الإصلاح الاقتصادي بمنظور أمريكا… التدمير والنهب  لثروات  اليمن

 

موقع أنصار الله الرسمي – محمد المطري

لم تتوقع الولايات المتحدة الأمريكية في يوم من الأيام أن يتم فضح سياستها  التدميرية للشعوب والدول العربية والإسلامية ونهب ثرواتها تحت مسمى التنمية الدولية والإصلاح الاقتصادي وغيرها من المصطلحات الرنانة التي تتغنى بها دول الغرب.

على مدى عقود من الزمن وحتى اللحظة تمارس  أمريكا سياسية التدخل في الشؤون الداخلية للدول بما يتلاءم مع أجندتها الاستخبارية والتي ينفذها عملائها في الداخل.

وتمثل السفارة الأمريكية  المنطلق  لتنفيذ البرامج والخطط التدميرية للدول فمن خلالها يتم استقطاب الجواسيس وترويضهم لخيانة أوطانهم.

ما كشفت عنه الأجهزة الأمنية من اعترافات  حول قيام شبكة الجواسيس الأمريكية الإسرائيلية من مهام عدائية تستهدف  اليمنيين سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً  يثبت مدى الحقد  الأمريكي الدفين على اليمن وحرصه  الشديد على قتل الشعب اليمني وتجويعه وتضييق الخناق عليه.

في العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي  على اليمن والذي أعلن من العاصمة الأمريكية واشنطن  يدرك اليمنيون أن أمريكا هي من تقود العدوان على اليمن وهي من تسعى لقتل وتشريد اليمنيين  وظهر ذلك جلياً في  القنابل العنقودية والأسلحة المحرمة دولياً الملقاة على اليمن والتي تحمل شعار الولايات المتحدة الأمريكية.

لم يقتصر الدور الأمريكي  خلال العدوان على اليمن في إدارة العمليات العسكرية لدول العدوان وتزويدهم بالقنابل والأسلحة المحرمة دولياً فحسب وإنما سعت أمريكا لتجنيد الجواسيس وتوظيفهم في مهام عدائية تستهدف اليمنيين في   مختلف شؤون حياتهم.

فبعد أن عرضت الأجهزة الأمنية اعترافات لشبكة الجواسيس الأمريكية الإسرائيلية في  الربع الأول من  يونيو الجاري والتي أقر خلالها الجواسيس قيامهم بتزويد أمريكا بالإحداثيات  المتعلقة بالطرقات والجسور والمعسكرات ومخازن الأسلحة  أظهرت الأجهزة الأمنية فيديوهات جديدة لشبكة  الجواسيس الأمريكية الإسرائيلية تثبت تجنيد الجواسيس لـ60عنصرا وتوزيعهم في مفاصل الدولة لاستهداف  الاقتصادي الوطني.

وبحسب  ما اظهرته الاعترافات فقد نفذ مجندي  شبكة الجواسيس الأمريكية الإسرائيلية  التوجهات والمخططات الإفسادية والتدميرية، التي تخدم مصالح العدو الأمريكي والإسرائيلي، وتزويد أجهزة المخابرات المعادية بكافة المعلومات والتقارير، والدراسات السرية لكل القطاعات الاقتصادية، كالقطاع النفطي والتجاري والمصرفي والاتصالات وغيرها، ورصد المؤشرات الاقتصادية في المجالات المختلفة، وذلك بهدف التحكم والسيطرة على الاقتصاد وضربه، وضمان استمرار النهب للثروات اليمنية.

كما اعتمدت المخابرات الأمريكية على جواسيسها لمعرفة الإجراءات والسياسات المتبعة لمنع تهريب العملة الصعبة، ومنع تداول العملة غير القانونية، بما يمكن الجانب الأمريكي من اتباع ترتيبات جديدة تزيد من تدهور العملة الوطنية وتراجعها أمام العملات الأجنبية.

استهداف القطاع الاقتصادي

على مدى تسعة أعوام من العدوان على اليمن حرصت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال شبكة الجواسيس على تدمير الاقتصاد الوطني من خلال استهداف وظائف البنك المركزي والمؤسسات الايرادية كالاتصالات والجمارك والضرائب وغيرها من المؤسسات الايرادية  وخصخصة المؤسسات العامة.

في أحدى  جلسات الحوار غير المباشرة في العام 2016 بشأن العدوان على  اليمن استخدم السفير الامريكي السابق ما ثيو تولر تهديدا يتعلق بإجراءات اقتصادية عقابية ضد حكومة صنعاء، كان التهديد موجها لكبير المفاوضين اليمنيين ورئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام .

بعد  تلك الحادثة  ،أوعزت الرياض لحكومة المرتزقة الاعلان عن نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وتسبب ذلك الاجراء  في تدهور  المنظومة الاقتصادية وتضرر موظفي  القطاعات الحكومية .

تهديدات السفير الأمريكي يعززها  اعتراف  الجاسوس  جميل الفقيه والذي اقر بأن  الجانب الأمريكي اهتم بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وبالتالي إحداث عبء أكبر على المركزي.

في حينها  قام  الجاسوس  شائف الهمداني، بنقل شفرة نظام البنك المركزي اليمني إلى عدن عام 2016م، بتكليف من ضابط المخابرات الأمريكي براد هانسن، وقام باستلام الشفرة من الجاسوس  إبراهيم النهاري، ونقلها إلى آخر يدعى علي الهمداني في عدن.

ومن المهام العدائية التي نفذها الجواسيس في سياق تدمير الاقتصاد الوطني جمع المعلومات حول عمل وزارة المالية  وطريقة اعداها لموازنة العامة للدولة وكذا طريقة تمويل المشاريع  والايرادات التي تعتمد عليها الدولة والتي تسهم في ثبات الاقتصاد الوطني الأمر الذي أتاح للأمريكي العمل على تجفيف منابع الإيرادات واستهداف العملة الوطنية من خلال  اغراق السوق بالعملة الجديدة الغير مؤمنة وسحب العملة الصعبة من السوق.

الجواسيس أكدوا أن قيامهم بتزويد الأمريكان بمعلومات دقيقة حول آلية عمل البنوك التجارية  جعلت الأمريكي يعمل على تضييق الخناق على البنوك التجارية من خلال التلاعب بالحوالات الخارجية.

وأوضح الجواسيس أن الامريكان سعو  لتدفق السلع الأمريكية والأجنبية للداخل اليمني وذلك بهدف ضرب المنتج المحلي واستهلاك العملة الصعبة والتي كانت تتدفق للبلد  بمزايا جمركية وضرائب زهيده بغية مضاعفة العبى على الجانب الاقتصادي.

ومن المؤسسات الايرادية التي تم استهدافها من قبل الجواسيس استهداف  المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية وكذا استهداف الأجهزة الرقابية  حيث يؤكد أحد الجواسيس أن قيامه بتزويد الأمريكان بإحصائيات دقيقة من جهاز الرقابة والمحاسبة مكن الجانب الأمريكي من قياس الأداء العام للجانب الاقتصادي للبلد.

وبالرغم من المساعي الأمريكية في ضرب الاقتصاد الوطني وزيادة معاناة اليمنيين إلا ان التحرك الحكيم والمسؤول لحكومة صنعاء مكنها من الحفاظ قدر المستطاع على الوضع الاقتصادي وذلك من خلال عدة إجراءات  كتشجيع المنتج المحلي والتقليل من فاتورة الاستيراد وسحب العملة المحلية الغير قانونية من الأسواق وخدمة الريال الالكتروني  وغيرها من الإجراءات الاقتصادية  أسهمت في ثبات العملة الوطنية وعدم انهيارها.

نجاح صنعاء في  الحفاظ على ثبات الوضع الاقتصادي اثار جنون وغضب العدو الأمريكي والذي يبنه الجاسوس شايف الهمداني  بقوله” السيد مايك مارتن مسؤول ملف النمو الاقتصادي طرح موضوع العملة المزيفة وأنه لماذا لا يتم ضخ هذه العملة في المحافظات الشمالية لسد العجز في السيولة وهذا يؤدي إلى أضرار كبيرة بسعر صرف العملة وزيادة معاناة المواطنين على المستوى الاقتصادي وارتفاع الأسعار في المواد الغذائية والاستهلاكية”.

ويضيف “السيد مايك مارتن طرح في أكثر من اجتماع أنه لماذا لا يتم ذلك وكان آخرها في الاجتماع مع نافانتي حيث طلب الحديث معهم عن كيفية العمل في هذا الجانب.

ويعتبر ما تم الكشف عنه  قيام  شبكة التجسس الأمريكي الإسرائيلي بمهام عدائية في الجانب الاقتصادي والعسكري جزء يسير جدا  من المؤامرات الأمريكية المحاكة ضد الشعب اليمني والتي ستكشف عنه الأجهزة الأمنية في فيديوهات قادمة.

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا