قد يعجبك ايضا