عدن تعيش المعاناة والحرمان في سياق استمرار نهب الثروات اليمنية
خاص
تشتعل الاحتجاجات في مدينة عدن التي باتت مثالاً للمدينة الغارقة في الفوضى، وغياب الخدمات، وفقاً لما يتحدث به أبناء عدن بأن الوضع صعب جداً ولا يطاق، فلا كهرباء ولا مياه، ثم جاء ارتفاع أسعار الوقود لتتضاعف المعاناة وتتعاظم المأساة، حيث تصاعدت حالة الغليان الشعبية، بمدينة عدن الخاضعة لقوى الاحتلال والعدوان ومرتزقتهم، احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 14% عن السعر الحالي بزيادة 6 آلاف ريال عن السعر السابق.
وشهدت مدينة عدن، تظاهرات عارمة، حيث قطع المحتجون الطريق الرئيسية والفرعية الرابطة بين المدينة وعدة مديريات وسط عدن، وأضرموا النار في الإطارات، وسدوا الطرق بالحجارة مانعين مرور السيارات عند مدخل مديرية المنصورة إلى بقية المديريات، في انتفاضة شعبية غير مسبوقة.
وعود زائفة تحولت إلى سراب:
إن المتابع للمشهد في مدينة عدن المحتلة قد يتساءل: لماذا يعاني ابناء عدن من ازمة المشتقات النفطية وانعدام الكهرباء؟ فهل من المعقول أن النظامين السعودية والاماراتي لا يستطيعا توفير الخدمات الأساسية من كهرباء وماء ومشتقات نفطية، وتحسين سبل المعيشة لأبناء عدن، لاسيما بعد الوعود الزائفة بتحويل عدن إلى دبي!، وماذا قدم التحالف السعودي الاماراتي ومرتزقتهم لأبناء الجنوب المحتل، ثم ماهي مشاريعهم وانجازاتهم في المناطق التي هي تحت سيطرتهم؟
من اليقين القول ان التحالف السعودي الاماراتي لم يقدما لأبناء الجنوب المحتل سوى تنفيذ مشاريع استعمارية تتجسد في انعدام الأمن واستمرار وتيرة حوادث القتل والاختطاف، وقطع المرتبات، وغلاء الأسعار، وتردي الأوضاع المعيشية واتساع دائرة الفقر والبطالة، ونهب الثروات، وانعدام الخدمات في ظلِّ تردي الخدمات وانقطاع التيار الكهربائيِ الدائم في عدن، وتوقف وتردي التعليم، والسيطرة على الجزر والموانئ والمطارات.
ومن اليقين القول أيضاً أن مستوى سرقة الثروات والانفجارات والاغتيالات وحالة الانفلات الامني الواسع في المحافظات التي تحت سيطرة عملاء بن سعود تعطي شرحاً واضحاً لما يريده العدو وما يجيده عملاءه، وماهية النموذج الذي يراد تعميمه على جميع محافظات اليمن، وهذا درس يؤكد خطأ المغرر بهم وصوابية موقف القوى الوطنية.
سرقة ثروات الشعب اليمني في وضح النهار:
في وضح النهار، تستمر قوى العدوان ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية في سرقة ثروات الشعب اليمني من النفط والغاز، وتدعم في الوقت نفسه مشاريع الفوضى والتجويع، في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة جداً التي يعيشها أبناء المناطق الجنوبية، إذ أصبح المواطن اليمني في الجنوب مُنهك من الغلاء الفاحش والفساد واستمرار الحصار الاقتصادي، وكلها مشاريع أمريكية تستهدف حياة المواطن اليمني ولقمة عيشه وصحته بشكلٍ مباشر ومقصود، والتي يمكن وصفها بـعدوان لقمة العيش، في الوقت الذي تؤكد فيه صنعاء أن ثروات الشعب اليمني تُسرق أمام الجميع وتورد المبالغ المنهوبة إلى السعودية والإمارات ولا تورد حتى إلى البنك المركزي التابع لمرتزقة العدوان.
نهب الثروات اليمنية بينما يعيش اليمنيون واقع المعاناة والحرمان:
يستمر نهب الثروات اليمنية من قبل تحالف العدوان ومرتزقتهم بينما يعيش اليمنيون واقع المعاناة والحرمان، في ظل استمرار مسلسل نهب الثروات في المناطق المحتلة، مسجلاً نحو ثلاثمائة مليون دولار في الشهر الواحد من النفط الخام، ودوناً عن عائدات الغاز والإيرادات المنهوبة الأخرى يكفي هذا المبلغ لصرف مرتبات الموظفين في عموم الجمهورية لثلاثة أشهر.
وفي سياق نهب المرتزقة لعائدات النفط الخام والغاز يواصل المرتزقة نهب النفط الخام، عبر بيع ملايين البراميل بواسطة سفن عملاقة تأتي بشكل شبه شهري إلى موانئ الشحر والنشيمة وبير علي وغيرها، حيث أكد وزير النفط والمعادن أحمد دارس، أن حكومة المرتزقة تقوم بنهب وسرقة الثروات النفطية في جميع المحافظات وتتولى فقط مسؤولية تأجير الجزر.
وأوضح الوزير دارس أنه بلغ إنتاج النفط في عام 2018م (18) مليون و(80) ألف برميل نفط خام، وبلغ إنتاج النفط في عام 2019م أكثر من (29) مليون 690 ألف و750 برميل نفط خام، وبلغ إنتاج النفط في عام 2020م أكثر من (31) مليون و627 ألف و250 برميل نفط خام، وبلغ إنتاج النفط في عام 2021م (31) مليون و587 ألف و500 برميل نفط خام.
وبلغ إنتاج النفط الخام في المناطق المحتلة منذ بداية العام 2022م فقط (5) مليون و163 ألف برميل وهذا نموذج من القطاعات المنهوبة، وبلغ إجمالي ما تم إنتاجه من النفط المنهوب إلى نهاية شهر فبراير في هذه الأربع السنوات والشهرين بلغ 116 مليون و150ألف و199 برميل نفط خام.
وبلغت القيمة الإجمالية للنفط المنهوب من قبل دول العدوان في كل القطاعات النفطية منذ المدة من عام 2018م وحتى شهر فبراير من هذا العام 2022م (8) مليار و202 مليون و424 ألف دولار.