ماذا حققت السعودية من العدوان على اليمن؟
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || ذوالفقار ضاهر/ موقع المنار
حلّت الذكرى السنوية الثانية على بدء العدوان السعودي الاميركي على اليمن، ثقيلة على المعتدين الذين راهنوا وما زالوا على مرض النسيان الذي يضرب الامة منذ عشرات السنين، النسيان الذي ينسي الناس الحقائق ويعمي البصر والبصيرة ويقلب الحق باطلا والباطل حقا.
وللتذكير فقط فإنه عند الثانية من فجر يوم 26 آذار/مارس 2015 أطلقت السعودية ما يسمى عملية “عاصفة الحزم” بعد ان أعلنت ترؤسها تحالفا للحرب على اليمن، وقد حدد المتحدث العسكري باسم “التحالف” اللواء السعودي احمد عسيري أهداف هذا العدوان السعودي الاميركي ومنها: مهاجمة القواعد الجوية ومراكز العمليات وتدمير الطائرات ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات، تدمير الصواريخ الباليستية، بدوره انبرى السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير(وزير الخارجية السعودي حاليا) للقول إن “العملية العسكرية تهدف لتدمير الأسلحة التي قد تشكل خطرا على المملكة العربية السعودية سواء أكانت أسلحة جوية أو صواريخ باليستية أو أسلحة ثقيلة”.
الاهداف كثيرة.. ماذا عن النتائج؟!
علم السعودية ومرت الايام من دون تحقيق المرتجى، فأعلنت السعودية عن إنهاء “عاصفة الحزم” والبدء بما اسمته “عملية إعادة الأمل” وذلك يوم 21 /نيسان/أبريل 2015، حين زعمت وزارة الدفاع السعودية تدمير الصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة التي تشكل تهديدا لأمن السعودية والدول المجاورة والتي كانت بحوزة الجيش اليمني واللجان الشعبية.
ومن جديد اعتلى عسيري المنبر ليعلن ان “إعادة الأمل” تهدف الى: استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار اليمني، استمرار حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب، تيسير إجلاء الرعايا الأجانب، تكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة إفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية، التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للجيش اليمني واللجان الشعبية واستمرار فرض الحظر الجوي والبري والقيام بأعمال التفتيش لمنع دخول السلاح الى اليمن.
ولكن اليوم ماذا حققت السعودية من كل ذلك بعد اكثر من سنتين على بدء هذا العدوان؟ هل استطاعت السعودية من القضاء على الجيش اليمني واللجان الشعبية وعلى حركة أنصار الله الذين يدافعون عن سيادة وطنهم؟ هل تمكنت السعودية من منع اليمنيين من تصنيع السلاح من صواريخ وطائرات استطلاع؟ هل تمكنت السعودية من ردع الصواريخ الباليستية التي تتساقط عليها بحسب ما تقرره القيادة العسكرية اليمنية التي تقود المعركة بدقة بمواجهة العدوان؟ هل تمكن الجيش السعودي ومن معه من قوات خليجية او من قوات التحالف ممن يسمون “مرتزقة” من فرض السيطرة على الاراضي اليمنية؟ هل تمكنت السعودية مع كل الدعم الاميركي من تحقيق أي هدف من أهداف “عاصفة الحزم واعادة الامل”؟
عاصفة الفشل وتدمير الامل..
وماذا نتج عن الحصار الذي فرضته السعودية على اليمن؟ أليس هذا الحصار يتسبب يوميا بزيادة المعاناة الانسانية للشعب اليمني؟ أليس هذا العدوان وهذا الحصار هو السبب وراء كل هذا النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية التي يحتاجها المواطن اليمني في يومياته كي تستمر عجلة الحياة بصورة طبيعية؟ أليس هذا الحصار هو السبب وراء التحذير من حصول مجاعة في العديد من المناطق اليمينة؟ هل ما حققته السعودية في هذا العدوان هو انجازات عسكرية وامنية ام انجازات ضد الانسانية وضد الكرامة البشرية؟ وأي حزم تحقق في اليمن وبمقابل من؟ واي اعادة امل أنجز من قبل المعتدين؟
يكفي إلقاء نظرة سريعة على الاوضاع في اليمن لندرك ان ما تحقق من قبل العدوان السعودي الاميركي هو قتل للأمل باعادة اليمن السعيد الى طبيعته، لان العدوان دمر وما زال يدمر كل معالم الحياة في تلك البلاد، حيث اكثر من مليوني طفل يمني هم خارج المدارس بسبب تدميرها من قبل طائرات العدوان، والبنى التحتية لليمن من طرق وجسور ومؤسسات حكومية ايضا استهدفت بكثافة كي تضرب عجلة الدولة في اليمن، المستشفيات بحاجة لمساعدات عاجلة لمنع وقوع المزيد من الضحايا بسبب العدوان ويكفي هنا الاشارة الى ان المعلومات تتحدث عن ان “طفلا يمنيا يموت كل بضعة دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها”، ولكن نقص العلاجات المطلوبة تمنع انقاذ حياة الابرياء.
وفي السياق، قال المحامي اليمني علي العاصمي إنه “بعد عامين من عدوان تحالف أكثر من سبعة عشر دولة بقيادة السعودية اتضح جليا فشل وانهزام كل هذا التحالف العالمي وسقط مشروع وأطماع الغزاة في احتلال اليمن واعادته للوصاية والهيمنة السعودية الأميركية”، واضاف “من أهم اهداف ذلك العدوان البربري على اليمن هو اعادة ما يسمى بالشرعية لعبد ربه منصور هادي الذي أنتهت ولايتة دستوريا وشعبيا وبرلمانيا ورغم ذلك فشل التحالف العالمي بعد مرور عامين من فرض تلك الدمية على الشعب اليمني الصامد والمقاوم”.
فشل العدوان.. وتطور القدرات اليمنية
وذكّر العاصمي في حديث لموقع “قناة المنار” انه “من الأهداف ايضا التي اعلنها تحالف العدوان كمبرر لغزوه لليمن حماية الحدود الجنوبية للمملكة السعودية والقضاء على القدرة الصاروخية لحركة أنصار الله والجيش اليمني ولكن المتابع لمسار العدوان على اليمن خلال العامين الماضيين سيجد أن هذه الأهداف فشلت وسقطت”، ولفت الى انه “في المقابل فإن قوة وبأس المقاتل اليمني ازدادت وتطورت كما قدرات الجيش واللجان الشعبية بصورة أذهلت العدو قبل الصديق”.
وأكد العاصمي ان “المقاتل اليمني استطاع تمريغ أنف الجيش السعودي ومن معه من جيوش ومرتزقة العالم التى تم جلبهم من كل انحاء العالم وهزيمتهم في كل الجبهات اليمنية امام بسالة وقوة المقاتل اليمني الصلب والصامد رغم الفارق في القدرات والعديد والعدة”، واضاف “لم تنفع المعتدين الطائرات الحديثة والقنابل الذكية والصواريخ المتنوعة المزودة بأحدث التقنيات العالمية وكذلك أحدث البارجات المتطورة علميا ناهيكم عن الدعم والمشاركة للقوات الأميركية والبريطانية والاسرائيلية بطائراتها وبارجاتها واسلحتها واقمارها الفضائية وخبرائها”.
وأوضح العاصمي ان “المقاتل اليمني استطاع اجتياح والسيطرة على مئات القرى والمدن المعسكرات والمواقع العسكرية السعودية في نجران وجيزان وعسير وقتل وأسر الكثير من الجنود السعوديين ومرتزقة العدوان”، وتابع “القوة الصاروخية اليمنية طالت القواعد العسكرية السعودية ووصلت الى الرياض كما تطورت القدرات البحرية واستهدفت الزوارق والبارجات السعودية والاماراتية ناهيك عن التصنيع العسكري المحلي”، وأشار الى ان “القادم أشد وأعظم فالشعب اليمني أفشل أهداف ورهانات قوى الاحتلال والتحالف وأكد ان اليمن مقبرة الغزاة”.
ومما يزيد من الاستغراب انه بعد كل ذلك يأتي من يطلب ضم اليمن الى “مجلس التعاون الخليجي” بهدف حمايته ممن يريد به وبالمنطقة الشر، والكلام هنا منسوب لمدير الاستخبارات السعودية الاسبق تركي الفيصل، والأنكى من كل ذلك تخرج القمة العربية التي عقدت في الأردن لتؤكد على “مساندة جهود التحالف العربي في دعم الشرعية في اليمن وإنهاء الأزمة اليمنية… وبما يحمي استقلال اليمن ووحدته ويمنع التدخل في شؤونه الداخلية ويحفظ أمنه وأمن دول جواره الخليجية…”، كلام لا ندري ماذا يقال فيه بعد كل هذه الدماء التي سالت والظلامات التي تحققت، وقد يعبر عن هذا الواقع الشعر القائل “الظلمُ طبعٌ ولولا الشرُّ ما حمدتْ في صنعةِ البيضِ لا هندٌ ولا يمنُ”.