“ايزنهاور”.. هل يمكن أن تغرق؟
|| صحافة ||
أعلنت القوات المسحلة اليمنية استهداف حاملة الطائرات الأميركية “يو أس أس” أيزنهاور، مباشرة، ردًا على العدوان الأميركي – البريطاني على اليمن والذي خلف قرابة الستين شهيداً وجريحاً باستهداف الأعيان المدنية في ميناء الصليف وإذاعة الحديدة الخميس الماضي، وكذلك أعلنت أن استهدافها مرة أخرى يعد الثاني خلال أقل من أربع وعشرين ساعة.
لم يمر الحدث مرورو الكرام، بل أصبح حديث السوشيال ميديا محليًا وعربيًا وعالميًا. رغم محاولة الولايات المتحدة إنكار تعرض الحاملة لأي استهداف، فإن الناشطين الأميركيين تحدثوا عن العملية، متسائلين عن مصير الحاملة.
قناة “العربية” سارعت إلى الإعلان على لسان مسؤولين أميركيين عن تمديد مهمّة “أيزنهاور” شهرًا إضافيًا، واضعة التمديد في إطار ما أسمته “الإصرار الأميركي على مواجهة الحوثيين”، حسب تعبيرها.
من جهته، قبطان سفينة “أيزنهاور”، قام بما يشبه المحاولة لتخفيف الشكوك، ونشر مقطعًا من على متن الحاملة لحظة إقلاع طائرة حربية، بالإضافة إلى صور أخرى من مخبز الكعك على متنها، إلا أن تلك المشاهد والصور، لم تخفف من حدّة الشكوك، بل زادت الطين بلة، حيث اكتشف كثير من الناشطين أن المقطع المصور نشر في آذار/مارس الماضي.
وذهب الناشطون لمتابعة منصات الملاحة التي كشفت أن “أيزنهاور” قد ابتعدت عن السواحل اليمنية 200 كم شمال البحر الأحمر، ورست قبالة ميناء جدّة.
قبل أن تتعرض “أيزنهاور” للاستهداف من القوات المسلحة اليمنية، كان مجرد التفكير في ذلك يعتبر ضربًا من الخيال، أما الآن، فيبدو أن لحظة غرق أي حاملة طائرات أميركية بات أمرًا متوقعًا من داخل الولايات المتحدة قبل خارجها.
صحيفة “وول ستريت جورنال”، نشرت تقريرًا في آذار/مارس الماضي، قارنت من خلاله بين القيمة المالية لحاملة الطائرات “يو أس أس جيرالد فورد” التي بلغت 13 مليار دولار، السفينة الحربية الأغلى في التاريخ، وبين القيمة المالية للطائرات المسيّرة التي يمكن لها أن تُغرِق “جيرالد فورد”، وتنزل بها إلى أعماق البحار. وقالت الصحيفة إنه “بالمبلغ نفسه، تستطيع أي دولة شراء 650 ألف طائرة مسيّرة من نوع “شاهد”، عدد قليل من تلك المسيّرات، ستصل إلى هدفها لتشلّ، أو ربما تغرق الحاملة “فورد”، وهي السفينة الأغلى في التاريخ”.
على ما يبدو من هذا التقرير، أنه لم يعد مستحيلًا إغراق “جيرالد فورد”، وهي أكبر وأضخم وأحدث وأغلى تكلفة من “أيزنهاور”، وقد أصبح مصير هذه الحاملات مهدّدًا أكثر من أي وقت مضى، لا سيما إذا ما أُخِذ في الاعتبار أنها لن تستهدف فقط بطائرات مسيّرة، بل أيضًا بصواريخ باليستية، ومجنّحة.
قبل عدة أشهر، نشرت “أسوشيتد برس”، تقريرًا من على متن الحاملة “أيزنهاور”، حيث كانت والسفن والقوات المرافقة لها قد أمضت أربعة أشهر بوتيرة قتالية ثابتة دون أيام إجازة، وقال قبطان السفينة، الكابتن كريستوفر تشوداه هيل، للوكالة إن “ذلك يؤثر سلبًا في البحّارة”.
اليوم نحن نتحدث عن ثلاثة أشهر أخرى، وهذا يضيف عبئًا على الطاقم، وتأثيرات سلبية أكبر، خصوصًا مع توتر متصاعد يومًا بعد يوم. ومن خلال هذه المعطيات، وتناولات المحللين والخبراء، بات من الممكن أن تكون “أيزنهاور” قد أصيبت فعلًا، لكنّها لم تغرق بعد، وإن كان الغرق أيضًا لم يعد مستحيلًا.
العهد الاخباري: علي الدرواني