الموقف الأمريكي من جرائم الإبادة بغزة على ضوء التشخيص القرآني لليهود
تقرير / صادق البهكلي
الموقف الأمريكي الداعم للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين ليس جديداً؛ إذ تعلن الولايات المتحدة في كل مناسبة دعمها الكامل لإسرائيل عند كل اعتداء على أبناء فلسطين، متجاهلة الجرائم التي يرتكبونها بحق الفلسطينيين. وعلى الرغم من الفارق الهائل بين عدو مدجج بأحدث الأسلحة وشعب منزوع السلاح لا يمتلك إلا ما بحوزة المقاومة الفلسطينية من أسلحة بسيطة، تظل سياسة الولايات المتحدة قائمة على دعم “إسرائيل” على مختلف المستويات: سياسياً، وعسكرياً، واقتصادياً. وفي الوقت نفسه، لا تتوقف الإدارة الأمريكية عن ترديد شعارات حقوق الإنسان، وممارسة الابتزاز السياسي والاقتصادي بهذه الشعارات على مستوى دول العالم.
لكن العدوان الأخير على غزة، وعمليات الإبادة والتطهير التي يشنها جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، أظهر انحياز أمريكي متطرف إلى جانب الصهاينة، واستخدام كافة الإمكانيات لدعم “إسرائيل”، ورفض إيقاف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني باستخدام حق النقض في الأمم المتحدة لإجهاض كل مساعي المجتمع الدولي لوقف الحرب، كلها أمور تتحدى الإرادة الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، تواصل الولايات المتحدة إرسال القنابل والأسلحة الفتاكة لجيش العدو الإسرائيلي، وتوظف وسائل الإعلام لخدمة الكيان المحتل، وتعمل على شيطنة المقاومة لتبرير الجرائم المرتكبة بحق الأطفال، والنساء، والشيوخ، والمدنيين العزل في فلسطين.
مؤخراً، أثار قرار محكمة الجنايات الدولية بتوقيف كل من نتانياهو ووزير دفاعه غالانت، بالإضافة إلى السنوار وهنية، غضب الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن. ورغم أن القرار لم يكن منصفاً، إذ ساوى بين الضحية والجلاد، فإن رد الفعل الأمريكي تجاوز كل التوقعات، حيث هُدد أعضاء المحكمة، وأنكر الأمريكيون وقوع أي مجازر في قطاع غزة، ورفضوا الاعتراف بجرائم “إسرائيل”، مستنكرين قرار المحكمة وفي الوقت الذي رحبت فيه جنوب أفريقيا بالقرار، نددت به ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا.
هذا الانتهاك الصارخ لكل المعايير الإنسانية والقوانين الدولية، ومحاولة أمريكا والغرب تبرئة الصهاينة واتهام الضحايا، يعكس تناقضاً صارخاً له أسبابه ودوافعه، التي تناولها القرآن الكريم في توصيفه للنفسية اليهودية ، وهذا ما سنحاول تناوله في هذا التقرير.
التشخيص القرآني للمكر اليهودي
تناول القرآن الكريم موضوع المكر اليهودي في عدة آيات وسياقات مختلفة، موضحاً بعض مواقف بني إسرائيل وممارساتهم التي تتسم بالمكر والخداع. ومن الآيات القرآنية التي تتحدث عن هذا الموضوع:
- محاولاتهم في التحايل على أحكام الله
في قصة أصحاب السبت، حاول بعض بني إسرائيل التحايل على حكم الله بعدم الصيد يوم السبت. يقول الله تعالى في سورة الأعراف:
{واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }الأعراف163 “`
- تحريف الكلم عن مواضعه:
أشار الله تعالى في القرآن إلى مكر بعض اليهود بتحريف كلام الله وتبديل معانيه. في سورة النساء يقول الله تعالى:
{مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء46 “`
- إظهار الإيمان وإبطان الكفر:
في سورة البقرة، يوضح الله تعالى نفاق بعض بني إسرائيل الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر:
{وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }البقرة76
- محاولاتهم في قتل الأنبياء:
يتحدث القرآن عن محاولات بعض بني إسرائيل في قتل الأنبياء، وهو نوع من المكر والخداع تجاه رسالات الله. في سورة البقرة يقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }البقرة87
- السعي في الإفساد ونقض العهود:
يصف القرآن بعض بني إسرائيل بأنهم يسعون في الإفساد ونقض العهود التي أخذها الله عليهم. في سورة المائدة يقول الله تعالى:
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13 “`
توضح هذه الآيات والسياقات أن القرآن الكريم تناول مكر بعض بني إسرائيل ومواقفهم المختلفة بشكل مفصل، مع التركيز على تحريف الكلم، التحايل على الأحكام، نقض العهود، ونفاقهم تجاه الأنبياء ورسالات الله.
القرآن الكريم يشخص العدو الحقيقي للامة
يقول السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في محاضرة [ يوم القدس العالمي]: (( بعد أن ذكر الله سبحانه وتعالى عن اليهود قضيتين – ويجب أن تكون محط اهتمامنا – أنه قال بالنسبة لنبيه (صلوات الله عليه وعلى آله): {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}(الإسراء: من الآية73)، {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ}(النساء: من الآية113) فهل يمكن يذكر الله كل هذا عن بني إسرائيل عن اليهود ثم لا يكون قد وضع في كتابه الكريم, لا يكون قد هدانا في كتابه الكريم إلى ما يجعل الأمة بمستوى المواجهة لهذه الطائفة, وإحباط كل كيدها ومؤامراتها؟ وإلى ما يجعلها صاغرة ذليلةً تحت وطأة وأقدام هذه الأمة؟! لا بد, لا بد.
ولو رجع المسلمون إلى القرآن الكريم لعرفوا أن لله سبحانه وتعالى قد هداهم إلى هذا الشيء ولكنهم أعرضوا عنه فأصبحت هذه الحالة سائدة, وأصبحوا يعانون من هزيمةٍ نفسية ثابتة مستقرة لا يرون منها مفراً ولا مخرجاً.
القرآن الكريم يؤكد، ويشير، ويدلل على أن الخصومة والمواجهة الحقيقية فيما بين المسلمين على امتداد التاريخ ستكون مع أهل الكتاب, ستكون مع أهل الكتاب، وفعلاً في التاريخ كان العداء فيما بين هذه الأمة وأعداء آخرين كان مع أهل الكتاب. المشركون الكافرون لم تقم لهم قائمة، أو ظهر كفرٌ من صنع أهل الكتاب, ظهر كفر من صنع أهل الكتاب.
فالقرآن الكريم في [سورة آل عمران] وفي [سورة المائدة] وفي [سورة البقرة] يشير إلى أن المواجهة الحقيقية مع هذه الأمة ستكون مع اليهود, ومع أهل الكتاب جميعاً من اليهود والنصارى.
وعندما أشار هذه الإشارة نرى الحكمة العجيبة، نرى الحكمة العجيبة من قِبَل القرآن, ومن قِبَل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) كيف أنه قد تكفل بهداية الأمة إلى ما يجعلها – كما كررت أكثر من مرة – في مستوى المواجهة مع أهل الكتاب، الذين سيكونون هم الخصوم الحقيقيون والأعداء الألداء لهذه الأمة على طول تاريخها.
لقد فعل كل شيء لكن هذه الأمة هي التي ابتعدت عن القرآن, ابتعدت عن قرناء القرآن, ابتعدت عن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ثم انطلقت في الميدان مجردةً من سلاحها الحقيقي، من هديها، من هداتها، من قادتها.. ثم انطلقت لتصارع فهُزمت وأُذلت، وأصبحت أمةً تحت أقدام اليهود والنصارى)).
اليهود يهيمنون على أمريكا والدول الغربية
لم يكن مستغربا أن يصرح الساسة الأمريكيون ويعلنون عن صهيونيتهم وعلى رأسهم رئيس الولايات المتحدة الذي صرح أكثر من مرة أنه صهيوني وأن على أمريكا إيجاد إسرائيل لو لم تكن موجودة ومثله الكثير ممن سبقه وممن هم يديرون ويوجهون السياسة الخارجية الأمريكية ذلك أن اليهود تغلغلوا داخل مفاصل المؤسسات الحكومية الأمريكية كنتيجة طبيعية لهيمنتهم على الاقتصاد الأمريكي فالبرغم من أن اليهود لا يشكلون أكثر من 1% من المجتمع الأمريكي لكنهم يهيمنون على أكثر من 90% من الشركات العملاقة في مختلف مناحي الحياة يقودها اللوبي الصهيوني الذي يشمل الكثير من أصحاب الشركات والمصانع العملاقة في أمريكا وذات رؤوس أموال ضخمة، والذي يزيد عن 34 منظمة يهودية سياسية في الولايات المتحدة تقوم بجهود منفردة ومشتركة من أجل مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني، ولعل أشهرهم على الساحة هي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الصهيونية المعروفة اختصارا بـ آيباك وهي أقوى جمعيات الضغط على أعضاء الكونغرس الأمريكي، هدفها تحقيق الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني.
ويشير الكاتب اوعقي حميد في مدونته على منصة الجزيرة إلى أن ” أكثر شخصين خلقا الجدل في الساحة الأمريكية خلال السنوات العشر الأخيرة، وتحديدا من سنة 2007 بكتاب تحت عنوان اللوبي الصهيوني والسياسة الأمريكية الخارجية، وهما جون ميرشايمر أستاذ العلوم السياسية وستيفن والت أستاذ العلاقات الدولية، هذين الأستاذين اللذين يلخصان العلاقات الأمريكية الصهيونية بقولهما:
ينبغي أن تحظى المصلحة القومية الأمريكية بالصدارة المطلقة في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، إلا أنه وعلى امتداد الفترة الزمنية الماضية، ولا سيما منذ حرب يونيو من عام 1967 ظلت علاقة الولايات المتحدة بـ الكيان الصهيوني هي حجر الزاوية في سياسة الولايات المتحدة الشرق أوسطية، وأدت المزاوجة بين سياسة الدعم المتواصل وغير المحدود من أمريكا للكيان الصهيوني، وبين السعي لنشر الديمقراطية في أرجاء المنطقة، إلى إلهاب مشاعر السخط في أوساط الرأي العام العربي والإسلامي، وهددت أمن الولايات المتحدة.”ويضيف الكاتب: “ومن الدلائل أيضا التي تزكي نظرية تحكم اللوبي في مناحي السياسة الأمريكية، نعود لما قبل سنة 2001 بقليل حيث حصلت فوكس نيوز على مستندات سرية من محققين فيدراليين والتي كشف عنها كارل كاميرون تظهر اعتقال 140 جاسوس صهيوني بشأن تحقيق سري تناول التجسس الصهيوني في أمريكا، والغريب أن هذا الحادث لم ينشر في أي جريدة أو وسيلة إعلام إلكترونية، ولم يتطرق إليه أي نائب في الكونغرس أو حتى الرئيس الأمريكي أنذاك، واضح جدا أن اللوبي يسيطر على الإعلام بجميع أنواعه في أمريكا ولديه شبكات متفرعة من المدافعين عن السامية من محامين وأطباء وإعلاميين وأكاديميين ونقابيين وفصائل طلابية في مختلف الجامعات الأمريكية، فقد تطرقنا في البداية لأستاذين بارزين، فهؤلاء تم طردهما من مناصبهم كأساتذة جامعيين وتبرأت منهما الجامعة ومن كل أعمالهما، فتأثير اللوبي يا سادة لا يترك مجالا إلا وتغلغل فيه، وكل من يعادي السامية يجب عليه أن يدفع الثمن بأي وسيلة كانت.”
الصهيونية تدير الولايات المتحدة الأمريكية
بعد التطور التكنلوجي في عالم الاتصالات والانترنت وانتشار أجهزة الهواتف الحديثة مع بروز شبكات التواصل الاجتماعي بات الأمر سهلا على كل شخص على وجه الأرض يمتلك هذه الأجهزة أن يعرف ما يدور حول العالم من تطورات ولأن التضليل الإعلامي والثقافي والفني الذي كانت تمارسه الصهيونية عبر سيطرتها على وسائل الإعلام والإنتاج الفني في تضليل الشعوب في أمريكا وأوروبا وبقية دول العالم عن حقيقة ما يحدث سوى في فلسطين او في العالم الإسلامي وتصويرهم أن اليهود مظلومين ومحاطين بالكثير من الأشرار والإرهابيين وأن على العالم التعاطف معهم لكن جرائمهم في غزة وانتشار مشاهد إجرامهم بات الكثير من المواطنين في أمريكا يعرفون حقيقة ما يحدث لدرجة وباتوا يتساءلون غير مدركين للفظائع التي ارتكبت باسمهم، و على دراية اليوم بأن حكومتهم ليست ممثلة لهم وفاسدة للغاية، هذا الأمر نتج عنه تحركات طلابية واسعة ونشاط واسع على شكل مظاهرات ونشر مقاطع يهاجمون بها الجرائم الصهيونية وحكومتهم المتواطئة مع الصهاينة، وعلى الرغم من الرد العنيف للأجهزة الأمنية والاعتقالات المتواصلة إلا أن ذلك لا يخفي أمر أن الكثير من الشعوب الغربية بدأت تدرك حقيقية الصهيونية كفكر وعقيدة عنصرية مدمرة تستهدف البشرية كلها وأنهم يجسدون المصداق الحقيقي لقول الله سبحانه وتعالى (وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) لقد أيقظت الإبادة الجماعية الجارية في غزة الأمريكيين على حقيقة مفادها أن حكومتهم تخون ثقتهم، عبر دعم وتسليح الصهاينة الإسرائيليين.
الخداع اليهودي يظهر في منطق بايدن
لقد كان الاختراق الصهيوني للحكومة الأمريكية عميقاً بشكل مدهش. لقد كان التغلغل الصهيوني في الحكومة الأمريكية عميقاً. ومن الأمثلة على ذلك الهجوم الإسرائيلي على السفينة “يو إس إس ليبرتي”. وفي يونيو/حزيران 1967، هاجمت الطائرات الحربية والزوارق الإسرائيلية عمدا سفينة تابعة للبحرية الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقُتل 34 جنديًا أمريكيًا وأصيب عدد أكبر.
وحرص المتعاونون الصهاينة داخل الحكومة الأمريكية ووسائل الإعلام على إخفاء الهجوم عن الرأي العام الأمريكي. وكان أحد هؤلاء المتعاونين، آرثر غولدبرغ، سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الذي أبلغ إسرائيل عن مناقشات الحكومة الأمريكية في أعقاب ذلك.
الحكومة الأمريكية، التي يديرها الصهاينة والمتعاطفون معهم، وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن، الذي أعلن: “أنا صهيوني. ليس من الضروري أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً”، وبالتالي، ليس من المستغرب أن تكون أغلبية طاقم إدارة بايدن من اليهود.
ولا يعني كونك يهوديًا أن تكون صهيونيًا، إلا أن أغلبية كبيرة من اليهود الأمريكيين تدعم الدولة الإسرائيلية الصهيونية.
وباعتباره صهيونيًا، كان بايدن على استعداد لخداع الأمريكيين والكذب عليهم بخصوص ما يجري من جرائم في غزة يدعمها ويغطي عليها من من خلال تبني مزاعم صهيونية واتهامات للمقاومة الفلسطينية ومن ذلك تبني الرئيس الأميركي جو بايدن مزاعم الصهاينة باتهام المقاومة زورا بارتكاب عنف جنسي واغتصاب.
وبدن خجل يظهر بايدن مرة أخرى ليقول إنه رأى أطفالًا تقطع رؤوسهم على يد حماس. وعلى الرغم من أن موظفيه تراجعوا عن تلك الكذبة، إلا أن الضرر الناتج عنها قد وقع.
وقبل يوم واحد من كتابة هذه الخبر يظهر بايدن مرة أخرى ليروي قصة من وحي الخيال الصهيوني أثارت ضجة واسعة بقوله إنه رأى أم وطفله عندما زار إسرائيل سكب عليهم عناصر من حماس البنزين واحرقوهم وهم أحياء وأن ما حدث يفطر القلب.. أما بخصوص مقتل وجرح أكثر من 100 الف فلسطيني وتدمير غزة بالكامل وتهجير أكثر من 2 مليون فلسطيني فهذا في نظر بايدن أمر مشروع ولا تصنف كجرائم حرب وهذا نفسه يوضح موقفه من قرار الجنائية الدولية ..
وهنا نخلص إلى أن اليهود يحملون حقدا شديدا لنا كعرب وكمسلمين وأنهم يتلذذون بقتلنا وتهجيرنا وانتهاك كرامتنا ولا نساوي عندهم قيمة الكلام المليء بالأكاذيب الذي يوزعونه على الناس.. ولن ينجينا منهم ومن إجرامهم إلإ عودة جادة إلى القرآن الكريم فهو قد شخصهم وأعطانا الضمانات التي نستطيع من خلال التصدي لمؤامراتهم وإيقاف مجازرهم بحقنا ومتى استشعرت أمتنا أهمية العودة إلى القرآن والعمل به كملاذ وحيد للخلاص من هذه المآسي والمحن والضياع والضلال ستكون قادرة على الوقوف على قدميها وارغام العالم المستكبر على احترامها كما تفعل الأمم الأخرى على الأقل..