«الوجة الآخر » لحزب الإصلاح يكشفُ غموضَ جرائم الاغتيالات التي شهدتها اليمن قبل وبعد العدوان

موقع أنصار الله || صحافة محلية || صدى المسيرة

 

الوجهُ الآخر لحزب الإصلاح: تنظيمٌ إجرامي في مهمة ضد الأمن الداخلي والخارجي لليمن

 

أزاحت الاعترافاتُ التي أدلى بها عناصرُ حزب الإصلاح أمامَ النيابة العامة، الكثيرَ من الغموض الذي ساد العملياتِ الأمنيةَ التي شهدتها اليمنُ في السنوات التي سبقت العدوان السعوديّ الأمريكي والفترة اللاحقة، فالحزبُ الذي شارك في السلطة بموجب المبادَرة الخليجية وأمسك بوزارة الداخلية نقَلَ عملياتِ الاغتيالات والتفجيرات التي طالت الشخصياتِ السياسية والأمنية والعسكرية لأعمال إجْرَامية لصورة جديدة تتمثَّلُ باستخدام السلطة وأجهزة الدولة للقيام بتلك الأعمال.

 

كما إن الاعترافاتِ الخطيرةَ لخلية الاغتيالات ورَصْد الإحداثيات للعدوان على اليمن المكوّنة من قيادات حزب الإصلاح، أكّدت أنه لا حدودَ لدى هذا الحزب لقيامه بأية أعمال إجْرَامية خدمةً للخارج وعلى حساب الدولة اليمنية ودماء أبناء الشعب اليمني ودِماء القادة العسكريين والأمنيين.

 

وحصلت “صدى المسيرة” على نسخةٍ من وثائق قائمة أدلة الإثبات في القضية رقم (131) لسنة 2017 م ج.ج، الصادرة عن النيابة الجزائية الابتدائية المتخصّصة بأمانة العاصمة، وهي القضيةُ التي ضُبطت فيها خليةٌ لعدد من العملاء المرتزقة التابعين للعدوان، تقومُ بتحديد الأَهْدَاف ورفع الإحداثيات والرصد والاغتيالات في العاصمة صنعاء.

 

وتحتوي وثائقُ (أدلة الإثبات) على اعتراف 36 مرتزِقاً، معظمُهم من المنتمين إلى حزب الإصلاح، تفيدُ بأنهم اشتركوا في عملية رَصْد وإعداد كشوفات بأسماء قياداتٍ من أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وعُقّال الحارات وكُلّ الشخصيات المناهضة للعدوان، وكذلك القيادات الأمنية والعسكرية ومقراتها؛ ليتم استهدافُهم، سواء بالطيران الأمريكي السعوديّ، أَوْ بالتفجيرات عبر عُبْوات الناسفة أَوْ الاغتيالات.

 

كما تظهر في الاعترافات الطرُقُ التي استخدمها المتهمون في التخطيط والتنفيذ لتلك الجرائم، مع أسماء المشتركين معهم، وكيف تم الالتقاءُ بهم وتوجيهُهم وتدريبُهم.

 

وبحسب الوثائق فقد أقَرَّ المتهمُ المدعو “نصر محمد السلامي” بأنه كان يعمَلُ مسؤولَ المنطقة الشمالية للأمانة في “العمل الخاص الذي يقومُ باستهداف أنصار الله ومَن يتعاوَنُ معهم من القيادات الأمنية والعسكرية وعُقّال الحارات، وأن العملَ الخاصَّ هو عملٌ عسكريٌّ متخصّصٌ لأعمال الاغتيالات، وهو ينقسمُ إلى مجموعتين: قطاعٌ شمالي وقطاع جنوبي، والقطاع الجنوبي مسئول عليه المدعو/ محسن علي زياد” حسب ما جاء في الوثائق.

 

كما أورد السلامي في اعترافه أسماءَ المسؤولين عن استلام وجَمْع نتائج رَصْد الأَهْدَاف وهم “يوسف البوّاب” و”عبدُالعزيز منصور قشنون”، حيث يقوم الأخيرُ باختيار الأَهْدَاف التي يتم استهدافُها بالطيران، بالإضافة إلى “أكرم حمادي” و”عبدالله عمر حطامي”، حيث تحتوي نتائجُ الرصد أيضاً على معلومات عن أشخاص ليتم استهدافُهم.

 

كما اعترف المتهم “معاذ أحمد عبدالوهاب نعمان” بأكثر من عشرين عمليةً بين استهداف لطقم عسكري ونقطة عسكرية وقيادات أمنية واجتماعية، موضحاً طرُقَ الرصد وكيفية الاستهداف، وأسماء المشتركين في الرصد والتنفيذ.

 

وقد وردت في بقية الاعترافات أيضاً طُرُقُ التمويل والدعم التي كانوا يعتمدون عليها في التجنيد والتخطيط والتنفيذ، كما اعترف المتهمون برصد عددٍ من الأماكن المدَنية في العاصمة (من ضمنها أحد المساجد ويدعى مسجد ذو النورين)، بالإضافة إلى عدد من المُؤسّسات الحكومية والمصانع، والرفع بها على أنها مخازنُ للسلاح، واعترفوا بأن الطيرانَ قد استهدف معظمَ تلك الأماكن بناءاً على المعلومات التي رفعوها.

 

وتُظهِرُ الاعترافاتُ أن عناصرَ الخلية يعملون ضمن شبكات منظّمة داخل العاصمة، وهناك مسؤولون معيَّنون من قبَل العدوان وقيادات حزب الإصلاح لتنظيم عمل الرصد وتحديد الأَهْدَاف وكذلك الاغتيالات والتفجيرات، كما أنهم يتلقّون التدريبَ العسكريَّ على صناعة وتركيب العُبوات الناسفة والاغتيالات والتفجير عن بُعد وكيفية رَصْد الأَهْدَاف في معسكرات ومقرّات تابعة لحزب الإصلاح في مأرب وتعز.

 

وحَدَّدَ المتهمون في اعترافاتهم عدداً من الأماكن التي قاموا بتنفيذ عمليات الاغتيال والتفجير فيها داخل العاصمة، كما سَمَّــوا عدداً من الشخصيات التي رصدوها وتم اغتيالُها في عمليات تعودُ إلى ما قبل العدوان، كاغتيال الشهيد عبدالكريم الخيواني رحمةُ الله عليه، بالإضافة إلى شخصياتٍ مسؤولة عن العمل الإجرامي داخل صنعاء كـ “سمير الأعوش” المسؤول العسكري في منطقة الجراف.

 

وكشفت الاعترافاتُ عن استخدام معسكر “الفرقة” سابقاً، من قبل حدوث العدوان، وكذلك جامعة الإيمان؛ لتدريبِ العناصر الإجْرَامية على عمليات التفجيرات والاغتيالات والعمل الاستخباراتي، حيث اعترف بعضُ المتهمين، ومنهم “وليد قاسم عبدالله الزين” أنه يرتبطُ منذُ العام 2012 بالمدعو “أحمد الشجاع” مسؤول العمل العسكري الخاص الذي يتطلب “رصد الحوثيين وتجمّعاتهم ومقراتهم وأنشطتهم”، حسب تعبير المتهم، وأنه قام بأخذ دورات عسكرية في معسكر الفرقة، ضمن كتائبَ عسكرية كانت مشكّلةً ومعدةً لهذه الأغراض، ما يوضّح الدورَ الإجْرَامي المبكّر الذي يقومُ به حزبُ الإصلاح في العاصمة صنعاء.

 

كما كشفت الاعترافات عن حقيقة ما يسمّى “مقاومة آزال” والتي ينتمي إليها أغلبُ المتهمين الذين أوردوا بالتفصيل خفايا ذلك الكيان، وطبيعة عمله كخلية إجْرَامية متكاملة، حيث اعترف المتهمُ “محمد عبده علي سعد الرياشي” بأنه انضم إلى الخلية عن طريق “مقاومة آزال”، هو وَ25 شخصاً، وقد حصلوا على “فتوى تأصيل شرعي”، حسب تعبيره، للانضمام، ليذهبوا بعد ذلك إلى التدريب على الأعمال الإجْرَامية في مَأرب.

 

وقال المتهمون في اعترافاتهم بأنهم كانوا موعودين بوظائفَ ومكافآتٍ كبيرة في حال دخول “المقاومة” صنعاء، حسب ما قيل لهم، بالإضافة إلى الرواتب والمبالغ التي استلموها لقاءَ ما يقومون به.

 

وتضمّنت الوثائقُ التي حصلت عليها “صدى المسيرة” تقاريرَ الأدلّة الجنائية الخَاصَّة ببعض الجرائم التي نفّذها المتهمون، والتي تضمنت قتلَ المجني عليه “عبدالله الرصاص” وتفجير عبوات ناسفة في كُلٍّ من شارع مأرب وحارة القليسي وشارع المحروقات ومدينة الأصبحي شارع الستين، بالإضافة إلى زرع عبوات ناسفة تم إبطالُها في كُلٍّ من بني حوات وحي عصر في سيارات تابعة لبعض المواطنين وجوار مسجد عبدالله بن مسعود في محيط شرطة 22 مايو.

 

كما تضمّنت الوثائقُ محاضِرَ الضبط والتفتيش للمتهمين وكذلك أسماء الشهود.

 

 

 

 

 

اعترافات

 

– المتهم رقم (3) خالد داوود أحمد النهاري، 38 عاماً، مدير مدرسة الفتح، مقيم في شارع تونس بأمانة العاصمة:

 

(الاشتراك مع أفراد الخلية في تشكيل الكتائب داخل أمانة العاصمة، بما يقدَّرُ خمس كتائب موزّعة على كُلّ المديريات، والمسئول عن تلك الكتائب هو المدعو عبدالله طاهر الجنيد، وكل كتيبة تضُمُّ أربع سرايا، وكل سرية تضُمُّ ثلاث فصائل، وكل فصيلة تضُمُّ ثلاث إلى أربع مجموعات).

 

– المتهم رقم (4) معاذ أحمد عبدالوهاب نعمان، الكنية هاشم وقايد، 25 عاماً، طالب، مقيم في السنينة:

 

(التدريب على فكّ وتركيب السلاح الآلي والمسدس والقنابل والاغتيالات وتصنيع العُبوات الناسفة وكيفية رَصْد الأَهْدَاف والأمن الشخصي ومقاوَمة التحقيقات وأمن التلفون والاغتيالات من فوق الدراجات النارية باستخدام المسدس، بالإضَافَة إلى القيام برصد أَهْدَاف وقيادات من أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وشخصيات عسكرية في الجيش والأمن، والذهاب إلى محافظة تعز؛ من أجل تعلُّم كيفية تركيب العُبْوات الناسفة وتصنيعها).

 

– المتهم رقم (5) وليد قاسم قاسم عبدالله الزين، الكنية طارق، 25 عاماً، موظّف، مقيم في شارع 30 حي الجوية بالأمانة:

 

(القيام بعمليات الرصد للعديد من الأشخاص والمنشآت والمنازل والمقرّات قبل وبعد العدوان، وتم استهدافُ العديد منها بقصف الطيران بناءً على الرصد والإحداثيات المرفوعة، والمشاركة في تشكيل خلية العمل الخاص (العسكري) المكلَّفة بتنفيذ عمليات الاغتيالاتِ والتفجيرات في صنعاء والتواصُل مع أفراد الخلية خلال تنفيذ المهام).

 

– المتهم رقم (6) قابوس يوسف حيدر ثابت الشامي، الكنية وليد وعزام، 23 عاماً، طالب، مقيم بحي الجراف جوار وزارة الكهرباء بالأمانة:

 

(الاشتراكُ بالعملِ مع مجموعة خَاصَّة تابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح في بداية مارس 2013 من أجل رصد واستهداف قيادات ومقرّات ونقاط وتحرّكات أنصار الله وقيادات في الجيش والامن بأمانة العاصمة، حيثُ كانت أول عملية هي عملية استهداف قيادي بأنصار الله (شرف الدين) يسكن في شارع 16 هائل أمام مطعم الهلال للكباب، وكانت هذه العملية بعد عيد رمضان الماضي).

قد يعجبك ايضا