تحذيرات القائد في خطاب الردع.. التصعيد بتصعيد أكبر

 للأمريكي: أي عدوان سنجعل البارجات والمصالح والملاحة الأمريكية هدفاً لأسلحتنا.

أحب الأمور إلينا: أن تكون الحرب مباشرة بيننا وبين الأمريكي والإسرائيلي.

لا يتصور الأمريكي أن بإمكانه أن يضرب ثم يَهْدَأ الأمر، و يبعث بوساطة.

للأوروبيين: ستخاطرون بمصالحكم  بكل ما تعنيه الكلمة.

للعرب : إذا أرتم أن ترقصوا فلترقصوا، لكن لا تشتركوا عسكرياً مع الأمريكي.

لمجاهدي غزة: صمودكم هو صمود عظيم، يُعَبِّر عن إرادة إيمانية.

 

ظهر قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي ـ يحفظه الله ـ ، يوم الأربعاء 20 ديسمبر في خطاب استثنائي لم يكن يمنياً فحسب بل عالميا بما تعنيه الكلمة، ولم يكن باسم الإسلام فقط بل منطقه ومنهجيته وفعله، هو جوهر الإسلام وروحية القرآن، ونفس الرحمن وإنسانية الإنسان.

اشرأبت لخطابه أعناق الأحرار في كل العالم شوقا وفخرا، وتسمّرت أمام تهديداته أعين المجرمين أنظمة وقادةً وجيوشا، وتشنفت لسماعه آذان الأحرار والمظلومين أملا في النصر وعشقا وتوقاً للتحرر والاستقلال.

خطاب أخرس أبواق النفاق، وأزال اللبس عن التشكيك، وبدد الغموض الذي يصنعه قليلو الوعي والبصيرة، أجاب عن تساؤلات العالم بوضوح ومصداقية، وبيّن المواقف بصراحة وشفافية، وكشف الأقنعة عن أهل الإجرام والوحشية.

خطابٌ عبَرَ الآفاق، وتخطى النطاق، فبلغ مداه مبلغه، ووصلت رسائله حدود مبتغاه، أنصت له الأعداء قبل الأصدقاء لعلهم يجدون فيه ضعفا أو خوفا أو مطمعاً، فخابت آمالهم، وتبددت أحلامهم، وخاب مسعاهم، وكشف تحالفهم، فالمتحالف معهم خسران، والمتستر بهم عريان.

ذرفت أعين المحبين والمظلومين له دموع الفرح والعزة، وسكنت به أنفس الأمهات المكلومات واطمأنت حين قلب القائد حسابات الحرب ومعادلاتها رأسا على عقب، وأعلن الحرب المباشرة استباقيا ضد أي خطوات تصعيدية أمريكية على اليمن، وأثبت معادلة الحرب اليمنية على الكيان الصهيوني ويضيف إليها، وأعلن الحرب على أمريكا بمجرد أن تتورط في حماقة ضد اليمن وأنها ستكون الصواريخ والطائرات والعمليات العسكرية اليمنية متجهة على سفنها وملاحتها ومصالحها وكل وجودها في المياه وفي البراري، وهدد بأسوأ من فيتنام وأفغانستان، مفاجأة قلبت شكل وصورة أمريكا التي يُنظر لها كعصى غليظة، لتجعل منها قشة لا هيبة لها.

  موقف اليمن المشرف

وتحدث السيد القائد عن موقف شعبنا اليمني مؤكدا أنه موقف مشرف وينسجم مع المسؤولية الإيمانية والإنسانية والأخلاقية، موضحا أننا لا نخجل أو نستحي أو نتحرج من هذا الموقف، بل نسعى لأن نصل فيه إلى أقصى مدى ممكن دون تحرج ولا تردد، ونراه موقف حق، يستحق منا التضحية، والبذل، والعطاء، والثبات على هذا الموقف مهما كانت النتائج.

وأوضح أن الأمريكي إذا أراد أن يفرض باطله على شعوب أمتنا فإن شعبنا قرر ألَّا يخنع وألَّا يخضع، وألًّا يركع للأمريكي، وألَّا يتراجع عن هذا الموقف المبدئي، والأخلاقي، والديني، والإنساني.

وهذا الموقف لشعبنا العزيز، وموقفه في البحر العربي، وخليج عدن، والبحر الأحمر؛ لمنع حركة السفن الإسرائيلية، وما يرتبط بالعدو الإسرائيلي، من تلك السفن التي تذهب إلى موانئ فلسطين المحتلة، محملةً بالبضائع للعدو الصهيوني، هو موقف فاعل ومؤثر.

وقل السيد ـ يحفظه الله ـ: كان البعض من ذوي الجهل، يسخرون من هذا الموقف، حتى ضج منه العدو الصهيوني، وصاح منه، وصاح من تأثيره على اقتصاده، وعطَّل البعض من الموانئ في فلسطين المحتلة، وحتى صاح الأمريكي، وصاحت كل أذرع اللوبي الصهيوني، بالرغم من أن هذا التحرك لا يستهدف الملاحة العالمية، ولا السفن الأخرى، ولا الحركة التجارية لكل الدول في العالم، فالمجال أمامهم مفتوحا للمرور والعبور بكل أمان، من البحر العربي، من خليج عدن، من باب المندب، من البحر الأحمر.

وأكد أن المستهدف حصرياً هي السفن المرتبطة بإسرائيل؛ إمَّا ملكيتها للإسرائيليين، أو هم يمتلكون جزءاً منها، وتتحرك لمصالحهم، أو تذهب إلى موانئ فلسطين المحتلة، جالبةً المؤن للعدو الصهيوني، هذا موقف صريح وواضح.

تأثير العمليات البحرية والتحرك الأمريكي

وأوضح السيد القائد أن العمليات البحرية المؤثرة صاح منه العدو الصهيوني الإسرائيلي، وطلب من الآخرين، أن يتحركوا في البحر الأحمر؛ لمنع هذا التحرك المؤثر عليه.

وقال السيد ـ يحفظه الله ـ: الأمريكي أعلن عن تَحَرُّكٍ جديد، الأمريكي كان يتحرك منذ البداية، وسعى منذ البداية إلى حماية السفن الإسرائيلية العابرة والمارة، والسفن المرتبطة بإسرائيل، وكانت بوارجه شيءٌ منها يتقدم، وشيءٌ يتأخر، وشيءٌ يحاذي، محاول من البداية أن يُقَدِّم كل أشكال الحماية للسفن الإسرائيلية، ولكن الذي يسعى له الآن هو توريط الآخرين معه في حماية السفن الإسرائيلية، وحماية السفن المرتبطة بإسرائيل، فالتحرك الأمريكي ليس تحركاً لحماية الملاحة الدولية ولا للحركة التجارية.

وأكد أن أكبر خطرٍ يهدد الملاحة الدولية، والحركة للسفن التجارية، في البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن، والبحر العربي: هو التحرك الأمريكي، الذي يسعى لعسكرة البحر الأحمر، وعسكرة باب المندب، وعسكرة خليج عدن، ويسعى لتحويل البحر إلى ساحة حرب، إلى ميدان قلق ومضطرب، فالذي يهدد الملاحة البحرية لكل الدول والبلدان هو الأمريكي.

وأشار إلى أن التحرك الأمريكي هو من أجل العدو الإسرائيلي، هو خدمةً لإسرائيل، استجابةً لطلب مُعلن وصريح من الإسرائيلي، والذي يتحرك مع الأمريكي، ويورط نفسه مع الأمريكي، في حماية السفن الإسرائيلية والسفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، هو يفعل ذلك وهو يعرف ويعلم علم اليقين أنه يُقَدِّم خدمة لإسرائيل حصراً، وليس للملاحة الدولية، بل يضر بها، ويؤثر عليها.

ولذلك ينبغي لكل بلدان العالم أن تنتقد على الأمريكي، وعلى الذين يتطفلون معه من الدول البعيدة والأجنبية، التي تأتي لتتحرك في البحر الأحمر، وتهدد الملاحة في البحر الأحمر، وأيضاً تعسكر البحر الأحمر، تحول الجو فيه إلى جو عسكري ومضطرب، وفي المقدمة أيضاً كل البلدان التي على الضفتين، على ضفتي البحر الأحمر، المفترض أن يكون لها موقف صريح، للانتقاد للأمريكي، وضد الموقف الأمريكي.

ووجه السيد ـ يحفظه الله ـ النصح لكل الدول التي يسعى الأمريكي إلى توريطها، بأن لا تورط نفسها، وألَّا تضحي بمصالحها، وألَّا تخسر أمن ملاحتها البحرية خدمةً للعدو الصهيوني، من أجل ماذا تخدمون العدو الصهيوني؟ من أجل ماذا تساندون جرائمه لقتل آلاف الأطفال والنساء في غزة؟

لن نخضع لتهديد أمريكا

أمَّا على مستوى موقفنا نحن، فأكد السيد القائد أن التحرك الأمريكي الأخير، الذي يسعى فيه أيضاً لتوريط بعض الدول، ويهدد، ويتوعد، لن يثنينا نهائياً عن موقفنا الثابت، والمبدئي، والأخلاقي، والإيماني.

 وأوضح أننا ومنذ أعلنَّا هذا الموقف نعرف مدى انزعاج الأمريكي منه، ومدى جنون الإسرائيلي منه، ونحن مرتاحون جداً؛ لأن هذا موقف مؤثر، ومن المعايير التي تبيّن مدى تأثير هذا الموقف هو: مدى الانزعاج الإسرائيلي والأمريكي، لو كان موقفاً لا تأثير له، لا قيمة له، لما صاح منه الإسرائيلي، ولما أعلن تضرره منه، ولما احتل مساحة حتى في الإعلام الإسرائيلي، في الحديث عن هذا الموقف، عن الأضرار الناتجة عنه، عن خطورته، عن أهميته، عن مستوى تأثيره، وكذلك الانزعاج الأمريكي منذ البداية.

التحذير لأمريكا

وقال السيد القائد: إذا كان لدى الأمريكي توجه أن يُصَعِّد أكثر، وأن يُوَرِّط نفسه أكثر، أو أن يرتكب حماقة، بالاستهداف لبلدنا، أو بالحرب على بلدنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي سنستهدفه هو، سنجعل البارجات الأمريكية، والمصالح الأمريكية، وكذلك الحركة الملاحية الأمريكية، هدفاً لصواريخنا، وطائراتنا المسيرة، وعملياتنا العسكرية، نحن لسنا ممن يقف مكتوف الأيدي والعدو يضربه، نحن شعب نأبى الضيم، نتوكل على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، نحن لا يمكن أن نخاف من التهديد الأمريكي.

وأضاف ـ يحفظه الله ـ: إذا أراد الأمريكي أن يدخل في حربٍ مباشرة، وعدوانٍ مباشرٍ على بلدنا، لسنا ممن يتراجع عن مواقفه لأجل ذلك، ولسنا ممن يخنع، أو يخضع، أو يستسلم من أجل ذلك، نحن عانينا في كل السنوات الماضية الأَمَرِّين، من الحروب التي شنها علينا الأمريكي عبر عملائه، أنظمة في المنطقة سَلَّطَهَا وَحَرَّكَهَا للعدوان علينا، قوى تكفيرية حرَّكها للحرب علينا، والعدوان علينا، واستنزافنا، وقتالنا، ارتُكِب بحق شعبنا أبشع الجرائم: جرائم القتل للأطفال والنساء، التدمير الشامل، الحصار الشامل، والمواجهات الاستنزافية الكبيرة جداً..

وأكد السيد القائد أن أحب الأمور إلينا، وما نأمله، وما نتمناه، وكنا نتمناه منذ اليوم الأول: أن تكون الحرب مباشرة بيننا وبين الأمريكي والإسرائيلي، ولا أن يحاربنا الأمريكي عبر عملائه، عملائه الذين يقاتلون من أجله، ولتحقيق أجندته، ويدفعون له- في نفس الوقت- المال، ويقدمون له المال ليس فقط مقابل السلاح، حتى مقابل الموقف السياسي، الموقف الإعلامي، الخطة، الإدارة، المعلومة… كل شيء بماله.

********

وللدول العربية  قال السيد القائد: نتمنى، ونطلب من كل الدول العربية، ومن كل الذين حرَّكهم الأمريكي في الماضي: أن يتوقفوا، وأن يتفرجوا، وأن يتركوا الأمريكي ليدخل هو في حربٍ مباشرة معنا، وأن يذرونا ويتركونا لنكون في حرب مباشرة مع العدو الإسرائيلي، ومع الأمريكي في طغيانه وعدوانه وإجرامه، وإذا أرادوا أن يرقصوا فليرقصوا، لكن لا يُقَدِّموا الدعم المالي، ولا يشتركوا عسكرياً مع الأمريكي، وليتفرجوا، إذا أرادوا أن يكون جمهوراً يصفق للأمريكي فليصفقوا، وإذا أرادوا أن يرقصوا على أشلاء الضحايا من الأطفال والنساء فليرقصوا، لكن لا يشتركوا مع الأمريكي، لا يتورطوا معه، بدلاً من الاستنزاف في حروب على مدى سنوات طويلة حَرَّكَ فيها الأمريكي أدواته، فلتكن الحرب مباشرة معه، طالما أنه يريد أن يدخل في حرب مباشرة، وأن يُوَرِّط نفسه في حرب مباشرة، فليعرف وليفهم أننا لسنا ممن يخشاه، وأنه في مواجهة شعبٍ بأكمله ليس في مواجهة فقط فئة محدودة، الموقف من العدوان الصهيوني الإسرائيلي على قطاع غزة هو موقف كل الشعب اليمني، وهو يُجَسِّد إرادة كل أبناء هذا الشعب.

ولذلك إذا أراد الأمريكي أن يحارب هذا الموقف، وأن يُوْقِف هذا الموقف، وأن يُسْكِت هذا الموقف، وأن يمنع هذا الموقف، فهو في مشكلة مع كل الشعب اليمني، إذا أراد أن يرسل جنوده إلى اليمن، فإنما سيواجهه في اليمن- ليعرف، وليفهم، وليتيقن، وبإذن الله تعالى- سيكون أقسى بكثير مما واجهه في أفغانستان، ومما عانى منه في فيتنام، الحال في اليمن يختلف كثيراً، أنت أمام شعب مجاهد، منطلق من منطلق هوية إيمانية، وانتماء إيماني، شعب حُرّ، شعب يتحرك على مدى سنوات طويلة بإرادة إيمانية جادة، ونحن مستعدون للثبات على موقفنا مهما كانت النتائج.

وتابع قائلا: لا يتصور الأمريكي أن بإمكانه أن يضرب ضربات هنا وهناك ثم يَهْدَأ الأمر، ثم يبعث بوساطة من هنا أو هناك لِيُهَدِّئ الوضع، إذا تورط فهو تورط بكل ما تعنيه الكلمة، تورط ورطة حقيقية.

وتوجه السيد ـ يحفظه الله ـ إلى شعبنا العزيز، بمواصلة كل الأنشطة، والجهوزية لكل الاحتمالات، شعبنا العزيز تَبَنَّا موقفه بجد وبصدق، ليس موقفاً تكتيكياً، هو موقف إيماني، وعلى العدو أن يعرف ماذا نعنيه بمواقفنا الإيمانية، والمواقف التي هي منطلقة من منطلق إيماني ومبدئي وأخلاقي وإنساني، نحن شعبٌ يحمل الإنسانية، لا يزال يتمسك بقيمه ومبادئه وإيمانه؛ ولذلك لن يتردد ولن يتراجع نتيجةً للتهديد والوعيد والضغوط.

وأكد أنه من الأفضل أن تكون الحرب مع الأمريكي مباشرة هو والعدو الإسرائيلي، وأن نهدأ من الحروب التي أرهقت هذه الأمة داخل شعوبها وبلدانها؛ إنما على الآخرين ألَّا يتورطوا في الاشتراك معه.

نفسنا طويل

وأوضح السيد القائد أن الأمريكي في البحر يخسر حالياً، هو يطلق صاروخا بقيمة مليوني دولار، للتصدي لطائرة مسيَّرة قيمتها ألفي دولار، هو يخسر، مؤكدا أن لدينا نفسا طويلا ـبحمد الله- للمواجهة، والتصدي للعدوان، والثبات في مواجهة اعتداءات الأعداء، شعبنا العزيز وقف تسع سنوات إلى اليوم في مواجهة عدوان كبير عليه، وُظِّفَت فيه إمكانات وقدرات ضخمة للعدوان على شعبنا، وهو صامد وثابت، وكلما حورب ازداد قوة، وكلما اعتدى عليه الأعداء طوَّر قدراته العسكرية للتصدي لهم؛ فلذلك لا يؤمِّل العدو أنه ممكن أن يُخضِع شعبنا، أو أن شعبنا سيتراجع، موقفنا هو موقف ثابت؛ إنما نحن ننصح الآخرين للحذر من التورط مع الأمريكي، وأن يتركوه هو إذا أراد أن يُوَرِّط نفسه.

*******

 

وللدول الأوروبية قال السيد ـ يحفظه الله ـ: ننصح أيضاً الدول الأوروبية، هي تخاطر وتجازف على مصالحها من أجل إسرائيل: ليس على سفنكم أي خطورة، تلك التي لا تريد الذهاب لدعم الإسرائيلي، لا تريد أن تحمل المؤن إلى موانئ فلسطين المحتلة لدعم الإسرائيلي، سفنكم يمكنها العبور بكل أمان، لكن عندما تورطون أنفسكم مع الأمريكي، خدمة للإسرائيلي، فأنتم تخاطرون على مصالحكم ومصالح شعوبكم بكل ما تعنيه الكلمة.

وعبر السيد عن أمله من العالم الإسلامي، أن يراجعوا الحسابات، أن يتجهوا لتبني مواقف أقوى مما هم عليه حالياً، هذه مسألة مهمة.

وأشاد السيد القائد بالموقف الماليزي، الذي منع إحدى الشركات الصهيونية من موانئه وقاطعها، وطردها حتى لا تمارس أي نشاط في موانئه، هذا موقف ممتاز، وعلى كل الدول الإسلامية والعربية أن تتقدم في مواقفها، على المستوى الاقتصادي، على المستوى الدبلوماسي، الإعلامي، السياسي، أن تكون مساندة بشكل أكبر للشعب الفلسطيني، ولتأخذ العبرة والدرس من صمود الشعب الفلسطيني.

صمود المجاهدون في غزة

وأكد السيد ـ يحفظه الله ـ أن صمود الإخوة المجاهدين في غزة هو صمود عظيم، يُعَبِّر عن إرادة إيمانية، عن مجاهدين يعتمدون على الله، يتوكلون على الله، يثقون بالله، يؤمنون حق الإيمان بعدالة قضيتهم، يمتلكون من الأخلاق والقيم ما أَهَّلهم إلى ذلك المستوى من الصمود والتفاني، لهم صلتهم الإيمانية بالله، التي يحضون من خلالها بالمدد الإلهي والسكينة، والعون العظيم من الله، وهم ينكلون بالعدو الإسرائيلي في المواجهة، ويقتلون الكثير من الجنود الإسرائيليين.

أما عن أهالي غزة وسكان غزة فقال السيد: بالرغم من العدوان الهائل، فإن صبر أهالي غزة أذهل كل شعوب العالم، بما فيها الشعوب الأوروبية، والكل منبهرٌ من مستوى ذلك الصبر، وذلك الصمود، وذلك الثبات، بالرغم من حجم المظلومية، والمعاناة الشديدة جداً، والتي لا مثيل لها.

وللشعب الفلسطيني قال السيد ـ يحفظه الله ـ : نقول للشعب الفلسطيني (في غزة، وفي سائر فلسطين)، نقول للإخوة المجاهدين في فلسطين، في غزة العزة: لستم وحدكم، الله معكم، وهو خير الناصرين، {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}[النساء: من الآية45]، شعبنا اليمني معكم بكل ما يستطيع، وبأعلى سقفٍ يتمكن منه، ولن يتردد، ولن يثنينا الموقف الأمريكي، ولا الوعيد ولا التهديد، من جانب الأمريكي ولا من جانب غيره، لن يثنينا عن هذا الموقف، ولن نتراجع عن هذا الموقف.

نقول لهم: كل أحرار أمتنا إلى جانبكم، محور المقاومة هو حاضرٌ في أدوار مهمة وفاعلة إلى جانبكم، حزب الله في لبنان هو في جبهة مستعرة ومستمرة في الحدود الشمالية لفلسطين، هو إلى جانبكم، كل شعوب العالم التي بقي لها شيءٌ من الضمير الإنساني تهتف لكم، وتهتف لمظلوميتكم، والله خير الناصرين، ثقوا بنصر الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، مهما تمادى العدو الصهيوني في جرائمه، فثباتكم، وصبركم، وجهادكم، وتضحيتكم، هو سببٌ للنصر الإلهي مع مظلوميتكم ومعاناتكم.

هدفنا نصر غزة

وأوضح السيد القائد أن ما يريده شعبنا بشكلٍ عام، ما يأمله أبناء شعبنا وما يطلبونه هو حتى أكبر مما نفعله حالياً؛ إنما نحن نفعل ما نستطيع ونسعى إلى الوصول إلى ما هو أكبر، وإلى فعل ما هو أشد ضد العدو الصهيوني.

وأوضح أننا  نسعى هذه الأيام لتطوير قدراتنا العسكرية، حتى لتتجاوز أي عوائق، ولتحقق أهدافها، ولفعل ما هو أشد، ونسعى لفعل ما هو أكبر بكل ما نستطيع، ليرقى هذا إلى مستوى المسؤولية من جهة، وإلى مستوى تلبية رغبة شعبنا وطلبه وأمله، هذه إرادته، هذا توجهه، هذا إيمانه، هذا هو موقفه، وليس موقفاً لفئة معينة، أو لجهة محدودة من أبناء شعبنا، هو أيضاً موقف واضح لا غموض فيه، ولا التباس فيه، هو موقف ضد العدو الصهيوني اليهودي الإسرائيلي، في عدوانه الإجرامي والوحشي على الشعب الفلسطيني، وعدوانه على غزة، وجرائمه البشعة هناك، وحصاره لأبناء غزة، لم نستهدف به أي دولة أخرى، حتى أننا صبرنا مع عمليات الاعتراض التي قامت بها حتى دول عربية وساندت بها الإسرائيلي، صبرنا على ذلك ولم نستهدفها، بعد أن تورطت إلى هذا المستوى في مساندة العدو الصهيوني اليهودي.

همنا، وهدفنا، وتوجهنا، وموقفنا، وعملنا، هو لنصرة الشعب الفلسطيني، وسكان غزة، والمجاهدين في غزة، وهو موقف حق، موقفٌ مشروع، الأمريكي يبرر لنفسه، ويرى لنفسه هو والبريطاني أن يأتوا إلى منطقتنا، إلى عالمنا الإسلامي، إلى بلادنا العربية، إلى بحار هذه البلدان، وأن يساندوا العدو الصهيوني في جرائمه، وهو يرتكب الجريمة البشعة، جرائم الإبادة الجماعية لشعبٍ مظلوم، ثم يستنكرون على الآخرين أن يتحركوا في الموقف الحق، في الموقف الصحيح، في الموقف الإنساني والأخلاقي، الذي له مستنده، مستنده الأخلاقي، الإنساني، الشرعي، القيمي، القانوني، بكل الاعتبارات.

الموقف الباطل المستنكر، الموقف الظالم المجرم، هو موقف الأمريكي، هو موقف البريطاني، وهو الموقف المخجل، المخزي، وفعلاً وصل الحال إلى درجة أن بعض المسؤولين الأمريكيين قدَّموا استقالاتهم، وشعروا بالخجل إزاء ما تفعله أمريكا مع إسرائيل، من مشاركة في أبشع وأفظع الجرائم.

 

قد يعجبك ايضا