اليمن.. اشتباك البحر مفتوح على مدار الساعة
||صحافة||
لم يُقدِم المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية يحيى سريع على تأطير بيانات عسكرية منفردة، خلال الأيام الماضية، بل أعلن في بيان الذكرى التاسعة للحرب على اليمن ودخولها العام العاشر مع ما تحمله من مستجدات نوعية، عن ست عمليات نوعية ضدّ سفن حربية وسفن تجارية تابعة لدول العدوان وعمليات نوعية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
جمع العمليات في بيان، ليس وحده الرسالة من ناحية توقيت الإعلان، بقدر ما شكّل مؤشرًا على حرب تدور على مدار الساعة في البحرين العربي والأحمر وكذلك شمال المحيط الهندي، وهو ما تؤكده أيضًا تحديثات وبيانات قيادة الأسطول الخامس الأميركي (سينتكوم).
وفي قراءة للمشهد برمته وتطوره، يمكن استناج التالي:
– أن صنعاء تواصل التصعيد وهي انطلقت إلى مرحلة جديدة، ليس فقط بتوسيع المدى، إنما بانهاك القوات البحرية الأميركية والبريطانية وحلفائها، ووضعها في حالة استنفار دائم.
– أن صنعاء ذهبت نحو تصعيد مدروس، وقد تليه خطوات كتوسيع نوعية الأهداف العسكرية، وهنا إشارة إلى تموضعات غير شرعية في الجزر المحتلة أو تلك التي تستخدم لإدارة العدوان على اليمن.
– أن صنعاء ليست بوارد التراجع عن الإسناد المتصاعد للمقاومة الفلسطينية خصوصًا في شهر رمضان المبارك، وربطًا بالتطورات في قطاع غزّة مع مواصلة تلويح الكيان الإسرائيلي بدعم أميركي بشن عملية برية في رفح جنوب قطاع غزّة، وما يمكن أن يترتب عليها من أزمة إنسانية أعمق.
في البعد العملياتي، يلاحظ أن العمليات المفتوحة بالشكل الذي وصلت إليه وعلى مدار الساعة يراكم من حجم الخبرات اليمنية للتعامل مع أي استحقاقات مستقبلية وهو ما ترى فيه واشنطن خطورة مع إقرار أكثر من مسؤول عسكري وأميركي بفشل تقييم ما لدى صنعاء وفقدان الردع أمامها ترهيبًا وترغيبًا وحتّى مع إطلاق حملة عسكرية عدوانية.
إن المواجهة القائمة ومع تطوّرها لمصلحة صنعاء ومحورها تكشف عن كثير من المفاجآت، ليس لنوعية السلاح وتموضعه بعيدًا عن العين الأميركية، بل في البعد التكتيكي والعملياتي له، وهو ما يعطي صنعاء مساحة أوسع لتثبيت معادلات ردع تخدم أهداف الاشتباك الحالي، وتساعد في تحقيق هدف وقف العدوان السعودي الإماراتي على البلاد، والذي دخل عامه العاشر، فمن البديهي أن ما تقوم به صنعاء يقرأ جيّدًا في كلّ من الرياض وأبو ظبي ويضعهما أمام ضرورة خل الأمور سلميًا لتجنب عودة الاشتباك وضربات العمق التي يمكن أن تأتي بزخم أكبر وتؤثر على مشاريع اقتصادية كبيرة تراهن عليها الدولتين.
إن الاشتباك القائم ومع دخوله مرحلة استنزاف وانهاك وارباك التموضع الأميركي والبريطاني البحري والبري، يعد نقلة نوعية تؤشر إلى مزيد من الخطوات المفاجئة التي تصب في مصلحة اليمن وفلسطين ومحور المقاومة.
العهد الاخباري: خليل نصر الله