بفضل تضحيات الشهداء.. سبعة أعوام من الفشل الأمريكي في اليمن

|| صحافة ||

لا ينسى اليمنيون تلك الليلةَ المشؤومةَ في السادس والعشرين من مارس من العام 2015م والتي أعلن فيها وزيرُ الخارجية السعوديّ عادل الجبير من العاصمة الأمريكية واشنطن بِدْءَ العدوانِ على اليمن.

قرابة سبع سنوات عجاف واليمنيون يتكبدون ويلات حرب ظالمة تقضي على كُـلّ شيء في البلد وتهلك الحرث والنسل وتسعى للإفساد في الأرض لولا أن هيأ الله شعباً حكيماً وقف صفاً واحداً في مواجهة التكالب العالمي وكبح جماحه التدميرية، فيما يعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى للشهداء العظماء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن الدين والوطن.

ويلفت قائد الثورة في العديد من الخطابات إلى أن أمريكا متورطة في الحرب على اليمن، بالإضافة إلى غيرها من الدول العظماء كفرنسا وبريطانيا.

ويدرك شعب الحكمة والإيمان جيِّدًا منذ الوهلة الأولى للعدوان على اليمن أن أمريكا هي من تدير المعارك وأن العدوان ومرتزِقته أدوات بيد الأمريكان تنفذ كُـلّ ما يُملَى عليها أن المعارك التي يخضونها في مختلف الجبهات.

وفي جبهات العزة والكرامة يثبت المجاهدون الأبطال أن قوة الله فوق كُـلّ شيء، حَيثُ يعطب الأحرار العديد من المدرعات والدبابات الأمريكية والبريطانية ومختلف الأسلحة الغربية والأُورُوبية التي تفخر بها الدول المتقدمة وتبيعها بملايين الدولارات لتحالف العدوان يحولها المجاهدين بفضل الله إلى عصفٍ مأكول، وخلف كُـلّ شهيد أَو مجاهد، قصةٌ بطوليةٌ جسدت الإيمان الكامل والثقة الكبيرة بالله سبحانه وتعالى.

 

مقبرةُ الدبابات والمدرعات

يذكر خبراء عسكريون أن دبابات الأبرمز الأمريكية من أشهر الدبابات على مستوى العالم التي تغير من موازين المعارك، موضحين فعالية تلك الدبابات في حرب الخليج وأفغانستان وَحرب العراق إلا أن حرب اليمن جعلت من تلك المدرعات والدبابات والناقلات محط سخرية للعالم.

حيث أكّـد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع في مؤتمر صحفي بمناسبة مرور ستة أعوام من الصمود، أن الجيش واللجان الشعبيّة تمكّنوا خلال ستة أعوام من تدمير وإعطاب وإحراق أكثر من 14 ألفاً و527 آلية ومدرعة ودبابة وناقلة جند وعربة وجرّافة وسلاحاً متنوعاً منها تسعة آلاف و859 عملية تدمير موثقة بالصوت والصورة من قبل الإعلام الحربي التابع للجيش واللجان الشعبيّة.

وبحسب المؤتمر فَـإنَّ قواتِ الدفاع الجوي نفذت خلال ست سنوات أكثر من 454 عملية إسقاط طائرات تابعة لتحالف العدوان ما بين مقاتلة ومروحية وكذلك طائرات استطلاعية وتجسسيه غالبية تلك الطائرات أمريكية الصنع كطائرات MQ-9)) وطائرات (درون) وطائرات سكان إيغل (Scan Eagle)، إذ إن الدفاعات الجوية اسقطت خلال العام الجاري تسع طائرات من نوع سكان إيغل أمريكية الصنع ثلاث منهن يجري إسقاطهن في أقل من شهر، حَيثُ تمكّن أبطال الجيش واللجان من إسقاط طائرتين في الرابع والثامن من ديسمبر الجاري.

وفي تحقيق أجرته قناة “السي إن إن” في فبراير 2019م، وكانت مراسلة CNN، نعمة الباقر، تقتفي مسارَ الأسلحة الأمريكية والدمار الذي خلّفته هذه الأسلحة في اليمن، كتبت “مرحباً بكم في اليمن حَيثُ الأعداد الكبيرة من المركبات المدرعة الأمريكية التي تُقدر بملايين الدولارات مهجورة على الطريق، مرحباً بكم في اليمن حَيثُ أن الأسلحة التي صُنعت في أمريكا تباع وتسرق وتُهجر، إنه أمرٌ لا يُصدَّقُ على الإطلاق، نحن نسير هنا والأمر بمثابة مقبرة للمعدات العسكرية الأمريكية، وعليها ملصق التصدير، من بومونت في تكساس إلى أبو ظبي في الإمارات”، وجدت المراسلة مقبرة حقيقية للمدرعات الأمريكية في الساحل الغربي، حَيثُ جرت في العامين 2017-2018م معارك ضارية، وحسبما قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حينها: إن تهامة تحولت إلى مستنقع للأعداء.

 

خططٌ تكتيكية محكمة لإفشال مؤامرات الأعداء

ويصف المحلل العسكري، اللواء خالد غراب، تصريحات وزير الحرب الأمريكي، لويد أوستن، في وسائل الإعلام بأن أمريكا لن تتخلى عن حليفها النظام السعوديّ وأنها ملتزمة بتحديث منظومات دفاعاته الجوية، بالتصريحات البرغماتية المحفزة من جهة والانهزامية من جهة أُخرى.

ويرى أن تلك التصريحاتِ أتت لتأكيد المؤكّـد بأن أمريكا هي من تستفيد من العدوان وهي من خطط له لتوكل مهام التنفيذ لأدواتها في المنطقة النظامين السعوديّ والإماراتي، الأمر الذي ثيبت أن النظامَين أداةٌ من أدوات قوى الاستكبار العالمي والوجه الآخر لتلك القوى الشيطانية التي تستهدفُ بلادنا وبلدان الدول العربية والإسلامية لتدمير وإضعاف مقدراتها لصالح الكيان الصهيوني.

ويعتقد أن أمريكا أجادت استنزاف أموال النظام السعوديّ من خلال بيع الأسلحة واستلام تكاليف وأجور خبرائها وجنودها المشاركين في تنفيذ الأعمال اللوجستية والعملياتية والاستخباراتية والطيرانية بما في ذلك تزويد الطائرات بالوقود جواً.

ويشير إلى أن السعوديّة تعمل على تزويد الخزانة الأمريكية في الوقت التي تريد أمريكا وأنه حينما امتلأ ضرعها بالحليب ظهر وزير الحرب الأمريكي بتلك التصريحات ليكمل ما بدأه الرئيس السابق ترامب.

ويعتقد غراب أن أمريكا تنفِّذُ نفسَ السيناريو التي ظهر في رئاسة ترامب والذي ينص على أن أمريكا حريصة على تزويد السعوديّة بالأسلحة والمنظومات الدفاعية، مع علم الجميع أن أمريكا تبيع الوهم فقط للنظام السعوديّ، وهو ما يثبته الواقع العملي على مدى سبعة أعوام.

ويذكر أن تصريحات وزير الحرب الأمريكي أتت في وقت تتسارع فيه انهيارات وهزائم مرتزِقته وأدواته الإرهابية في جبهات محافظة مأرب وشبوة والبيضاء وكذلك في جبهة الساحل الغربي، وذلك لتغطية فشله الذريع المتمثل في إدارة العمليات القتالية والاستخباراتية في الحرب على اليمن.

ويلفت إلى أن تلك المعطيات تؤكّـد قُربَ فشل أمريكا الذريع في تحقيق أهدافه العدوانية على اليمن والتي سعى لتحقيقها منذ أعوام.

ويجزم أن القيادة الثورية الحكيمة أخذت التصريحاتِ الأمريكية على محمل الجد، واضعةً في حسبانها أنه قد يكون هناك تدخل عسكري أمريكي مباشر من خلال قواعدها المتواجدة في الأراضي السعوديّة أَو الإماراتية أَو القطرية أَو الإرتيرية أَو عبر أساطيلها المتواجدة في البحار.

ويضيف: وعلى هذا الأَسَاس تم اتِّخاذ كافة التدابير ووضع الخطط التكتيكية المحكمة لعدد من الفرضيات ولمواجهة أي احتمال قد يأتي من العدوّ الأمريكي بحيث يتلقى الهزيمة الساحقة وبوقت قياسي.

بدوره، يرى المحلل العسكري زين العابدين عثمان، أن مسألة تقييم واقع الدور الأمريكي وحجمه وأبعاده في منظومة العدوان على اليمن، يتجاوزُ كُـلّ مستويات المشاركة الذي يفترضُها البعضُ أَو مسألة المساعدة وتوفير الدعم والإسناد للسعوديّة والإمارات.

ويلفت إلى أن الدورَ الأمريكي في العدوان على اليمن يعتبر دوراً شاملاً، وبالتوصيف الأدق أمريكا تقودُ العدوان وهي الراعي والقائم عليه من كُـلّ الاتّجاهات من توفير السلاح والدعم العسكري إلى التخطيط والإدارة العملياتية إلى الإشراف وإعطاء التوجيهات.

ويعتبر عثمان العدوانَ السعوديّ الإماراتي ومرتزِقتهم الأدوات المنفذة والقفازات التي تستخدمها قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وذلك لضرب اليمن.

ويستذكر البداياتِ الأولى للعدوان على اليمن والتي أعلن فيها وزير الخارجية السعوديّ من واشنطن، الأمر الذي يثبت للعالم أن أمريكا هي من تدير الحرب وَما النظام السعوديّ والإمارات وغيرهما من الدول إلا معاول قذرة بيد الصهاينة.

ويشير إلى أن أمريكا عملت منذ وقت مبكر على تقديم كافة أوجه الدعم اللوجستي والعسكري والفني والاستخباراتي لدواتها السعوديّة والإمارات، حَيثُ أدخلت ترسانتها العسكرية وطائراتها الحربية وطائرات شحن الوقود الجوي والطائرات دون طيار والأقمار الصناعية العسكرية وكذا قطع غيار الطائرات وترسانة لمئات الآلاف من الصواريخ والقنابل الهجومية ومنظومات الدفاع الجوي وأنظمة الإنذار المبكر، إضافة إلى مئات الضباط والطيارين الأمريكيين.

وعن العدوان البحري على اليمن، يؤكّـد عثمان أن أمريكا عملت على تجهيز قوة بحرية متكاملة، حَيثُ عملت على توفير مئات القطع البحرية الزوارق والبارجات والمدمّـرات، إضافة إلى المشاركة المباشرة للأساطيل الأمريكية المنتشرة في مياه البحر الأحمر كالأسطول الخامس الذي شارك بقوة مع عدد من حاملات الطائرات U، S، S.

ويضيف عثمان: أما مسألة القيادة فهناك مئات المستشارين وجنرالات الحرب الأمريكيين الذي أوكل إليهم مهمة الإشراف ووضع الخطط العملياتية للمعارك وتوجيه الأوامر للقوات السعوديّة والإماراتية ومرتزِقتها على الأرض.

ويختتم عثمان حديثه بالقول: عندما نتحدث عن حجم الدعم والتدخل الأمريكي فهو يتعدى مفهومَ المشاركة التي تتوقف عند سقف توفير السلاح والدعم اللوجستي فحقيقتُه تثبت أنه شامل ومتكامل يظهر أمريكا القائد والراعي الوحيد للعدوان وما عداها أدوات رخيصة في يدها كما أنها المستفيدُ من كُـلّ ما يجنيه هذا العدوان الذي لم يأتِ إلَّا تلبيته لاستراتيجياتها الاستعمارية وحماية مشاريعها وأجنداتها في اليمن وكذلك المنطقة ككل.

يطولُ الحديثُ حول ما صنعه اليمانيون الأبطالُ طيلة السنوات الماضية، ولا يسعنا سردها في كتاب أَو كتابين، لكن وراء كُـلِّ شهيد قصة عظيمة، ومع كُـلّ تضحية تجد إهانةً جديدةً لأمريكا وأدواتها، وما حدث طيلةَ السبع السنوات الماضية، خيرُ شاهد ودليلٍ على ذلك.

صحيفة المسيرة

 

قد يعجبك ايضا