موقع أنصار الله - متابعات – 4 رجب 1447هـ
قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، باسم نعيم، إن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ينص صراحة على استقدام قوة استقرار دولية، وهو ما يتبناه مجلس الأمن الدولي، غير أن هذا المسار لا يزال معطلاً، في ظل غياب أي مؤشرات جدية على قرب تشكيل هذه القوة أو الاتفاق على طبيعة دورها ومهامها.
وأوضح نعيم في تصريح لصحيفة "فلسطين"، اليوم الأربعاء، أن الحراك الجاري في الإقليم وخارجه، بإشراف الطرف الأمريكي، لم يفضِ حتى الآن إلى استجابة عملية للانخراط في هذه القوة، مرجعاً ذلك إلى غموض مهامها وحدود عملها وقواعد الاشتباك الخاصة بها، وعدم وجود وثيقة واضحة تنظم طبيعة تدخلها.
وأكد أن موقف حماس ثابت في هذا السياق، ويتمثل في أن يقتصر دور أي قوة دولية على مراقبة وقف إطلاق النار، والفصل بين الأطراف، ومنع التصعيد، ورفع التقارير، من دون أي تدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي أو إدارة قطاع غزة.
واتهم نعيم العدو الصهيوني بمحاولة إعاقة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، باعتبار أن هذه المرحلة تلزمه بالانسحاب الكامل من قطاع غزة، وفتح المعابر، وبدء مسار التعافي وإعادة الإعمار.
وقال القيادي في حماس، إن الكيان الصهيوني يواصل خرق بنود المرحلة الأولى، ويمتنع عن تنفيذ استحقاقاتها، في وقت التزمت فيه فصائل المقاومة الفلسطينية بجميع ما طُلب منها، رغم الخروقات الصهيونية الجسيمة.
وأشار إلى أن معدل الخروق الصهيونية بلغ ما بين 10 و12 خرقاً يومياً، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 410 فلسطينيين وإصابة نحو ألف آخرين، إضافة إلى تدمير المباني والبنية التحتية، واستمرار منع إدخال المساعدات، وإغلاق معبر رفح، رغم أن الاتفاق ينص على فتحه عقب تسليم الأسرى الأحياء.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بعد حرب إبادة جماعية صهيونية استمرت عامين متواصلين، غير أن "جيش" العدو الصهيوني يمارس خروقات يومية للاتفاق، وما يزال يمنع دخول غالبية المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي ما يتعلق بملف "المحكمة الجنائية الدولية"، رحّب القيادي في حركة حماس برفض المحكمة وقف التحقيق في جرائم الإبادة المرتكبة في غزة، وعدم رضوخها للضغوط الأمريكية، معتبراً ذلك موقفاً يعزز مسار العدالة الدولية، ويمنح الأمل للضحايا بمحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة، وفي مقدمتهم نتنياهو وأركان حكومته.
وتحدث نعيم عن مؤشرات متزايدة على عزلة الكيان الصهيوني دولياً، لافتاً إلى تصاعد المقاطعة والرفض الشعبي والسياسي له في عدد من الدول، ومنع رسو سفن محمّلة بالسلاح، وانسحاب دول من فعاليات ثقافية، إضافة إلى تحولات ملحوظة داخل الولايات المتحدة نفسها، بما في ذلك تنامي الرفض لتأثير اللوبي الصهيوني في السياسة الأمريكية.
وأشار إلى أن استطلاعات الرأي تظهر تحولاً واسعاً في الولايات المتحدة لصالح القضية الفلسطينية، مؤكداً أن هذه التحولات تمثل مساراً استراتيجياً طويل الأمد، وإن كانت ثماره السياسية تحتاج إلى وقت.
وشدد نعيم على ضرورة بلورة خطة فلسطينية شاملة للبناء على هذه المتغيرات الدولية، في ظل اعتماد العدو الصهيوني الكامل على الدعم الخارجي، لا سيما الأمريكي، معتبراً أن إضعاف هذا الغطاء يشكل عاملاً حاسماً في مستقبل المشروع الاستعماري الصهيوني.
وخلفت الإبادة الصهيونية في غزة، التي استمرت عامين وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.