الرقصُ على دماء الفلسطينيين: “موسمُ الرياض” برعاية شركة داعمة للجيش الصهيوني
||صحافة||
في الوقتِ الذي تتسعُ فيه دائرةُ الحملات الجماهيرية لمقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني في المنطقة والعالم؛ تضامُنًا مع الشعب الفلسطيني، يقوم النظام السعوديّ بالترويج لبعض هذه الشركات ويعقد معها صفقاتِ شراكة “استراتيجية” في موسم الرياض الفاضح الذي تعبر فيه المملكة من خلاله هذه الأيّام عن انسلاخها عن هُــوِيَّة الأُمَّــة وقضايا الرئيسية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بل تؤكّـد وقوفها إلى جانب العدوّ.
وأعلن رئيسُ ما يسمى الهيئة السعوديّة العامة للترفيه، تركي آل الشيخ، يوم الجمعة، أن شركةَ “ماكـدونالدز” الأمريكية للأغذية والوجبات السريعة، هي “الشريكُ الاستراتيجي” لموسم الرياض الذي تم افتتاحُه بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبمظاهر ماجنة وفعاليات وأنشطة تسيءُ إلى الإسلام والمقدسات الإسلامية.
وتعتبر شركةُ “ماكـدونالدز” الأمريكية من أبرز وأول الشركات التي طالتها حملةُ المقاطعة الجماهيرية الواسعة على مستوى المنطقة والعالم، وذلك بعد أن أعلنت في بداية معركة “طُـوفان الأقصى” عن تقديم وجبات غذاء مجانية لجيش العدوّ الإسرائيلي؛ تعبيرًا عن مساندته والوقوف إلى جانبه ودعم المذابح التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
وتسببت حملةُ المقاطعة بإغلاق العديد من فروع شركة “ماكـدونالدز” في المنطقة والعالم؛ الأمر الذي كبّدها خسائرَ كبيرة على خلفية إعلان دعمها للكيان الصهيوني.
ومَثَّلَ إعلانُ “آل الشيخ” الذي رافقه أَيْـضاً حملةُ ترويج لعروض متنوعة لوجبات “ماكـدونالدز” في الرياض، فضيحة مدوية أثارت ردودَ فعل غاضبة على مستوى المنطقة، حَيثُ اعتبر الكثير من النشطاء العرب والفلسطينيين هذا السلوك استفزازًا فَجًّا لمشاعر الأُمَّــة كلها، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، ومشاركة في جرائم العدوّ الذي يستفيدُ من دعم هذه الشركة في إطار حربه الوحشية على قطاع غزة وكل فلسطين.
ولم يكن الترويجُ السعوديّ الوقح لشركة “ماكدونالدز” الداعمة للكيان الصهيوني أمرًا مفاجئًا، بالنظر إلى أن هذا الترويج جاء في إطار ما يسمى “موسم الرياض” الفاضح الذي أطلق النظام السعوديّ فعالياتِه الماجنة والمخزية هذا العام في نفس الوقت الذي يتعرض فيه الشعبُ الفلسطيني لإبادة جماعية، في خطوة عبّرت بشكل صريحٍ عن غيابِ أية مشاعر تضامن إنسانية مع مأساة الفلسطيني، فضلًا عن مشاعر التضامن والأُخوة العربية والإسلامية.
وكان “آلُ الشيخ” قد رَدَّ في وقتٍ سابقٍ بصورة وقحة على الانتقادات الواسعة لافتتاح “موسم الرياض”، حَيثُ زعم أن “السعوديّةَ أغلى من أي شيء” في إشارة إلى عدم الاكتراث بما يحدث في فلسطين، وهو رَدٌّ قوبل أَيْـضاً باستهجان واسع.
وتنسجمُ هذه المواقفُ بوضوح مع الموقف السعوديّ الرسمي من القضية الفلسطينية والذي عبّر عنه ولي العهد السعوديّ أكثر من مرة في تصريحات أكّـد فيها أن الرياض تؤمنُ بحق الكيان الصهيوني في إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين، وأن المملكة تعتبر “إسرائيلَ” حليفًا محتملًا.
وقبل اندلاع معركة “طُـوفان الأقصى” بفترةٍ قصيرةٍ كان ابن سلمان قد صرَّح أَيْـضاً بأن المملكةَ تقتربُ كُـلَّ يوم من إبرام صفقة تطبيع مع كيان العدوّ الصهيوني، وقد أكّـد مسؤولون أمريكيون خلالَ الأيّام والأسابيع القليلة الماضية أن العدوانَ الوحشيَّ على غزة لم يغيِّرْ رغبة الرياض في المضي نحو التطبيع.
صحيفة المسيرة