استهداف «المدينة».. خسائر السعودية في اليمن تتزايد

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية || هدير محمود / موقع البديل

تعرضت فرقاطة سعودية تابعة لقوات العدوان على اليمن، الاثنين، لهجوم من قبل 3 زوارق، قبالة سواحل محافظة الحديدة غربي البلاد، وكانت تحمل على متنها 176 جنديًا وضابطًا، وعند استهدافها كان على متنها طائرة مروحية، وتم إصابتها مباشرة وبدقة عالية بعد عملية رصد دقيق قبالة السواحل الغربية، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

 

وتأتي الحادثة بعد أيام من تحذيرات أطلقتها القوات البحرية والدفاع الساحلي وخفر السواحل اليمنية في يناير الجاري، حيث حذرت حينها بوارج العدوان من استخدام الممر الدولي لقصف أهداف مدنية، وقالت في بيان لها إن بوارج العدوان تستخدم الممرات الدولية لقصف أهداف مدنية مما يشكل خطرًا كبيرًا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأكدت القوات البحرية والدفاع الساحلي وخفر السواحل جاهزيتها للرد على أي قصف من بوارج تحالف العدوان تحت أي ظرف، كما حذرت السفن التجارية من المرور في الممر الدولي إلا بعد تشغيل جهاز التعارف الدولي حفاظًا على سلامتها.

وتعد “المدينة” واحدة من بين أربع فرقاطات تمتلكها البحرية السعودية صنعت في فرنسا، جميعها مزودة بحزمة تسليحية وتقنيات حرب إلكترونية وتخفي، كما أنها مزوده بمهبط طائرات لمروحية متوسطة الحجم، مثل يوروكوبتر دوفين، ويوروكوبتر بانثرن وطائرة إن إتش 90، كما أنها مُزودة بالصواريخ الموجهة، ومجهزة لقتال الغواصات، ولتوفير الدفاع الجوي وتأمين مجموعات القتال البحرية، وتأمين القوافل البحرية الصديقة، وتمتلك قدرة تصل إلى 32500 حصان ميكانيكي وسرعتها 30 عقدة.

بدورها، اعترفت قيادة التحالف السعودي بتعرض فرقاطة “المدينة” للاستهداف، وذكرت أنه أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة، تعرضت لهجوم من قبل 3 زوارق انتحارية تابعة لجماعة أنصار الله، وحاول بيان قيادة التحالف السعودي التقليل من الصفعة اليمنية التي تلقتها، قائلا “السفينة السعودية قامت بالتعامل مع الزوارق بما تقتضيه الحالة، إلا أن أحد الزوارق اصطدم بمؤخرة السفينة مما نتج عنه انفجار الزورق ونشوب حريق في مؤخرة السفينة حيث تم إطفائه من قبل الطاقم”، ونتج عن الحادثة، بحسب البيان، مقتل اثنين من أفراد طاقم السفينة، وإصابة 3 آخرين.

الفرقاطة السعودية لم تكن الأولى التي تتعرض للقصف، بل تُعد سابع بارجة حربية تطالها النيران اليمنية، حيث كانت البارجة الأولى في أكتوبر عام 2015 قبالة سواحل باب المندب، فيما جاءت الأخيرة قبل استهداف الفرقاطة “المدينة”، باستهداف البارجة العسكرية الإماراتية التي استهدفتها القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية في أكتوبر الماضي أثناء محاولتها التقدم باتجاه سواحل المخا، ما أدى إلى تدميرها بالكامل.

رغم محاولات المملكة وقوات العدوان التقليل من قيمة استهداف الفرقاطة السعودية، إلا أنه يُعد تطورا كبيرا وخطيرا في مسيرة العدوان على اليمن، حيث تقع مدينة الحديدة ذات الأهمية الاستراتيجية تحت سيطرة جماعة أنصار الله، الأمر الذي يمكنهم من التعامل مع قوات العدوان انطلاقًا من ميناء المدينة، كما أن قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية يسيطران على مناطق الحدود الجنوبية للسعودية، التي تتعرض دائمًا لإطلاق نار من جانب جماعة أنصار الله وقوات الرئيس السابق، على عبد الله صالح.

خسارة الفرقاطة “المدينة” جاءت لتضاف إلى قائمة الخسائر الكبيرة التي تكبدتها السعودية وحلفاءها منذ بداية عاصفة الحزم قبل 18 شهرًا، حيث أشارت تقارير سابقة إلى أن المملكة تكبدت العديد من الخسائر الفادحة التي جعلتها تحاول الخروج من المستنقع اليمني بأي طريقة، سواء من خلال المفاوضات مع جماعة أنصار الله، أو محاولة ترطيب الأجواء المتوترة مع إيران من خلال وسطاء، أو حتى البحث عن المزيد من الحلفاء والداعمين لها في عدوانها، خاصة بعد أن أدركت جيدًا أن عدوانها على اليمن لن يمكنها من تحقيق أهدافها أو تنفيذ المخططات الصهيوأمريكية.

في يوليو الماضي، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن خسائر السعودية منذ بداية عدوانها على اليمن، راصدة تدمير حوالي 98 موقعًا عسكريًا سعوديًا في نجران وجيزان وعسير وظهران الجنوب وخميس مشيط تدميرًا كليًا، إلى جانب 76 موقعًا عسكريًا تم اقتحامها والسيطره عليها وتفجيرها بالألغام الأرضية وفق المخطط العملياتي العسكري اليمني، إضافة إلى تدمير مقر العمليات للجيش السعودي في الخوبة والطوال وأبو عريش والحرث والربوعة، كما تمكنت القوات اليمنية خلال الأشهر الماضية من تدمير مقر قيادة القوات الجوية بقاعدة خميس مشيط الجوية تدميرًا كاملًا، ما تسبب في مقتل قائد القوات الجوية السعودية، الفريق محمد الشعلان، والعديد من كبار قادة الجيش بقطاع سلاح الجو السعودي، فضلا عن تفجير الطائرات الحربية ومنصات الصواريخ للدفاع الجوي السعودي، وقتل أكثر من 36 طيارا و38 ضابطا من الجانب السعودي.

وأوضحت “واشنطن بوست” في تقريرها أنه بحسب التقارير الرسمية التي أحصت بالأرقام خسائر السعودية في الأرواح والمعدات، فإن الخسائر البشرية تمثلت في مقتل ألفي و326 جنديا و36 ضابطا و22 جنرالًا من الرتب العليا، أما بالنسبة للمعدات، أكدت التقارير أن خسائر السعودية تتمثل في تدمير 363 دبابة و25 مدرعة مجنزرة و181 طقما عسكريا بمنطقة جيزان، إضافة إلى تدمير أو إحراق 18 دبابة و13 مدرعة مجنزرة و71 طقما عسكريا في منطقة نجران، وتدمير221 دبابة و19 مدرعة مجنزرة و51 طقما عسكريا و3 آليات دركتلات تابعة لقطاع الإنشاء والطرق بالجيش السعودي في منطقة عسير.

قد يعجبك ايضا