ضربة “يافا” النوعية: جبهة العدوّ الداخلية تتآكلُ مع أول عملية.. اليمن يخلقُ مساراً لإسقاط العدوّ من الداخل

||صحافة||

 

منذ أن أكّـد المتحدِّثُ الرسميُّ للقوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، حين الإعلان عن عملية يافا النوعية، أن اليمن ماضٍ في استهداف جبهة العدوّ الداخلية، ترجمت ردود الفعل الصهيونية فاعلية هذا النوع من العمليات في تهشيم الاصطفاف الصهيوني المجرم، ونجاعتها في خلخلة التماسك الداخلي الصهيوني.

مسؤولون صهاينة عبَّروا عن امتعاضهم من الفشل الذريع في الحد من توسع العمليات اليمنية التي تجاوزت كُـلّ الخطوط في تقديرات الصهاينة، فيما اليمن يعد بالمزيد والمزيد، وأما وسائل الإعلام العبرية ومقاطع الفيديو التي وثقها المستوطنون، فتؤكّـد فعلاً أن استمرار هذا النوع من العمليات كفيل بتمزيق الجبهة الداخلية للعدو الصهيوني، لا سيَّما وقد أصبحت يافا “تل أبيب” منطقة غير آمنة، حَــدَّ تأكيد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع.

 

جبهة العدوّ الداخلية نحو التمزيق:

البداية من تصريحات ما يوصف بـ”وزير الأمن القومي” الصهيوني إيتمار بن غفير، الذي قال “لقد تم تجاوز الخط الأحمر منذ زمن طويل في الشمال؛ فعندما تحتوي النار على كريات شمونة وسديروت فَــإنَّك تتلقى النار في تل أبيب، هكذا بالضبط تم تطبيق مفهوم الاحتواء في غزة لسنوات، التناسب والاحتواء، كلام فاحش عندما يتعلق الأمر بأمن الدولة”، في إشارة للاستياء الشديد من الفشل الذي وقعت فيه حكومة العدوّ الصهيوني، إضافة إلى حالة الذعر الشديدة التي يعيشها مسؤولو الكيان من هذا التطور النوعي في مسار المعركة.

فيما يقول من يوصف بـ”رئيس المجلس الاستيطاني للجولان” أوري كيلني؛ ردًّا على عملية يافا “لا يوجد فارق بين غارة بطائرة بدون طيار في قلب تل أبيب وإطلاق النار المُستمرّ في الشمال”، ويقابل ذلك تصريحات رئيس “حزب إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان التي قال فيها: “من لا يمنع الصواريخ على كريات شمونة وإيلات لا ينبغي أن يفاجأ بتلقيها في تل أبيب.. إن الحادث الخطير الذي وقع الليلة هو نتيجة مباشرة لسياسة الاحتواء والاستسلام التي لا تزال تنتهجُها (حكومةُ مفهوم الاحتواء) التي ترفض الاستيقاظ من أحداث أَيَّـام السابع من أُكتوبر”، فيما تظهر هذه التصريحات حجم الاضطراب الداخلي الذي يعصف بالكيان الصهيوني جراء هذه الضربة؛ وهو الأمر الذي يجعل من تكرارها سبيلاً لتمزيق جبهة العدوّ بكل المقاييس.

وقد عبّر ليبرمان عن الفشل الصهيوني بقوله: “إنها كبيرة جِـدًّا، علينا تغيير المعادلة، من المستحيل أن تتمكّن المجموعات التي ترتدي الصنادل من إطلاق صواريخ كروز وطائرات بدون طيار باتّجاه “إسرائيل”، بينما؛ مِن أجلِ مهاجمة اليمن نحتاج إلى وضع سرب كامل في الجو لرحلة تصل إلى آلاف الكيلومترات”.

ووسط هذا الاضطراب الداخلي، يخرج قادة الحرب الصهاينة بتهديدات جوفاء، أشار فيها متحدث جيش الاحتلال إلى أن الكيان الغاصب يدرس الرد على الهجمات اليمنية، في حين من يوصف بوزير الجيش يواف غالانت يقول بأن كيانه سيحاسب من يهاجم “إسرائيل”، وهي تهديدات قوبلت بخروج مليوني يمني في أكثر من 200 ساحة، وكانت المسيرات ممزوجة ببيان عسكري أكّـد ثبات المعادلة؛ وهو الأمر الذي يجعل العدوّ الصهيوني على موعد مع ردع متصاعد كفيل بوضع حَــدّ لغطرسته.

ووسط الاضطرابات الصهيونية، خرجت المعارضة الإسرائيلية بتصريحات مناهضة لحكومة المجرم نتنياهو، أبرزها ما قاله زعيم المعارضة لابيد، الذي أكّـد أن “سقوط الطائرة بدون طيار في تل أبيب هو دليل آخر على أن هذه الحكومة لا تعرف ولا يمكنها توفير الأمن لمواطني إسرائيل”، فيما يقول عضو الكنيست جدعون ساعر “الليلة في تل أبيب خلل خطير جاء بثمن مؤلم”، وكل هذه التصريحات تؤكّـد أن تكرار مثل هذه العملية قد يعصف بالداخل الصهيوني، فضلاً عن تهشيم قوته العسكرية والأمنية.

 

إقرار صهيوني: معادلة يمنية لا مفر منها

بدوره يقول مسؤول كبير في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي معلقاً على إخفاقات سلاح الجو الصهيوني على وقع العملية اليمنية، واصفاً وصول الطائرة اليمنية إلى يافا بأنها “7 أُكتوبر الدفاع الجوي الإسرائيلي”، وهنا تأكيد على حجم الرعب والصدمة التي أحدثتها العملية.

وبحسب صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية الصهيونية فَــإنَّ العملية اليمنية “تمثّل فشلاً مدوّياً لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي”.

ويؤكّـد المسؤول الصهيوني الذي فضَّلت الصحيفة عدم ذكر اسمه، أن “وصول الطائرة إلى تل أبيب فشلٌ مدوٍّ لنظام الدفاع الجوي والذي يمثّل نهاية عصر السماء النظيفة”، وهنا إقرار جديد بوجود معادلة جديدة فرضتها اليمن وبقية فصائل الجهاد والمقاومة.

ويضيف المسؤول الصهيوني في تصريحاته “أستعرضُ مزيجاً من عدة ظروف وإخفاقات يمكن أن تفسّر اختراق الطائرة المسيّرة المجال الجوي الإسرائيلي، من دون أية محاولة مسبقة لاعتراضها، وأولها وجود فجوة حرجة في المعلومات الاستخباراتية الملموسة حول مثل هذه الطائرة المسيّرة التي اجتازت مسافة نحو 2000 كيلومتر من دون اكتشافها”.

ويسلط الضوء أكثر على حجم الفشل الذريع أمام القدرات اليمنية، حَيثُ يقول إن “نظام الدفاع الجوي لسلاح الجو لديه وسائل أُخرى كان من المفترض أن تساعده في اكتشاف التهديد الذي يقترب، مثل كشف الأقمار الصناعية والكشف البصري والرادارات”، وهنا يؤكّـد المسؤول الصهيوني أن كُـلّ هذه الإمْكَانات التي يمتلكها العدوّ “الإسرائيلي” كانت لا شيء بالنسبة لطائرة يافا اليمنية التي استطاعت المناورة وُصُـولاً إلى الهدف دون علم الكيان وراداراته وأنظمته الدفاعية، ليتفاجأ الجميع بصوت الانفجار المدوي.

وبناءً على معطيات العملية، يستنتجُ المسؤول الصهيوني أنّ “التفوّق الجوي الإسرائيلي لم يعد مطلقاً؛ إذ لا توجد حماية محكمة لأجواء إسرائيل”، مؤكّـداً أنّ “أيّ شخص يقول خلاف ذلك هو ضال ومضلّل”.

ويؤكّـد أن العملية اليمنية “خلطت الأوراق من جديد، وبطريقة يمكن أن تشير إلى دخول “إسرائيل” في عصر يكون فيه المستوطنون في كُـلّ مكان فيها عرضةً لهجوم جوي مفاجئ لا يمكن منعه مسبقاً”.

وعرّج أَيْـضاً على الفشل الأمريكي البريطاني الغربي الذي لم يعرف هو الآخر برحلة الطائرة اليمنية يافا على الرغم من انتشار القطع الحربية العسكرية طول وعرض البحر، وهو ما يؤكّـد أن اليمن فعلاً قد فرض معادلة جديدةً.

 

الإعلام العبري ينقلُ حجم الذعر في ما بعد “يافا”:

أما الإعلام العبري، فكان له نصيبٌ كبير من الانتقادات الموجهة لقادة الكيان الصهيوني، وعطفاً على التقارير التي أوردتها صحيفتا “معاريف”، و”يديعوت أحرونوت” بشأن العملية اليمنية، وما ترافق معها من هجمات بينية سياسية داخل الكيان، يقول موقع “والا” العبري: “مرة أُخرى فشل الجيش الإسرائيلي في حماية الجزء الخلفي من دولة “إسرائيل”، هذا حادث خطير من نواحٍ كثيرة”، مُضيفاً “ما لا يفهمه الجمهور تماماً هو أن حزب الله والجماعات المسلحة في العراق واليمن يشنون حرب استنزاف مع “إسرائيل”؛ مما يؤدي إلى تآكل قوة الجيش الإسرائيلي”، وهنا اعتراف بمدى تأثير هذه الضربة النوعية في تمزيق الداخل الصهيوني على كُـلّ المستويات.

أما صفحة بيني اشكنازي العبرية فخاطبت حكومة المجرم نتنياهو: “عزيزتي الحكومة الإسرائيلية، استعيدي أمننا بالفعل”، فيما يقول موقع “أرض الجهاد” العبري “من الغريب بعض الشيء أن “إسرائيل” تعتبر تبني الحوثيين المسؤولية أمرًا مفروغًا منه، وهم يعلنون بشكل حاسم”، مُضيفاً “اختراق الحاجز النفسي لإطلاق النار على تل أبيب مع استمرار الحرب سيزداد إطلاق النار باتّجاه وسط البلاد، وليس من المستحيل أن نرى المزيد والمزيد من الطائرات بدون طيار تصل إلى وسط البلاد”، وهنا يكشف الموقع حجم الخوف الذي أصاب الداخل الصهيوني، فضلًا عن إقرارهم بالفشل الذريع الذي سيترافق معه المزيد والمزيد من العمليات النوعية المماثلة.

أما القناة الـ14 العبرية، فقد اكتفت في التعليق على العملية عبر الإشارة إلى فشل التحالف الأمريكي البريطاني الغربي في الحد من العمليات اليمنية، وعلى العكس من ذلك زاد الزخم العسكري اليمني؛ وهو ما يجعل الكيان الصهيوني أمام معادلة حتمية تؤول إلى السقوط.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا