معركة المصطلحات في عصر السوشيال ميديا
|| تقرير ||
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في بداية مطلع تسعينيات القرن الماضي والذي انتهت بسقوطه سباق التسلح بين الغرب أمريكا والدول الاوربية وبين الاتحاد السوفيتي والدول المنضوية معه في تحالفات سياسية وعسكرية أو بالأصح صراع بين الشيوعية الاشتراكية وبين الرأسمالية الغربية وبسقوط الاتحاد السوفيتي ظهرت ملامح نظام عالمي جديد أو ما يسمى القطب الأوحد الذي تزعمته أمريكا، كان التوقعات تقوم على افتراض إن انتهاء الحرب الباردة يعني انتهاء الصراع الكبير في السياسة الكونية وظهور عالم منسجم نسبيا. إلا أن الرغبة الأمريكية الغربية في أن تسود الثقافة الغربية العالم دفع وأن يتم تجريف الحضارة الإسلامية والحضارات الشرقية خصوصا الحضارة الصينية وترسيخ بدلها ثقافة البوب والبضائع الاستهلاكية ونمط حياة الغربيين من ملبس مأكل في أرجاء العالم وقد تكتلت القوى الغربية لتحقيق هذا الهدف فاستخدمت كافة الوسائل لتغريب الدول والشعوب من خلال الصحف والمجلات وشاشات التلفاز والانترنت والسياسات الخارجية والتعاون والثقافي وتبني المثقفين والأكاديميين ورجال السياسة ودعمهم في سبيل التسويق للحضارة الغربية لدرجة أن وصم الإسلام بالتخلف والعجز عن لحاق الغرب ودفع الغرب دفع بمصطفى كمال إلى محاولة خلق تركيا جديدة من بين أنقاض الإمبراطورية العثمانية رافضا كل الماضي الإسلامي لهذا البلد من خلال عملية تغريب وتحديث بواسطة نخبة حاكمة. كما ظهر الكثير من المفكرين العرب دعاة مخلصون لثقافة التحرر الغربي وبالرغم من انسلاخ الكثير الكثير من العرب عن ثقافتهم رجالا ونساء وظهرت نسب كبيرة جداً داخل كل دولة عربية تقلد الإنسان الغربي في كل شيء حتى في التعري ولكننا لم نلحق بركاب الغرب بل سيطروا علينا وهيمنوا علينا واذلونا وقهرونا لدرجة أننا بتنا اليوم عاجزون عن إنقاذ أبناء غزة من الإبادة التي تقوم بها آلة القتل الصهيونية..
من نهاية التاريخ إلى صدام الحضارات
في عام 1989 وتحت عنوان “نهاية التاريخ” كتب المفكر الأمريكي الأشهر فرانسيسي فوكوياما في دورية “ناشونال إنترست” (National Interest) يقول “إن تاريخ الاضطهاد والنظم الشمولية قد ولى وانتهى بغير رجعة مع انتهاء الحرب الباردة وهدم سور برلين، لتحل محله الليبرالية وقيم الديمقراطية الغربية”.
ما أجمله فوكوياما في مقاله فصله في كتاب أصدره عام 1992 بعنوان “نهاية التاريخ والإنسان الأخير”، حيث أضاف وشرح نظريته المثيرة للجدل في كتابه الذي اكتسب شهرة عالمية واسعة وبلغ عدد طبعاته أكثر من عشرين طبعة مختلفة، وكان في قائمة أكثر الكتب مبيعاً.
انطلق فوكوياما في كابه الذائع الصيت من حيث انتهى كارل ماركس وجورج فريدريش هيغل، اللذين صورا التاريخ على أنه معركة جدلية بين النماذج والأطروحات الأيديولوجية المتناقضة.
وخلص في كتابه إلى أن التاريخ يوشك أن يصل إلى نهايته بانهيار الاتحاد السوفياتي وتفكك المعسكر الشيوعي واندثار حلف وارسو. وراح يبشر بميلاد عصر جديد يحصل فيه توافق عالمي واسع حول المثل الديمقراطية.
أما المفكر الأمريكي صمؤيل هنتنغتون فقد ذهب في كتابة (صدام الحضارات) الذي صدر في نفس الفترة التي صدر فيها كتاب فوكوياما وقد ذهب هنتنغتون إلى إن ” الصراع في العالم الجديد لن يكون إيديولوجيا أو اقتصاديا بل سيكون ثقافيا أو حضاريا بالمعنى الأدق”. والحضارة هي الكيان الثقافي الأوسع الذي يضم الجماعات الثقافية مثل القبائل والجماعات العرقية والدينية والأمم وفيها يعرّف الناس أنفسهم بالنسب، الدين، اللغة، التاريخ، القيم، العادات، والمؤسسات الاجتماعية.
ومن هنا كان تركز الغرب وأمريكا بالذات على محاولة تغريب كل شيء على وجه وأن يصبح العالم أمريكي الهوى والهوية يرطن باللغة الإنجليزية ويلبس الكرفته ويأكل الوجبات السريعة ويعشق الحضارة الغربية ويخدمها ويتيح لها الفرصة للانتشار ولكن هل أتت هذه الأفكار من أناس متشبعون بقيم الإنسانية وحب الخير للبشرية؟ أم من اشخاص عنصريون لا يريدون سوى مصالحهم؟
لا يحتاج السؤال للإجابة عنه إلى التفكير كثيرا ويمكننا النظر إلى الواقع فبالرغم من تبشير المفكرين الغربيين بعالم حر وديمقراطي مع انتهاء الصراع بين القطبين إلا أنه لم تمر عشر سنوات على سقوط الاتحاد السوفيتي حتى غزت أمريكا أفغانستان في نفس العام الذي حددت الأمم المتحدة ليكون عام حوار الحضارات بدلاً من صراع الحضارات ثم تلى ذلك غزو العراق وانتهكت كل القوانين الدولية فيه ثم تحولت الحضارة الغربية إلى هيمنة أمريكية على دول العالم الثالث بالحديد والنار خاصة العالم الإسلامي وفي المقدمة الشعوب العربية..
صراع حضاري وعولمة بنكهة أمريكية
ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ظهرت الرغبة الأمريكية الجامحة في الهيمنة على العالم اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وبدأت ذلك من خلال إشعال الصراع الحضاري وتسويق مصطلحات جديدة تبرر كسلاح لتبرير الهيمنة الأمريكية كمصطلح الإرهاب الذي ما يزال مسلطا على الشعوب والحركات التي تناهض الهيمنة الأمريكية ولأن من يحكم أمريكا هم اليهود وهم وراء الحروب والانتهاكات التي تتعرض لها البشرية، وبالذات العرب والمسلمين الذين يحمل اليهود لهم عداء تاريخي، وإلى جانب حرب المصطلحات التي باتت أمريكا تسوقها عبر وسائلها الإعلامية والسياسية وعبر كم هائل من المعلومات المضللة التي تغزو عقول الناس يوميا عبر شبكات التواصل العالم الافتراضي الذي بات معركة حامية الوطيس، تسعى أمريكا إلى غزو الشعوب عبر تسويق مصطلحات بعناوين ثقافية محلية وعلى سبيل المثال مصطلح الصحوة الإسلامية التي سوقته أمريكا بمفاهيم مغلوطة تتوافق مع الرغبة الأمريكية في أمركة العالم ..
لا يتردد الغربيون عند أي مشكلة تحدث أو حرب في منطقتنا العربية من استدعاء الجانب الديني في صراعهم معنا فسمعنا الرئيس الأمريكي يعلن عن حرب صليبية جديدة ثم نسمع اليوم اليهود في ظل الحرب والعدوان القائم على الشعب الفلسطيني يتحدثون عن وعود الله لهم ونجد الساسة الغربيون يصرحون عن يهوديتهم دعما للكيان الصهيوني المجرم..
العالم الافتراضي وحرب المصطلحات معركة أمريكية صهيونية
في ظل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي في عالم الاتصالات بات العالم الافتراضي يشهد صراعا حاداً ومحاولات أمريكية غربية يهودية على ترسيخ مفاهيم ومصطلحات جديدة لتبرير أي فعل أو مؤامرة ينفذونها على سبيل المثال باتت تستميت الابواق الأمريكية والصهيونية على لصق مصطلح الإرهاب بحركة حماس عالميا واعتبارها حركة إرهابية لأنها احتجزت مجندات ومجندين صهاينة ومن سكان المستوطنات وهم بالذات جنود احتياط ويصورهم الإعلام الغربي على أنهم مدنيين ويجب إطلاق صراحهم فيما يمنح الغربيون الحق للصهاينة بقتل كل طفل وكل امرأة وهدم المساكن فوق رؤوس سكانيها واقتحام المستشفيات وقطع الماء والغذاء ومنع دخول المساعدات إلى أهالي غزة يعني حرب إبادة وجريمة حرب مكتملة الأركان وتذهب الأبواق الأمريكية إلى تصوير الضحايا أنهم إرهابيون والإرهابيون الحقيقيون يدافعون عن أنفسهم هذه هي الرؤى والمفاهيم الأمريكية والغربية التي يريدون أن تسود العالم ..
الشهيد القائد ورؤيته المبكرة حول حرب المصطلحات
كان للشهيد القائد رؤية مبكرة ومهمة حول حرب المصطلحات فقبل أن نرى هذا السعار الأمريكي اليهودي كان الشهيد القائد يحذر الأمة الإسلامية من خطورة حرب المصطلحات وكان يحذر أن الغرب وأمريكا يعملون على الغاء مصطلحات قرآنية واستبدالها بمصطلحات أخرى لا قيمة لها ((أُلْغِيت كلمة [الجهاد]، فحل محلها [مناضل، مقاوم، حركة مقاومة، مناضلين، انتفاضة]، ومن هذا النوع، ألم تغب كلمة[الجهاد] من أوساط المسلمين؟ على يد من غابت؟ على يد اليهود هم الذين يفهمون كيف تترك المصطلحات القرآنية أثرها في النفوس فيعملون على إلغائها، يعملون على نسفها من التداول في أوساط المسلمين)).
ويضيف في محاضرة [ الإرهاب والسلام] : ((أليست الأمور تتغير وتنعكس؟. فالمصطلحات تتغير، نحن نتغير! علينا أن نقعد وهم الذين يتحركون في البر والبحر، وجهادنا عليه أن يُمسخ وتوضع بدلاً عنه كلمة [إرهاب]؛ لننظر إلى الجهاد أنه سبّة، وأنه عملية تعطي الشرعية لأولئك أن يضربوا المسلمين، بدل أن يكون هو مبدأ يعطي الشرعية للمسلمين أن يضربوا أولئك المجرمين الذين هم إرهابيون حقيقيون)). وهذا بالطبع ما يحدث اليوم في غزة والغريب أن نجد محسوبين على الأمة وعلى العرب يسوقون مصطلح الإرهاب ضد حماس ويعتبرونها إرهابية في مواقف غريبة ومشمئزة..
ويؤكد السيد حسين ـ في نفس المحاضرة ـ أننا بتنا بالفعل نواجه حرب مصطلحات حرب مفاهيم وفي كل الميادين ويجب علينا أن ننتصر فيها (ونحن إذاً نواجه بحرب في كل الميادين، حرب على مفاهيم مفرداتنا العربية، إذا لم نتحرك نحن قبل أن تترسخ هذه المفاهيم المغلوطة بمعانيها الأمريكية, بمعانيها الصهيونية, والذي سيكون من ورائها الشر، إذا لم نتحرك ستكون تضحيات الناس كبيرة، ستكون خسارة الناس كبيرة.
عندما نسمع كلمة: [أنهم يريدون أن يتحركوا لمحاربة الإرهاب وجذور الإرهاب، ومنابع الإرهاب] فإن علينا أن نبادر دائماً إلى الحديث عن الإرهاب ما هو؟ ونربطه دائماً بأمريكا، أن أمريكا هي التي تصنع الإرهاب للناس جميعاً، وأن اليهود هم من يفسدون في الأرض، ومن يسعى في الأرض فساداً هو من يصح أن يقال له أنه إرهابي إرهاباً غير مشروع.
وأننا لا نسمح أبداً أن تتحول كلمة [إرهاب] القرآنية إلى سُبَّةٍ، وإلى كلمة لا يجوز لأحد أن ينطق بها. فلنقل دائماً إن كلمة [إرهاب] كلمة قرآنية مطلوب من المسلمين أن يصلوا إلى مستواها، إن الله يقول {وَأَعِدُّوا لَهُمْ}(الأنفال: من الآية60) أي لأعداء الإسلام لأعدائكم لأعداء الله {مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} هنا كلمة: {تُرْهِبُونَ} أصبحت كلمة ترهبون هنا لا يجوز لأحد في الأخير أن يتحدث عنها؛ لأن معناها قد تغير فكلمة {تُرْهِبُونَ} قد فسرها الأمريكيون تفسيراً آخر، فمن انطلق ليتحرك على أساس هذه الكلمة القرآنية فإنه قد أُعْطِيَ للأمريكيين شرعية أن يضربوه، والله يقول {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60).
وإذا ما سمعنا عن كلمة [جذور إرهاب ومنابع إرهاب] فإن علينا أن نتحدث دائماً عن اليهود والنصارى كما تحدث الله عنهم في القرآن الكريم من أنهم منابع الشر، ومنابع الفساد من لديهم، وأنهم هم من يسعون في الأرض فساداً.
وحينئذٍ سننتصر، وإنه لنصر كبير إذا ما خُضْنَا معركة المصطلحات، نحن الآن في معركة مصطلحات، إذا سمحنا لهم أن ينتصروا فيها فإننا سنكون من نُضرب ليس في معركة المصطلحات بل في معركة النار، إذا ما سمحنا لهم أن تنتصر مفاهيمهم، وتنتصر معانيهم لتترسخ في أوساط الناس. )).
ويستغرب السيد من موقف الأنظمة العربية وعجزهم عن فضح المنطق الأمريكي الذي يسوق لمصطلح الإرهاب ويلقيها كتهمة جاهزة لكل من يخالفه: ((تجد أبرز شيء في هذه المسألة والإنسان يتابع التلفزيون, ويتابع الرادي, يتابع الأحداث أن تفهم بأن أي موقف تتبناه أمريكا أو إسرائيل أو اليهود أن تجعل نفسك من داخل ضده وإن رأيتهم يضربون شخصاً يعجبك تحت عنوان مفتوح, الخطورة هنا: مقاومة الإرهاب, قالوا: ما هو الإرهاب يطلب منهم الزعماء فَسِّروا لنا الإرهاب! أصبحت أمريكا تملك حتى تفسير المصطلحات! أليست كلمة إرهاب كلمة عربية؟ يريدون أن يفسرها بوش الإنجليزي الذي لغته إنجليزية! الإرهاب في اللغة كذا, كذا))..
ويقول أيضا في محاضرة [معرفة الله ـ وعده ووعيدة ـ الدرس الثالث عشر] كاشفا أن حرب المصطلحات ليست جديدة وأن اليهود والنصارى شغالين منذ مئات السنين: ((القرآن يعتبرونه مشكلة لديهم، الإسلام يعتبرونه مشكلة لديهم، يشكل خطورة بالغة؛ لأنه فيما إذا رجعت هذه الأمة إلى الإسلام تلتزم بدينها، وإلى القرآن الكريم تعمل به، وتهتدي به فإنه فعلاً ستصبح هذه الأمة قوية جداً، لا تستطيع تلك الدول مهما كان لديها من أسلحة، مهما كان لديها من إمكانيات أن تقهر هذه الأمة.
فهم يعملون جاهدين من زمان من مئات السنين، بل بلغ بهم الحال في بعض مراحل التاريخ في أسبانيا بعد أن ضربوا المسلمين هناك، أرغموهم في الأخير على تغيير أسمائهم, وأسماء أبنائهم، تغيير الأسماء الإسلامية إلى أسماء أخرى أوربية، من نحو [جورج] ونحوها.. أسماء أخرى؛ لأنه حتى المفردات الإسلامية، المفردات العربية، المفردات القرآنية، الألفاظ، هم يرون أنها تترك شعوراً، أو أثراً أحياناً قد يكون أثر لا شعوري، وأن هذا يبذر بذرة ارتباط داخل أعماق النفس، فتهيئ الإنسان للاستجابة في أي زمن. فهذه خطورة؛ يغير الاسم، تغير المصطلحات مهما أمكن كما وجدنا من تغيير كلمة: [جهاد] ونحوها.
لماذا يعملون هم على أن تضيع كلمة:[جهاد] من أوساط المسلمين ونحن المسلمون نرى أنفسنا نقرأها كثيراً في القرآن الكريم ولا نتأثر! أليس كذلك؟.
هم يرون أنه وإن كنت الآن تقرأها ولا تتأثر بها، لكن تكرارها على مسامعك سيترك أثرا ولو كان أثراً لا شعوريا، أقل ما يمكن أن يترك هذا هو: أن يكون هذا المبدأ مقبولا لديك، متى ما جاء من يحركك، ومتى ما وجدت الإمكانيات بين يديك، أليس كذلك؟ أليس هذا ما نجده في أنفسنا أحياناً متى ما وجدنا من يتكلم معنا، أو وجدنا من يتحدث عن واقعنا، أو وجدنا من يعمل على إحياء هذا المبدأ في نفوسنا، ألسنا نتأثر؟.
هذه الخطورة: هم لم يكتفوا بأن يقولوا: هاهم الآن يقرؤون القرآن ولم يتأثروا به أو ربما أنت لا تتأثر به، تموت وأنت غير متأثر به، لكن ابنك ما زال وابن ابنك أيضاً سيقرأ القرآن وسيجد فيه الكلمات هذه: [جهاد.. جهاد.. جهاد..] الخ.
حتى الربط بالأعلام، الربط بالأعلام أيضاً عندهم قضية خطيرة؛ ولهذا رأينا نحن وأنتم جميعا أنه كيف غيب الحديث عن الإمام علي وأهل البيت في المناهج الدراسية، وغيب الحديث عنهم في وسائل الإعلام، وغيب الحديث عن آثارهم عن طريق الثقافة، ولم تبدِ وزارة الثقافة في أي بلد – خاصة في اليمن – اهتماما بالآثار آثار أعلام أهل البيت!! لأن الربط بالأعلام أيضاً مهم جداً، إذا ما رسخ في أنفسنا عظمة علم من أعلام الإسلام المتكاملين والكاملين فعلا، فلو كان مجرد اسم يتردد على ألسنتنا لكن قد يأتي من يجعل هذا الاسم فاعلاً ومؤثراً)).
وأخيراً يدعو السيد حسين الأمة الإسلامية إلى الوعي واليقظة لأن ما يدور من أحدث هي حرب مركزة ضد الإسلام والمسلمين يقول في محاضرة [الإرهاب والسلام]: ((لا بد أن نكون واعين، أن نكون فاهمين، علينا أن نتحمل المسؤولية القرآنية بوعي، أما إذا أصبحنا إلى درجة لا نعي ولا نفهم ما يعمل الآخرون، ولا نعي ولا نفهم خطورة ما يدور من حولنا فإن ذلك يعني أننا سنعيش في حالة أسوأ مما نحن فيه. أوليس كل واحد منا يعرف أن ما يدور في هذا العالم من أحداث كلها تدور على رؤوس المسلمين، وكلها حرب ضد الإسلام والمسلمين؟ أليس هذا شيء مفهوم لدينا جميعاً؟
من هم المسلمون؟. هم نحن، وما هو الإسلام؟ هو هذا الدين الذي ندين به. إذا أصبحنا لا نفهم ماذا يعملون، ومما يعملون هو أنهم يعملون جاهدين على ترسيخ هذه المفاهيم المغلوطة.
على كل واحد منا أن يتحرك، وعندما يتحرك سيجد أنه باستطاعته أن يعمل الشيء الكثير في مواجهة أولئك. أم أننا سننظر إلى هذه الأحداث تلك النظرة التي سار عليها العرب وزعماؤهم فترة طويلة في هذه المرحلة المتأخرة من هذه الفترة الزمنية التي نحن فيها.
لاحِظوا، الأمريكيون يتحركون، اليهود يتحركون, كل أولئك يتحركون بكل ما يستطيعون في مواجهة المسلمين، في سبيل إذلال المسلمين، في سبيل تحطيم اقتصادهم، في سبيل مسخ ثقافتهم، في سبيل إفساد أخلاقهم، ثم أيضاً حرب مسلحة ضد مختلف المسلمين في مختلف بقاع البلاد الإسلامية، أليس هذا هو ما نشاهده؟. ما هو الموقف الذي نسمعه دائماً يتردد على أفواه زعماء العرب؟ على شفاه زعماء المسلمين كلهم؟ أليس هؤلاء هم من يقابلون الحرب بكلمة سلام فيقولون: [نحن نريد السلام، ونحن نسعى للسلام، ونحن نطالب بالسلام]؟.))